قيادي بحماس: هذا موقفنا من "صفقة القرن" والمصالحة والانتخابات (حوار)

محمد عيد | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خطته المزعومة للسلام والمعروفة بـ"صفقة القرن"، انقسمت مواقف الدول العربية بين مؤيدة ومعارضة ومحايدة وأخرى أصدرت مواقف باهتة، وهو ما أثار غضب الفلسطينيين كونهم يؤكدون أنها تقدم للإسرائيليين كل شيء ولا تقدم لهم أي شيء، بل وتنهي قضيتهم.

وفي 28 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن ترامب، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض برفقة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تفاصيل "صفقة القرن"، التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكل فصائل المقاومة، وتتضمن إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لدولة الاحتلال. 

وبهذا الشأن، حاورت "الاستقلال" القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ورئيس دائرتها الإعلامية في الخارج، رأفت مرة، حول موقف حركته من الصفقة ونظرتها لمواقف الدول العربية المختلفة من "صفقة القرن"، وملف الانتخابات، والمصالحة الوطنية، والتهديدات الإسرائيلية لقطاع غزة، والجولة الخارجية لرئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.

  • كيف تابعت حركة "حماس" المواقف العربية المختلفة بعد إعلان "صفقة القرن"؟

نحن نثمن أي مواقف عربية داعمة للقضية الفلسطينية ومساندة لحقوق الشعب الفلسطيني، وداعمة للمقاومة والصمود في فلسطين، ونثمن أي موقف عربي يرفض الخطة الأمريكية ويندد بها ويستنكرها ويرفض التعامل معها.

  • الرئيس الفلسطيني قال إنه سيزور قطاع غزة وسيلتقي برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.. هل هناك ترتيبات لهذا اللقاء، وما الجديد حول تلك الزيارة؟

بالنسبة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحديثه عن استعداده لزيارة قطاع غزة، نحن في حركة "حماس" نؤكد أن أفضل وسيلة لمواجهة "صفقة القرن" تكون من خلال الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية القائمة على المقاومة والصمود والتمسك في حق العودة والدفاع عن المقدسات ومواجهة التهديدات الإسرائيلية.

وبالتالي نحن ندعو جميع القوى الفلسطينية إلى موقف واضح وحقيقي تجاه هذه القضايا، ونرحب بعقد أي لقاء فلسطيني داخل فلسطين أو خارجها من أجل مواجهة صفقة القرن، ومن أجل تعزيز الموقف الفلسطيني وتمكين الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية.

مواجهة الصفقة

  • بعد إعلان ترامب "صفقة القرن"، ما المتوقع من الدول العربية لمواجهتها؟

نأمل من جميع الدول العربية أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضاياه المختلفة، ولكن إذا كانت هناك دولة عربية غير قادرة على رفض "صفقة القرن"، فإننا ندعو تلك الدول إلى عدم الاعتراف بالخطة الأمريكية أو الترويج لها وعدم الضغط على الجهات الفلسطينية للاعتراف بها. إن كانت هناك دولة عربية تشعر بالضعف أو غير قادرة على مواجهة السياسة أو المواقف الأمريكية فإنه من الضروري الابتعاد عن هذا الموضوع.

  • وبماذا تطالبون الدول العربية؟

نطالب الدول العربية ألا تتدخل كعنصر ضاغط على الفلسطينيين لأن هناك بعض الدول العربية للأسف تمارس ضغطا على الشعب الفلسطيني وعلى القوى الفلسطينية من أجل أن يعترفوا بـ"صفقة القرن" الأمريكية ويتعاملوا معها كوضع سياسي قائم.

  • ما أفضل وسيلة للرد ومواجهة "صفقة القرن"؟

أفضل وسيلة للرد على صفقة القرن الأمريكية تكون من خلال الابتعاد والتخلي عن نهج أوسلو وإنهاء الاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلي، ومواصلة العمل بالتنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، وأن يكون من خلال دعم مشروع المقاومة الفلسطينية بشكل حقيقي، وإتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني أن يعبر عن رأيه وموقفه سياسيا وشعبيا بكل الوسائل الممكنة.

الانتخابات وغزة

  •  حماس قدمت مرونة عالية في ملف الانتخابات.. ما آخر تطورات هذا الملف؟

نعتبر إجراء الانتخابات الفلسطينية حق من حقوق الشعب الفلسطيني، ونرحب بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية، وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، ونقبل برأي الشعب الفلسطيني الذي يقوم على الاختيار الحر والنزيه والديمقراطي، ونحن مستعدون للاعتراف بنتائج أي انتخابات تجري وفق أسس الحرية والديمقراطية والعدالة والتمثيل الحقيقي دون ضغوط وأي عملية تزوير.

نرحب بإجراء الانتخابات وقدمنا تنازلات كبيرة من أجل إجرائها، ونتمنى أن تصدر المراسيم أو القرارات الحقيقية التي تحدد إجراء الانتخابات، لأننا نعتبر أن إجراءها سيساهم في تطوير العمل السياسي الفلسطيني الداخلي، والتمثيل الوطني الحقيقي.

  • غزة تشهد خلال الفترة الحالية عدم استقرار أمني.. ما آخر التطورات مع الاحتلال الإسرائيلي؟

نحن كشعب فلسطيني ندافع عن أرضنا ووجودنا ومقدساتنا ونرفض أي اعتداء إسرائيلي، وسنواجه أي اعتداء بكل قوة وشجاعة ومسؤولية، لكن أيضا هناك تهديدات إسرائيلية مستمرة كثيرة تتواصل بحق أهلنا في قطاع غزة ومقاومتنا، ونحن نقدر جهد المقاومة الفلسطينية وصمودها ونعتز بهذه الإمكانيات التي راكمتها المقاومة وحركة حماس بالسنوات الاخيرة أيضا.

  • كيف تتابعون التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة؟

هناك تهويل إسرائيلي كبير ضد قطاع غزة وهناك جزء من الأمر يدخل ضمن اللعبة الإسرائيلية الداخلية والتحضير للانتخابات (الكنيست) القادمة (مارس/آذار المقبل)، والاحتلال يدرك أن شن أي عدوان واسع على قطاع غزة لن يكون بالأمر أو الموقف السهل أو البسيط، لأنه يعلم جيدا أن الشعب الفلسطيني والمقاومة، ونحن في حركة حماس نمتلك القدرة على ردع الاحتلال وعلى ضربه بشكل يمنعه من مواصلة اعتداءاته.

جهد حماس

  • ما تقييمك للجولة الخارجية لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية؟

جولة هنية الخارجية تعد الأولى بعد انتخابه رئيسا للمكتب السياسي للحركة في مايو 2017، ويقوم فيها بجولة لعدد من الدول العربية والإسلامية، ويلتقي بعدد من الزعماء والملوك والرؤساء والمسؤولين، ورؤساء الحكومات، ووزراء الخارجية، وقادة الأحزاب العربية والإسلامية، والتقى بعدد كبير من القوى السياسية والعلماء والمفكرين والصحفيين.

اللقاءات التي أجراها القائد هنية تكمل جهد حركة حماس السياسي في دعم القضية الفلسطينية وتوفير دعم كبير جدا لها عند مختلف مكونات الأمة، وتسهم أيضا في شرح حقيقة الوضع الفلسطيني، وما يجرى داخل فلسطين، وتسهم في إظهار معاناة الشعب الفلسطيني وتصديه للإرهاب الإسرائيلي.

هذه الجولة تحاول أن توفر أكبر قدر ممكن من الدعم السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والإعلامي للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، واللاجئين في مختلف أماكن وجودهم في دول الشتات.

ويسمح وجود هنية خارج قطاع غزة بعد إعلان الرئيس الأمريكي "صفقة القرن"، بقيامه بأدوار سياسية ودبلوماسية وإعلامية فاعلة وكبيرة وبالتواصل مع العديد من الأطراف العربية والإسلامية من أجل دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الصفقة.