بعد الإمارات.. السعودية على خط "المهادنة" لخفض التوتر مع إيران

شدوى الصلاح | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

في تناغم مع السياسة الأمريكية التي تتجه نحو التهدئة مع إيران وإجراء مباحثات، تتجه السعودية ـ بعد الإمارات ـ نحو إعادة علاقات "طبيعية" مع طهران إثر حالة التوتر المتصاعد في منطقة الخليج.

يبدو أن الدولتين الخليجيتين السعودية والإمارات على علم بكل ما يدور بشأن توجه واشنطن الجديد، فسارتا على النهج ذاته، وبدأت كل منهما تخفيف لهجتها وسياستها تجاه إيران.

انسحبت الإمارات من اليمن وزارت طهران وتجري مباحثات أمنية معها، فيما تعهدت الرياض بفتح ممثلية للإيرانيين في بلادها، فضلا عما تبديه من معاملة ودودة للحجاج الإيرانيين، وإفادة صحف غربية واستخبارات إسرائيلية بوجود اتصالات سرية بين الرياض وطهران.

اتصالات سرية

موقع ديبكا الإسرائيلي أفاد مطلع أغسطس/آب الجاري، بأن الإمارات والسعودية دخلتا في اتصالات سرية مع إيران لمناقشة أمن الملاحة في منطقة الخليج.

ونقل الموقع القريب من الاستخبارات الإسرائيلية عن مصادره الخاصة أن الإمارات والسعودية توصلتا إلى الاستنتاج بأن أهداف إدارة ترامب فيما يخص إيران لا تتطابق مع أهداف أبوظبي والرياض.

وقال مسؤول إماراتي لم يذكر اسمه، في حديث للموقع: "إذا كان التفاوض مع إيران هو ما تسعى إليه واشنطن، فليست لدينا أي مصلحة في الانضمام إلى خطتها الخاصة بتشكيل تحالف لتأمين الملاحة في الخليج، إذ أن قدرته الرادعة ستكون محدودة للغاية".

النظام السعودي تجاوب مع طلب طهران افتتاح مكتب لرعاية المصالح الإيرانية في السفارة السويسرية لدى السعودية، وتعهد وزیر الحج السعودي محمد صالح بن طاهر بنتن، بمتابعة ملف تدشین الممثلیة الإيرانية شخصیاً.

وقال الوزیر السعودي: "المملكة تسعى لتوفیر أجواء أفضل وإمكانیات أکثر ترافق الحجاج"، مضیفا أنه شدد على ضرورة التصرف اللائق مع الزوار الإيرانيين خلال عملیات التفقد والتفتیش التي تشملهم، لافتا إلى أن تأشیرات الدخول السعودیة ستصدر إلكترونيا للزوار الإيرانیین فقط.

وجاء تعهد الوزير السعودي بعد أن قال رئيس منظمة الحج والزيارة الإيراني إن "الحفاظ على كرامة وأمن الحجاج الإيرانيين من شروطنا لاستئناف العمرة"، مشددا على أن الخطوة الأولى في هذا الشأن هي افتتاح قنصلية أو مكتب لرعایة المصالح الإيرانية في السعودية.

استقبال دافئ

كانت إيران أوقفت رحلات العمرة إلى السعودية في عام 2015 بعد مزاعم بشأن تحرش رجلي أمن سعوديين بمراهقين إيرانيين في مطار جدة.

الحديث بشأن افتتاح المكتب الإيراني في المملكة جارٍ بالفعل منذ العام الماضي، وسط استمرار القطيعة الدبلوماسية بين الجانبين وتصاعد خلافاتهما بشأن القضايا الإقليمية.

وتأتي موافقة الجانب السعودي وتودده لإيران بهذا الشكل، رغم قطع المملكة لعلاقاتها الدبلوماسية مع إيران مطلع عام 2016 عقب الهجوم على سفارتها في طهران.

كما رفعت السعودية حصة حجاج إيران إلى أكثر من 88 ألف حاج، بحسب ما أعلنه مساعد رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية لشؤون التنمية محمد أزاد، موضحاً أنها زادت بمقدار 2000 زائر خلال هذا العام.

وأشار إلى أن عملية تفويج الزوار الإيرانيين إلى الديار المقدسة بدأت، في 8 يوليو/تموز الماضي، فيما أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الايرانية "علي رضا رشيديان" 6 أغسطس/آب الجاري، أن معظم الحجاج الإيرانيين وصلوا إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة لأداء فريضة الحج.

وحظي الحجاج الإيرانيون، باستقبال دافئ من قبل السلطات السعودية، لدى وصولهم إلى أراضي المملكة، وفق ما أوردت وكالة (إرنا) الإيرانية الرسمية، التي نشرت صوراً تظهر مجموعة من الحجاج الإيرانيين، الذين استقبلتهم سلطات الحج في المملكة بالورود والحلويات عند دخولهم المدينة المنورة.

مفاوضات الحوثي

في أعقاب التسهيلات التي تقدمها المملكة لإيران ترددت أنباء تفيد ببحث السعودية عن حل سياسي لإنهاء الحرب في اليمن، حيث نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مسؤول سعودي قوله إن بلاده تدرس مقترحات لإجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين ذراع إيران في اليمن.

وقال المسؤول السعودي للصحيفة إن المملكة لا تريد أن تجر إلى حرب طويلة في اليمن، لكنها بالمقابل لا تريد أن تبدو "ضعيفة" أو أنها "تضررت" في هذا الملف، خاصة مع التوتر الحاصل في المنطقة بسبب الأزمة مع إيران.

وتقول الصحيفة الأمريكية إن الحوثيين عرضوا سرا تعليق هجماتهم على السعودية. فيما دعا وزير الخارجية الإيراني السعودية إلى الحوار الذي يشكل الحل السلمي الوحيد لأزمات المنطقة، مضيفاً أن إيران مستعدة لتغيير الأوضاع في المنطقة".

وتابع: "كنا قد طرحنا الحوار مع المسؤولين السعوديين وهو لصالح كل دول المنطقة، ومنذ العام 1985 طرحنا الحوار وقدمناه للأمم المتحدة لكن الآخرين رفضوه"، على حد قوله.

تغيير البوصلة

الإمارات أحرزت أيضا تقدماً في علاقتها مع إيران، ووجهت بوصلتها نحو مزيد من الانخراط في علاقات مع طهران، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيداً لتحالف جديد قد ينشأ في المنطقة خاصة في ظل علاقات اقتصادية ودبلوماسية متينة بين الدولتين وصمت إماراتي مستمر عن المطالبة باسترداد جزرها الثلاث المحتلة من قبل طهران.

بعد 5 أيام من دعوة ترامب ظريف لزيارة البيت الأبيض، أرسلت أبوظبي في 30 يوليو/تموز الماضي وفداً أمنياً إلى طهران، لبحث قضايا التعاون الحدودي وتبادل "معلومات أمنية"، وكانت تلك الزيارة كاشفة عن العلاقة الوثيقة بين البلدين، خاصة سبقها إرسال أبوظبي مندوبين إلى إيران للحديث حول السلام، في سابقة لم تحدث منذ بدء حرب اليمن.

إيران مررتها على أن الإمارات فشلت في المنطقة ما دفعها إلى إرسال هؤلاء المندوبين، بحسب ما قاله مستشار المرشد الإيراني الأعلى للشؤون الدفاعية حسين دهقان.

وحسب وكالة إيران الرسمية "إرنا"، أكد قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي، وقائد قوات خفر السواحل الإماراتي العميد محمد علي مصلح الأحبابي، ضرورة تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما وتأمين الخليج.

من جانبه، أعرب قائد قوات خفر السواحل الإماراتي عن ترحيبه بتنمية العلاقات الحدودية بين البلدين، حسب "إرنا"، قائلا: "إيران رائدة في مكافحة تهريب المخدرات، ونحن بوصفنا خفر السواحل الإماراتي، نثمن إجراءات الجمهورية الإسلامية في هذا الخصوص".

وأكد القائد الأمني الإماراتي خلال اللقاء على ضرورة الرقي بمستوى العلاقات الحدودية، ومواصلة الإجراءات المشتركة والتنسيق المستدام بهدف تأمين التجارة وسلامة الملاحة البحرية.

جاء اللقاء الإماراتي الإيراني في ذروة تصاعد التوتر بالمنطقة، وعزم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تشكيل تحالفات بحرية عسكرية لمواجهة إيران، بالإضافة إلى تجاهله للاتهامات التي وجهتها أمريكا إلى إيران بشأن وقوفها خلف الهجمات التي استهدفت ناقلتي نفط سعوديتين وسفينة إماراتية وناقلة نرويجية بالمياه الإقليمية الإماراتية، في 12 مايو/ أيار الماضي.

علاقات تجارية

ذلك التجاهل تناغم مع سياسة السلطات الإماراتية التي تهربت من توجيه إدانة مباشرة لطهران، وعمد عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي وولي عهد أبو ظبي، إلى حذف تغريدة حمّل فيها إيران المسؤولية عن الهجمات، ليعلن في مؤتمر صحفي مع نظيرته القبرصية في نيقوسيا 15 يونيو/حزيران الماضي، أن الهجمات تمت برعاية "دولة" لم يسمها، "لعدم وجود أدلة كافية تشير إلى دولة بعينها".

وأضاف أن التقنية التي استُخدمت، والمعلومات التي جُمعت، ودقة اختيار الهدف بحيث لا يتم الغرق ولا يحدث تسرب، تظهر أنها عملية منضبطة دعمتها دولة، لأن هذه القدرات غير موجودة عند من سماها الجماعات الخارجة عن القانون.

كما كشف أمين عام هيئة الصرافين في إيران شهاب قرباني، عن موافقة مصرفين بالإمارات على إجراء المعاملات المالية مع طهران رغم العقوبات الأمريكية.

وقال في تصريح لوكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا) في 31 يوليو/تموز الماضي: إن "كلاً من إيران والإمارات تطوران علاقاتهما المصرفية، رغم عقوبات واشنطن ضد طهران".

فيما قال رئيس رابطة التجار والمستثمرين الإيرانيين في الإمارات عبد القادر فقيهي إن الرابطة تلقت وعودا من حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم بحل مشكلات التجار الإيرانيين في أسرع وقت ممكن، وإن ذلك جاء بعد مفاوضات أُجريت مع المسؤولين الإماراتيين.

رسائل إيجابية

وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، قال الجمعة 2 أغسطس/أب الجاري، إن موقف بلاده ‏الأخير حيال الملف الإيراني، كان بالتنسيق مع السعودية بهدف تفادي المواجهة، وتغليب العمل ‏السياسي.‏

جاء ذلك في تغريدة للوزير الإماراتي عبر حسابه بموقع "تويتر"، عقب أيام على انعقاد اجتماع ‏أمني رفيع بين طهران وأبو ظبي، لإجراء مباحثات حول شؤون حدودية وأمن الخليج.‏

وأضاف قرقاش: "اتفقنا مع السعودية الشقيقة على إستراتيجية المرحلة القادمة في اليمن، وفي ‏الملف الإيراني موقفنا المشترك (كان) تفادي المواجهة وتغليب العمل السياسي".‏

وتابع أن "الموقف الإماراتي ثابت، والتنسيق مع السعودية الشقيقة في أفضل حالاته".‏

وبدوره، كشف مستشار الرئيس الإيراني، أكبر تركان، أن بلاده أحرزت تقدما وتبادلت رسائل إيجابية بشأن علاقاتها مع السعودية والإمارات، وذلك تزامنا مع التوترات الأخيرة بين هذه البلدان على خلفية هجمات طالت سفنا بمنطقة الخليج.

وقال تركان في تصريحات لقناة "العالم" الإيرانية: "هناك رسائل إيجابية وصلتنا من السعودية وكبار المسؤولين الإيرانيين ردوا عليها بشكل إيجابي".  موضحا أن "أولى الرسائل الإيجابية تجلت بالتعامل مع حجاجنا، وهناك خطوات سعودية إيجابية أخرى".

وأشار تركان إلى ما وصفه بـ"إمكانية أن تقوم السعودية بالتعاون مع باقي دول الخليج الفارسي في تعزيز أمن المنطقة. أحرزنا مؤخرا تقدما جيدا في علاقتنا مع الإمارات".

المسؤول الإيراني وظّف ما تقدمه السعودية للحجاج الإيرانيين بأنه يحمل رسائل إيجابية، تصب في مصلحة توطيد العلاقات بين البلدين، في حين يروّج مراقبون إيرانيون إلى أن ما تقدمه السعودية لحجاج إيران يرجع لرعب آل سعود من طهران.

اتفاق جديد

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلف السيناتور ليندسي غراهام، أحد صقور الكونغرس ورئيس لجنة القضاء بمجلس الشيوخ، بإعداد مشروع لإبرام اتفاق جديد مع إيران ليحل محل الاتفاق النووي الذي انسحب منه في مايو/آيار 2018، كما وجّه دعوة لوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف لزيارة البيت الأبيض.

مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، نشرت تقريرا أعده محرر الشؤون الإيرانية في المجلة ماثيو بيتي، قال فيه إن ترامب يريد إجراء محادثات مع إيران، إلا أن العناصر المتشددة في إدارته تغلق بابا آخر للتفاوض.

وأوضح: إن "ترامب دائما ما يردد أنه يفضل مائدة الحوار والمفاوضات مع إيران، في الوقت الذي تُغلق فيه العناصر المتشددة في إدارته بابا جديدا للتفاوض، حينما فرضت عقوبات اقتصادية على وزير الخارجية محمد جواد ظريف، مؤخرا".

كما كشفت مجلة "نيويوركر" الأمريكية، أن ظريف، تلقى دعوة "مفاجئة" الشهر الماضي، للقاء الرئيس ترامب، في البيت الأبيض.

ونقلت الجمعة 2 أغسطس/آب الجاري، عن مصادر أمريكية وإيرانية مطلعة (لم تكشف عنها)، أن الدعوة سلّمها السيناتور الجمهوري راند بول، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إلى ظريف بنيويورك في 15 يوليو/ تموز الماضي. 

وأضافت أن "بول عمل على هذه الفكرة لعدة أسابيع بموافقة ترامب، وبالتشاور مع البيت الأبيض ووزارة الخارجية"، حيث أكد ترامب في يوليو/تموز الماضي، أنه سمح للسيناتور راند بول، بالتفاوض مع إيران حول تهدئة حدة التوترات في منطقة الخليج. 

وقال ترامب في تصريحات صحفية بالبيت الأبيض: "راند صديقي، وقد سألني عما إذا كان باستطاعته الانخراط (في مفاوضات)، وأجبت بنعم". 

 

البيت الأبيض

تلك الأنباء أكدها الجانب الإيراني على لسان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، الذي قال خلال اللقاء الصحفي الأسبوعي الأحد 4 أغسطس/آب الجاري، إن البيت الأبيض دعا ظريف للقاء ترامب خلال زيارته للأمم المتحدة الشهر المقبل.

كما أكدها ظريف ذاته خلال تعقيبه على العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية عليه نهاية يوليو/تموز الماضي، بإدراجه بـ"قائمة الشخصيات ذات التصنيف الخاص لدى إدارة مراقبة الأصول الأجنبية" والتي بموجبها يتم تجميد أصول الأشخاص المدرجين بالقائمة، كما يتم منع الأمريكيين من التعامل معهم.

وقال "ظريف" إنه رفض دعوة من ترامب للحضور إلى البيت الأبيض، فتم إبلاغه بفرض عقوبات ضده في غضون أسبوعين. 

وبعيدا عن نتائج الشد والجذب بين واشنطن وطهران إلا أنها تبقى مؤشرا على توجه أمريكي نحو التهدئة ومحاولة فتح قنوات اتصال مع طهران، يقابله استعداد إيراني مشروط أو ربما خلاف حول الأولويات وأجندة كل طرف لقبول التفاوض والجلوس على مائدة حوار.

محللون غربيون يؤكدون أن هناك مفاوضات سرية جارية بين أمريكا وإيران لتفادي الحرب، مشيرين إلى أن البلدين يتفاوضان من خلال وسطاء لإيجاد طريقة للخروج من الأزمة الراهنة.

تطمينات وضمانات

الدكتور جواد الهنداوي كتب مقالا تحت عنوان "إيران والمملكة والإمارات.. نحو تطمينات وضمانات"، قال فيه إن ما يجري بين إيران، من جهة والإمارات والسعودية من جهة أخرى، هو البحث عن ضمانات، ليس فقط لأمن الملاحة في الخليج وإنما أيضاً للأمن القومي لكلا البلديّن (الإمارات والسعودية).

وأوضح أن الزيارة الإماراتية لإيران كان لها هدفان أساسيان وسياسيان، الأول "ضمانات وتطمينات لأمن وسلامة الإمارات وأمن وسلامة الملاحة في الخليج، والثاني جس نبض وتمهيد لبدء لقاءات سعودية إيرانية".

وأضاف "الهنداوي" أن الزيارة الإماراتية أسفرت عن تسهيلات فيزا وإقامة وخدمات مصرفية للمستثمرين الإيرانيين في الإمارات، ونتائج سياسية أخرى على صعيد العلاقة بين البلديّن (إيران والإمارات) وعلى صعيد حرب اليمن.

ولفت إلى أن السعودية أرسلت إشارات إيجابية نحو إيران، منها الاستقبال الخاص للمملكة للحجّاج الإيرانيين، والاجتماعات التي انعقدت بين الوفود الرسمية الإيرانية التي تزور المملكة حالياً لرعاية الحجّاج.

ورأى "الهنداوي" أن ما يُشجّع الإمارات والسعودية في سعيهم للتفاهم مع إيران عاملان الأول هو أنَّ الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته يسعيّان بقوة للتفاوض والحوار مع إيران، فيما ترفض الأخيرة، والثاني أن إيران هي التي تمّدُ يدها وتسعى للحوار والتفاوض مع الإمارات والسعودية.

فهد صقر المحلل والباحث السياسي قال: "كل ما يجري على الساحة الخليجية الآن فيما يتعلق بإيران عبارة عن مسرحية وسيناريو معد مسبقا والمخرج واحد مع تعدد الأبطال".

وأضاف في حديثه لـ"الاستقلال": "من المضحك أن الإمارات حاصرت قطر وقطعت معها العلاقات لعدة أسباب منها حجة التقارب الإيراني القطري، بينما العلاقات الإيرانية مع الإمارات هي الأقوى خليجياً وحجم التجارة بين البلدين هو الأكبر".

وأكد صقر أن العداء الإماراتي لإيران "وهم ومزيف وليس حقيقيا، ومجرد عداء نظري على الورق، وعليه فإن التقارب الإماراتي الايراني الأخير ليس بالشئ الجديد".

وتساءل: متى كان هناك جفاء حتى نقول أن ما يحدث الآن هو تقارب؟ في نهاية المطاف كل دولة تبحث عن مصالحها وهناك مصالح متبادلة بين إيران والإمارات وكلا الدولتين مستفيدتان".

وتابع صقر: "إيران ليست في الواقع على عداء مع أمريكا والغرب، وإنما أمريكا تستعمل ايران كفزاعة لإرهاب الجيران وحثهم على شراء السلاح ودفع بدل الحماية".


المصادر