أطول فترة صمود شعبي.. ناشطون يحتفون بمئوية حملة مقاطعة منتجات فرنسا

12

طباعة

مشاركة

يواصل ناشطون على مواقع التواصل، الدعوة إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، ضمن الحملة التي أطلقوها في أكتوبر/تشرين الثاني 2020، ردا على إعادة وسائل إعلام فرنسية نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

كانت مدة الحملة الأولى 100 يوم، لكنها تجددت خلال الأيام الماضية، ليعلن ناشطون التزامهم بالمقاطعة مائة يوم جديد.

وندد ناشطون عبر مشاركتهم في وسمي "#مقاطعة_المنتجات_الفرنسية100"، "#مئوية_المقاطعة_الفرنسية"، بإصرار فرنسا على الإساءة للمسلمين والتنكيل بهم، وابتداع طرق جديدة للتضييق عليهم، آخرها اختلاق الذرائع لإغلاق محلاتهم، بحسب موقع ميديا بارت الإخباري الفرنسي.

وأوضح الموقع، أن فرق "مكافحة الانفصالية الإسلامية" التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية، التي تم تشكيلها في يناير/كانون الثاني 2020، نفذت 18 ألف عملية مراقبة وتفتيش منذ ذلك التاريخ، تم خلالها إغلاق أكثر من 400 محل ومؤسسة للمسلمين.

ماكرون الذي صرح سابقا أن "الإسلام يعيش أزمة في كل مكان بالعالم" اتخذ خطوات تصعيدية ضد المسلمين في أعقاب توسع حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية، منها إغلاق مساجد في باريس وإغلاق جمعيات مسلمة، وترحيل مسلمين بدعوى التطرف.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، خلال لقائه مع قناة سي نيوز الفرنسية، في 3 يناير/كانون الثاني 2021، أن بلاده أغلقت 12 مسجداً ومؤسسة إسلامية منذ شهر ونصف الشهر بتهمة التطرف والتشدد الديني.

وسبق أن أعلن دارمانان في أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن عدد الأماكن التي تم إغلاقها في البلاد بدعوى "التطرف"، بما فيها مساجد، بلغ 356 في الأعوام الثلاثة الأخيرة، فضلا عن ترحيل 411 أجنبيا.

واستنكر ناشطون دعم بعض الأنظمة العربية والإسلامية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن في خضم حملة المقاطعة، عدم تخليه عن الرسوم الكاريكاتيرية، بزعم أنها حرية رأي وتعبير، منددين بدعم رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، لماكرون، اقتصاديا.

ففي الثاني من فبراير/شباط 2021، أعلنت وزارة التموين المصرية، تعاقدها على شراء 240 ألف طن قمح فرنسي من إجمالي 480 ألف طن تعاقدت على شرائها من بلدان أخرى، فضلا عن أن السيسي كان أول رئيس نظام عربي يزور فرنسا في أعقاب حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية.

وتحدثت مصادر إعلامية أيضا عن اعتزام ماكرون زيارة السعودية منتصف فبراير/شباط 2021، والالتقاء بالملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، داعين الشعب السعودي لاتخاذ موقف مناهض للزيارة وإعلان رفضه لاستقباله.

حفاوة بالصمود

وحيا ناشطون صمود المسلمين ووصولهم المائة يوم في حملة المقاطعة، داعين إلى استمرارها تأديباً لفرنسا.

وقال الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، إنه لا يوجد إطلاقًا وسم في تويتر بقي لأكثر من 100 متصدرا، إلا وسم #مقاطعة_المنتجات_الفرنسية100، ليعلم من في الأرض جميعًا أن نبيّنا خطٌ أحمر، لا يُسمح لأيٍ كان بالتجاوز عليه.

وأشارت الكاتبة سعدية مفرح، إلى أنها أطول فترة مقاطعة شعبية.

وحثت الكاتبة القطرية ابتسام آل سعد، على مضاعفة المقاطعة على فرنسا، ناصحة بعدم الملل حتى يمل الفرنسيون من الإساءة للنبي محمد ﷺ.

وأعلن ناشطون استمرارهم في حملة المقاطعة مادامت فرنسا تصر على الإساءة للمسلمين وإزراء الدين الإسلامي.

وقال أدهم أبو سلمية: "وصلنا 100 يوم، والمقاطعة مستمرة وستتواصل.. ".

فيما أكد أستاذ دراسات بيت المقدس الدكتور عبدالله معروف، استمرار الحملة ما دام هؤلاء المعتوهون يهاجمون ديننا ورسولنا صلى الله عليه وسلم... وليشبعوا بمنتجاتهم أو "يخللوها".

دعم للانتهاكات

وتحدث ناشطون عن انتهاكات فرنسا لحرية العقيدة وتنكيلها بالمسلمين والعبث بمقدساتهم، مشيرين إلى أن ماكرون ونظامه يغذيان التطرف.

وأوضح الإعلامي القطري جابر الحرمي، أن فرنسا تفاخرت بحربها ضد الإسلام والمسلمين، ووزير داخليتها يتحدى بإغلاق المزيد من المساجد والمراكز الإسلامية وترحيل المسلمين، قائلاً إن الحريات التي يتحدثون عنها تتوقف عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين، فلا حريات ولا حقوق.

وأشار المغرد أبو البراء، إلى زعم ماكرون أن فرنسا تحارب الانفصالية الإسلامية وليس الإسلام، قائلا: "نحن نعلم وهو يعلم والعالم بأسره يعلم أنه كذاب أشر وأن فرنسا تحارب الإسلام والمسلمين منذ فجر التاريخ ولا تزال، ولهذا تستنكر الدول الإسلامية هذه الإساءة".

واستنكر ناشطون مساندة أنظمة دول عربية وإسلامية لماكرون، خاصة السعودية والإمارات ومصر.

سلاح المقاطعة

رغم تهرب فرنسا من إعلان خسائرها الاقتصادية، إلا أن المعهد الوطني للإحصاء نشر تقديرات أولية نهاية يناير/كانون الثاني 2021، أكدت أن الاقتصاد الفرنسي سجل في عام 2020 ركودًا قياسيًا هو الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.

كما أكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، أن بلاده  مقبلة على ما هو أصعب اقتصاديا مع بداية العام 2021، متوقعاً المزيد من حالات الإفلاس في عام 2021 مقارنة بالذي سبقه، وتحول في التوظيف وتدمير الوظائف.

فيما سبق أن حذرت وكالة رويترز من أن مصالح فرنسا الاقتصادية باتت “على المحك” بعد تصاعد الدعوات في العالم الإسلامي لمقاطعة منتجاتها.

وكانت دراسة بعنوان "سلاح المقاطعة الاقتصادية.. الجدوى والآفاق"، قد خلصت إلى أن المقاطعة الاقتصادية لها جدواها الملموسة، وليست طرحًا دعائيًا أو رمزيًا.

ودعت المؤسسات والحركات الإسلامية إلى التأصيل لدعوة المقاطعة الاقتصادية لكل من يحارب الإسلام وأهله، والتركيز على الجانب التوعوي لدى المستهلكين، وأن قوة الأمة الاقتصادية هدف لقوتها السياسية، واستعادة حقوقها.

وأكد المغرد أحمد غبن، أن  مقاطعة المنتجات هي اللغة الوحيدة التي تفهمها الدول المسيئة للإسلام والمسلمين وعلى رأسها دولة ماكرون، ويجب أن يستخدم المسلمون هذا السلاح للدفاع عن دينهم وعن كرامتهم وعن إخوانهم المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها.

وأوضح الناشط الاجتماعي ممدوح الحرقان، أن غدا ستبدأ المئوية الثانية للمقاطعة وستنتهي بسقوط ماكرون الخبيث والإرهاب ووزير داخليته العنصري الطائفي، قائلاً: "مستمرون، ملتزمون، رغم أنف ماكرون وكل ظالم إرهابي".

وتوقع الإعلامي والحقوقي سامح العطفي، أن "يفشل ماكرون في الانتخابات وسيحتقره شعبه ولن يبقى من سيرته إلا اللعنات في الدنيا والآخرة".