صحيفة تركية: المعارضة تضغط على أردوغان للتحالف مع مصر وإسرائيل

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "يني شفق" التركية، مقالا للكاتب سلجوق تركيلماز، تحدث فيه عن تعرض الرئيس التركي إلى ضغوطات من قادة المعارضة والمتحدثين باسمهم بشأن الاتفاق مع مصر وإسرائيل، ومع أن المعارضة لم توضح سبب هذه الضغوط، إلا أنها مستمرة على جدول الأعمال.

وقال الكاتب في مقاله: إنه "من المهم في هذا السياق أن أحزاب المعارضة تنتقد حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، واضعة إسرائيل ومصر معا في كفة واحدة".

وأضاف: "في التسعينيات، كانت لإسرائيل الكلمة الأخيرة في تركيا حتى فيما يتعلق بالسياسة الداخلية وصارت تمثل عنصر ضغط كبير بما لها من امتدادات في الداخل التركي. وفي أحداث ٢٨ فبراير/شباط 1997 كان النفوذ الإسرائيلي في تركيا قد وصل إلى أكثر مراحله تقدما".

وفي 28 فبراير/شباط 1997، شهدت تركيا انقلابا عسكريا، سمي فيما بعد بـ "انقلاب ما بعد الحداثة"، والذي أطاح بحكومة الائتلاف بقيادة الزعيم الراحل، نجم الدين أربكان.

تغيير عالمي

ورأى تركيلماز أن "البيئات التي تشكل صفوف المعارضة اليوم قد طرحت الاتفاق مع إسرائيل في إطار العلاقات التي كانت في أحداث ٢٨ فبراير/ شباط. ففي تلك المرحلة وضعت تركيا بين فكي الأسد ومنعت من الاستفادة من الفرص التي جاءت مع انهيار النظام ثنائي القطب. واليوم يمرالعالم بمرحلة تغيير كبيرة ومن الواضح أنه يراد لتركيا أن تحاصر مرة أخرى كما كانت في السابق".

وأضاف: "من ناحية أخرى يمكننا القول إن تركيا أرادت دائما أن تحافظ على علاقات قوية مع مصر والتي هي دولة مسلمة. ولكن هيكل السلطة ما بعد الاستعمار ـ في هذا البلد المهم للغاية في العالم الاسلامي ـ لا تظهر أية مرونة تجاه شعبها وتجدد نفسها وتقويه باستمرار. ومع أن فترة رئاسة مرسي هي حالة عرضية، إلا أنه من الضروري التأكيد أنها قد حظيت بمشاركة سياسية واسعة النطاق في تلك الفترة".

وبحسب الكاتب، فإن "الليبرالية الأميركية والإسرائيلية كانتا في سنواتهما الذهبية أيضا في التسعينيات. والتي اشتد تأثيرها على الحياة السياسية التركية آنذاك. فالذين عاشوا في تلك الفترة سيتذكرون أن مفاهيم الإسلام والديمقراطية كانت من المفاهيم كثيرة التداول. وبالمثل فإن العصر الذهبي لمنظمة فتح الله جولن، والتي تعتبر اليوم منظمة إرهابية تتزامن مع نفس الفترة".

نقطة تحول

وأردف: مع أن "الليبراليين الأتراك ومنظمة فتح الله جولن والذين لم يولوا أي اهتمام لحكومة مرسي التي حظيت بمشاركة سياسية واسعة النطاق قد اتخذوا موقفا مناهضا لها أيضا. وقد حصل تقارب كبير بين تركيا ومصر إحدى أهم دول العالم الإسلامي. حيث كان هذا التقارب هو الأول من نوعه في العصر الحديث. إلا أنه تم إقصاء حكومة مرسي بانقلاب عسكري، وأعيد بناء هياكل السلطة القديمة من جديد. وقد كانت إسرائيل الأكثر قلقا من حكومة مرسي".

ورأى تركيلماز أن عام ٢٠١١ قد مثل نقطة تحول بالنسبة للبيئات اليسارية ذات التوجه الأوروبي أو المحافظ أو الليبرالي في تركيا بما يخص انتقادهم لأردوغان، ويربطه بالربيع العربي وبانكشاف رغبة منظمة فتح الله جولن في الوصول للحكم، إذ تعتبر جماعة فتح الله جولن من ضمن المنظمات ما بعد الاستعمارية.

وتابع: "يتضح أنهم انزعجوا من رغبة تركيا في الاستقلال في مختلف المجالات، حيث أن سياسات أردوغان ضد الإمبريالية كانت واضحة للأطراف المعنية. إن أردوغان كان قد بدأ في هذه الفترة بطرح التساؤلات حول المعاهد التي كانت تمثل أهم عامل قوة لمنظمة فتح الله جولن كنتيجة لهذه السياسات".

وزاد تركيلماز: قد اتضحت الوحدة بين البيئات اليسارية ذات التوجه الأوروبي والمحافظ والليبرالي في نفس الفترة في أحداث تقسيم، وإن تزامن التدخلات التي حصلت في تركيا ومصر في ٢٠١٣ يبين أن هذه العملية قد تم توجيهها من مركز واحد.

ضغط المعارضة

وبخصوص الضغوطات ضد أردوغان، قال الكاتب: إن "المعارضة تحاول الضغط على تركيا في سياق لزوم إجراء اتفاقية مع مصر وإسرائيل فيما يتعلق بالبحر الأبيض المتوسط، ومن الواضح أنهم يحاولون إيقاف السياسات ذات التوجه الاستقلالي في تركيا والذي يلخص النظرة الإمبريالية التي يطبقونها على تركيا في السنوات الأخيرة: أوقف تركيا، أسقط أردوغان".

واستطرد تركيلماز، بالقول: "لا يمكننا القول بأنهم يهتمون بمصر- والتي تعتبر من أهم دول العالم الاسلامي- وبالتأكيد من الممكن أن تقوم تركيا بإجراء محادثات مع مصر وإسرائيل في أية مسألة بالشروط التي تحددها هي، كما أنه من الممكن أن تجري اتفاقيات في أمور مختلفة أيضا".

وأردف: "بل إن أردوغان يذكر أنه منفتح على جميع أنواع المحادثات مع الأطراف المعنية باستمرار، لكن يبدو واضحا عدم رغبة المعارضة بتحقيق الشروط كما يبدو انزعاج القيادة المصرية الحالية وإسرائيل من سياسة تركيا المستقلة".

ويختتم الكاتب حديثه، بالقول: "إننا اليوم نعيش فترة تغيير جذري على الصعيد العالمي والإقليمي منذ عشر سنوات، ومع محاولات أردوغان في تصفية البنى غير المستقلة تكتسب تركيا مزيدا من القوة في محيطها، حيث إن التغييرات التي تحدث في تركيا تجد صدى واسعا في محيطها مما سيؤثر على الدول الإسلامية كمصر بشكل ما".