ضمت 6 دول عربية.. لماذا لم تشارك السعودية والكويت في قمة الإمارات المفاجئة؟

إسماعيل يوسف | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

بشكل مفاجئ، اجتمع 4 من قادة دول مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي يوم 18 يناير/كانون الثاني 2023، في ظل غياب غامض للسعودية والكويت عن اللقاء.

القمة، التي شارك فيها أيضا رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني، لم تُكشف أي تفاصيل عما نوقش فيها، باستثناء بيانات بروتوكولية مثل الحديث عن بحث "العلاقات الأخوية"، وفقا لما أوردته وكالة أنباء الإمارات.

هذه القمة السداسية المُفاجئة جاءت بعد أخرى ثلاثية في القاهرة ضمت السيسي وملك الأردن والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وطار بعدها العاهل الأردني إلى أبوظبي حاملا رسالة إلى رئيس الإمارات محمد بن زايد، الذي بادر بعدها بالدعوة إلى القمة التشاورية المصغرة، مما يعني أن هناك أسبابا طارئة حتمت انعقادها، وفق مراقبين.

غياب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان أو من يمثل المملكة وكذلك أمير الكويت نواف الأحمد الصباح أو من يمثل الدولة في هذه القمة، أثار تساؤلات وتكهنات عديدة.

أسباب انعقاد "قمة أبوظبي" نفسها غير معروفة، لكن ملابسات انعقادها وغياب أطراف "تمويلية" مهمة عنها، والحديث عن خلافات، يشير إلى الهدف الرئيس منها كان بحث أزمة نظام السيسي المالية الطاحنة، واقتراب شبح الإفلاس.

محللون وضعوا ثلاثة أهداف محتملة لهذه القمة تدور حول دعم مصر ماليا لمنع انهيار النظام، ودعم فلسطين سياسيا ضد تهويد المسجد الأقصى، وثالثا، التنسيق لاحتمالات اقتراب عمل عسكري أميركي إسرائيلي ضد برنامج إيران النووي، فأيها أرجح؟

إنقاذ السيسي

كان من الواضح أن قمة أبوظبي السداسية هدفها اقتصادي في المقام الأول، تدور حول بحث طلب السيسي منح مالية ضخمة جديدة من الخليج، وأنها كانت أشبه بـ "مؤتمر المانحين"، الذي قد يكون آخر مؤتمر من نوعه لانتشال مصر من السقوط.

مصادر سياسية مصرية وصفت لـ "الاستقلال" قمة أبوظبي بأنها كانت أشبه بـ"مؤتمر المانحين" ووصفت الاجتماع بأنه "محاولة أخيرة من السيسي لطلب دعم مباشر من الخليج، بخلاف بيع الأصول.

وضمن ابتزاز السيسي حلفاءه في دول الخليج، سبق أن حذر الإعلامي المقرب من النظام المصري عماد الدين أديب من عدم استقرار قادم لمصر.

وخلال مقال في 12 يونيو/حزيران 2022 حذر أديب من مجاعة ستدفع المصريين للنزوح والهروب برا وبحرا، ما لم يدفع الخليج لمصر 25 مليارا "دولارات طازجة" على الفور.

المصادر التي فضلت عدم الكشف عنها رأت أن "الموضوع أكبر من عزوف دول الخليج عن الدعم المباشر للسيسي لأنه حتى العديد من صفقات البيع توقفت".

وأشارت إلى أن هناك خلافات تحت السطح بين الدول الخليجية المانحة وبين بعضها وأيضا مع مصر، عجلت باللقاء.

وربطت غياب محمد بن سلمان عن مؤتمر المانحين، بما تردد أيضا عن بطء إجراءات تسليم جزيرتي تيران وصنافير المصريتين للسعودية، لطلب السيسي المزيد.

وقد وصف عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب المصري عماد جاد، غياب السعودية والكويت عن الاجتماع بأنه يمثل "رسالة" أنهما لن يسهما في مساعدات لمصر.

وقال جاد في 19 يناير 2023 إن "دول الخليج لم تعد راغبة في تقديم مزيد من المنح والمساعدات، ولا سيما لدول مثل مصر"، ولا سيما بعد تصريحات وزير المالية السعودي محمد الجدعان ونواب في مجلس الأمة الكويتي بشأن التمويل، بحسب موقع "الحرة".

واستبعد جاد، أن يكون اجتماع أبوظبي قد ركز على القضايا السياسية، مؤكدا أن الاقتصاد كان الشغل الشاغل للقاء، خاصة في ظل الأزمة المالية في مصر.

ورجح رئيس تحرير موقع "رأي اليوم" عبدالباري عطوان في 18 يناير أن يكون تدهور الأوضاع الاقتصادية المصرية خلف هذا التحرك السريع للدول المشاركة في القمة.

قال إن "هناك أنباء تقول إن صندوق النقد الدولي طلب من دول الخليج تقديم 40 مليار دولار فورا مساعدات لمصر وإلا فالانهيار وشيك وحتمي".

ووافق صندوق النقد الدولي على منح مصر قرضا بقيمة ثلاثة مليارات دولار تسدد على 46 شهرا، ولكن القرض ليس سوى قطرة في بحر.

إذ يبلغ عبء خدمة الدين الذي يتعين على القاهرة سداده خلال العام المالي 2022-2023 حوالي 42 مليار دولار، وفق البنك الدولي.

ومنذ بداية الأزمة في فبراير/شباط 2022 لم يدخل مصر دولار واحد منحة من الخليج، واقتصر الأمر على صفقات بيع للأصول، ومد أجل الودائع الخليجية في البنك المركزي.

وكان لهذا أثر مباشر في تفاقم الأزمة، لذلك طلب السيسي منحا مباشرة بشكل عاجل، بخلاف عوائد بيع الأصول المنتظرة، لإبطاء تفاقم الأزمة، وسعى لتحذيرهم في قمة أبوظبي من أن انهيار مصر يضرهم أيضا، وفق المصادر.

ويُعتقد أن حرص الإمارات على جمع واستضافة بقية الزعماء الخليجيين، ربما جاء لمحاولة جمع أكبر مبلغ ممكن لمصر، أو لجعل رفض تقديم المنح المطلوبة "جماعيا" في ظل مؤشرات رفض غالبية الخليج تقديم المزيد، بحسب مراقبين.

الاجتماع يمثل "محاولة من الإمارات لجمع الدول تحت سقف اقتصادي، فالسعودية لم تحضر بعد أن نأت بنفسها عن تقديم مساعدات في الفترة الحالية لانشغالها برؤية 2030"، بحسب ما قال الباحث الاقتصادي الأردني، عامر الشوبكي لقناة "الحرة" في 19 يناير.

وحملت الشهور القليلة الماضية إرهاصات تململ أو ضيق من الداعمين الخليجيين للسيسي، بسبب سوء إدارته المنح والعطايا، واحتياجه الدائم لمنح جديدة ورغبتهم في اعتماد مصر على نفسها وتوقفها عن طلب المساعدات منهم.

لكن السؤال المهم هنا هو: إلى أي مدى يمكن لدول الخليج أن تتمسك بوقف دعم السيسي في ظل مؤشرات انهيار الأوضاع في مصر وتصاعد الغضب الشعبي؟

وهل هم على استعداد للمخاطرة بتعرض النظام المصري الحالي لهزات سياسية قد تعصف به، وربما تعيد قوى ثورية وإسلامية للحكم، بينما كان تدخلهم الأصلي لدعم السيسي لإجهاض هذا السيناريو الذي ظهر بعد ثورة عام 2011؟

الأكاديمي والباحث المصري "خليل العناني" يرى أن "الخليج ينظر إلى السيسي على أنه شريك موثوق في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وهذا مهم بشكل خاص للسعودية والإمارات، لأنهما تسعيان لمواجهة نفوذ إيران في المنطقة".

لذا أكد في مقال بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، 19 يناير أن الخليج لن يتخلى عن السيسي لمساعدتهم في الاستيلاء على أصول مصر.

أوضح أن العلاقة بين دول الخليج ونظام عبد الفتاح السيسي قد تكون متوترة، لكن من غير المرجح أن تنتهي بشكل كامل، فلا يزال يُنظر إليه كخيار مفضل، لأنه يسمح بمزيد من التلاعب، لتحقيق أكبر فائدة لمصالح تلك البلدان.

نوه إلى أن عدم إبداء السيسي قلقه من الانهيار الاقتصادي حد اتهام المواطنين بـ"عدم معرفة أي شيء"، والإصرار على أنه الوحيد الذي لديه أي معلومات حقيقية عن الوضع، مرتبط بثقته في الدعم الخليجي.

أوضح أن عدم قدرة السيسي على معالجته أزمة مصر أدت إلى خيبة أمل دول الخليج ووصفه بأنه عبء مالي عليها، لذلك فهم لا يقدمون له الدعم الكافي للخروج من الأزمة المالية ويضغطون على المؤسسة العسكرية لإيجاد بديل له، وفق تقديره.

رفض وغياب

بدا غياب الكويت عن قمة أبوظبي، كأنه رسالة رفض واضحة منها لمبدأ المشاركة في تقديم أي منح جديدة لنظام السيسي. وسبق ذلك رفض علني واضح من مجلس الأمة الكويتي، إعطاء أي منح أو قروض لمصر.

أمين سر مجلس الأمة الكويتي النائب أسامة الشاهين أعلن رفضه "الانصياع لأوامر صندوق النقد الدولي"، ومطالبته دول الخليج برصد تمويل جديد لمصر، بحسب صحيفة الراي الكويتية 14 يناير 2023.

أشار إلى أن صندوق النقد الدولي أصدر بيانا في 11 يناير يطالب فيه بموارد تمويلية جديدة من دول الخليج (لمصر) بقيمة 14 مليار دولار"، ودعا لرفض ذلك.

ودفع هذا صحيفة "فيتو" القريبة من نظام القاهرة لوصف النائب أسامة الشاهين 13 يناير بأنه "ممثل الإخوان في الأمة الكويتي يشن حملة هجوم غير مسبوقة ضد مصر"، ما يشير لاستياء المخابرات المصرية من التوجه الكويتي. 

وكان صندوق النقد الدولي، طالب من وصفهم بـ "حلفاء مصر الخليجيين" بالوفاء بتعهداتهم الاستثمارية والتي تبلغ مليارات الدولارات.

والتي ستكون مقابل حصص بأصول وشركات مصرية، في مواعيدها المحددة، لضمان أن تغطي الدولة فجوة التمويل الخارجي في السنوات المقبلة.

وسبق أن رفض عدد من نواب مجلس الأمة الكويتي في 6 يونيو/حزيران 2022، توجيه مزيد من الاستثمارات إلى مصر.

وانتقدوا وقتها تصريحا لوزير المالية الكويتي "عبدالوهاب الرشيد" بمواصلة ضخ الاستثمارات الكويتية في مصر.

وقال النائب أسامة الشاهين حينئذ أيضا، إن الشعب يرفض ضخ مزيد من الأموال العامة في مصر، خاصة مع عدم نجاحنا في استرداد الودائع الحكومية من هناك.

"إذا اتفقت الكويت والسعودية على أمر (الغياب عن القمة) فبلا شك أن هذا الأمر جدي وإستراتيجي ويدل أن الأمر (الذي نوقش) قد فشل ولن يحدث".

هكذا فسر المحامي والنائب الكويتي السابق ناصر الدويلة غياب البلدين، في إشارة ضمنية ربما لطلب مصر منحا مالية جديدة لا تُرد، وعدم حضورهما تعبير عن رفضهما.

"الدويلة" قال في تغريدة أخرى على تويتر: إذا أرادت مصر دعم دول الخليج فعليها احترام مصالحها واعتباراته". وانتقد موقف المخابرات المصرية الرافض "لإعادة" جزر تيران وصنافير للسعودية.

ونشر موقع أكسيوس الأميركي تقريرا في 21 ديسمبر 2022 يشير إلى إيقاف وتباطؤ مصر في تنفيذ إجراءات اتفاقية نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، ما أدى لفتور في العلاقات.

أوضح أن نظام عبد الفتاح السيسي استهدف بهذا التباطؤ الضغط على أميركا لتحصيل ثمن التنازل، وربما على السعودية لطلب مزيد من المنح في ظل عزوفها عن تقديم أي منح لمصر.

وانتقد موقع "العرب" المحسوب على الرياض "دأب القاهرة وعمان كلما شهدتا أزمة على انتظار المساعدات السعودية، والخليجية عموما، لتأمين الوضع". 

أوضح في 19 يناير 2023 أن "السعودية باتت مقتنعة بأن الهبات والمنح والمساعدات المجانية ليست سوى معالجة آنية وتسكين مؤقت لأزمات مصر والأردن، والأهم من ذلك أنها لم تحصل على أي مقابل لتلك المساعدات".

"ومن الواضح أن السعودية محبطة من طريقة إنفاق الأموال التي دفعتها في شكل مساعدات لمصر والأردن، وقبلهما لبنان" بحسب "العرب".

وشن الإعلام الرسمي المصري هُجوما شرسا على قناة "أم بي سي" السعودية التي تبث من مصر، والمذيع عمرو أديب وجرى اتهامه بالعمالة للمملكة وسط مخاوف من احتمال إغلاق المحطة، ما عده مراقبون دلالة أخرى على توتر العلاقات.

وقدمت دول الخليج لمصر 92 مليار دولار مُنذ انقلاب السيسي عام 2013 على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وفق تقارير صحفية. 

وتظهر الأرقام المنشورة على موقع "منصة المساعدات" الحكومي السعودي أن المملكة قدمت أكثر من 64 مليار دولار أميركي على شكل مساعدات لنحو 167 دولة حول العالم، الجزء الأكبر منها كان على شكل مساعدات تنموية.

واحتلت مصر، المرتبة الأولى في إجمالي مبالغ المساعدات بنحو 13.7 مليار دولار، تلتها اليمن بنحو 10 مليارات وباكستان بـ 7 مليارات.

لكن غياب السعودية عن قمتي القاهرة ثم أبوظبي، لوحظ أنه جاء بنفس سيناريو غياب محمد بن زايد عن القمتين العربية والخليجية في الرياض 8 و9 ديسمبر 2022، وبحضور السيسي والرئيس الصيني شي جين بينغ.

حينئذ ذكرت مصادر خليجية أن غياب محمد بن زايد عن القمتين "ربما يعكس وجود خلافات بين الإمارات والمملكة العربية السعودية" أيضا, لذا ربما يكون غياب المملكة عن قمة أبوظبي "ردا" بالمثل، ويعكس خلافات فعلية.

خلافات وسيناريوهات

عقب غياب محمد بن سلمان عن "قمة المانحين"، وبالتزامن مع الاجتماع السداسي في الإمارات، أعلنت السعودية أنها تسعى إلى تقليل المساعدات الخارجية غير المشروطة، وعدم إعطاء أموال مجانا.

وزير المالية السعودي محمد الجدعان قال على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا: "اعتدنا تقديم منح ومساعدات مباشرة دون شروط، ونحن نغير ذلك"، بحسب وكالة "بلومبيرغ" 18 يناير 2023. 

أكد أن المساعدات المستقبلية الموجهة للتنمية ستكون مشروطة بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، و"نود أن نصبح مثالا يحتذى به في المنطقة، فنحن نشجع الكثير من الدول حولنا على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية".

ويرى مختصون أن هذه الشروط تعني تضييق السعودية على أي مساعدات خارجية جديدة لمصر.

وكان السيسي قد أكد في تصريحات سابقة أكتوبر 2022 هذا التوقف للمنح الخليجية عندما قال إن دول الخليج أوقفت مساعداتها كليا.

ووجه السيسي إلى الخليجيين رسالة لوم مبطنة في المؤتمر الاقتصادي (مصر 2022)، حين قال إن "الأشقاء والأصدقاء تولّد لديهم انطباع أن الدولة المصرية غير قادرة على الوقوف مرة أخرى"، لذا قرروا وقف المنح.

وظلت المملكة العربية السعودية داعما رئيسا لاقتصاد مصر منذ سنوات وأرسلت وسط تداعيات الحرب في أوكرانيا وديعة بقيمة 5 مليارات دولار إلى البنك المركزي المصري.

وأسس صندوق الاستثمارات العامة السعودي العام الماضي ذراعا له في مصر لشراء حصص بقيمة 1.3 مليار دولار في شركات مدرجة بالبورصة المصرية، بحسب بيان أصدره في 29 يونيو 2022.

لكن هذه الاستثمارات، مقابل مشاريع وإصلاحات، يعتقد خبراء مال أن جزءا منها تعطل أو لم يُنفذ ما يعرقل ضخ جزء من هذه الأموال.

كان من الواضح أن حضور ملك الأردن قمة القاهرة مع الرئيس الفلسطيني هدفه سياسي وهو اتخاذ موقف تجاه حكومة الاحتلال، بعدما سعت لترسيخ واقع جديد في الأقصى، وإهانة جندي إسرائيلي للسفير الأردني ومنعه بالقوة من دخوله.

وقد صدر بيان ختامي للرئاسة المصرية يؤكد هذا، ركز على أن "الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس"، و "أن المسجد الأقصى المبارك الحرم/ القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين".

وأن "دائرة أوقاف القدس وشؤون الأقصى، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية هي الجهة الوحيدة المخولة إدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك وتنظيم الدخول إليه"، و"ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللاشرعية".

لكن حضور ملك الأردن لقاء أبوظبي يُعتقد أنه جاء لأسباب مالية، إذ تعاني بلاده من أوضاع اقتصادية سيئة وشهدت مظاهرات ومصادمات مع الشرطة.

ويشهد الأردن أوضاعا اقتصادية صعبة تفاقمت بسبب ديون خارجية فاقت 50 مليار دولار وتضرر السياحة أحد أبرز مصادر الدخل في المملكة، منذ جائحة كورونا بحسب ما قالت وكالة الأنباء الفرنسية في 19 يناير 2023.

وسبق أن بعثت عمان رسائل تحذير مبطنة إلى جيرانها للتخويف من أن انزلاق الأردن إلى الفوضى بسبب الأزمة الاجتماعية والاقتصادية قد يهدد أمن الخليجيين، وأن المملكة الهاشمية لديها البدائل لترد على الصمت الخليجي تجاهها.

واستبعد "ناصر قنديل" رئيس تحرير جريدة "البناء"، التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي​ ذي التوجه الاشتراكي والذي يعمل في لبنان وسوريا كحزب رسمي، فرضية انعقاد قمة أبوظبي لبحث تطورات تتصل بالملف الفلسطيني لغياب فلسطين والسعودية عنها.

أوضح في مقال نشره بالصحيفة 19 يناير 2023 أن "ربط قمة أبوظبي بانعقاد قمة ثلاثية فلسطينية أردنية مصرية، بهدف توجيه رسالة للقيادة الإسرائيلية لأخذ مخاطر التصعيد في حسابها، "غير واقعي لأنه يستدعي حضور عباس، والسعودية"، وهو ما لم يحدث.

سبب آخر رجحه محللون لقمة أبوظبي هو التشاور العربي حول أنباء محتملة عن هجوم أميركي إسرائيلي على إيران.

عزز هذا تحذير رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم دول الخليج في 14 يناير 2023 من عدوان أميركي إسرائيلي وشيك ضد إيران يمكن أن يهز أمنها ويزعزع استقرارها.

لكن مراقبون يرون أن الحديث عن فرضية عمل عسكري كبير تعد له إسرائيل على إيران، خارج التصور العقلي، لا بالنسبة للموضوع نفسه، ولا لاعتباره سبباً مفترضاً للقمة، ولا للغياب السعودي.