كاتب تركي: مذبحة نيوزيلندا ليست عادية.. وهذه خطورتها

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "صباح" التركية مقالا للكاتب برهان الدين دوران، تناول فيه الهجوم الذي تعرض له مسجدان في نيويلندا، على يد الإرهابي برينتون تارنت (28 عاما) وقتله 50 مسلما، السبت الماضي.

وقال دوران: إن "مذبحة نيوزيلندا تظهر أن المسلمين في العالم الغربي يتعرضون إلى خطر قاتل"، مشيرا إلى أن ظاهرة "الإسلامفوبيا" تزداد قوة حيث تهب عاصفة جذرية من التعصب، فهذه المذبحة ليست عادية.

وأوضح الكاتب: إنه "في مقاطعة كرايستشيرش بنيوزيلندا، يعد مقتل 50 مسلما في المسجد حادثة إرهابية خطيرة، وأن القاتل "برينتون"، وهو مواطن أسترالي، بث المذبحة مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي كما شارك مسبقا بيانا من 87 صفحة، تضمنت معلومات حول البنادق التي يستخدمها، والتواريخ، والأسماء، وكمية كبيرة من الرموز العالمية".

"قائمة تارنت"

ولفت إلى أن بيان القاتل مليء بعبارات ضد "الإسلام، والمسلمين وكذلك تركيا وأردوغان"، كما أن هناك قائمة اغتيالات تشمل ميركل وأردوغان، وهي قائمة بالفعل مثيرة للاهتمام، حيث تم إعداد جميع التفاصيل بشكل مطول لتكون كأنها جدول الأعمال.

وبيّن الكاتب، أن الملفات والبيانات التي أعلن عنها تشبه تلك التي تجمعها أجهزة المخابرات وليس شخصا عاديا متعصبا، وغالبا لن نستطيع أن نعرف من الذي يقف وراء هذا القاتل.

ورأى دوران أن الرسالة واضحة وشاملة؛ إن الدافع هو كراهيته للمساجد والمسلمين، لقد ارتكب برينتون المذبحة بالتعصب المخطط بدلا من الفردانية الاستثنائية. وأعرب عن الحجج الراديكالية البيضاء والعنصرية والمسيحية، فقد وضع زعيما قياديا في العالم الإسلامي وهو أردوغان، ومدينة اسطنبول ومسجد آيا صوفيا هما أيضا على الهدف. لكن الكاتب يذكر، أنه ومن المثير للاهتمام أيضا أن ميركل، زعيمة الدولة القوية في أوروبا، مدرجة في القائمة.

وأردف: "في السنوات الأخيرة، كان الخوف من الإسلام في ارتفاع خطير في جميع أنحاء العالم، وفي أوروبا، هناك معارضة ضد المسلمين من قبل اليمين المتطرف".

وأكد الكاتب أن "هجمات داعش والقاعدة تستخدم كذريعة من أجل تبرير الهجمات الفردية التي تشن على المساجد بين الفينة والأخرى".

ما الرسالة؟

رأى دوران، أنه ومع ذلك، فإن مذبحة نيوزيلندا تخبرنا بأشياء مختلفة عن الإسلام والمعارضة الإسلامية. هناك رسالة أساسية قدمتها المذبحة، هي أن "الخطر لا يقتصر على أوروبا أو الولايات المتحدة، بل يشمل العالم الغربي كله. أستراليا ونيوزيلندا وكندا في نفس البوتقة، حتى إن دولا من خارج العالم الغربي مثل الهند، تحت تهديد هذا المسار الخطير".

وتابع الكاتب: "يتم تعزيز معاداة المسلمين من خلال شكل جديد من القومية؛ فلم تُظهر مذبحة كرايستشيرش أن المسلمين في العالم الغربي يتعرضون فقط، لتهديد قاتل. وعلينا اكتشاف ظاهرة تزداد قوة، في العالم الغربي، حيث تهب عاصفة جذرية من التعصب".

وأشار دوران إلى أنه وفي الوقت الحالي، يظهر كمؤسسات فردية وصغيرة لديها هذا البعد العقائدي المتعصب، مستخدما رموزا دعائية عقائدية كتلك التي استخدمها برينتون.

من هذه الرموز ما كتبه: "الآكل التركي، 1683، الله أراد هذا، 732 جولة، سكاندربرغ" وكلها لها دلائها التاريخية بما لا يدع مجالا للشك حول استيضاح نوايا وخبايا القاتل.

مرحلة جديدة

وبحسب الكاتب، فإن "هذه المرحلة تعد بمثابة مرحلة جديدة؛ لأن هذا الهجوم ليس حالة عادية سببها الخوف من الإسلام"، لافتا إلى أن "خطاب برينتون عن الإرهاب في الغرب، يشير إلى التطرف المسيحي القائم على العنصرية البيضاء، والخلط بين الخطاب والتعبيرات العلمانية أو الدينية يجب ألا يضللنا؛ هذا هو نتاج منظمة إرهابية وأيديولوجية تقوم المسيحية عليها".

ودعا الكاتب التركي إلى التنبه لمشكلة "الإسلاموفوبيا"، وأن هذه المجزرة مرحلة جديدة من مراحل ظاهرة "إسلامفوبيا" أو الخوف من الإسلام.

وأشار برهان الدين دوران في ختام حديثه إلى أن المجزرة، مظهر من مظاهر التطرف الجديد الذي يمكن أن يستهدف المسلمين في جميع أنحاء الغرب. ولديه ميزات ستجر الغرب وأوروبا إلى أزمة خطيرة، وأنه على الخبراء الذين تحدثوا باستمرار عن "الإرهاب الإسلامي"،  إجراء دراسات جادة حول "الإرهاب الراديكالي الغربي والمسيحي".