بعد #عودة_الإنترنت_إلى_السودان.. ناشطون ينشرون تفاصيل "مجزرة الفض"

12

طباعة

مشاركة

أخيرا، عادت خدمات الإنترنت إلى السودان، بعد مرور أكثر من شهر على قطعها، جراء أحداث فض اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو/حزيران الماضي، حين اتخذ المجلس العسكري الحاكم بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير، قرارا بقطع الإنترنت للتغطية على المجزرة.

ووقعت المجزرة أمام مقر القيادة العامة للجيش السودان بعدما فضت القوات النظامية الاعتصام بالقوة، ما أدّى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، تجاوز 500 قتيل حسب عدد من التقارير الحقوقية.

ومع عودة الشبكة للسودان دشّن الناشطون هاشتاج #عودة_الإنترنت_إلى_السودان الذي غرّد تحته المئات من السودانيين ناشرين المواد المصورة لما وصفوه  بـ"جريمة الفض" مطلقين هاشتاج آخر بعنوان: #توثيق_مجزرة_القيادة_العامة.

عودة التواصل

مع الدقائق الأولى لعودة الإنترنت إلى السودان، انتشرت التغريدات المعبّرة عن سعادة السودانيين بعودته، وتمكّنهم مجددا من التواصل مع العالم الخارجي، حيث غرّد محمد يوسف على حسابه في "تويتر" قائلا: "عُدنا والعود ٲحمد، عودة حق ٳنساني وٲصيل للشعب السوداني".

أمّا هشام، فأراد التأكّد من عودة الإنترنت إلى كامل السودان فدعى متابعيه إلى التغريد تحت الهاشتاج مع ذكر مدينتهم، حيث قال: "بالله أي شخص يغرّد من داخل السودان يكتب.. هنا الخرطوم، هنا أم درمان".

وسخر عبد الرحمن من الفترة التي عاشها السودان في ظل الانقطاع الإنترنت بأوامر المجلس العسكري الحاكم، بنشره صورة لرجل من العصر الحجري معلقا عليها: "المواطن في فترة انقطاع الإنترنت".
 

واعتبر حساب "ف.ك" أن سعادة السودانيين المغتربين أكبر من سعادة السودانيين داخل بلادهم من عودة الإنترنت، وذلك بسبب عدم قدرتهم التواصل مع عائلاتهم طيلة الفترة السابقة.

يذكر أنّ خدمات النت عادت للسودان بعد حكم قضائي تمّ البت فيه بالتزامن مع اتفاق بين قوة التغيير والمجلس العسكري الحاكم، وهو ما دفع عمر محمد إلى التساؤل: "عودة الإنترنت بأمر قضائي هل هو نتيجة لقوة القضاء في السودان (واذا كان كذلك هل يمكننا أن نرى تحقيقا شفافا في المجزرة) أم لأن الاتفاق قد تم ولا يوجد مانع من عودته؟"

وتساءل الناشط أحمد حيدر، بطرح الموضوع نفسه، قائلا: "هل كرامة الفرد السوداني لازم ترجع بأمر قضائي كمان ولا؟"

ورأى أحمد عبد الله، أن ما حصل هو انتصار جديد للثورة السودانية على من وصفهم بالسجانين، وقال: " ولا يزال السجان بغلظته وعنفه يحرر السجين من سجن نفسه إلى رحابة الأمل والتفاؤل، وجذوة الأمل لا تموت ولو تراكم عليها رماد الزنزانة".

توثيق المجزرة 

يبدو أنّ الهدف من قطع الإنترنت على السودان كما ذكر عدد من الناشطين، والتعتيم على ما بات يعرف بمجزرة القيادة العامة في 3 يونيو /حزيران، حيث لم يتمكن جل الناشطين من نشر ما وثّقوه يومها من صور وفيديوهات.

ورغم مرور أكثر من شهر على الحادثة لا زال السودانيون يتذاكرون تفاصيل ذلك اليوم، والضحايا الذين سقطوا دفاعا عن مبادئ الثورة التي انطلقت منذ 16 ديسمبر /كانون الأول 2018.

وغرّدت صاحبة حساب "الملكة" على "تويتر" قائلة: "عدنا ولم تعد بسماتنا هي نفسها، عدنا ودموعنا لم تجف بعد، لا أنسى أصوات الرصاص، لا أنسى آهات الحسرة، حكايات لا تحكيها الكلمات، عبرات، وعيون خائفة، عدنا ولكن لم تعد بسمات رفاقنا الشهداء، هم ربحوا ونحن خسرنا، وأملنا وطن".


من جهته، دعا الناشط خالد طه السودانيين إلى التواصل مع "التحالف الديمقراطي للمحاميين السودانيين" وإرسال جميع المقاطع المصورة لمجزرة الفض من أجل استعمالها كأدلة لمحاسبة من تورّط في ارتكابها". 


وانتشرت على مواقع التواصل العشرات من الفيديوهات والصور التي وثّقت الاعتداءات التي قامت بها القوات المسلحة ضدّ المعتصمين السلميين، ونظرا لبشاعة الصور قام موقعا "فيسبوك" و "تويتر" بحذف العديد منها لما احتوته من مشاهد مؤلمة.

وقال ياسر مصطفى معلقا على أحد الفيديوهات التي قام "تويتر" بحذفها: إن "شكل فض الاعتصام كان ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر". 

ونشر عدد من الناشطين صورا لرفاقهم الذين قتلوا أو فقدوا يوم فض الاعتصام، والبعض منهم من وجد ملقى في مياه نهر النيل بعد تصفيتهم على يد قوات الدعم السريع، بحسب رواية أصدقائهم .

وكتب حساب يسقط برهان وحميدتي: "وإن أعادوا لنا النت ،فمن يعيد لنا الرفاق"