هنية يناقش 4 ملفات خلال وجوده بالقاهرة.. ويأمل بزيارة هذه الدول

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة تركية، الضوء على جولة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، والتي بدأها من مصر، مبينة أن أنقرة ترحب به إذا ما كانت ضمن محطاته.

وحل هنية في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري بالقاهرة، بالتزامن مع وصول الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة إلى هناك. ولم تتحدث حماس عما إذا كان هنية ينوي تنفيذ جولة خارجية بعد إنهاء زيارته إلى مصر، أو العودة إلى غزة مرة أخرى.

وكان هنية أجرى- على رأس وفد من قيادة حماس- زيارة مُطوّلة إلى مصر بدأت في 3 فبراير/ شباط 2019، واستمرت 24 يوما. وأجرى حينها مباحثات مع مسؤولين مصريين بشأن القضية الفلسطينية والعلاقة الثنائية بين حماس ومصر.

وشدد الكاتب "إسماعيل ياشا" في مقال له بصحيفة "ديرليش بوسطاسي" على أن تركيا جاهزة على الدوام لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مشيرا إلى أن هذه الزيارة ستكسر العزلة التي تعيشها حركة "حماس" منذ انتخاب هنية رئيسا لمكتبها السياسي قبل أكثر من عامين.

ووصل هنية إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي على رأس وفد يضم روحي مشتهى وخليل الحية، حيث من المقرر أن ينضم لهم قيادات من مكاتب "حماس" بالخارج، في زيارة تتم بناء على مطلب من جهاز المخابرات العامة المصري.

4 ملفات

ويدور الحديث عن 4 ملفات سيناقشها هنية خلال جولته هي: "الانتخابات، التهدئة مع الاحتلال واستحقاقاتها، العلاقات الثنائية مع مصر، والمصالحة الوطنية"، مشيرا إلى أن هذه الملفات ستكون حاضرة على أجندة الاجتماعات في القاهرة.

وتتوسط القاهرة منذ سنوات في ملفات فلسطينية أبرزها المصالحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس، ووقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة و"إسرائيل"، وما يترتب على ذلك من مطالبات فلسطينية بضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي على القطاع لتحسين الأوضاع المعيشية للسكان.

ونقلت الصحيفة التركية عن مصادر أن هنية يعتزم-في حال وافقت مصر على سفره- زيارة روسيا وإيران وتركيا وقطر ولبنان وموريتانيا والكويت وماليزيا.

وكان من المقرر أن يجري زعيم حماس هذه الجولة في يناير/كانون الثاني 2019، لكن تحت ضغط إسرائيل ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أجلت روسيا زيارة هنية لموسكو إلى موعد لاحق.

ومن المعروف أن هنية حين يقرر الخروج في جولة كهذه، يتوجب عليه الحصول على موافقة السلطات المصرية، والنظام القائم هناك.

وتقول الصحيفة: "هذه الموافقة لا بد أن تأتي هذه المرة عقب الاتفاق على احتمالية إجراء انتخابات برلمانية في أراضي السلطة الفلسطينية (غزة والضفة)".

ويضيف الكاتب: "يمكننا القول إن التقارب الأخير بين حماس ومصر والموافقة غير المشروطة للحركة على إجراء انتخابات في فلسطين قد فتحت الأبواب أمام هنية لإجراء جولته الخارجية".

ويضيف: "قد لا يكون من باب التشاؤم القول إن هذه الجولة قد توأد قبل أن تولد ويجري وضع عقبة ما في وجه جولته الخارجية، بحيث يمكث هنية عدة أيام في القاهرة ومن ثم يعود مرة أخرى إلى غزة بحيث تمنعه القاهرة من الخروج، وقد تكرر ذلك غير مرة خلال السنوات الماضية".  

وبحسب التقارير فإن زيارة قيادة "حماس" للقاهرة ستكون لعدة أيام، وإلى جانب لقائها قادة الجهاد الإسلامي، فهناك لقاء مماثل مع قيادات "التيار الإصلاحي بحركة "فتح" الذي يتزعمه محمد دحلان. 

وتحدثت التقارير أنه من المقرر أن يطرح المسؤولون بجهاز المخابرات العامة المصرية بنودا جديدة أشبه بتصور جديد لتهدئة طويلة المدى مع إسرائيل في قطاع غزة المحاصر، بعد التوافق بين حركتي "حماس" و"الجهاد".

ولفتت إلى أن المسؤولين بجهاز المخابرات العامة المصري تباحثوا مع مسؤولين في إسرائيل، الأسبوع الماضي، بشأن نقاط تفاهم جديد في أعقاب التصعيد الأخير في القطاع، مؤكدة أن تلك النقاط ستكون محل نقاش مفصل في القاهرة.  

وكانت حركة حماس قالت في بيان لها 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري: إنها عقدت لقاء مهما في العاصمة المصرية القاهرة استمر أكثر من 5 ساعات برئاسة قائدي الحركتين.

وبحثا خلال اللقاء العديد من القضايا المهمة على الصعيد الوطني وعلى صعيد العلاقة الثنائية الإستراتيجية بين الحركتين. 

وأكدت قيادتا الحركتين على العلاقة الإستراتيجية بينهما باعتبار أنها تمثل تحالفا ثابتا، وأنها تطورت وتجاوزت كل محاولات نشر الاشاعات والادعاءات الباطلة لبث الفرقة والخلاف بين أبناء الحركتين.

طموحات الجولة

يبحث هنية عن دول داعمة له في المنطقة، وعلى الرغم من العلاقات الجيدة نسبيا مع القاهرة، لكن عينيه تنصب نحو الدوحة وأنقرة حيث هاتان الدولتان هما الأكثر، دعما للقضية الفلسطينية ولقطاع غزة الثقل الأكبر للحركة.

وفيما يتعلق بالموقف الروسي الداعم لحماس، فهو ليس أكثر من موقف يأتي من باب المناكفة الروسية للسياسة الأمريكية في المنطقة، فأينما كان هناك موقف لواشنطن من قضية ما مباشرة تتخذ موسكو نقيضه، وفق الكاتب التركي. 

من ناحية أخرى، يُنظر إلى روسيا باعتبارها قوة توازن بديلة "ضد سياسات أمريكا المؤيدة لإسرائيل". 

لكن الفلسطينيين لم يروا الدور الذي كانوا يأملون فيه من موسكو ويعود ذلك لجملة من الأسباب أهمها، أن روسيا ليس لها تأثير كبير على السلطة الفلسطينية كما هو الحال حيث التأثير الأمريكي الكبير على السلطة، وسبب آخر هو أن موسكو لديها علاقات جيدة مع إسرائيل.

ويفسر مراقبون أن الدول الثلاثة على أجندة الجولة بعد مصر، هي دول كبيرة لما تمثله روسيا من ثقل دولي، وتركيا من ثقل إقليمي، وقطر من ثقل عربي. ويشير الكاتب في حديثه هنا إلى استضافة الدوحة مؤخرا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والفلسطيني محمود عباس، في ظل الحديث عن إجراء الانتخابات.

ولسوء الحظ – بحسب الكاتب – فإن الوضع في فلسطين لا يبعث كثيرا على التفاؤل في هذه الفترة، حيث غزة ما زالت ترزح تحت نير الحصار، وعلى الرغم من الحديث الإيجابي عن احتمالية انعقاد انتخابات فلسطينية برلمانية، تسيطر على فلسطين حالة من الانقسام المستمرة منذ أكثر من 12 سنة.

هذا بالإضافة إلى إعلان واشنطن أن القدس عاصمة إسرائيل، حيث أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في "ديسمبر/أيلول" 2017، الضوء الأخضر لضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية بعد مرتفعات الجولان ولقد شجع موقف ترامب الحكومة الإسرائيلية على بناء مساكن جديدة للمستوطنين اليهود في الأراضي المحتلة.

ويبدو أن المستوطنات التي أجلت إسرائيل تنفيذها جراء الضغط الدولي قد تعود مرة أخرى لتنفيذها وبصورة مضاعفة هذه المرة. وواحد من هذه المشاريع هو مشروع بناء حي يهودي جديد في بلدة الخليل القديمة.

وتوقع الكاتب أنه وفي كل محطة من جولته الخارجية، سيسعى هنية للحصول على دعم للقضية الفلسطينية ضد قادة إسرائيل من جهة وأن يسعى إلى دعم حل المشكلات المزمنة في قطاع غزة.

 وختم الكاتب مقاله أنه "إزاء ذلك، فتركيا جاهزة لكل ما يمكن أن تقدمه من أجل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وذلك نحن من هذه اللحظة نرحب بهنية والقادة المرافقين له ونقول له أهلا وسهلا بك على الأراضي التركية".