قتل شاب يمني بعد تعذيبه بـ"وحشية".. هذا حال صنعاء في عهد الحوثي

صنعاء - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثارت جريمة تعذيب وقتل شاب يمني يدعى عبد الله الأغبري لمدة 6 ساعات، على يد صاحب أحد محال الجوالات في صنعاء غضب رواد موقع تويتر، ودفعتهم للتنديد بجرائم جماعة الحوثي الشيعية المسلحة المدعومة إيرانيا.

وبحسب بيان وزارة الداخلية، التابعة لجماعة الحوثي غير المعترف بها، فإن المتهم شاركه في الجريمة أربعة آخرون اعتدوا على الأغبري ضربا وتعذيبا باستخدام أسلاك الكهرباء حتى فارق الحياة، وأثبتت ذلك تسجيلات كاميرا المراقبة.

وتداول ناشطون عبر وسم #عبدالله_الأغبري، إفادات غير رسمية بشأن الواقعة، منها أن أحد المشاركين في قتل الأغبري يدعى عبد الله السباعي هو أحد عناصر الأمن القومي سابقا، ويعمل حاليا فيما يسمى الأمن الوقائي التابع لمليشيا الحوثي.

كما أفادوا بأن الغرفة التي تم فيها قتل الأغبري هي مكان يمارس فيه الدعارة وابتزاز الفتيات بعد استدارجهن وتصويرهن ومن ثم استخدامهن في ترويج المخدرات للشباب، مشيرين إلى أن الأغبري فضح أمرهم، ولذلك تخلصوا منه.

وطالب الناشطون، بالقصاص من القتلة ومعاونيهم، وقالوا: إن المغدور وعمره 19 عاما كان يعمل لدى صاحب محل الجوالات.

وأكدوا أن ثقافة الموت انتشرت في اليمن منذ انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، حيث أصبحت خطرا على كل اليمنيين. 

واستنكروا غياب الدولة والقانون مما يحتم انهيار المجتمع اليمني وفساده وقيادته إلى مستويات غير مسبوقة من العنف، مؤكدين أن انخفاض مؤشرات وجود النظام والمساءلة يؤدي إلى اختلال الاستقرار.

وأكدوا أن حادث عبد الله الأغبري مجرد نموذج لما يحدث فى صنعاء من جرائم قتل وتنكيل واغتصاب واختطافات وتعذيب وغيرها من الجرائم المروعة التى لا تمت للإنسانية بصلة على يد الحوثيين الذين فرضوا سلطة الأمر الواقع في صنعاء.

وبدوره، أدان محمد عسكر وزير حقوق الإنسان في اليمن، هذه الجريمة ووصفها بالبشعة، داعيا كل الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان لإدانة هذه الفعل الأثيم، والعمل على تقديم الجناة للعدالة وتحقيق مبدأ الانتصاف للضحايا. 

ثقافة الحوثي

وشدد ناشطون على أن جريمة تعذيب وقتل الأغبري على يد مجموعة تنتمي إلى جماعة الحوثي هو نتاج ثقافة الموت التي يروجها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، حتى أصبح القتل والإجرام سائدا، مشيرين إلى أن المليشيا تمارس تلك الأفعال يوميا في المعتقلات السرية.

واعتبر ياسر الحسيني الصحفي بمكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، قتل المواطن المظلوم عبد الله الأغبري بتلك الوحشية بعد ساعات طويلة من تعذيبه تناوب فيها ستة مجرمين، أمرا موجعا ومحزنا ومفزعا، يكشف ما وصلت له صنعاء من إجرام في عهد الانقلاب الحوثي.

وقال الناشط الحقوقي والإعلامي علي العيال: إن فاجعة قضية #عبد الله_الأغبري تكشف لنا بجلاء وضع البلد في ظل حكم شريعة الغاب حيث لا قانون ولا نظام ولا دولة، مضيفا: "نعم ستعمد مليشيا إيران لتسجيل موقف بطولي بمعاقبة بعض المجرمين بعد الفضيحة؛ إنما سيظل السؤال الأكبر ماذا عن آلاف الجرائم الممنهجة والتي لم تسرب؟؟".

وقال النائب محمد ناصر الحزمي الإدريسي الناطق الإعلامي بإسم هيئة علماء اليمن: إن الجريمة التي ارتكبت في حق الشاب روعت الرأي العام، "ولولا ما فعلته الكاميرا لكان المجرمون في مأمن من انتفاضة الرأي العام ضدهم كما هو حاصل للمجرمين الحوثة الذين يفعلون بالمعتقلين أبشع مما حدث للأغبري، فمنهم من مات ومنهم من شُل من التعذيب".

ووصف الناشط الحقوقي عبد الله الطويل مرتكبي الجريمة بالوحوش، قائلا: إنهم يؤكدون أن جماعتهم #الحوثي لا رأفة في قلوبهم ولا رحمة.

قضية رأي عام 

ودعا ناشطون إلى تحويل قتل الأغبري إلى قضية رأي عام محلي ودولي، مؤكدين أنه واجب أخلاقي وقيمي وقانوني حتى يتم القصاص من الفاعلين.

وطالبت المحامية هدى الصراري‏‏‏‏ رئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات، بأن تكون جريمة تعذيب وقتل الأغبري قضية رأي عام للقصاص من المنتهكين وإدانة الجريمة المركبة مجتمعيا تجنبا لتزايد مؤشر الجريمة بين أوساط المجتمع وتطبيق العقوبة في نص قانون الجرائم والعقوبات اليمني وصولا للعدالة.

وحذرت أرواد الخطيب رئيسة مؤسسة تعايش للحقوق والتنمية، من تعرض أخ المغدور به #عبدالله_الأغبري للضغوطات وتصاعدها حد التهديد للقبول بالدية وإسقاط الحق، أو إظهارها كأنها قضية قتل شبه عمد لتخفيف العقوبة وقبول الدية.

وقال أكرم عز الدين المخلافي: إن ما حدث للشاب #عبدالله_الأغبري من تعذيب وتقطيع لأوردة يده بالجنبية وتركه ينزف حتى الموت لا يجب السكوت عنها أو التساهل مع مرتكبيها ويجب أن تتحول القضية إلى رأي عام حتى يتم القصاص من المجرمين.

المستشفى شريك

وحث ناشطون على فتح تحقيق عادل يطال جميع الأطراف المتورطة في الحادث، بما فيها مستشفى يوني ماكس الدولي الذي اتهمه ناشطون بإصدار تقرير يفيد بوفاة الأغبري منتحرا وهو ما نفاه المستشفى في بيان له اليوم الخميس 10 سبتمبر/أيلول.

وطالبت سعاد الصالحي وزارة الصحة بإغلاق المستشفى وإحالة القائمين عليه للتحقيق، واعتبرت بقاءه خطرا على الجميع.

ووصف مغرد آخر المستشفى بأنه متخصص بتقارير الانتحار وتغطية الجرائم بطرق قانونية.

واعتبرت هديل اليماني المستشفى شريكا أكبر في الجريمة، لإصداره تقريرا طبيا بأن الجريمة انتحارية.