الاجتماعات عن بعد.. كيف سيغير فيروس كورونا سوق العمل؟

12

طباعة

مشاركة

دفعت سرعة انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي صنفته منظمة الصحة العالمية "جائحة"، بسكان أغلب الدول إلى التزام منازلهم، سواء إجباريا أو اختياريا.

وحتى لا يتوقف الاقتصاد والأعمال التي شهدت تدهورا عاما، إلى الانحدار نحو الهاوية، اضطر الملايين إلى العمل من منازلهم، فيما توقع الكثيرون أن يختلف نظام العمل بعد انتهاء هذه الجائحة.

وبدلا من الاستيقاظ بشكل مبكر والمطاردة للوصول إلى مكان العمل في ظل ازدحام الطرقات، ومن ثم العودة في أوقات الذروة، أصبح كل المطلوب من الموظفين الآن الانتقال من غرفة النوم إلى الصالون لبدء يوم العمل "أونلاين"

ولهؤلاء وفرت التكنولوجيا بدائل بسيطة تسهل عليهم أمر التواصل، فالاجتماعات فقرة مهمة من يوم العمل، وخصيصا ومن أجلها جرى تطوير برامج لمحادثات جماعية بصوت وصورة عاليتي الجودة

خصوصية "زووم"

يتميز برنامج Zoom Meeting بخدمة الفيديو والصوت عالية الجودة، إضافة إلى سهولة الاستخدام وتكلفة معقولة جدا.

يمكن أن يتراوح حجم المشاركين الذين يمكن أن تستوعبهم ندوات الفيديو على الويب من 100 إلى 10 آلاف مشارك. ويسمح البرنامج للمشاركين بالتفاعل مع الفيديو على أن لا يتجاوز عددهم المائة.

يوفر البرنامج أيضا ميزة التعاون الجماعي، وتسمح هذه الميزة للمستخدمين بإنشاء مجموعات وإرسال ملفات نصية أو صورية أو صوتية على الفور إلى أعضاء هذه المجموعات.

ويمكن للمستخدمين سحب الملفات إلى التطبيق ومشاركتها على الفور مثل المستندات أو الصور أو مقاطع الفيديو. كما يوفر البرنامج خدمة قد تبدو غريبة، وهي الحصول على نسخ مكتوبة للمكالمات التي تسجلها كمقاطع فيديو.

يمكن للأشخاص استخدام Zoom Meeting مجانا، لفترات محدودة، ويمكن للشركات الصغيرة الاشتراك بدءا من 14.99 دولارا شهريا لكل مضيف. ولا يحتاج مستخدم البرنامج إلى إنشاء حساب عليه إلا في حالة Room Meeting لدعوة أشخاص آخرين لحضور الاجتماعات.

تأسست شركة زوم في عام 2011 من قبل مهندس رئيسي من سيسكو سيستمس ووحدة أعمالها التعاونية "ويب إكس".

تخرج المؤسس إيريك أس يووان، من البرنامج التنفيذي بجامعة ستانفورد، وكان في السابق نائبا للرئيس في شركة سيسكو لتطوير برمجيات تعاونية. أصبح ديفيد بيرمان من ويب إكس و Ring Central، رئيسا في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

وبدأت الخدمة في يناير/كانون الثاني 2013 وبحلول مايو/أيار 2013، دعت مليون مشارك. خلال السنة الأولى من إطلاقه، أنشأت زووم شراكات مع مزودي برمجيات التعاون بين الشركات.

وعن احترامها لسياسة الخصوصية، تؤكد الشركة باستمرار أنها لا تسجل المحتوى المرئي أو الصوتي للاجتماعات ما لم يطلب العميل تسجيلا سحابيا خلال الاجتماع.

ويقوم زوم بتخزين بيانات التعريف المختلفة المتعلقة بكل اجتماع مثل عناوين الاجتماعات والمدة والمرئيات ووقت الوجود للمشاركين والرسائل المكتوبة بالإضافة إلى الملفات المشتركة.

لا تتم مشاركة البيانات المجمّعة تجاريا بدون إذن صريح، ولكنها تشارك "ضمن شبكة زوم والشركات التابعة لها ومع مزودي خدمات جهات خارجية لأغراض معالجة البيانات أو تخزينها.

جيل من التقنيين

منصة "إيزي ويبينار" هي الوحيدة على الإنترنت التي تجمع بين تقنيات عقد المؤتمرات والأحداث وإستراتيجيات التسويق الخاصة بك من أجل جذب عدد أكبر من العملاء المحتملين لنشاطك التجاري وكذلك زيادة المبيعات.

يساعد التطبيق في إنشاء ندوات ومؤتمرات عبر الإنترنت مباشرة في أقل من 60 ثانية باستخدام تقنية البث المباشر عالية الدقة.

كما يتيح لك استخدام ميزة "أتمتة الويبينار"، التي تجمع بين تقنية المشاركة وعناصر إدارة التعلم والمتابعة عبر البريد الإلكتروني والتكامل مع الخطط التسويقية، وكلها مصممة لزيادة العملاء المحتملين والمبيعات.

تقول الشركة: إنها تسعى لرفع الوعي التقني حول العالم باللغة العربية، وتأتي هذه المبادرة تحت محور التعلم والذي يهدف لبناء التقنيين في المنظمات غير الربحية.

وللفائدة فإن مصطلح ويبينار Webinar مصطلح يطلق على المحاضرات عن بعد (عبر شبكة الإنترنت) كما توجد مساحة للأسئلة والنقاش لتبادل الآراء والإجابة على الاستفسارات.

سجل في أول ويبينار أكثر من 500 مشارك ومشاركة، وبلغت نسبة الحضور 48%، كما تجاوزت نسبة الاهتمام والانتباه 90%.

الأكثر تفاعلا

"جوين دوت مي" هو أفضل برنامج لمشاركة الشاشة الفورية بمجرد عقد الاجتماع، مما يمكّنك من عرض المستندات والعروض التقديمية والتقارير وصفحات الإنترنت وأي شيء تقوم به وتريد عرضه ومشاركته مع الآخرين.

يوفر التطبيق الحرية المطلقة لمستخدميه، فتستطيع التبديل بين الكاميرا وبين مشاركة الشاشة حتى تتمكن من عقد اجتماعات أكثر حيوية ومتعة.

ويمكن عقد الاجتماعات الصوتية فقط في حال لم ترغب بمشاركة الشاشة أو مكالمات الفيديو، مع إمكانية التعرف على المشاركين الحاضرين وحالتهم.

التطبيق يقدم خدمة مجانية لا محدودة لكنه لا يسمح باجتماعات فيها أكثر من 5 أشخاص.

وعلى تطبيق "زيلو" يمكنك التواصل صوتيا مع الأشخاص أو المجموعات، ولن يحتاج الشخص سوى أن يكون متصلا على التطبيق حتى يمكنه الاستماع إلى الرسائل الصوتية من دون أي مجهود، وبجودة صوت عالية. يساعد هذا التطبيق في التواصل السريع مع الأفراد.

"جوجل هنجاوت" هي واحدة من الخدمات التابعة لشركة جوجل، وتتيح أيضا إتمام التواصل الصوتي أو من خلال الفيديو. في حين يبقى سكايب الأداة الأشهر في المحادثات أو الاجتماعات عن بعد.

أرقام ضخمة

تحقق هذه التطبيقات مداخيل كبيرة، يتوقع أن تزداد وتتعمق بعد الإقبال الكبير عليها خلال أزمة كورونا الحالية.

ففي 2019 أوضحت شبكة "سي إن بي سي" الأميركية أن شركة زووم وصلت قيمتها السوقية إلى 8.9 مليار دولار. واعتبر التقرير أنها واحدة من أكثر شركات البرمجيات السحابية ثراء.

وارتفعت إيراداتها بنسبة 118٪ في العام 2018 إلى 330.5 مليون دولار، ولديها تمييز نادر بين شركات التكنولوجيا الناشئة بأنها مربحة.

وفي 2011 أعلنت شركة ميكروسوفت عملاق صناعة البرمجيات أنها حسمت صفقة شراء خدمة الهاتف عبر الإنترنت "سكايب".

وبموجب الاتفاق دفعت ميكروسوفت نحو 8.5 مليار دولار لامتلاك سكايب ما اعتبر أكبر صفقة استحواذ تبرمها مؤسسة البرمجيات العملاقة إن لم تكن الأغلى في تاريخ صناعة برامج الكومبيوتر.

وأتاح امتلاك سكايب لميكروسوفت الحصول على بيانات مائة وسبعين مليون مشترك ممن يستخدمون برنامج سكايب.

انهيار السوق

وبالتزامن مع تحقيق هذه الشركات أرباحا هائلة فإن سوق العمل العالمي ينهار حتى في أعظم الدول.

ففي أميركا صادق مجلس الشيوخ في 25 مارس/ آذار ٢٠٢٠، على قانون يقضي بصرف تريليوني دولار أميركي، لمواجهة آثار كورونا على الحياة الاجتماعية والاقتصادية داخل الولايات المتحدة. 500 مليار منها خصصت لدعم الشركات المتضررة بشكل مباشر من انتشار الفيروس كشركات الطيران. 

وفي الـ27 من مارس/ آذار استيقظت الولايات المتحدة على 3.3 مليون عاطل عن العمل، أي 2 ٪ من القوى العاملة، في أسبوع واحد فقط.

وهذا الرقم بحسب صحيفة "لوبينيون" الفرنسية قياسي تاريخي، فهو أعلى بخمس مرات من الحد الأقصى المسجل على الإطلاق. وذهبت الصحيفة إلى حد القول: إن الاقتصاد الأكبر في العالم قد يسجل قريبا 10 ٪ من البطالة.

ووفقا للمصدر نفسه فقد عانى مؤشر التوظيف الألماني بدوره من أكبر انخفاض له منذ إنشاء المقياس في عام 2002.

أما في فرنسا فقد أقرت الحكومة ابتداء من الاثنين 30 مارس/آذار بصرف بدل بطالة جزئي للعاملين في المنازل.

ويهم القرار بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية 150 ألف شركة ومليون و600 ألف موظف. لكن المبلغ المخصص لم يغط بعد احتياجات جميع العاطلين عن العمل بسبب كورونا، فقد سجلت فرنسا إلى حد الآن 730 ألف عاطل.

وقد كلف مخطط بدل البطالة الجزئي بالفعل ميزانية المالية العامة في فرنسا 4 مليارات يورو، وقد تكلف الأزمة الصندوق الوطني الفرنسي للتشغيل والصناعة والتجارة 9 مليار يورو إلى غاية نهاية أبريل/ نيسان ٢٠٢٠.

للحد من هذه الأرقام، قد يتجه العالم ما بعد كورونا إلى ابتكار وتطوير وسائل للعمل عن بعد، وهو ما كانت شركة "تويتر" سباقة له، إذ أعلنت أنها تعمل منذ فترة على تطوير طرق للعمل من المنزل.

وأوضحت الشركة أنه وإن كان الأمر يمثل تغييرا كبيرا، إلا أنه يضمن توفر قوة عاملة أكثر توزيعا يمكن إدارتها عن بعد. وهي الفكرة التي يدعمها الرئيس التنفيذي للشركة، جاك دورسي، الذي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠١٩ عن خططه للعيش في إفريقيا لما يصل إلى ستة أشهر.