بعد هروبها من حاكم دبي.. كيف ينظر الأردنيون إلى الأميرة هيا؟

12

طباعة

مشاركة

"هيا حرة"، جملة غزت في الأيام الأخيرة الحسابات الأردنية على مواقع التواصل الاجتماعي، دعما للأميرة هيا بنت الحسين زوجة حاكم دبي، التي فرّت إلى بريطانيا، وتقدمت إلى القضاء البريطاني بطلب أمر حماية من "الزواج القسري"، والحصول على حضانة طفليها.

وقالت صحيفة "لوريون لو جور" اللبنانية الناطقة بالفرنسية، إن الأمير الأردني علي بن الحسين نشر في 31 يوليو/تموز الماضي، صورة له مع شقيقته الوحيدة، هيا، على "تويتر" وعلق بالقول: "اليوم، مع أختي، وقرة عيني، هيا بنت الحسين".

وأضافت: "بمجرد نشر التغريدة، تحررت كلمات الأردنيين: ظهرت الأميرة هيا على صور الملف الشخصي للمواطنين على فيسبوك، وتم تبادل العديد من رسائل الدعم  وصورة الأميرة على نطاق واسع".

وأشارت الصحيفة إلى أن هيا (45 عاما) هي أخت غير شقيقة للملك عبد الله الثاني ملك الأردن وابنة الملك الراحل حسين، وبعد أن هربت لبضعة أشهر، وجدت ملجأ في مقر إقامتها بلندن مع طفليها ذي سبع سنوات وإحدى عشرة سنة.

وبيّنت: "بدأت الأميرة معركة قانونية ضد زوجها محمد بن راشد آل مكتوم من لندن، طالبةً الطلاق، فضلا عن تدبير الحماية ضد الزواج القسري، والذي قد يتعلق بأحد أطفالها"، موضحة أن "تفاصيل القضية غير معروفة، لكن كل ذلك لا يهم، فبالنسبة إلى مواطنيها، هروب الأميرة من الإمارات، جاء لأنها كانت غير سعيدة".

"إنها أميرتنا"

وأكدت الصحيفة، أنه في وسط عمان، بأحد الأحياء الشعبية، يتردد الناس في الحديث بصراحة عن العائلة المالكة، ذلك لأنه لم يتم التعليق بشكل رسمي على "قضية الأميرة هيا"، لافتة إلى أنه بجانب محل الحلويات الشهير حبيبة، يمتلك حسن عبيدي كشكًا للكتب باللغتين العربية والإنجليزية، حيث يشير بفخر إلى الصور التي يظهر فيها إلى جانب الملك عبد الله الثاني وزوجته الملكة رانيا.

ونقلت الصحيفة عن عبيدي قوله: "أنا أحب العائلة المالكة لأنها ليست مغلقة الأفق، لا تشبه البلدان الأخرى في العالم العربي التي لا تحب النساء، رغم أنها تمثل نصف المجتمع"، بالنسبة له، الأميرة هيا شخصية "حكيمة" و "مثقفة"، "أنا أؤيدها في موقفها، مهما حدث لها، سأكون في صفها".

وبينت الصحيفة أنه في مكان يبعد عن هذه الكشك قليلا، ينتظر سائقو سيارات الأجرة الركاب، وأحدهم، محمد عقل، في الستينيات من عمره، ولديه رأي حاسم في القضية: "إنها أميرتنا، وهي لم تخذلنا أبدا ونحن سندعمها أينما ذهبت، إنها امرأة غير عادية قامت بالكثير من الأشياء هنا، واليوم كما هو الحال بالأمس، يمكنك أن تشعر ببصماتها في كل مكان بشوارع الأردن".

فارسة محترفة

وبحسب "لوريون لو جور" كانت الأميرة هيا في الثلاثين من عمرها عندما غادرت الأردن متجهة إلى الإمارات، وفي بلدها، حافظت على صورة المرأة المتحررة والإنسانية، خاصة مع مؤسسة تكية أم علي، وهي جمعية توزع الغذاء على الفقراء.

وقال رائف حدادين، المصرفي السابق المتقاعد: "الكل يحبها هنا، إذا قابلتها في الشارع، فستتوقف وترد عليك وتحترمك"، لقد تأكد بنفسه ذات يوم من ذلك في أحد الملاعب حيث كانت تذهب إلى هناك بانتظام.

وأضاف: "عندما كبرت، أصبحت الأميرة هيا معروفة بين الشباب من جيلها، إنها أول أميرة تحضر مباريات كرة القدم، لقد شجعت الفتيات على الذهاب إلى الملاعب، هي نفسها فارسة محترفة، في عام 2000، مثلت الأردن في حدث القفز الاستعراضي في أولمبياد سيدني، إنها ابنة أبيها إنها امرأة حرة وحازمة".

ونوهت الصحيفة إلى أن العديد من الأردنيين فوجئوا بزواجها من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 2004. وكان حاكم دبي، البالغ من العمر 70 عاما، تزوج بالفعل خمس مرات حينئذ ولديه العديد من الأطفال، وأصبحت الأميرة هيا السادسة.

امرأة مستقلة

وأشارت "لوريون لو جور" أنه بالنسبة للمرأة الأردنية تعتبر الأميرة هيا محل إجماع، ففي "سبورتي سيتي" أو "المدينة الرياضية"، وهي مجمع رياضي ضخم أطلقه الملك حسين في الستينيات من القرن الماضي، كانت النساء المرتديات البيكيني تتعايش مع النساء المحجبات حول مسبح أولمبي في الهواء الطلق. 

في هذا المكان الذي يعبر عن الطبقة الوسطى في الأردن، نقلت الصحيفة، عن هلا (30 عاما) قولها: أنا مع أي امرأة تهرب من زواجها إذا كانت تعاني، إذا كان بإمكان زوجها أن يشتري لها كل قصور العالم، لكنها غير سعيدة، فما الفائدة؟"

إلى جانبها، تقول سلمى، وهي أم لطفلين وتبلغ من العمر 38 عاما: جميع النساء هنا يدعمنها، هناك العديد من حالات الطلاق في الأردن المتعلقة بسوء معاملة الرجال لزوجاتهم، ليس بالضرورة بدنية، ولكن نفسية ومالية، ومن الصعب جدا على المرأة الفوز بالقضية، في أحد بلدان الخليج، حتى أننا لا نجرؤ على تخيل هذا، لذلك إذا غادرت الأميرة مع المال، فهذا أمر عظيم بالنسبة لها"، ووفقا للشائعات غادرت هيا بنت الحسين زوجها ومعها مبلغ 34.5 مليون يورو.

وأوضحت الصحيفة، أن شريط فيديو مدته 40 دقيقة نُشر خلال الأشهر القليلة الماضية على شبكة الإنترنت، تروي فيه الأميرة لطيفة، البالغة من العمر 32 عاما، وهي إحدى بنات حاكم دبي، ظروفها المعيشية في الإمارات، والتي وصفتها كالإقامة في سجن.

وقالت "لوريون لوجور" إن هذا الفيديو يعزز دعم الأردنيين للأميرة هيا، إذ تقول سلمى: "لقد شاهدت هذا الفيديو أمس، وهو ما أصابها بقشعريرة"، إذ حاولت لطيفة الفرار عن طريق البحر قبل عام، قبل أن تلحق بها سلطات دبي.

وأضافت الصحيفة: دافعت هيا، في ذلك الوقت، علانية عن سمعة الإمارة، لكن يبدو، وفقا لمصادر قريبة من الأميرة الأردنية، أن اكتشاف عناصر جديدة في هذه القضية شجعها على المغادرة للحفاظ على سلامتها وسلامة أطفالها.

وأشارت إلى أنه بعد يومين من جلسات الاستماع، أعلنت محكمة العدل العليا في لندن، في 31 يوليو/تموز الماضي، عقد جلسة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث طلبت الأميرة تدابير حماية استثنائية، وكذلك حضانة أطفالها.

في هذه الإطار، يثق رائد البالغ من العمر 60 عاما والموظف في بلدية عمان في العدالة البريطانية، ويقول: "إنها قضية شخصية، نحن غير متورطين"، مشيرا إلى أنه التقى الأميرة، فهي امرأة متفتحة، خلال بطولة ركوب الخيل في المجمع الرياضي نفسه. 'لقد خسرت في ذلك اليوم، وقبلت الهزيمة، ثم طلبت من الحراس الشخصيين السماح لها بالتحدث مع الناس".

وبحسب "لوريون لو جور"، فإن الأميرة هيا وشقيقها يحتلان مكانة خاصة في قلوب الأردنيين، ففي وقت مبكر جدا، فقدا والدتهما في حادث طائرة هليكوبتر، وهي الملكة علياء، من أصل فلسطيني، كانت بسيطة ومتواضعة، ومحبوبة جدا في البلاد. ولذلك، أثرت في الأردنيين بشكل كبير صورة الأخ والأخت معا، التي نشرها الأمير علي، ويقول رائد: "نأمل ألا تلقى نفس مصير الأميرة ديانا".