في ظل تفشي كورونا.. هكذا تتعامل السعودية مع معتقلي الرأي

الرياض - الاستقلال | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

في وقت تواصل حكومات عربية وخليجية توجيه نصائح لشعوبها في التعامل مع فيروس كورونا المستجد، وإصدار قرارات بمنع التجمعات وتفرض حظر التجوال وغيرها من الإجراءات الأخرى، يتكدس في سجونها الآلاف من معتقلي الرأي والسياسيين في ظل انتشار الوباء.

وترفض الكثير من الحكومات الاستجابة للدعوات المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، والتي كان آخرها، دعوة مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، الحكومات لإطلاق سراح أكبر عدد من السجناء وإخضاعهم إلى الفحوصات والإجراءات الطبية اللازمة، للتحقق من خلوّهم من الأمراض كإجراء حاسم للحد من تفشي الوباء.

استمرار هذا التعنت دفع رواد موقع التواصل الاجتماعي تويتر، لإطلاق هاشتاج #قبل_الكارثة، لدعوة الحكومات لإطلاق سراح المعتقلين، وتجنيبهم الوقوع في كارثة انتقال العدوى إليهم، وشارك فيه ناشطون من دول عدة، منها السعودية والإمارات والبحرين والكويت وسوريا ومصر.

وبرزت بقوة تغريدات السعوديين الراصدة لمعاناة المعتقلين، والمشددة على ضرورة إطلاق سراحهم #قبل_الكارثة، والمؤكدة على أن إدارات السجون في الأوضاع الطبيعية اعتادت الإهمال بحق المعتقلين وعدم الاكتراث لحالتهم الصحية.

وتحدث ناشطون عن ما يتعرض له المعتقلون من إهمال طبي متعمد فضلا عن معاناة أكثرهم من أمراض مختلفة نتيجة التعذيب ومنعهم من العلاج والنوم، ما يجعلهم أكثر عرضة لانتقال الفيروسات إليهم خاصة في تلك الظروف الموبوءة، جازمين بأن السجون ليست آمنة لهم.

مطالبات بالحرية

وطالب القائمون على حساب معتقلي الرأي في السعودية، بالحرية للمشايخ، ونشر صورة تجمع بعضهم وهم سلمان العودة، وعوض القرني وصالح آل طالب وإبراهيم الحارثي وعمر المقبل.

ودعوا أيضا بالحرية للإعلاميين، ناشرين صورة أخرى تجمع بعضهم، وهم "صالح الشيحي، مالك الأحمد، يزيد الفيفي، صالح الحيدر، فهد السنيدي، بدر الإبراهيم". 

 كما حثوا على إطلاق سراح الناشطات المعتقلات تعسفيا، وكل السيدات القابعات في السجون ظلما رهن الاعتقال التعسفي، ومنهم "نسيمة السادة، سمر بدوري، لجين الهذلول، مياء الزهراني" بحسب رصدهم.

وطالبت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان بإطلاق سراح المدافع عن حقوق الإنسان د. عبدالله الحامد (٧٠ عاما)، بسبب انتشار كورونا، مشيرة إلى أنه اعتقل في ٢٠١٤ وحكم بالسجن ١١ عاما، ومثلها منع من السفر، على خلفية مطالبته بالإصلاح ومكافحة الفساد، وهو يعاني وضعا صحيا حرجا في السجن، وتم وضعه في منطقة للمدخنين.

ودعت أيضا لإطلاق سراح السيدة المسنة #عايدة_الغامدي، والتي اعتقلت مع ابنها عادل، بعد تلقيها مبلغا ماليا من ابنها المقيم في لندن، عبدالله الغامدي، وتعرضت للتعذيب البشع، وحروق على جسدها.

إهمال طبي

ورصد ناشطون الأوضاع الصحية المزرية التي يعاني منها بعض المعتقلين، إذ نقل القائمون على حساب الإصلاحيون السعوديون تصريحا لعبدالله العودة نجل الشيخ سلمان، يجزم فيه بحرمان والده من العلاج ومن النوم لأيام متواصلة.

وأكدت المغردة ياسمينا الطويل أن #سلمان_العودة الذي تجاوز سن 65 عاما يعاني من الاحتجاز التعسفي داخل سجون المملكة، ويواجه سوء معاملة وإهمال طبي كفيل بتهديد حياته في الظروف الطبيعية ويتضاعف الخطر على حياته مع تفشي فيروس #كورونا الذي يستهدف في المقام الأول شريحة كبار السن.

ودعا ناشطون إلى إطلاق سراح المعتقلين قبل انتشار الوباء، وطالب المغرد "علي" بإطلاق سراح معتقلي الرأي قبل تزايد الوباء و#قبل_الكارثة، مضيفا: "جميعنا يعلم أن السجناء هم أكثر المحرومين من الرعاية الصحية، لا ينبغي استمرار ظلمهم وبقائهم في السجون".

وأضاف: "لا أريد أن أميز بينهم وأضع صورة لسجناء معينين، جميعهم ينبغي أن نقف معهم ونطالب بالإفراج عنهم".

إجراء ضروري

وأكد ناشطون أن إطلاق سراح المعتقلين أصبح إجراء ضروريا لتجنيب باقي المجتمع السلامة من انتشار الوباء، إذ قال محمد: "تجنبا لِمَا #قبل_الكارثة يستلزم الإفراج الفوري عن المعتقلين/ات في السجون، تفاديا لوقوع حالات قد تؤدي بالوطن لكوارث لا تحمد عقبها".

وحذرت الناشطة علياء الهذلول شقيقة المعتقلة لجين، من نتيجة انتشار وباء الكورونا في السجون السعودية، قائلة: إن المملكة ستتعرض إلى عزلة إضافية على الساحة الدولية.

ورأت أن قمة مجموعة العشرين عن بعد، كانت شاهدة على ضعف الموقف السعودي على الساحة الدولية، وحثت الحكومة السعودية على إطلاق سراح المعتقلين #قبل_الكارثة وكسب تعاطف الناس.

وحذرت من تعمد نشر المرض بين المعتقلين، قائلة: "قرأت مرة عن عاملين في أحد السجون أيام الطاعون في الجزائر قاموا بنشر المرض عمدا بين المساجين لتصفية حساباتهم مع مدرائهم..".

وأضافت: "انتشار المرض قد يكون بشكل غير مقصود لكن الخوف أن ينتشر بشكل مقصود في السجون.. أطلقوا سراح لجين #قبل_الكارثة". 

حال المعتقلين 

وحذر ناشطون من أن تجاهل السلطات السعودية لدعوات الإفراج عن المعتقلين في ظل الظروف التي يمر بها العالم تعد إساءة واضحة لسمعة المملكة، لافتين إلى أن أغلب المعتقلين الآن أبرياء وإما عجزة أو معتقلون في قضايا رأي.

وأشارت سماء إلى أن مساجين الرأي أغلبهم كبار سن وكثير منهم مظلومون، قائلة: "لا فائدة من سجنهم واستمرار اعتقالهم خاصة في هذه الظروف إساءة كبيرة لسمعة دولهم نرجو أن نسمع أخبارا سارّة قريبا عنهم   #قبل_الكارثة". 

وأكدت أريج السدحان شقيقة الناشط الحقوقي السعودي المختفي قسريا عبدالرحمن، أن آلاف الأبرياء في السجون بسبب آراء وتغريدات بينما الخطر الحقيقي هو ما يحصل الآن من انتشار الفيروس.

ونشر هارون آمين أحمد مقطعا صوتيا مركبا على صورة تجمع شخصيات بارزة من المعتقلين السعوديين، يستنكر فيه تقييد الحرية بشكل عام.

معتقل سابق

ونقل المغرد موسى تجربته الشخصية من داخل السجون السعودية وتحديدا سجن الدمام العام، في سلسلة تغريدات، موضحا: "عند دخولك للسجن تقضي 10 أيام في ما يسمى استقبال السجن وهي عبارة عن صالة مكتظة بالمساجين بحيث يتم التناوب على افتراش الأرض، ويظل المعتقل في الاستقبال حتى يتم فحص دمه وصور أشعة لصدره عن داء الدرن".

ولفت إلى أن العسكري بذاته يلامس السجين بدون قفازات ولديه معقم على الطاولة، علما بأن هذه التجربة تعود لشهر أكتوبر من عام 2011 وليس خلال هذه الأزمة الحالية، مؤكدا أن تكديس المساجين في الاستقبال ثم توزيعهم للعنابر بهذا الشكل لا يمنع العدوى بل يساهم على نشرها.

وبين "موسى" أن العناية الصحية داخل السجن تندرج تحت قاعدة "عالج كل شيء وأي شيء بالبنادول"، موضحا أن الذهاب والفحص في عيادة السجن ليست خيارا إلا بعد تدهور حالتك، فحتى لو أرادت العيادة استقبال الجميع فطاقتها الاستيعابية لن تسمح. 

وأضاف أن العنابر مكتظة والمساجين يتناوبون على الأسرة، متابعا: "كنت أتناوب مع شخصين على سرير واحد، فكرة أن تطبق تباعد وعدم تلامس بين المساجين مستحيلة، سيناريو وجود حالة بكورونا المستجد وأخذا بعين الاعتبار سهولة انتقاله تعني أننا حرفيا مقبلون على كارثة إن حدث ذلك لا سمح الله".