موقع إيطالي: هذه فرص سيف الإسلام القذافي للوصول إلى حكم ليبيا

نشر موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي تقريرا تطرق فيه إلى حقيقة الشائعات المتعلقة بعودة عائلة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي إلى حكم ليبيا في أعقاب إعلان قبيلة القذاذفة انشقاقها عن اللواء الانقلابي خليفة حفتر، وخروج مظاهرات مؤيدة للقذافي وعائلته في بعض المدن.
وقال الموقع: إنه في ظل تواصل حالة الانقسام والفوضى بين المليشيات والقبائل الليبية، عاد اسم عائلة القذافي بقوة في الأسابيع الأخيرة بعد انتشار شائعات عن إمكانية دخول سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، السباق نحو الحكم من بوابة الانتخابات المقرر إجراؤها في مارس/آذار 2021.
مقاطعة حفتر
ورأى "إنسايد أوفر'' أن حفتر تمكن، وإن كان بشكل غير مباشر، من توحيد المكون القبلي الليبي، للوقوف في صفه منذ نهاية عام 2018 حتى قبل أيام قليلة، عندما سحبت قبيلة القذافة دعمها لمليشيات الجنرال. ولم يحظ الخبر بمتابعة كبيرة، خصوصا في وسائل الإعلام العربية، باستثناء موقع "ساسة بوست"، الذي تابع الموضوع بتحليل مفصل.
ونقل الموقع الإيطالي عن "ساسة بوست" عن "صداع ناجم عن الاعتقالات الجماعية لأفراد القبائل والاعتداءات على منازلهم وأعمال عنف أخرى كانوا هم ضحاياها أيضا".
وحدث ذلك في 20 آب/أغسطس 2020، بمناسبة ذكرى سقوط الجماهيرية، إثر محاولات أبناء الدكتاتور السابق تنظيم احتفالات في عموم البلاد، وخاصة في مدينة سرت معقل القذاذفة ومسقط رأس العقيد.
كما تحدثت صحيفة "الوسط " الليبية عن مظاهرات واندلاع احتجاجات عنيفة في مدن "بني وليد'' و''غات'' في الجنوب الغربي. وأوردت أن المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع رافعين صور قديمة للعقيد الراحل وأبنائه سيف الإسلام والمعتصم وخميس ملوحين بالأعلام الخضراء، وطالبوا بعودة سيف الإسلام القذافي إلى المشهد.
وأوضح الموقع الإيطالي أن سرت ليست معقل عائلة القذافي فحسب، بل تشكل الخط الأحمر لجبهة الصراع المجمد بين حكومة الوفاق الوطني ومليشيات حفتر. وعلى إثر حملة الاعتقالات واسعة النطاق، هدد المتظاهرون والسكان المحليون بقطع الطريق الذي يربط سرت بجنوب ليبيا، محذرين كتيبة طارق بن زياد من الاقتراب من المدينة. كما حث المجلس القبلي الجميع إلى الانشقاق الفوري عن مليشيات حفتر.
وريث القذافي
ونوه "إنسايد أوفر'' إلى أن نجل القذاقي لا يُعد غريبا على الأوساط السياسية الدولية المهمة، ومنذ عهد والده، قدم نفسه كمحاور رئيسي للصحافة الأجنبية، وبإتقانه عديد اللغات، ودراساته في أرقى الجامعات بالعالم، أصبح الوجه الشاب والعصري لليبيا الحديثة. ويعتبر الوريث السياسي للعقيد، وخلال اندلاع الثورة في ليبيا عام 2011 وعمليات القصف التي شنها حلف شمال الأطلسي، بات المتحدث الرسمي باسم الحكومة.
وبعد مطاردته من قبل أعداء والده اللدودين في الداخل والخارج، انتهى به الأمر تحت حماية مليشيات الزنتان حيث كان يخطط، على الأقل منذ عام 2017، لعودته إلى الساحة الدولية، لثقته في الاعتماد على دعم مهم، من بريطانيا على سبيل المثال، وأيضا من روسيا. لذلك، يبدو أن "سيف الإسلام القذافي هو الشخصية الأكثر استعدادا لقيادة ليبيا للخروج من المأزق، بموافقة العديد من الدوائر الليبية والدولية"، وفق الموقع الإيطالي.
في الأثناء، يقول "إنسايد أوفر'': إنه لا يزال نجل القذافي ملاحقا من المحكمة الجنائية الدولية، خاصة بعد أن رفضت دائرة الاستئناف بالمحكمة الجنائية الدولية استئناف محاميه في 10 مارس/ آذار 2020، وأكدت أنه يجب أن يمثل في لاهاي للرد على الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.
كما تلاحق عديد الأطراف الأخرى ابن العقيد الليبي، ووفقا لما ذكرته وكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء، تحدثت شائعات في الأشهر الأخيرة عن محاولات عديدة من المخابرات التركية وحكومة الوفاق لاغتياله أو على الأقل القبض عليه.
وبدورها، كشفت مليشيات الزنتان، عن علمها بخطط المخابرات التركية للقبض على نجل القذافي واغتياله. لهذا السبب، يخضع سيف للحراسة المشددة، في مكان لا يعرفه سوى عدد قليل من الأشخاص، لأنه إضافة إلى الضمان السياسي، يمكن أن يتحول إلى "غنيمة غنية" إذا تغيرت رياح الحرب، بحسب الموقع الإيطالي.
فرصته بالحكم
ولفت الموقع إلى أن شخصية سيف الإسلام القذافي تحتفظ بالروح القبلية التي كانت وراء صعود والده لمغازلة العشائر، ويقدم نفسه كمتحدث باسم ليبيا محرضا المليشيات الموالية للقذاذفة باسم والده، والآن يظهر نفسه كبطل للمقاومة الليبية.
وأكد ''إنسايد أوفر'' أن خياراته الآن تضع حفتر في مأزق، وهو الذي يحافظ على تحالفات هشة في شرق البلاد، في حين ينقسم المعسكر المعارض بين حكومة طرابلس من جهة، والتحالف المرتبط بعقيلة صالح من جهة أخرى، والقذاذفة الآن.
وتابع: لذلك يتمثل خوف حفتر الأكبر في التقارب بين الفصيلين الأخيرين، لكن أكثر ما يخشاه الجنرال هو الموارد المالية لسيف وأسرته، والتي لا تزال ضخمة لدرجة استطاعتهم شراء الصمت و التأييد والولاء بها.
وبحسب الموقع الإيطالي، فإنه إذا كانت المخابرات التركية ترى في سيف القذافي عدوا يجب القضاء عليه، فإن السعودية ودول الخليج الأخرى لا تؤيد هذه العودة إلى الماضي والسبب الرئيسي في ذلك، عداء قديم ضد ليبيا والدعم الحالي لحفتر.
ويفترض "إنسايد أوفر'' أن تلعب مصر دورا غير مسبوق في الأشهر المقبلة، من خلال وساطة مفترضة مع السعوديين والإماراتيين في بانوراما الشرق الأوسط التي يتغير فيها ميزان القوى بسرعة.
وأكد الموقع أن صعود سيف الإسلام القذافي سيكون مناسبا جدا للعديد من البيروقراطيات الغربية. وبعد تواطؤها مع نظام والده، تصر العديد من الدول الكبرى على سحب التهم الموجهة إليه في محكمة الجنايات، إذ تعتبره، أهون الشرور والسياسي الليبي الوحيد القادر على توحيد مواقف الأطراف الخارجية والليبيين أنفسهم، وإعادة اقتراح أسطورة الجماهيرية.