زيارة وفد "حماس" إلى إيران.. هكذا قرأته صحف إسرائيلية

12

طباعة

مشاركة

حملت الزيارة الأخيرة لوفد من "حركة حماس" إلى إيران، في طياتها العديد من الرسائل والمبادرات، أهمها تعزيز حلف المقاومة أو ما يسمى "حلف الممانعة ضد إسرائيل".

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في تقرير لها، إن زيارة الوفد أتت بعد سنوات من اندلاع ثورات الربيع العربي، التي كان لإيران أدوار سلبية فيها مما تسبب في قطيعة عربية إيرانية وموقف شعبي حاد تجاه التعامل مع إيران. ومع ذلك حافظت "حركة حماس" على علاقتها مع إيران، رغم كل النقد العربي الموجه لها، وبررت ذلك بأن إيران كانت ولا تزال داعمة للقضية الفلسطينية وراعية لحلف الممانعة ضد إسرائيل. 

وأوضح اللقاء بين مسؤولي "حماس" والزعيم الإيراني علي خامنئي أهمية "محور المقاومة"، وقال أحد قادة الحركة إنه إذا فتحت جبهة محدودة مع إسرائيل، فإن "حماس" ستتعامل معها بمفردها، ولكن إذا حاولت إسرائيل سحق الحركة، "فإن الأعضاء الآخرين في محور المقاومة سينضمون إلى الحرب".

وأضاف التقرير: من جهتها، التزمت إيران بمحور المقاومة، ورأت أنه إذا أُعلنت الحرب ضد أحد أعضاء محور المقاومة، فإن الأعضاء الآخرين في المحور سينضمون ويدافعون عنها.

ونقلت "معاريف" عن صحيفة "الأخبار اللبنانية"، لقاء أجرته مع أحد مسؤولي "حماس"، أظهر فيه أهمية الوحدة بغزة، قائلا: "إذا شن العدو الإسرائيلي حربا محدودة ضد قطاع غزة، فسنتعامل معها بمفردنا. لكن إذا حاول العدو كسر المقاومة، فإن الأعضاء الآخرين في المحور سينضمون إلى الحرب"، وفقا للاجتماع. وفي طهران، تم الاتفاق رسميا على مبدأ "توحيد الجبهات" و"وحدة المصير"، وأصبح هذا جزء من سياسة "محور المقاومة".

وأفاد تقرير الصحيفة اللبنانية بأنه بعد مغادرة وسائل الإعلام والمصورين بعد الاجتماع الأولي، انضم قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني إلى الاجتماع. وشرح أعضاء وفد "حماس" لسليماني الصعوبات التي تواجه الذراع العسكري للمنظمة، من حيث النقص في المعدات القتالية.

المخابرات الإيرانية تتقصى

عُقد الاجتماع في طهران، قبل أسابيع قليلة، بقيادة نائب زعيم "حماس" صالح العاروري، الذي قال: "القضية الفلسطينية ستنتهي بالتأكيد لصالح شعبها والعالم الإسلامي". مشددا على أن "كل العدوان على إيران هو عدوان على فلسطين ومحور المقاومة، وهكذا نرى أنفسنا في طليعة الدفاع عن إيران".

وبحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية، فقد أشاد خامنئي "بالموقف القوي للشعب الفلسطيني والفصائل المسلحة، بما في ذلك (حماس) والمقاومة البارزة"، مضيفا أن "النصر سيأتي فقط من خلال المقاومة والكفاح بموجب أمر إلهي". 

وواصل العاروري تصريحاته، بالقول إن "الموقف الإيراني تجاه القضية الفلسطينية يتسم بالشفافية والوضوح، وأصدقاؤنا في جميع أنحاء العالم الذين لا يتفقون مع رؤيتنا حول هذه القضية يعرفون أننا جادون للغاية".

قبل أن يزيد: "نعلم أن أحد أسباب العداء تجاهنا هو موقفنا من قضية فلسطين، لكن هذه الأعمال القتالية والضغوط لن تسمح لنا بالتخلي عن فلسطين، لأن دعمنا ديني أيديولوجي".

وقالت قناة "12 الإخبارية" الإسرائيلية، إن إيران طلبت من "حماس" معلومات مخابراتية حول مواقع الصواريخ الإسرائيلية، واضافت أن الطرفين اتفقا على توسيع التعاون بين الحركة وطهران، إذ زاد دعمها لحماس إلى 30 مليون دولار شهرياً.

وتابعت القناة في تقرير لها، أن إيران دعمت "حماس" وستتلقى معلومات استخباراتية من الحركة. ووفقا لنفس المصدر، خلال زيارة قام بها ممثلو حماس في طهران الشهر الماضي، عندما التقوا بالزعيم الإيراني علي خامنئي، توصلت الأطراف إلى اتفاق بأن إيران رفعت دعمها لحماس بمبلغ 30 مليون دولار شهرياً. بالإضافة إلى سعي إيران للحصول على معلومات استخبارية حول مواقع الصواريخ الإسرائيلية - وهو طلب تم نقله إلى الأرض فعليا، عندما طلبت حماس من إيران التوسط بينها وبين سوريا.

السعودية في المشهد

في الوقت نفسه، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن مصادر صحفية، أن دولا عربية حاولت إحباط زيارة وفد "حماس" إلى العاصمة الإيرانية طهران. وأفادت مصادر من الحركة بأن السعودية قد طالبت مؤخرا الحركة -كجزء من رسالة تم إرسالها إليها- بقطع علاقاتها مع إيران، وإلا فإن الرياض ستقطع كل علاقاتها مع الحركة. وبحسب ما ورد رفضت "حماس" هذا المطلب وأكدت على أن العلاقة القوية مع إيران ستستمر.

ووفقا للمصدر نفسه، كان رد "حماس" بأن: "علاقة الحركة بإيران مستقرة وستستمر، وإذا أرادت المملكة العربية السعودية تنفيذ تهديداتها، فستكون هي الجهة التي ستخسر وليست حماس".

وأشارت المصادر نفسها إلى أن مصر أدانت أيضا مغادرة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، من قطاع غزة وطالبته بعدم زيارة إيران، الأمر الذي رفضه هنية، مشيرا إلى أنه لن يوافق على شروط خطط الزيارة الخاصة به، مؤكدا عزمه على زيارة إيران.

عودة إلى دمشق

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن حماس طلبت كذلك من إيران التوسط لإعادة العلاقات مع النظام السوري.

ويأتي هذا الطلب مع سعي إيران بناء محور المقاومة (بين غزة وطهران) ضد إسرائيل، وكجزء من خطتها التي تشجع على إعادة مكاتب "حماس" إلى دمشق. وقال الدبلوماسي الإيراني، أمير الموسوي، الذي يرأس مركز الدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية، إن الخطوات العملية الأولى قد اتخذت مؤخرا لعودة "حماس" إلى دمشق.