هكذا يرى إعلام عبري فوز يحيى السنوار بقيادة حماس في غزة

12

طباعة

مشاركة

قال مركز عبري إن فوز يحيى السنوار برئاسة المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقطاع غزة في منافسته مع القيادي نزار عوض الله، هو بمثابة انتصار جديد لإيران.

وأعلنت "حماس" في 10 مارس/آذار 2021، فوز السنوار بقيادة الحركة في غزة لدورة ثانية (2021-2025)، بعد أن ترأسها بالقطاع عقب انتخابه عام 2017 خلفا للرئيس الحالي للمكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.

"انتصار لإيران"

وأوضح المركز المقدسي الأورشليمي (عبري) أن فوز السنوار هو "انتصار لإيران في نفوذ قيادة الحركة على محور الإخوان المسلمين بقيادة قطر وتركيا"، وفق تعبيره.

وأشار المركز إلى أن هذا يعد بمثابة "انتهاء للدراما الإعلامية المتعلقة بانتخابات حماس الداخلية"، والتي بدأتها في 18 فبراير/شباط 2021، على أن تختتمها نهاية مارس/آذار 2021.

ووجه كل من نزار عوض الله وإسماعيل هنية برقيات تهنئة بفوز السنوار، وأعلنا تعاونهما معه بعد منحه الثقة.

ويدعي المركز العبري أن السنوار هو قائد للجناح العسكري (كتائب عز الدين القسام) إضافة إلى دوره السياسي وأنه كان ممثلا لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني الذي اغتالته واشنطن في يناير/كانون الثاني 2020.

وحتى رغم اغتيال سليماني، فإن السنوار له علاقات مع خلفه إسماعيل قاني، بحسب ما قال المركز العبري.

ونوه المركز إلى أنه في العام 2020 تعرضت حماس لانتقادات شديدة بسبب ما أسمته "فشل" مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، و"عجز" يحيى السنوار عن فك الحصار، كما توقفت المحادثات مع إسرائيل (برعاية مصرية) بشأن صفقة جديدة لتبادل الأسرى. 

ويقول الاحتلال إن حماس تحتجز 4 جنود إسرائيليين منذ عام 2014 إبان العدوان الإسرائيلي على غزة، وترفض الحركة الكشف عن مصير الإسرائيليين الأربعة، مشترطة مقابل الإفراج عن مثل هذه المعلومة إفراج الاحتلال عن أسرى أعاد اعتقالهم عقب فك أسرهم في صفقة التبادل للعام 2011.

ويرى المركز العبري بأن السنوار حصل على براغماتية في السنوات الأربع الماضية حيث حافظ على علاقات جيدة مع المخابرات المصرية والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان ودعم تفاهمات الهدنة مع إسرائيل بوساطة مصرية.

كما حافظ على المساعدة المالية القطرية الشهرية لقطاع غزة واستمر في عملية تعزيز الذراع العسكري للحركة الإسلامية، مثل: تطوير أسلحة جديدة، وتهريب الأسلحة إلى داخل القطاع، وبناء أنفاق هجومية وتنمية قدرات كوماندوز حماس البحري الذي يفترض أن يوجه "مفاجأة إستراتيجية" لإسرائيل، وفق المركز. 

"انتقادات" للسنوار

وتزعم مصادر في قطاع غزة أن حماس خلقت دراما مصطنعة، وأنه على الرغم من الانتقادات الداخلية للسنوار في صفوف الحركة، لم يكن هناك تهديد حقيقي لمكانته، وأن إيران مارست ضغوطا شديدة على انتخابه مرة أخرى، بحسب المركز.

وأشار المركز إلى أن حماس تصر على أنها كانت معركة صعبة بين السنوار ونزار عوض الله، مدعيا أن الحركة "تمكنت من خلق دعاية إعلامية بزعم أنها تجري انتخابات (داخلية) ديمقراطية على عكس حركة (التحرير الوطني) فتح، التي تستعد في هذه الأيام للانتخابات العامة".

ومن المقرر إجراء الانتخابات التشريعية في 22 مايو/أيار والرئاسية في 31 يوليو/تموز والمجلس الوطني (برلمان منظمة التحرير) في 31 أغسطس/آب من عام 2021، بحسب مرسوم رئاسي أصدره عباس في 15 يناير/كانون الثاني من نفس العام.

ويهدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس علانية بقتل وسجن وطرد أي عضو بارز في حركة فتح يعارضه، ويريد تشكيل قائمة مستقلة للانتخابات النيابية مثل ناصر القدوة، بحسب تعبير المركز.

ولفت إلى أن هناك شخصيات بارزة في حماس سبق أن وجهت، انتقادات شديدة لعملية الانتخابات الداخلية للحركة.

وأشار المحلل الأمني يوني بن مناحيم إلى أن عضو مجلس النواب عن حماس يحيى موسى، انتقد عبر صفحته على فيسبوك في 9 مارس/آذار الانتخابات الداخلية للحركة، وكتب: "لا نقاوة وشفافية في الانتخابات، بسبب عدم وجود مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الأعضاء".

كما أن المؤسسات ليست حيادية ويجب أن تكون الحركة ديمقراطية بالكامل في كل ما يتعلق بالحق في المنافسة، وتقديم الخطط، وإعداد القوائم والتحالفات في الحركة، والحق في الاستئناف، وفق موسى.

أين تتجه الأنظار؟

ويرى ابن مناحيم أن الأنظار في قطاع غزة الآن تتجه إلى نتائج الانتخابات لرئاسة المكتب السياسي لحماس. لذلك سيكون من الواضح ما إذا كانت إيران ستستمر في التأثير على قيادة الحركة ومركز الثقل في القرار من عدمه، بحسب قوله.

ويضيف: "سنرى إذا ما ستبقى صناعة القرار في قطاع غزة أو سينتقل النفوذ إلى محور الإخوان بقيادة قطر وتركيا، كما جرى في السابق بعد اغتيال مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين".

وأشار إلى أن التغيير الكبير في انتخابات حماس الداخلية قبل أربع سنوات كان نقل مركز ثقل اتخاذ القرار في الحركة من الخارج إلى قطاع غزة.

إذ انتقل من يد (رئيس المكتب السياسي السابق للحركة) خالد مشعل، المدعوم من قطر وتركيا، إلى إسماعيل هنية ويحيى السنوار، من سكان القطاع المدركين لمشاكله والمدعومين من إيران، وفق المركز

ويعتقد المحلل أنه إذا أعيد انتخاب مشعل خلال أيام قليلة كرئيس جديد للمكتب السياسي، فسيكون ذلك بمثابة ضربة لإيران الشيعية وانتصار لمحور "الإخوان المسلمين" السني بقيادة قطر وتركيا، بحسب رأيه.

ولفت ابن مناحيم إلى أنه كان هناك توتر بين خالد مشعل والجناح العسكري لحركة حماس منذ عملية "الرصاص المصبوب" (العدوان على غزة 2008-2009) وكانت هذه إحدى الأسباب الرئيسة لاستبداله في الانتخابات قبل أربع سنوات.

وأشار ابن مناحيم إلى أن كبار قادة حماس يقولون إن الحركة ستخرج أقوى بعد الانتخابات الداخلية وتستعد بالفعل لمعركة مع حركة فتح في الانتخابات البرلمانية.

وتستمد حماس التشجيع من الانقسام في حركة فتح والغضب في الشارع الفلسطيني بسبب الفساد في أجهزة السلطة الفلسطينية وهم واثقون من قدرتهم على تكرار فوزهم في الانتخابات البرلمانية عام 2006.

في الأثناء، أفادت قناة الميادين اللبنانية المقربة من إيران وحزب الله في وقت سابق، أن المرشح المطلوب لدى طهران، كان هو نزار عوض الله، وأنه هزم يحيى السنوار في الجولة الأولى وسيترأس الحركة في غزة.

ولفتت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية إلى أن "السنوار ورجاله غضبوا وذهلوا من التقرير الذي نشر في الميادين الذي يزعم فوز عوض الله بالجولة الأولى بهدف الإطاحة بالأول، بينما في الواقع كانت النتيجة متقاربة ولم يحصل أي من المرشحين على المطلوب".