السعودية تطلق حملة إعلامية ضد السلطة الفلسطينية.. ما الجديد؟

12

طباعة

مشاركة

ذكرت مدونة "عرب إكسبورت العبرية" أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أصدر تعليماته للقيادات في الداخل والخارج بعدم التعليق على الهجوم السعودي حتى انتهاء العاصفة التي جاءت بها اتفاقات التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل.

ويأمل عباس في انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة على أمل أن ينقذ السلطة الفلسطينية من مشاكلها، التي تفاقمت في عهد دونالد ترامب، مهندس صفقات التطبيع، بحسب المدونة التابعة للصحفي والمحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحيم.

هجوم على السلطة

في أعقاب الهجوم الإعلامي للأمير السعودي بندر بن سلطان، رئيس المخابرات السعودية السابق، على القيادة الفلسطينية عبر قناة العربية، تواصل الصحافة السعودية مهاجمتها، وهو ما يفسره مسؤولو السلطة على أنه هجوم مخطط مسبقا من قبل العائلة المالكة السعودية.

فقد أجرى "جميل الذيابي" رئيس تحرير صحيفة عكاظ، في 9 أكتوبر/تشرين الأول مقابلة مع قناة "إم بي سي" السعودية، قال فيها: إن الشعب الفلسطيني لديه "قيادة مخيبة للآمال"، ودعاه إلى الوقوف ضد القيادة للإطاحة بها ومعاقبتها.

وأضاف: "أغلب أعضاء القيادة الفلسطينية محتالون ونصابون وهم يتاجرون بالقضية الفلسطينية ويحرقون أنفسهم ويريدون حرق الآخرين".

وأوضح الذيابي أن ذلك لا يعني أننا ضد القضية الفلسطينية، بل على العكس فالسعودية منذ إنشائها تساند الفلسطينيين وموقفها ثابت في دعم حقوقهم وقرارات الأمم المتحدة والجامعة العربية".

ونشرت صحيفة عكاظ، في 8 تشرين الأول / أكتوبر، عدة مقالات مستمرة للأمير السعودي بندر بن سلطان الذي اختار وصف بعض القادة الفلسطينيين بعبارة "دعاة القضية الفلسطينية".

وكتب الصحفي السعودي خالد الشيمان: "لخص الأمير بندر بن سلطان الأزمة الفلسطينية في جملة واحدة: القضية عادلة ومحاموها فاشلون".

ونشر الإعلامي السعودي "محمد السعد" مقالا هاجم فيه الفلسطينيين واتهمهم بأنهم "دمية في يد الدوحة وأنقرة وطهران".

وقال: "لقد استخدم الفلسطينيون الإرهاب المنظم ضد معظم الدول العربية ووجهوا أسلحتهم وقنابلهم ضد الشعوب العربية، بينما وضعوا جانبا عدوهم وليس هذا فقط، بل انضموا إلى طاعة الإرهاب بالحصول على أموال ومساعدات ضخمة وإذا لم تكن كذلك فأنت تعتبر معاديا وهم يحشدون المشاعر العربية ضدك"، وفق زعمه.

وبدوره، ادعى الصحفي السعودي حمود أبو طالب أنه "على مدى ستة عقود، حارب الفلسطينيون واستنزفوا الجيوش العربية وقوات الأمن أكثر مما حاربوا ضد الجيش الإسرائيلي وقواته الأمنية".

وقال في مقال له: "الشعب السعودي والقيادة السعودية يواصلان الدفاع عن القضية الفلسطينية ولكن ليس بطريقة وأسلوب المدافعين الفاشلين الذين جعلوها مزاد أرباح حتى أوشكت على الزوال، مع هؤلاء لا فائدة ولا خيار سوى فضح مواقفهم المخزية"، بحسب وصفه.

قلق شديد 

ويقول المحلل السياسي الإسرائيلي "يوني بن مناحيم": إن قيادة السلطة الفلسطينية فوجئت بالهجوم الحاد عليها من قبل الأمير السعودي بندر بن سلطان، حيث يقدر كبار مسؤولي حركة فتح أنه تصرف بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان.

وقال مسؤول كبير في فتح: إن ابن سلمان كان يحاول الضغط منذ تولي الرئيس ترامب منصبه في البيت الأبيض، بأنه "يجب على القيادة الفلسطينية الموافقة على مناقشة خطة صفقة القرن وأن تكون أبو ديس عاصمة الدولة الفلسطينية بدلا من القدس".

وتقول السلطة الفلسطينية: إن ابن سلمان صديق مقرب "لجاريد كوشنر" صهر ترامب، وهو مدين بالكثير لإدارة البيت الأبيض التي دافعت عنه أمام الكونجرس الأميركي والمجتمع الدولي بعد اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول.

ويرى الصحفي بن مناحيم أن الخوف في القيادة الفلسطينية هو أن النظام الملكي السعودي يدعم استبدال محمود عباس بشخصية أخرى توافق على مناقشة خطة السلام الأميركية هذه بعد تصريحات الأمير السعودي بندر بن سلطان.

ورأى بندر في تصريحاته أنه "من الصعب حل المشكلة الفلسطينية ولا يمكن الوثوق بالقيادة الفلسطينية الفاشلة".

هذه التصريحات ينظر إليها في المقاطعة برام الله على أنها نداء مباشر من السعودية لسكان المناطق الفلسطينية المحتلة، بأنه "إذا كنتم تريدون حل مشكلتكم، فاستبدلوا القيادة الفلسطينية الحالية".

خشية من الصراع

ويشير المحلل إلى أن محمود عباس يخشى من تصعيد الصراع مع المملكة العربية السعودية، وأمر مسؤولي السلطة الفلسطينية بتجاهل الكلمات القاسية للأمير السعودي بندر بن سلطان. 

وبعث أحمد الديك، رئيس مكتب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في 9 أكتوبر / تشرين الأول، برسالة إلى جميع السفراء الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، بأوامر من القيادة الفلسطينية بعدم التعليق على تصريحات الأمير بندر أو على شخصه وهدد باتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق من يخالف هذا التوجيه.

ومع ذلك، لم يستطع أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "صائب عريقات" المقاومة وغرد على حسابه على تويتر في 8 أكتوبر / تشرين الأول دون التطرق على وجه التحديد إلى كلمات الأمير بندر.

وكتب عريقات أن "كل من يريد إضفاء الشرعية على التطبيع مع إسرائيل يمكنه فعل ذلك دون التشهير بالشعب الفلسطيني ونضاله الأسطوري" مضيفا أنه يحمل وثائق رسمية للحكومات الأميركية المختلفة "تكشف الحقيقة كاملة وليس أنصاف الحقائق".

 وختم عريقات بطريقة دبلوماسية دون أن يذكر اسم السعودية: "يمكن لأي دولة أن تقول إن مصالحها تتطلب التطبيع مع إسرائيل".

ويلفت المحلل الاستخباراتي والسياسي بن مناحيم إلى أن حماس تريد الإفراج عن عشرات من أعضاء الحركة الذين يحاكمون في السعودية بتهمة تهريب أموال عبر تركيا لصالح الجناح العسكري للحركة في قطاع غزة.

كما أن لدى السلطة الفلسطينية الكثير لتخسره إذا واجهت المملكة، فالسعودية دولة مهمة في الشرق الأوسط وترأس المعسكر السني، ولها تأثير دولي وإقليمي، وتحافظ على الحرمين الإسلاميين "مكة والمدينة " ودائما ما كانت تدعم القضية الفلسطينية، وفق الكاتب.

ويقول: إن "توجيهات محمود عباس لمسؤولي السلطة الفلسطينية جاءت لخفض الرأس وترك العاصفة تمر، وهو ينتظر نتائج الانتخابات الأميركية".