رغم قدراتها التكنولوجية العالية.. هكذا تتهرب ألمانيا من دعم أوكرانيا عسكريا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

في ظل ضغوط أوكرانية متواصلة كانت بعضها قاسية، تواصل ألمانيا تقديم دعم عسكري إلى كييف، لكن تبقى شحناتها تحت المستوى المأمول، بالنظر إلى قدراتها التكنولوجية والمالية الضخمة.

ورأت صحيفة" غازيتا دوت رو" الروسية، أن ألمانيا تحاول التهرب من إمداد أوكرانيا بأسلحة فتاكة ومتطورة، وتقتصر شحناتها على قدرات دفاعية واستطلاعية، ما دفعها أخيرا للتحجج أن لديها مشكلة في احتياطاتها.

مبدأ راسخ

وذكرت الصحيفة الروسية أن ألمانيا تخلت عن المبدأ الراسخ المتمثل في عدم تزويد منطقة الصراع بالأسلحة بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022. 

وردا على انتقادات لدعمها العسكري المحدود، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز أن بلاده ما زالت تدعم أوكرانيا، وتركز مع شركائها على هذا الشأن.

بينما تحججت وزارة الخارجية الألمانية في بيان بأن البلاد نفسها لديها مخزون من الأسلحة على وشك النفاد.

وجدد شولتز على التأكيد أن السلطات الألمانية لا تعتزم تزويد أوكرانيا بأسلحة يمكن استخدامها لشن ضربات تستهدف الداخل الروسي، مدعيا أن واشنطن تلتزم السياسة نفسها فيما يتعلق بالدعم العسكري لكييف.

وقال: "أعتقد أن مبدأ رفض تزويد أوكرانيا بالسلاح لشن ضربات ضد روسيا يجب أن يتبعه الجميع"، مؤكدا أن بلاده لن تتصرف بمفردها وستسترشد دائمًا بما يفعله حلفاؤها".

وعلقت الصحيفة الروسية أن ألمانيا تخلت بالفعل عن مبدأ عدم تزويد منطقة الصراع بالأسلحة، لكنها بالوقت نفسه، تتعامل "بحكمة ورزانة" في دعمها أوكرانيا من أجل تجنب تصعيد الصراع.

وهو ما أكده شولتز في تصريحات صحفية أخيرا بالقول: "هدفنا في كل ما نقوم به هو دعم أوكرانيا، وهذا سيمنع تصعيد الحرب، التي ستؤدي بعد ذلك إلى صراع لن يكون بين روسيا وأوكرانيا فحسب، ولكنه سيكون مختلفا تمامًا".

وفي وقت سابق، أثناء رحلة إلى ساحة تدريب عسكرية في ولاية شليسفيغ هولشتاين (شمال)، نفى شولتز اتهامات موجهة لحكومته بالتردد في دعم أوكرانيا.

وقال: "زودت ألمانيا بالفعل أوكرانيا بالكثير من الأسلحة الفعالة والثقيلة، مثل مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع من طراز  أم 270 وبي زد إتش 2000"، مؤكدا أن برلين ستواصل دعم أوكرانيا بـ"الوسائل المالية والأسلحة".

حالة ضعف

وأشارت الصحيفة الروسية إلى أنه في الوقت نفسه، اعترفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في مقابلة مع قناة "زي دي إف" الألمانية، بأن القوات المسلحة الوطنية تعاني "نقصًا مطلقًا في مخزونها".

وقالت إن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا في حالة ضعف. حيث استغرقت السلطات الألمانية أسابيع وشهورا لإرسال شحنات.

وأضافت: "نريد أن ندعم أوكرانيا عسكريًا بكل ما لدينا، ولكن، لسوء الحظ، الوضع هنا هو أن لدينا نقصًا مطلقًا في احتياطياتنا".

وأوضحت أن هذا هو السبب في أن السلطات الألمانية أنشأت صندوقًا خاصًا للقوات المسلحة بمبلغ 100 مليار يورو. وبالتالي، يجب أن تنتج الصناعة العسكرية على وجه التحديد المواد اللازمة لأوكرانيا".

كما لفتت الوزيرة بربوك إلى الحاجة إلى أن "نكون مستعدين لحقيقة أن الصراع في أوكرانيا قد يستمر العام المقبل".

وهي تعتقد أن برلين يجب ألا تزود كييف بدعم قصير الأجل فحسب، بل يجب أن تخطط أيضًا للمساعدة على المدى المتوسط.

وفي هذا السياق، أعلن شولتز عن استمرار دعم بلاده لأوكرانيا خلال عام 2023، إذ تعتزم ألمانيا تزويد الجيش الأوكراني بأسلحة إضافية تزيد قيمتها عن 500 مليون يورو.

وكشفت وكالة أنباء رويترز الدولية أنه سيجري تسليم ثلاثة أنظمة دفاع جوي إضافية من طراز إيريس-تي، و10 مركبات إنقاذ مدرعة، و20 قاذفة صواريخ، وذخائر دقيقة التوجيه وأنظمة دفاع مضادة للطائرات بدون طيار إلى أوكرانيا.

وهذه الأسلحة، بحسب رويترز، ستنقل بشكل عام في عام 2023.

أسلحة خفيفة

من جانبها، سلطت وكالة أنباء "انشي تي في" الروسية الضوء على ضغوط السفير الأوكراني لدى ألمانيا "أندريه ميلنيك".

وقال ميلنيك المعروف بتصريحاته القاسية والهجومية ضد المسؤولين الألمان، إنه على الرغم من أن القوات المسلحة الأوكرانية تلقت أسلحة بقيمة 200 مليون يورو من ألمانيا، إلا أن معظمها أسلحة خفيفة.

مثل أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات وأنظمة ستينغر المضادة للطائرات المحمولة.

وأضاف السفير في تصريحات صحفية أن ألمانيا وعدت بنوعين فقط من الأسلحة الثقيلة. الأول هو مدافع جيبارد المضادة للطائرات، والتي تم تطويرها منذ حوالي 40 عامًا، لكنها لا تزال تحتفظ بقدرات قتالية معينة.

وأضاف أن  "هذه الأسلحة ليست جزءًا من القوات المسلحة الألمانية، ولكن جرى شراؤها من قبل الشركة المصنعة وتقع في أراضي هذه الشركة".

وتكمن مشكلة هذه الحوامل في أنها تمتلك القليل جدًا من الذخيرة، وتحتاج الأطقم الأوكرانية أيضًا إلى التدريب من أجل استخدامها. 

كما أن هناك نوعا آخر من المعدات هو المدافع ذاتية الحركة الألمانية "بي زد إتش" من عيار 155 ملم. وسيجري تسليم 7 وحدات قريبا، ويجري تدريب الجيش الأوكراني في ألمانيا عليها في الوقت الحالي.

يشار إلى أن ميلنيك مكروه في ألمانيا، لأنه لا ينتبه دائماً للأعراف الدبلوماسية ويدعو لعمليات تسليم الأسلحة لبلاده مستخدماً كلمات قاسية.

وفي ظل ذلك، تم تأكيد طرد ميلنيك بألمانيا ومغادرته ألمانيا في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، ليتولى منصبا جديدا في وزارة الخارجية في كييف.