لماذا تنتقد أحزاب إسرائيلية التطبيع مع الإمارات والبحرين؟

12

طباعة

مشاركة

وصفت صحيفة هآرتس العبرية، توقيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفاقي التطبيع مع البحرين والإمارات بـ"الإنجاز الكبير"، رغم إخفاق "الدبلوماسي البارع" في ملفات أخرى.

وقالت الصحيفة في مقال للكاتب "ألوف بن": إن "فشل نتنياهو المدوي في إدارة أزمة كورونا، ومحاكمته الجنائية في ثلاثة ملفات فساد، وصناعة التحريض والأكاذيب تحت زعامته، يجب ألّا يقلل من الأهمية الرمزية لرفع أعلام إسرائيل فوق السفارة في أبوظبي والمنامة، وعلم الإمارات في تل أبيب، والسفر عبر أجواء السعودية".

وأوضحت أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه "استمرار للتقليد الذي أُرسي في اتفاق كامب ديفيد في سنة 1978 بين رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن والرئيس المصري الأسبق أنور السادات: سلام منفرد بين إسرائيل ودولة عربية، يترافق مع ضريبة كلامية بشأن حل المشكلة الفلسطينية".

فبيغن اعترف بـ"الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني"، من دون أن يفصلها، لكن نتنياهو أجّل مؤقتا فقط خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن.

ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو يحاول أن يقدم الحدث على أنه "سلام مقابل سلام"، مثل الوجبات المجانية التي يحبها.

وفي 15 سبتمبر/أيلول، وقعت إسرائيل، اتفاقيتي "تطبيع" مع الإمارات والبحرين في واشنطن؛ وهو ما رفضته القيادة والفصائل الفلسطينية بشدة، واعتبرته "خيانة" للقضية الفلسطينية.

انتقادات إسرائيلية

وتابع الكاتب أن انتقادات اليسار الحالية للاتفاق مع دول الخليج مفجعة في بؤسها، وتبدو نسخة باهتة عن المعارضة اليمينية لاتفاقات أوسلو مع الفلسطينيين والمفاوضات الفاشلة مع سوريا، مثلا بحجة أن الإمارات الخليجية ليست دولا ديمقراطية، وأن الحكم يمكن أن يتبدل لغير مصلحة إسرائيل، تماما مثل الذي قاله نتنياهو آنذاك عن السوريين والفلسطينيين. 

وأشار إلى أن اليساريين المخلصين يدّعون عن حق أن الاتفاق مع الإمارات والبحرين لن يحل المشكلة الفلسطينية، ولن يؤدي إلى نهاية النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني- العربي.

كما أن الاتفاقات مع الأردن ومصر أيضا لم تنه النزاع ولا الاحتلال، ومع ذلك منحت إسرائيل مقابلا إستراتيجيا هائلا، لتعزيز أمنها وتطبيع موقعها الإقليمي والدولي. ويتابع الكاتب: "هذا هو المعيار الذي يجب أن نفحص من خلاله العلاقات مع دول الخليج".

أما حزب "يسار الوسط" الذي يتخوف كعادته من تأييد الفلسطينيين، يتركز النقد لديه كالعادة على الإجراءات: الاتفاق لم ينل موافقة الحكومة أو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) قبل توقيعه، وزير الخارجية لم يُدع إلى حضور الاحتفال، ولم يبلّغ رئيس الأركان، وربما أيضا وقعوا الاتفاق بقلم أحمر بدلا من أزرق. 

وقال الكاتب: "قدامى حكومة رابين استرجعوا ذكريات رحلاتهم السرية إلى الخليج للادعاء أن نتنياهو لم يأت بجديد ولم يحقق شيئا". 

ولفت ألوف بن إلى أن نتنياهو يبالغ في حجم الإنجاز التاريخي، ليس فقط لأنه من محبي المبالغات والعلاقات العامة، بل لأن الخطوة السياسية كشفت في الأساس الاعتماد المطلق لإسرائيل على الولايات المتحدة.