بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.. هذا الدور تتطلع إليه الهند

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة "يوراسيان تايمز" أن الهند تستغل الانسحاب الأميركي من أفغانستان لزيادة نفوذها في البلاد من خلال عرض مساعدتها العسكرية.

وأوضح تقرير للصحيفة التي تركز على المنطقة "الأوراسية" أن الهند عرضت تقديم المساعدة العسكرية للبلد الذي دمرته عقود من الحرب، بالتزامن مع محادثات السلام الجارية في الدوحة بين الأفغان.

وتنشغل واشنطن حاليا بسحب قواتها من أفغانستان قبل أيام فقط من تولي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه.

وفي 15 يناير/كانون الثاني 2021 قال كريستوفر ميلر القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، إن مستويات القوات الأميركية في كابول وصلت الآن إلى 2500 جندي، هبوطا من 4500.

وخلال يناير/كانون الثاني، تحدث وزير الشؤون الخارجية الهندي جيشانكار ووزير الخارجية الأفغاني محمد حنيف أتمار عبر مكالمة هاتفية لمناقشة عملية السلام الأفغانية من بين قضايا أخرى مثل فيروس كورونا. 

ويزعم تقرير نشره موقع ThePrint أن أفغانستان تسعى إلى صياغة إجماع وطني ودولي على محادثات السلام مع حركة طالبان من أجل ضمان الدعم الذي تحظى به من "أصدقاء قدامى مثل الهند".

دور الهند

ومع استثمار ملياري دولار كمساعدات وأنشطة بناء في البلاد، لعبت الهند دورًا مهمًا في السلام والاستقرار في أفغانستان.

 ويقول التقرير كذلك إن جهود الهند الهادئة والناعمة لزيادة المساعدة العسكرية في أفغانستان منذ عام 2016 تضمنت توريد أربع طائرات هليكوبتر هجومية.

ويشير سيدانت كيشور، الخبير في شؤون أفغانستان في مؤسسة Observer Research Foundation، إلى أن القوات الأجنبية تقدم حاليًا غطاءًا أمنيًا لمشاريع البنية التحتية الهندية عبر المقاطعات الـ 34 في أفغانستان، لكن البيئة المتغيرة "تتطلب تدبيرًا أمنيًا شاملاً". 

وكتب كيشور: "دعت الهند جميع مكونات الطيف السياسي في أفغانستان للعمل معًا لتلبية تطلعات الجميع في البلاد، بما في ذلك مجتمعات الأقليات". وفي الوقت نفسه، تنظر القيادة الأفغانية إلى الهند بأمل كبير.

وفي سياق متصل يشير التقرير أن نيودلهي شاهدت زيادة في عدد الزيارات من كبار القادة الأفغان في عام 2020، من نائب الرئيس السابق المشير عبد الرشيد دوستم إلى رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية (HCNR) ، الدكتور عبد الله عبد الله، والجنرال عطا محمد نور. 

وتميزت الزيارات باجتماعات رفيعة المستوى مع القيادة العليا للهند، بما في ذلك رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ووزير الشؤون الخارجية جايشانكار، ومستشار الأمن القومي أجيت دوفال، ووزير الخارجية هارش فاردان شرينغلا وغيرهم.

وكان للزعماء الأفغان الثلاثة صداقة طويلة الأمد مع الهند بما في ذلك الجنرال نور وهو "قائد سابق للمجاهدين حمل السلاح ضد الإرهابيين كحاكم لمقاطعة بلخ عندما تعرضت البعثة الهندية لهجوم في عام 2016 في مزار الشريف". 

وقد لعب القادة الثلاثة دورًا مهمًا في بناء المقاومة ضد طالبان في وقت الحرب الأهلية، والآن يتوقعون أن "تشارك الهند في دور استباقي في أفغانستان، وليس أن تكون مجرد متفرج على التطورات"، وفق ما أكده كيشور.

وضع محادثات السلام

وتم توقيع اتفاق السلام بين الممثل الأميركي الخاص للمصالحة في أفغانستان، زلماي خليل زاد، والمسؤول السياسي لطالبان الملا عبد الغني بارادار، بحضور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في الدوحة في 29 فبراير/شباط 2020.

وحقق الجانبان مؤخرا انفراجة من خلال الاتفاق على التدفق الإجرائي للمحادثات. وعاد خليل زاد، الذي تم تعيينه مفاوضًا رئيساً للرئيس دونالد ترامب مع طالبان، مؤخرًا للمحادثات وأعرب عن قلقه من زيادة عمليات القتل.

ومن جانبها دعمت الهند عملية المصالحة فيما أكدت مصادر مطلعة لصحيفة ThePrint أن نيودلهي تنتظر معرفة كيف ستنتهي محادثات السلام في ظل إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، والتي لم تحدد بعد سياستها في أفغانستان.

وتستهدف مفاوضات السلام الأفغانية في الدوحة، إنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة بأفغانستان، منذ الانقلاب العسكري في 1978، ثم الغزو السوفيتي بين عامي 1979 و1989.

ولعبت قطر من قبل دور الوسيط في مفاوضات واشنطن و"طالبان"، التي أسفرت عن توقيع الاتفاق التاريخي، في فبراير/شباط، لانسحاب أميركي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

وانطلقت المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في الدوحة، في 12 سبتمبر/أيلول 2020، وجرى تعليقها لفترة بسبب الخلافات في وجهات النظر، قبل أن تتواصل مجددا.

وعقب تحقيق التوافق بين الجانبين حول صيغة المفاوضات، انخرط الفرقاء الأفغان في جولة تفاوض ثانية لتحديد بنود المفاوضات.

ومن المنتظر البدء في المفاوضات الرئيسة في حال تكللت الجولة الثانية بالنجاح.