محلل إسرائيلي: دحلان يحرض مصر ضد عباس وحماس لإبعادهما عن تركيا
.jpg)
ذكرت مدونة "عرب إكسبورت" العبرية أن السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، "مسّتا بالكرامة الوطنية لمصر، عندما تخلتا عن رعايتها لمحادثات المصالحة الداخلية ونقلتها إلى تركيا".
وقال صاحب المدونة المحلل السياسي يوني بن مناحيم: إن "مصر لن تنتقل إلى الأجندة، إنها تنتظر الفرصة المناسبة للقيام بهذا الشرف، أما حماس والسلطة الفلسطينية فستدفعا الثمن بالوقت المناسب"، وفق تعبيره.
وأشارت المدونة العبرية إلى أن السلطة الفلسطينية وحركة حماس "خدعتا مصر عندما نقلتا على حين غرة محادثات المصالحة إلى إسطنبول بتركيا، وصادرتا من القاهرة الرعاية التي قدمتها لهذه المحادثات منذ عام 2007"، بحسب زعمه.
كما توصلوا إلى اتفاق بشأن عقد الانتخابات على مراحل، وأصدروا بيانا رسميا كتبوا فيه كلمة "إسطنبول" وغرزوا -وفق الكاتب- إصبعا آخر في عين مصر.
حساب مفتوح
وأشار بن مناحيم إلى أن مصر لديها حساب مفتوح مع زعيم حماس "إسماعيل هنية" الذي حصل في وقت سابق من العام 2020 على إذن من المخابرات المصرية بالسفر عبر القاهرة إلى تركيا وقطر بشرط ألا يزور إيران، رغم أنه سافر إلى طهران لحضور جنازة الجنرال "قاسم سليماني" ولقاء المرشد الأعلى "علي خامنئي".
لم يتأخر الرد المصري، فقد منعت مصر في الأشهر الأخيرة ثلاث مرات زوجة إسماعيل هنية وولديه من السفر إلى قطر عبر معبر رفح للانضمام إليه.
ويشير بن مناحيم إلى أن توجه حماس لتركيا خصم مصر، يضاعف الذنب، لذلك استغرق الأمر وقتا وتأخر ردها على الطلب المشترك للحركة الإسلامية والسلطة الفلسطينية لعقد اجتماع في القاهرة للتأكيد بشكل نهائي على التفاهمات التي تم التوصل إليها في إسطنبول بشأن الانتخابات.
واجتمع الجانبان في إسطنبول بطلب فلسطيني من تركيا، واتفقا نهاية شهر سبتمبر/أيلول على إجراء انتخابات رئاسية تشريعية وثالثة للمجلس الوطني لمنظمة التحرير خلال الستة أشهر القادمة.
وقال الكاتب: "استمرت السلطة الفلسطينية وحماس في لعب اللعبة ضد مصر لأنهما مستقلتان في صنع القرار ولا يريدان تدخل أي طرف خارجي في عملية المصالحة بينهما، فطلبتا عقد الاجتماع في مبنى السفارة الفلسطينية في القاهرة وليس بأي منشأة مصرية، وهذا الشيء لا تستطيع مصر الموافقة عليه".
وكان جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" قال في تصريح نادر من نوعه في سبتمبر/أيلول: "لأول مرة في تاريخنا، قرارنا أصبح في أيدينا وخارج دائرة النفوذ والتأثير والمحاصصة والوصاية ورعاية أي طرف إقليمي"، ما اعتبره البعض إشارة إلى مصر.
تدخل دحلان
ويرى بن مناحيم أن من يحاول استغلال التوتر المصري الفلسطيني لصالحه هو المسؤول في حركة فتح "محمد دحلان"، مستشار الشيخ محمد بن زايد المقرب من رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ورؤساء المخابرات المصرية.
وبحسب مصادر في السلطة الفلسطينية، فإن محمد دحلان يحرض القيادة المصرية على التفاهمات التي تم الاتفاق عليها بين فتح وحماس في محادثات إسطنبول، والتي تقوي حركة حماس وتعرض الأمن القومي المصري للخطر، وفق الرواية العبرية.
وتابع الكاتب: "يقول دحلان للمصريين إن السلطة الفلسطينية وحماس تحاولان تجاوز مصر والاقتراب من محور الإخوان المسلمين بقيادة تركيا وقطر، واقتنع المصريون بتفسيرات دحلان وكان هذا أحد أسباب غضبهم".وأفادت صحيفة الأخبار اللبنانية في 16 أكتوبر/تشرين الأول أن دحلان كان يخشى أن توافق السلطة الفلسطينية وحماس على منعه هو وفصيله المسمى "التيار الإصلاحي" في حركة فتح من المشاركة في الانتخابات، الأمر الذي من شأنه أن ينسف حلمه في أن يصبح رئيسا بمكان محمود عباس.
إذا حدث ذلك، فسيتعين عليه الانتظار حتى وفاة محمود عباس، لأنه ما دام رئيس السلطة على قيد الحياة، فسيُمنع من المشاركة في الانتخابات.
ولفت المحلل السياسي إلى أنه في السنوات الأخيرة، بنى دحلان قاعدة دعم شعبية واسعة في قطاع غزة، ويقدم مساعدات إنسانية للسكان هناك بأموال إماراتية، ويرعى العائلات المحتاجة والطلاب والجمعيات المختلفة ويدفع رواتب ناشطي فتح التي قرر عباس التوقف عن دفعها.
غضب مصري
وبحسب مصادر مصرية، فإن القيادة في القاهرة غاضبة أيضا من موقف السلطة الفلسطينية تجاه جامعة الدول العربية وأمينها العام "أحمد أبو الغيط".
وشن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "صائب عريقات" هجوما إعلاميا مباشرا على "أحمد أبو الغيط" وطالبه بالاستقالة، ورفضت السلطة الفلسطينية تولي رئاسة جامعة الدول العربية بعد رفض الدول العربية مطالبتها بإدانة اتفاقيات التطبيع الإماراتية والبحرين مع إسرائيل.
وأشار بن مناحيم إلى أنه بعد قرار السلطة الفلسطينية، رفضت دول عربية أخرى مثل قطر تولي رئاسة جامعة الدول العربية الدورية.ويقدر العالم العربي أن جامعة الدول العربية ستجمد مؤقتا أنشطتها حتى يتم حل الخلافات بين الدول العربية والفلسطينيين حول التطبيع الإسرائيلي.
في الأثناء، تتواصل التوترات، حيث يواجه المصريون صعوبة في فتح معبر رفح لإرسال إشارة إلى قيادة حماس في قطاع غزة، لكنهم غير معنيين بالوصول إلى خلاف مع الحركة والسلطة الفلسطينية ولكنهم يريدوا تلقينهم درسا في توجههم لتركيا، وفق وصف بن مناحيم.
ويرى أنه لا يمكن لمصر التنازل عن مكانتها الإقليمية وإعطاء تركيا موطئ قدم في قطاع غزة، "ويجب عليها استعادة كرامتها الوطنية بعد صفعة الوجه من حماس وفتح، في حين أن هناك بوادر مشجعة لمصر على أن التفاهمات التي تم التوصل إليها في إسطنبول تثير معارضة الأردن".
معارضة في "فتح"
حتى في قيادة فتح أيضا هناك معارضة شديدة من المحور القريب من محمود عباس للتفاهمات التي بادر بها "جبريل الرجوب" مع حماس في إسطنبول.
وأفادت صحيفة "الرأي اليوم" في 16 أكتوبر/تشرين الأول أن اللجنة المركزية لحركة فتح عقدت اجتماعا طارئا في أكتوبر/تشرين الأول بعد أن انتقد المحور برئاسة "حسين الشيخ وماجد فرج" تحركات "جبريل الرجوب" التي تقوي حركة حماس وتضعف السلطة الفلسطينية.
ويدعي الاثنان أن ما يقود الرجوب هو رغبته في ترقية نفسه بين الورثة من خلال الاتصالات مع حماس وليس لصالح السلطة.
لكن "روحي فتّوح" أحد أعضاء وفد فتح لمحادثات إسطنبول قال: إن اللجنة المركزية لفتح وافقت بالإجماع على التفاهمات التي تم التوصل إليها مع حماس وتنتظر فتح الآن من المكتب السياسي لحركة حماس الموافقة ليتمكن محمود عباس من إصدار البيان الرئاسي لتحديد موعد الانتخابات البرلمانية.
ويشير الكاتب إلى أنه بالنسبة لمصر، فإن فشل التفاهمات بين فتح وحماس التي تم التوصل إليها في إسطنبول بشأن الانتخابات سيعتبر إنجازا مصريا، والتقدير في مصر أن محمود عباس ينتظر نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية وإذا فاز بها "جو بايدن" فسيعود عباس إلى مصر ويبتعد عن تركيا.
وتمر السلطة الفلسطينية وحركة فتح التي تعتبر بمثابة الحزب الحاكم، بأحد أصعب فتراتها سياسيا واقتصاديا، ولا يمكنهما التخلي عن دور مصر التي كانت دائما داعمة للقضية الفلسطينية، لذلك يشعر المصريون بخيبة أمل أكبر بكثير من حماس فهي مثل تركيا جزء من حركة الإخوان المسلمين، وفق وصف الكاتب.وقال مسؤولون كبار في فتح: إن "محمود عباس" ارتكب خطأ كبيرا بانجراره خلف تركيا والإخوان المسلمين وانساق خلف "جبريل الرجوب"، الذي يعتبر رجل قطر في السلطة الفلسطينية، الذي يحاول رفع مكانته في معركة الخلافة من خلال قيادة عملية المصالحة مع حماس.