مع تعيين بن غفير وزيرا لداخلية إسرائيل.. توقعات باندلاع ثورة مقدسية

12

طباعة

مشاركة

رغم التقديرات الإسرائيلية التي حذرت من تبعات الخطوة، توصل رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو لاتفاق يقضي بمنح حقيبة الأمن الداخلي لزعيم حزب العظمة اليهودية اليميني المتطرف إيتمار بن غفير،  في إطار اتفاق ائتلافي.

وفي 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 نقلت وسائل إعلام عبرية، عن بن غفير تهديده بأنه يعتزم تغيير قواعد وترتيبات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى.

وقال إنه سيسمح للمستوطنين بإقامة الصلوات والشعائر التوراتية في باحات المسجد الأقصى بشكل علني دون أن تتخذ ضدهم أي إجراءات تذكر.

وسبق أن حرض بن غفير على إطلاق النار تجاه أي فلسطيني يلقي زجاجة مولوتوف، مؤكدا أنه سيعمل على تغيير تعليمات إطلاق النار تجاه الفلسطينيين، واصفا التعليمات الحالية بـ"الغبية".

وأثارت تصريحات بن غفير موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، إذ أكدوا عبر المشاركة في هاشتاغ #بن_غفير، أنها "تقطر دما وتنذر بأيام مليئة بالإرهاب الصهيوني".

وبينما استنكروا ضعف موقف السلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية صاحبة "الوصاية" على الأقصى، ومواصلتهما التعاون الأمني مع الاحتلال، عقدوا الآمال على المقاومة لصد مخططات بن غفير.

وهاجم ناشطون مواصلة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في ظل تصاعد التهديدات لاقتحام المسجد الأقصى والاعتداءات المستمرة على الفلسطينيين.

بدوره، وصف خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، تهديدات بن غفير بأنها استفزازية وعنصرية، مرفوضة رفضا قطعيا، ولن تعطي أي حق لليهود في المسجد المبارك، مؤكدا على ضرورة تكثيف الحشد والرباط الدائم وشد الرحال للدفاع عن الأقصى. 

يميني متطرف

وتفاعلا مع الأحداث، كتب الأكاديمي والإعلامي الدكتور نصير العمري، أن "بن غفير إرهابي معروف يدعو للتطهير العرقي سيتسلم منصبا أمنيا خطيرا والباقي مفهوم".

من جانبها، رأت المغردة ليلى أن "تعيين إيتمار بن غفير وزيرا للأمن في حكومة الكيان بمثابة إعلان حرب في الشارع الفلسطيني".

فيما استنكر المغرد أحمد من صياح صحفي إسرائيلي أعلن رغبته في السلام، قائلا: "رغبتهم في السلام بانتخاب أكبر شخص عنصري إيتمار بن غفير".

وذكر بأن الشرطة الإسرائيلية كانت تمنع بن غفير من اقتحام الأقصى من كثرة عنصريته، مستهجنا أنه أصبح اليوم وزيرا عن الأحزاب الأكثر تطرفا وإرهابا في إسرائيل التي تصل للحكم.

واستنكر ناشطون ضعف الموقف الأردني والفلسطيني الرسمي أمام تصريحات بن غفير ووعوده التي احتفى بها الإعلام الإسرائيلي بأنه سيغير الوضع القائم في القدس، وسيسمح لليهود بالصلاة بحرية في الأقصى.

وتهكم السياسي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة، قائلا: "الرد الفلسطيني المزلزل سيكون بيان شجب وإدانة، صادرا عن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية!".

وقال إن بن غفير له أذرع وظيفية تمتد في أوساط الشعب الفلسطيني، ستساعده على تنفيذ مخططاته، منها قادة التنظيمات الفلسطينية الذين يعبدون اتفاقية أوسلو، وقادة الأجهزة الأمنية الذين يقدسون التنسيق والتعاون الأمني مع المخابرات الإسرائيلية، وكبيرهم الذي علمهم الدجل.

كما تهكم الصحفي الاجتماعي والسياسي نضال سلامة، بالقول: حكومتنا الأردنية وصاحبة الوصاية هل أنتم هنا؟ سامعين الصوت ولا الخط مقطوع.. يا سَلطة وينكم.."، مؤكدا أن المقاومة فقط ستبطل مخططات بن غفير. وتساءل ياسين عز الدين: "كم عملية مثل عملية القدس أفشلتها السلطة بفضل جهودها الحثيثة لملاحقة المقاومة؟"، قائلا: "بن غفير فخور بكم حقا، ما تضللكم كلمات الكره الخارجة منه، هو مثل النسوان ما يعبر عن مشاعره يحكي لكم بكرهكم وقصده بموت في دباديبكم".

السلطة والمقاومة

كما أعرب ناشطون عن غضبهم من مباغتة السلطة الفلسطينية للمقاومين وضبطها عبوات متفجرة في جنين، تزن عشرات الكيلوغرامات، كانت جاهزة للاستخدام بالفعل ضد الاعتداءات الإسرائيلية.

ورأى الباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور صالح النعامي أن محمود عباس في وظيفته الدائمة: "تأمين الصهاينة مكافأة على جرائمهم".

وأشار الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبو هلالة، إلى أن "الإنجاز الأمني" للسلطة الفلسطينية يتزامن مع وصول اليمين المتطرف للحكم في دولة الاحتلال، ما يؤكد أن السلطة تخدم المشروع الصهيوني بأسوأ تجلياته لا مجرد محاولة لإنجاح "عملية السلام". وتمنى المغرد يحيى، من حركة الجهاد الإسلامي أن تنفي أو تؤكد تلك الأخبار، لأن من حق الشعب الفلسطيني معرفة الحقيقة ليسجل كل شيء في التاريخ وفي سجل الحساب الشعبي لكل من حارب أو ساهم في المقاومة.

وأكد ناشطون ثقتهم في المقاومة الفلسطينية وقدرتها على ردع مشاريع ومخططات بن غفير ونتنياهو، مؤكدين أنها تقف لهم بالمرصاد.

ورأى الباحث في الشؤون الإسرائيلية أحمد رواش، أن الإعلام العربي يخطئ في التهويل من المتطرف الصهيوني بن غفير وكأنه يبث اليأس والإحباط من مقاومة المشروع الصهيوني في فلسطين.

وتوقع أن يفاقم التطرف الصهيوني انقسام مشروعه، قائلا، إن المقاومة الفلسطينية كفيلة بهذا الإرهابي، في إشارة إلى بن غفير".

وأكد المغرد محمد أن بن غفير والاحتلال غير قادرين على تغيير الوضع في القدس، وأن من يمتلك ذلك هو المقاومة.

تبعات وتوقعات

وسلط ناشطون الضوء على تبعات وصول بن غفير لمنصب أمني في الحكومة الجديدة، وتوقعاتهم لما ستشهده الساحة الفلسطينية في الفترة القادمة من انتفاضة واسعة.

ونقل الكاتب والمدون عزات جمال، عن رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الشيخ ناجح بكيرات، قوله إن مخططات الحركات الصهيونية ستقود إلى التصعيد، والاقتحامات أصبحت مرتبطة بسياسات لا بأعياد.

وأكد بكيرات أن ما يجري تحول خطير في ظل مساعي تشكيل حكومة متطرفة، متوقعا أن الاقتحامات ستؤدي إلى ثورة مقدسية وفلسطينية وإقليمية.

وحذر الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية من تبعات تصريحات اليميني المتطرف قائلا: "نحن أمام أيام صعبة مع حكومة يمينية متعطشة للإرهاب والدماء". وكتب المحامي محمد أبو ريا: "يبدو أن الأقصى سيشكل صاعقا لانتفاضة قادمة لا محالة، طالما أصبح بن غفير وزيرا للأمن القومي وأصبح كل همه تغيير الوضع القائم فيه". وأشارت المصورة الفوتوغرافية غدير كمال إلى أن جماعات الهيكل تحشد بغطاء بن غفير لاقتحام الأقصى.

وأضافت: "يبدو أن جماعات الهيكل وغيرها من قادة المستوطنين، باتوا يتحفزون بشكل كبير لاقتحام المسجد الأقصى بذريعة الأعياد الصهيونية المزعومة، لا سيما بعد تولي زعيمهم بن غفير وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي بصلاحيات واسعة".