صراع اقتصادي محتدم داخل عائلة الأسد.. هل ينهي حكم بشار؟

يوسف العلي | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

لأول مرة منذ 50 عاما، ظهرت إلى العلن حجم الصراعات داخل العائلة الحاكمة في سوريا للسيطرة على اقتصاد البلد، وذلك بعد اندلاع الأزمة الراهنة بين الملياردير رامي مخلوف وابن خاله رئيس النظام السوري بشار الأسد، التي أخذت تتصاعد بشكل متسارع.

الأزمة الحالية زادت من تكهنات انعكاسها على مستقبل العائلة العلوية في حكم البلد الذي يضم غالبية سنية، حيث يعاني آل الأسد بالأساس من وهن واضح وتصدعات كبيرة بسبب الثورة السورية التي انطلقت في مارس/ آذار 2011، في وقت يتحدث البعض عن أن جهات خارجية تقف وراء تفجير الصراع الداخلي في الأسرة.

ثلاثة أقطاب

تدور أحداث الصراع داخل العائلة الحاكمة بين ثلاثة أقطاب رئيسية، أولها بقيادة بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس، والثانية يقودها شقيقه ماهر الأسد وزوجته منال، والثالثة بزعامة رامي مخلوف ووالده محمد، والتي تقف إلى جانبهم بشرى الأسد شقيقة رأس النظام، بحسب تقارير.

تعود بدايات الصراع إلى ما بعد وفاة أنيسة مخلوف والدة رئيس النظام السوري بشار الأسد في فبراير/ شباط 2016، والتي كانت السند الأقوى في القصر الجمهوري لرامي مخلوف، ما دفع ماهر الأسد وأسماء زوجة بشار إلى مزاحمة عائلة مخلوف على النفوذ.

ويسيطر مخلوف على 60 بالمئة من الاقتصاد السوري وفق منظمة "غلوبال ويتنس" لمكافحة الفساد، التي أكدت في تقرير عام 2019، أن رامي يدير أكبر شركة للهواتف المحمولة في سوريا، ويملك العديد من شركات البناء والنفط، فضلا عن امتلاكه عقارات في موسكو تقدر بـ40 مليون دولار.

وتفيد تقارير بأن رامي مخلوف وعائلته شركة "شام القابضة"، وبنكي "سورية الدولي" و"بيبلوس"، وشركة "شام كابيتال" للوساطة المالية، وأسطولا لصيد السمك في جزيرة أرواد السورية يدر ملايين الدولارات سنويا.

وشكل العام 2019 مرحلة فارقة، وذلك بعدما مهد النظام إلى مرحلة جديدة لوضع رامي مخلوف عبر سلسلة إجراءات بالتعاون مع روسيا. وشملت التدابير تقليص نفوذه العسكري خصوصا عبر تفكيك تحالفه مع المخابرات الجوية والفرقة الرابعة، وإضعاف المليشيات التي كانت تحت سلطته.

وبحسب تقارير، فإنه مع تفاقم الخلاف اليوم بين رامي مخلوف وعائلة الأسد، يبدو أن مرحلة إنهاء نفوذ الأول، وباقي أفراد العائلة، ومن هم محسوبون عليها، قد دنت لحظتها.

وتجد عائلة مخلوف نفسها في موقف صعب، على الرغم من عدد من أوراق القوة التي لا تزال تملكها، بما في ذلك الدعم الذي يتمتع به تحديدا رامي مخلوف داخل الطائفة العلوية، فضلا عن امتلاكه الكثير من الأسرار الخاصة بالنظام.

ورأت الكاتبة عبير بشير خلال مقال نشرته بموقع صحيفة "الأيام" في 9 مايو/ أيار 2020 أن "رامي مخلوف خاطب في مقاطع الفيديو غريزة البقاء عند العلويين، وحذر الأسد من أن التمادي في ضرب معادلة رامي مخلوف، العلوي، لصالح نخبة جديدة سنية ترعاها أسماء الأسد، يعتبر تلاعبا بتوازنات النظام ومصادر شرعيته العميقة".

وأشارت إلى أن هذا الصراع العلني في دوائر السلطة في سوريا وفي البيئة العلوية ليس الأول من نوعه. فمع انهيار القيادة القومية لحزب البعث في ستينيات القرن الفائت، حدث صراع مبكر داخل جسم الطائفة العلوية على إثر انقلاب سليم حاطوم الفاشل العام 1966.

وتابعت الكاتبة: "انقسمت في حينها القيادات العسكرية والسياسية في سوريا والتفت حول شخصين من الطائفة العلوية كانا شريكين في الانقلاب على الدولة المدنية، وهما حافظ الأسد وصلاح جديد، حتى حسمت المعركة لصالح الأسد الأب، بعد محاولة شقيقه رفعت في عام 1984 الاستيلاء على السلطة في الفترة التي دخل فيها حافظ الأسد مستشفى التل العسكري في حالة غيبوبة".

أما الصراع الحالي في سوريا، فيبدو أنه ليس وليد اللحظة، ولكن هناك من أخرجه للعلن لبدء رسم خريطة للمستقبل السياسي وموقع آل الأسد فيها.

ويأتي هذا الصراع في وقت يعيش فيه 80 ٪ من السوريين تحت خط الفقر مع خطر انتشار فيروس كورونا الداهم والذي تحدث عنه الأسد في آخر اجتماعاته مع حكومته، بحسب الكاتبة.

تغول أسماء

تتهم أسماء الأسد بأنها تحاول استبدال مخلوف بابن خالتها رجل الأعمال مهند الدباغ، ليكون هو الإمبراطور المالي الجديد في سوريا، وهو ما يصوره أتباع مخلوف على أنه بمثابة سعي للانتقاص من نفوذ الطائفة العلوية في سلطة آل الأسد (على اعتبار أن أسماء الأخرس تتحدر من الطائفة السنية).

وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، فإن الخلاف بين نظام الأسد وعائلة مخلوف ظهر في 2019 عندما بدا بشار  الأسد واثقا من نفسه، بعد الإنجازات التي حققها بمساعدة الروس، والتفت حينها إلى رامي.

وأضاف تقرير الصحيفة البريطانية في 10 مايو/ أيار 2020 أنه في الوقت الذي يتراجع فيه مخلوف حل محله آخرون، فقد حصلت عائلة الدباغ ذات الصلة بالسيدة الأولى على تأثير واضح، وكذا رجل الأعمال سامر فوز، الذي بنى ثروة أثناء الحرب.

وذكر تقرير نشره موقع "ديلي بيست" الأميركي في 10 مايو/ أيار 2020 أن موالين وعاملين في جمعيات أسماء سيطروا في كانون الأول/ ديسمبر 2019، على جمعية "البستان" التي تعتبر مصدر تمويل كوادر الحزب القومي والميليشيا الموالية لرامي مخلوف، وأعلن في تشرين الأول/أكتوبر 2019 عن إنشاء أسماء شركة اتصالات ثالثة في سوريا بهدف الحصول على حصة من شركة سيرياتل.

وأخيرا أعلنت وزارة المالية في 24 كانون الأول/ديسمبر و17 آذار/ مارس الماضيين عن تجميد حسابات شركة آبار للخدمات البترولية التي يملكها مخلوف، حيث استخدمت الأموال لاحقا لسد العجز في ميزانية الهيئة العامة للجمارك.

وأضاف الموقع أن استهداف أرصدة رامي جاء في وقت بدأ فيه تأثير المقربين من أسماء بالنمو، فبعد وفاة أنيسة مخلوف بفترة قصيرة أخذ أقارب أسماء بالسيطرة على جزء من قطاع الخدمات الأساسية.

وجاء ذلك بعد إصدار البطاقات الذكية لشراء المواد الأساسية مثل الأرز والغاز والشاي والسكر وزيت الطعام. ومنح العقد لشركة "تكامل" التي يملكها أحد أشقاء أسماء وابن خالتها مهند الدباغ.

وأشار إلى أن تحقيقات كشفت أن الموارد المالية من البطاقات الذكية تم وضعها في حسابات تعود إلى مجلس "تكامل" الذي يديره أقارب أسماء. وفي الوقت الذي جرى فيه تجميد حسابات رامي مخلوف، أفرجت وزارة المالية عن حسابات عم أسماء، طريف الأخرس التي جمدت لأكثر من عام.

ولفت إلى أن طريف الذي كان يملك شركة شاحنات صغيرة قبل الحرب في حمص، استخدم صلات ابنة أخيه بالسلطة ووسعها، وبدأ بالمشاركة في شحن الطعام والبضائع عبر سوريا إلى العراق ضمن ما عرف ببرنامج النفط من أجل الطعام قبل الاحتلال الأميركي عام 2003.

وتوسعت تجارة الأخرس فيما بعد لتشمل الشحن البحري والبناء والعقارات واللحوم وقطاع التعليب.

وأفاد الموقع بأن دخول أسماء القطاع الاقتصادي، جاء بعد معركتها الطويلة مع سرطان الثدي، ومنذ ذلك الوقت واصلت إن لم تزد من ظهورها خلال العام، ووثقت عمل جمعياتها في كل أنحاء سوريا، مصممة على تحضير أبنائها مستخدمة قوتها الجديدة لأخذ مكانهم داخل عائلة الأسد التي تحكم سوريا منذ 50 عاما.

صراع بالكواليس

لم تكن أسماء الأسد لوحدها من تريد الانقضاض على ثروة مخلوف في سوريا، وإنما شقيق رئيس النظام ماهر، فقد رأى رئيس وزراء سوريا الأسبق رياض حجاب، أن الخلاف القائم يعكس "تفكك الدائرة الضيقة المحيطة" ببشار الأسد.

وقال محجوب الذي يعد أبرز وجوه المعارضة السورية في سلسلة تغريدات على "تويتر" في 20 مايو/ أيار 2020: إنه "بالإضافة إلى الخلاف القائم بين أسماء الأخرس ورامي مخلوف، هناك صراع آخر في الكواليس بين أسماء وبين ماهر الأسد وزوجته منال جدعان، كما يدور في الخفاء صراع بين رجال الأعمال المحسوبين على آل الأسد، وآل مخلوف، وآل شاليش، ما يفسر إجراءات الاعتقال والحجر ومنع السفر".

وفي تقرير نشرته صحيفة "جسر" الإلكترونية في 25 مارس/ آذار 2020، فإن تحولا طرأ على مستوى تدخل الفرقة الرابعة في إدارة مؤسسات الدولة الاقتصادية، في سياق تنامي نفوذ ماهر الأسد داخل القصر الجمهوري، عقب خروج آل طلاس من سوريا، ومقتل اللواء آصف شوكت، زوج بشرى (شقيقة الأسد)، في العام 2012.

يأتي ذلك مع انحسار تأثير آل مخلوف داخل القصر ابتداء من العام 2016، عقب وفاة والدة بشار، أنيسة، ومرض الخال محمد مخلوف، "عراب العائلة". وقد تجلى حول الفرقة الرابعة عقب انتشارها في إدارة مرفأي اللاذقية وطرطوس، وتوليها إدارة المرفأ بنفسها عوضا عن الاعتماد على وكلاء لها، بحسب التقرير.

وتتولى الفرقة بنفسها إفراغ حاويات نقل البضائع العائدة إلى القصر الجمهوري والواردة من إيران، أو المملوكة لأحد التجار الذين تقوم بترفيق بضائعهم، إضافة إلى تفتيش الحاويات الأخرى، والإشراف على تفريغها. كما أنه تستمر بالاضطّلاع بدور مركزي عبر مكتبها الأمني، في طرح وتزكية مرشّحين لوزير النقل، لتعيينهم مدراء فرعيين في المرفأين.

ونوه التقرير إلى أنه أصبح للفرقة مندوبين معتمدين من مكاتب التخليص الجمركي، وأبرزهم شركة الأسطورة للنقل والتخليص الجمركي، العائدة ملكيتها إلى رجلي الأعمال خضر علي طاهر، وعصام عيسى إسماعيل، مدير الشركة السورية للمعادن والاستثمار.

وتهيمن الفرقة بقيادة ماهر الأسد على مرفأ اللاذقية حتى الآن، حيث لا تزال تحتفظ بإدارتها ومكاتبها الفرعية في الميناء، في انتظار حسم الجهة التي ستتولى عقد استثمار المرفأ. لكن ثمة حدود لهذه الهيمنة لا تستطيع الفرقة تجاوزها، إذ تبقى مُقيدة بموافقة القصر الجمهوري مُمثلة برئيس النظام.

استبدال الأسد

الأزمة الحالية بين أقطاب العائلة الحاكمة في سوريا، طرحت تساؤلات عن حجم التدخل الخارجي فيها ومحاولة تسييرها لرسم مستقبل العائلة السياسي في حكم البلاد، ولا سيما من الجانب الروسي، وهل بالفعل هناك مساع لاستبدال الأسد.

الكاتبة عبير بشير رأت أنه بحساب الأوزان، لا يجوز القول إن هناك تنافسا بين رئيس النظام، وبين رئيس شركة للاتصالات، حتى وإن كانت أكبر شركة للاتصالات الخلوية في سوريا. ولكن في حساب المحاور الإقليمية، فإن هذا التنافس، له وزنه النوعي، وخصوصا أن هناك من يقول: إن روسيا وإيران، تؤججان الخلاف بين بشار وابن خاله، كل لحساباته.

وفي البعد الروسي للحكاية، ترى الكاتبة، أن هناك إشارات قوية من الكرملين، بأن الأسد أصبح عبئا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويسبب له صداعا، بسبب عناد الأسد، وإصراره على رفض الانخراط بتسوية سلمية مع المعارضة السورية، تقوم على التنازل عن جزء من صلاحياته، وتعديل الدستور السوري.

وعلى ضوء ذلك، يصبح الحديث عن بحث روسي جدي عن بديل، أمرا واردا وخصوصا أن موسكو بدأت تبحث عن بديل للأسد تبقي فيه على الشكل من دون تغيير في المضمون، وتتحايل به على قانون العقوبات الأميركي المعروف بـ"سيزر"، وتضمن مشروعات إعادة الإعمار لها، وتحقق شكليا التغيير السياسي، وجاري الآن البحث عن مرشح جديد، بحسب الكاتبة.

وتابعت: "هذا ما وصل إلى مسامع بشار الأسد وجعله يشهر السيف في وجه رامي مخلوف". ولكنه ليس مؤكدا وجود مشروع روسي انتقالي اسمه رامي مخلوف، خصوصا أن الأخير ليس من قماشة تسوية، فقد حذر رامي المتظاهرين السوريين والغرب في بداية الثورة، من أن الصفوة الحاكمة في دمشق ستقاتل، ولن ترضخ للتغيير.

وربما موضوع تغيير الأسد ينسجم مع ما ذكره الكاتب التركي فؤاد أوغور خلال مقال نشره بصحيفة "تركيا" في 21 مايو/ أيار 2020،  بأنه لولا وباء كورونا لكان زعماء تركيا رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، وإيران حسن روحاني، سيعقدون قمة بشأن سوريا، إلا أنها تأجلت إلى ما بعد السيطرة تماما على الوباء.

ولفت إلى أن أول مادة على أجندة القمة هي إبعاد بشار الأسد عن الحكم، حيث قال طلعت أنوروفيتش جتين، نائب رئيس الأكاديمية الروسية الحكومية: إن "دور الأسد انتهى، تحريت أنا أيضا أكثر عن الموضوع".

ونوه الكاتب إلى أنه منذ مدة والرئيس الروسي منزعج من بشار الأسد، الذي أصبح شريكا غير مأمون الجانب بعد محاولاته التقرب من الولايات المتحدة وأوروبا.

كما أن الوضع في سوريا أصبح بمثابة صداع مزمن بالنسبة لروسيا. لم يرد الخبر في وسائل الإعلام، لكن الأسد هاجم المدنيين مجددا في إدلب، وكان هذا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.

وأوضح أنه في 13 يناير/ كانون الثاني 2020، اجتمع وفد تركي برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان مع نائب الأسد لشؤون الأمن اللواء علي مملوك في مقر وزارة الدفاع الروسية بموسكو. وحضر الاجتماع أيضا رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين ووفود من ممثلين للعرب والأكراد بسوريا.

وبحسب قول الكاتب، فإنه لم يرشح أي شيء عن الاجتماع إلى الصحافة، لكن المصادر الدبلوماسية أفادت بأن الاجتماع شهد تقدما هاما على صعيد تأسيس سوريا جديدة.

وكان بوتين وأردوغان على حد سواء راضيين عن التطورات، المشكلة الوحيدة هي القواعد الروسية في سوريا، في حين قدم الجانبان ضمانات متبادلة في هذا الخصوص.

وأردف: "لهذا فإن بوتين أصدر تعليمات بخصوص المرشح الذي يفكر به منذ مدة طويلة، ومن سيحل محل الأسد ليس سوى ابن خاله رامي مخلوف. وبحسب طلعت أنوروفيتش جتين فإن مخلوف ليس مرشحا يتحفظ عليه الجيش السوري الوطني وتركيا. وفي مقابل هذه التطورات، أقدم الأسد على خطوة غريبة.

لكن الملفت في الأمر-بحسب الكاتب- أن اللواء علي مملوك يرحب بترشيح رامي مخلوف كي يضطلع بمسؤولية تأسيس سوريا جديدة. والآن بقي عقد القمة الثلاثية، التي ستطلق شارة بدء التغيير في سوريا الجديدة. أما روحاني، فبوتين سيتكفل بإقناعه "بطريقة ما".

وقبل ذلك، قال الكاتب التركي إسماعيل قبلان عبر مقال نشرته ذات الصحيفة، في 14 مايو/ أيار 2020: إن "خلاف الأسد مع ابن خاله مخلوف، أحدث شرخا بين الطائفة العلوية الواحدة في سوريا، وقسمها إلى مجموعتين، خصوصا أن مخلوف استمال إليه سابقا شريحة من العلويين بالمال".

وبشأن موقف روسيا، ذكر قبلان، أنه "بدا واضحا أن روسيا بدأت تتخلى شيئا فشيئا عن فرعون سوريا، وبدأت كل من روسيا وأميركا -المنشغلتان بفيروس كورونا حاليا- بالبحث عن صيغة اتفاق مشتركة حول سوريا".

وأكد أن "المرحلة القادمة هي التي ستجعل سياسة روسيا فيما يخص الأسد جلية أكثر، وأن موسكو التي تعاني من مشاكل اقتصادية لن تتحمل عبئا اقتصاديا إضافيا".