"مقابر ومسالخ".. دعوات شعبية في مصر للإفراج عن المعتقلين السياسيين

12

طباعة

مشاركة

صعّد ناشطون مصريون على "تويتر"، من مطالباتهم بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين والتنديد بأوضاع السجون في مصر، وأعربوا عبر مشاركتهم في وسم #معتقلين_مصر_في_خطر، عن آمالهم في أن تشهد الفترة المقبلة مكاسب لصالح المعتقلين.

وشدد الناشطون على أن مصر أصبحت بمثابة معتقل كبير في عهد السيسي، وبات آلاف المصريين معتقلين في بلادهم وحقوقهم منتهكة سواء داخل السجون أو خارجها، مشيرين إلى أن سجل رئيس الانقلاب الإجرامي بحق المعتقلين فاق الحد.

ووصفوا السيسي بـ"القاتل والخائن والوباء والبلاء"، مؤكدين أنه بدد مقدرات وخيرات مصر في شيئين اثنين: الأول، مشاريع لا قيمة لها ولن ينتفع منها الشعب، والثاني، سجون لمن يعترض عليها أو على أي من سياساته.

سجون متردية

واتهم ناشطون النظام المصري بالإهمال المتعمد للمعتقلين مما تسبب في تزايد حالات الوفاة خاصة في ظل فيروس كورونا، وتجاهل المناشدات لتوفير الرعاية الصحية المناسبة لهم، والإفراج الفوري عنهم، إضافة إلى إنكار وجود معتقلين سياسيين من الأساس.

ونددوا بتردي أوضاع السجون في مصر في عهد السيسي، معتبرين الإهمال المتعمد الذي يتعرض له المعتقلون السياسيون أمام أنظار العالم، بأنه "جريمة مكتملة الأركان."

وأكد دكتور جمال مهدلي، أن أسوأ سجون الأرض في مصر التي سجنت نبي الله يوسف الصديق من قبل، مشيرا إلى قول السيسي الذي وصفه بـ"بلحة" من أن "وطنا يعني حضنا". وسخر قائلا: "يبدو أن الحضن الذي عناه هو السجن وأي سجن؟! سجون السيسي مقابر وسلخانات تعذيب".

وأوضح أحد المغردين أن مصر فيها 42 سجنا، وكل سجن فيه تقريبا 3 آلاف مسجون، يعني 120 ألف سجين في البلد، مشيرا إلى أن المساجين السياسيين أكثر بكثير من الجنائيين. وأضاف: "بس لو حتى نصهم سياسيون يعني حوالي 60 ألفا على الأقل، غير المحبوسين في أقسام الشرطة، المكدسة بشكل هائل".

ووصف مغرد آخر على "تويتر" سجون مصر بأنها "سجون الموت البطيء".

 

وأكد ناشط آخر في تغريدة على "تويتر" أن "أقذر سجون، وأقذر سجانين، وأقذر عسكر، موجودين في مصر!".

دعوات للدعم

واستنكر ناشطون صمت الشعب داخليا وتخاذل الهيئات الحقوقية الدولية، مؤكدين أنهما شجعا السيسي ونظامه العسكري والأمني على المضي قدما في سياسة في تصفية خصومه داخل المعتقلات بتعربضهم للأمراض ومنع العلاج والدواء عنهم.

وحث رواد "تويتر" على ضرورة مساندة المعتقلين في مصر ودعمهم ولو بكلمة وإيصال أصواتهم للعالم، مقترحين بعض الحلول لتحقيق ذلك.

ودعا عمر الشاذلي لدعمهم "لأنهم يعانون من ظروف صعبة نتيجة الإهمال الطبي والغذائي ويتعرضون للتعذيب ومنهم فتيات في عمر الزهور، يقوم المجرمون باغتصابهن"، موضحا أنه "كان واحدا منهم في السابق ويعلم ألم التعذيب". 

ووصف أحد المغردين، مصر في عهد السيسي بأنها "مخطوفة"، لافتا إلى أن شبابا في عمر الزهور يقضون شبابهم في السجون بسبب كلمة الحق، وما دورنا إلا مساندتهم والمطالبة بخروجهم وتعريف العالم بهم من خلال وسم #معتقلين_مصر_فى_خطر.

واقترح عادل أحمد، التجمع عند معتقل بعيد مثل وادي النطرون والتجمهر أمامه للإفراج عن المعتقلين، والاتصال بالإعلام الأجنبي لتصوير مشاهد القمع التي سيتعرضون لها من النظام الذي سيقوم بضرب المتظاهرين بالغاز والرصاص الحي.

ورأى ناشط آخر أن "طريق الحرية لإخراج المعتقلين هو الانضمام لحراك الجوكر للتدريب على سلوكيات الأفراد لتكوين مجتمع متلاحم ليس غريبا عن بعضه".

معتقلون منسيون

وذكّر ناشطون بعدد من المعتقلين الذين ماتوا أثناء وجودهم في المعتقلات بسبب الإهمال الطبي والتعذيب وغيرها من الانتهاكات، وبعضا ممن لا يزالون قيد الاعتقال ويتعرضون لانتهاك أبسط حقوقهم.

وكان أبرزهم عائلة الرئيس لمصري الراحل محمد مرسي، فقد نشر ناشطون صورة مجمعة له ولنجليه، عبد الله وأسامة، مشيرين إلى أن الأول قُتل ظلما في سجنه، والثاني قُتل قهرا على أبيه، والثالث مسجون ولا يعلم بحاله إلا الله.

ولفت أحد المغردين إلى هدى عبد المنعم، وعائشة الشاطر، موضحا أنهم أكملوا سنتين في السجن ظلما، وتعاني عائشة من فقر في الدم ويجري قتلها بالبطيء.

وأشار ناشط آخر إلى الشاب معاذ المعتقل منذ شهر ١٢ عام  ٢٠١٨، وأكمل سنتين ظلما، وأعيد تدوير مدة السجن، ولم يخرج حتى الآن، وكل ما تنتهي قضية يدخلوه في أخرى، لافتا إلى أن مهندا ومنتصرا معتقلون من ٤ مارس/آذار ٢٠١٩ من غير ذنب ولا جريمة ولا تهمة.

وتحدث مغرد آخر عن وفاة، شادي حبش، في سجون العسكر بسبب الإهمال الطبي، موضحا أن سبب اعتقاله إخراج أغنية بلحة. ووصف سجون العسكر بأنها سجون الموت البطيء.

وأفادت منظمات حقوقية بأن عدد السجناء السياسيين في مصر يناهز الـ60 ألف سجين، زادت معاناتهم منذ ظهور فيروس كورونا مطلع عام 2020، وأدى إلى إصابة ووفاة عشرات السجناء بسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية ونقص الرعاية المتعمد بحقهم.

ويواجه النظام المصري اتهامات بحرمان المعتقلين من حقوقهم في تلقي الرعاية الطبية اللازمة، وحبسهم في ظروف سيئة أدت إلى تدهور حالاتهم الصحية حتى الموت، إذ أعلنت منظمات حقوقية أن الإهمال الطبي أودى بحياة 917 سجينا خلال المدة من يونيو/حزيران 2013، وحتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

ويبلغ عدد السجون في مصر 68 سجنا، أُنشِئ 26 منها بعد وصول السيسي للسلطة، إضافة إلى 382 مقر احتجاز داخل أقسام ومراكز الشرطة في مختلف المحافظات، فضلا عن السجون السرية في المعسكرات.