جمال الخضري لـ"الاستقلال": كورونا يضاعف معاناة غزة تحت الحصار (حوار)

غزة - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

على مدار 13 عاما متواصلة لم تخفف "إسرائيل" من حصارها المشدد على قطاع غزة، وهو ما أثر على كافة القطاعات المختلفة فيه، أبرزها النظام الصحي الذي أصبح منهكا وغير قادر على القيام بمسؤولياته.

 ومع وصول جائحة فيروس كورونا إلى القطاع المحاصر، سارعت السلطات لإطلاق نداءات استغاثة إلى كل الجهات المعنية لتوفير مواد الفحص المخبري الخاصة بالمرض الغامض.

وللوقوف على الآثار المتواصلة للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، ومدى قدرته على الصمود أمام فيروس كورونا، حاورت "الاستقلال" رئيس اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة، الدكتور جمال الخضري.

الحصار الإسرائيلي

  • ما آثار الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 13 عاما؟

الحصار يشتد عاما بعد عام، وكل عام يأتي أقسى وأكثر كارثية وصعوبة من سابقه، وذلك بسبب استمرار إجراءات الاحتلال والإغلاقات، إضافة لتراكم المعاناة عبر سنوات.

طال الحصار كافة مناحي الحياة بلا استثناء، حتى بات 85% من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر، مع وجود أكثر من ربع مليون عامل معطل عن العمل، إلى جانب انهيار القطاع الاقتصادي بمختلف أشكاله وتضرر حوالي 80٪ من المنشآت الاقتصادية (صناعية تجارية زراعية)، وضعف كبير في قطاع الكهرباء و95٪ من مياه غزة غير صالحة للشرب ومعاناة كبيرة في قطاع التعليم والصحة والبيئة.

  • وما أكثر الفئات التي تضررت من الحصار الإسرائيلي؟

للأسف، لم تستثن "إسرائيل" أيا من القطاعات أو الفئات إلا وأصابها الحصار في مقتل، بدءا من الأطفال والنساء والرجال، والقطاعات والشرائح المختلفة، من عمال وفنيين وخريجي جامعات، ومختلف شرائح الشعب الفلسطيني.

حتى الصحة تضررت بشكل كبير بسبب الحصار والإغلاق، ويمكن التركيز على ما أصاب القطاع الاقتصادي حيث كان له نصيب كبير من التدهور والدمار، ما أدى لتراجع اقتصادي كبير وخسائر مباشرة وغير مباشرة، إضافة لعمليات إغلاق يومية للمصانع والمحال والورش، أو تقليص عملها بشكل كبير، وذلك يعود للاستهداف الإسرائيلي المباشر بالاعتداء، أو تقييد دخول المواد الخام اللازمة للصناعات.

  • إلى متى يمكن أن يصمد قطاع غزة في ظل الحصار المفروض؟

مسألة صمود وثبات شعبنا الفلسطيني على أرضه مستمرة مهما بلغت التحديات والصعاب، لأننا أصحاب حق وعيوننا وقلوبنا وعملنا وصمودنا قائم حتى إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

الأمم المتحدة قالت في تقارير سابقة: إنه في العام 2020، غزة لن تكون صالحة للحياة في حال استمرار الحصار، ودون وجود تدخل حقيقي وفاعل لإنقاذ الوضع الحياتي والإنساني.

ونحن في العام 2020 وعندنا أوضاع حياتية كارثية بفعل تراكم آثار الحصار على مختلف جوانب الحياة، وجاءت جائحة كورونا لتثبت بالفعل صعوبة الوضع الإنساني والصحي في غزة.

جائحة كورونا

  • هل قطاع غزة قادر على تحمل جائحة كورونا؟

نحمد الله أن الوضع في قطاع غزة فيما يتعلق بجائحة كورونا ما زال تحت السيطرة، لكن فعليا لو وصلت الجائحة غزة- لا سمح الله- لا يمكن تصور حقيقة الوضع وإلى أين ستصل الأمور، لأن القطاع يعاني أصلا، والقطاع الصحي منهك بفعل الحصار والاعتداءات، وهناك نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والمراكز الصحية وغرف العناية المكثفة وأجهزة التنفس الصناعي.

وصول كورونا كارثي، والتأخر في مساندة غزة بالشكل الحقيقي والفعلي يقرب الخطر أكثر.

  • ما الخسائر الاقتصادية التي سببتها جائحة كورونا في قطاع غزة؟

خلال شهر مارس/آذار 2020، بلغت الخسائر الاقتصادية في قطاع غزة 200 مليون دولار، بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي وإجراءات مواجهة  كورونا.

هذه الخسائر مباشرة وغير مباشرة تشمل كافة القطاعات الاقتصادية الصناعية والتجارية والمقاولات والفندقة والسياحة وغيرها، فمعظم الأعمال متوقفة، والجمود الاقتصادي يسيطر على القطاع، وندرة في السيولة، تضاف إلى 13 عاما من الحصار والإغلاق، تجتمع على أكثر من مليوني مواطن في غزة.

  • هل يتمكن النظام الصحي في قطاع غزة من التعامل مع فيروس كورونا؟

بموضوعية ودون تهويل، فلنقارن وضع غزة المحاصرة مع دول العالم التي كانت في قمة الصعود الاقتصادي، وتتباهى بما وصلت إليه من تقدم تكنولوجي، وكذلك الاستقرار الصحي الذي يحقق الرفاهية العلاجية في دول أوروبا وأميركا وغيرها من الدول، ويرى كيف أصبحت تعاني هذه الدول بسبب كورونا، وأعلنت حالة الطوارئ، وعجز النظام الصحي، فكيف بغزة المحاصرة التي لا تمتلك القدرات الكافية التي تستطيع أن تواجه هذه الأزمة الطاحنة، و50 % من الأدوية والمستهلكات الطبية غير موجودة من قبل الأزمة أصلا.

  • وزارة الصحة في غزة أطلقت نداء استغاثة وأكدت أن مواد الفحص الخاصة بكورونا نفدت لديها، كيف تقيم ذلك وما هو أثره؟

العالم بما يملكه من مقومات لا يستطيع مواجهة كورونا، فما بالكم بغزة المحاصرة منذ 13 عاما، ما يتطلب الإسراع في اتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه.

دعم عاجل

  • ما المطلوب عربيا ودوليا تجاه قطاع غزة؟

على الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي توفير دعم مالي عاجل للشعب الفلسطيني لتجاوز هذه المأساة سواء كانت صحيه أو اقتصادية واجتماعية.

اجتمعت على غزة الآن حالتان في آن واحد، استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 13 عاما، وخطوات احترازية لمواجهة فيروس كورونا.

الحالة الأولى (الحصار) نتج عنها انهيار في مختلف القطاعات الصحية والبيئية والبنى التحتية والاقتصادية مما فاقم المعاناة الإنسانية بشكل خطير وخاصة القطاع الاقتصادي.

الحالة الثانية وهي الخطوات الاحترازية لمواجهة كورونا انعكست على كامل الحياة الاقتصادية والصحية والاجتماعية والتعليمية والسياحية وقطاع المقاولات وغيرها، حيث الجمود شبه التام يصيب هذه القطاعات مما تسبب في انعكاسات مالية كبيرة على جميع هذه القطاعات.

  • الأمم المتحدة ووكالة "غوث" هل تقوم بمهمتها في تخفيف آثار الحصار على قطاع غزة؟

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" عليها دور حساس ومهم جدا، وتقدم دورا إنسانيا وخدمات تنسجم مع القانون الدولي الذي يدعو لمثل هذه الأنشطة، في دور مُقدر يجب دعمه بشكل كامل من الجهات المانحة.

ومطلوب دعم موازنة وكالة الغوث بعد مناشدتها الأخيرة بضرورة توفير 1.4 مليار دولار لتمويل الخدمات والمساعدات الأساسية، خاصة في ظل الوضع المأساوي والكارثي للاجئين الفلسطينيين، حيث تقدم "أونروا" المساعدات لـ5.6 مليون لاجئ في الشرق الأوسط.

"أونروا" تقدم خدمات تعليمية وصحية وبيئية إنسانية واجتماعية، وإن استمرار دورها وتعزيزه وتمويلها ودعمها لإقامة البرامج العادية والطارئة جزء من الحفاظ على الاستقرار ومساعدة اللاجئين عبر تعزيز أمنهم الغذائي والصحي والتعليمي.

الوكالة الدولية مطالبة الآن بمضاعفة دورها لحماية اللاجئين وتقديم الرعاية الصحية لهم في ظل وصول الجائحة لبعض مخيمات اللاجئين خارج فلسطين.