بعد قطع طرقها المعتادة.. أبرز سيناريوهات نقل الحبوب الأوكرانية إلى العالم

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة "غازيتا دوت رو الروسية"، أن كلا من موسكو وكييف تسعيان لتحقيق أكبر عدد من المكاسب عبر السماح بتصدير مخزون الحبوب الأوكرانية الضخم، والعالم بأمس الحاجة إليه في ظل أزمة الغذاء المتفاقمة.

وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتبة "داريا كليستر"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشف عن عدة سيناريوهات لتصدير الحبوب الأوكرانية، تصب في مصلحة موسكو وحلفائها، وهو ما يتحفظ عليه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ويروج لخيارات أخرى تدعم موقف بلاده بالحرب.

أزمة كبيرة 

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد صرح أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعتزمان بناء مخازن مؤقتة للحبوب على الحدود بين أوكرانيا وبولندا، ما سيسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية إلى أوروبا عن طريق السكك الحديدية.

كما تعتزم ألمانيا وتركيا أيضا المساعدة في تصدير الحبوب من أوكرانيا، وعرضت الأمم المتحدة وساطتها، فيما صرح بوتين، أنه لا توجد مشاكل في نقل الحبوب من أوكرانيا واقترح عدة طرق لتصدير الحبوب.

وقال بايدن: "إنني أعمل عن كثب مع شركائنا الأوروبيين لإحضار 20 مليون طن من الحبوب المحتجزة في أوكرانيا إلى السوق للمساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية".

وأضاف: يوجد آلاف الأطنان من الحبوب في المخازن وجاهزة للتصدير، لكنهم لا يستطيعون إرسالها عن طريق البحر الأسود، والولايات المتحدة تخطط لنقل الحبوب عبر بلدان أخرى عن طريق السكك الحديدية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في الوقت نفسه، ستكون هناك صعوبات في تسليم الحبوب مباشرة إلى أوروبا بسبب الاختلاف في عرض مسار السكك الحديدية في أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي.

بينما قال بايدن: "سننشئ مخازن مؤقتة للحبوب على حدود أوكرانيا، وأيضا في بولندا، حتى نتمكن من إعادة تحميل الحبوب من العربات إلى المخازن ثم إلى العربات في أوروبا، ومن ثم نقلها إلى المحيط وتسليمها في جميع أنحاء العالم".

لكن الرئيس الأميركي اعترف بأن الفكرة ستستغرق وقتا للتنفيذ. 

فيما قررت ألمانيا في وقت سابق المساعدة في تصدير الحبوب من أوكرانيا، لكن حكومتها حسبت أنها يمكن أن تأخذ 10 ملايين طن فقط من البلاد.

وفي السياق، كشفت وكالة أنباء "الأناضول" التركية، أن موسكو وأنقرة وكييف والأمم المتحدة أعدوا خارطة طريق لتصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية.

وستضمن الخطة تشغيل "ممر الحبوب" تحت رعاية الأمم المتحدة، ومن المفترض أن يتم تحييد البحر الأسود وتزويد الأسواق الخارجية باحتياطيات الحبوب.

مساع روسية

وتشير الوكالة التركية إلى أنه "بفضل تلك الآلية، التي ينظر إليها بشكل إيجابي في روسيا وأوكرانيا، سيكون من الممكن تطهير الأراضي والمياه حول موانئ البحر الأسود من الألغام وتزويد الأسواق الأجنبية باحتياطيات الحبوب". 

من جانبها، أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتفاوض مع موسكو وكييف، لإلغاء حظر إمدادات الحبوب عبر البحر الأسود مقابل رفع بعض العقوبات التي تعرقل تصدير الأسمدة الروسية.

وقد أكدت تلك المعلومات حول هذا في وقت لاحق من قبل الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، والممثلة الدائمة للولايات المتحدة ليندا توماس غرينفيلد.

وفي الوقت نفسه، أعرب الطرفان أن قضايا إمدادات الحبوب ورفع العقوبات تمت مناقشتها بشكل منفصل ولا يوجد حديث عن أي تبادل.

وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين صرح في وقت سابق أنه لا توجد مشاكل مع نقل الحبوب من أوكرانيا، وروسيا لا تتدخل في ذلك.

وحدد بوتين عدة طرق لسحب الحبوب من الأراضي الأوكرانية. فأولا، يمكن القيام بذلك من خلال الموانئ التي تسيطر عليها أوكرانيا، لا سيما "أوديسا" جنوبي البلاد.

وادعى بوتين قائلا: "لم نقم بتعدين الطرق المؤدية إلى ميناء أوديسا، وكانت أوكرانيا هي من تنقب عن الألغام".

ووعد بوتين بأن روسيا لن تستغل الموقف مع تطهير بحر آزوف والبحر الأسود، لمهاجمة أوكرانيا بحرا وضمان مرور السفن دون أي مشاكل في المياه الدولية.

وصرح أيضا أن روسيا يمكنها تنظيم تصدير الحبوب الأوكرانية عبر مدن بيرديانسك وماريوبول (الأوكرانية) التي تسيطر عليها. 

ثانيا وحسب الرئيس الروسي، يمكن أن تضمن موسكو دخول السفن الأجنبية وتحركاتها على طول بحر آزوف والبحر الأسود في أي اتجاه.

ثالثا، يمكن أن تستخدم كييف الطرق البرية المؤدية إلى بولندا أو المجر أو رومانيا.

وأضاف بوتين: "في نهاية المطاف التصدير عبر أراضي بيلاروسيا هو أبسط شيء فهو الأسهل والأرخص، لأنه يتم من بيلاروسيا مباشرة إلى موانئ دول البلطيق، ومن هناك إلى أي مكان في العالم. ولكن من أجل الوصول إلى هذا، من الضروري رفع العقوبات عن بيلاروسيا".

بدوره، أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عن استعداد بلاده لتسليم الحبوب إلى موانئ ألمانيا وبولندا ودول البلطيق وروسيا، بشرط أن يتم تحميل البضائع البيلاروسية هناك.

اعتراض أوكراني

وادعت الصحيفة الروسية أن أوكرانيا رفضت فكرة تصدير الحبوب عبر بيلاروسيا وأعلنت إنها لا تثق في وعود موسكو بعدم استخدام منطقة التجارة لأغراض عسكرية.

وصرح زيلينسكي بالقول: "نحن نكسر الخطاب الروسي القائل إننا لا نريد التصدير وإثارة أزمة الغذاء. فنحن جاهزون، لكننا بحاجة إلى ممر أمني". 

وحسب الرئيس الأوكراني، فإن أفضل ضمان لإلغاء حظر الموانئ الأوكرانية لتصدير الحبوب هو نشر أنظمة مضادة للسفن على سواحل البلاد. 

وأضاف: عرض علينا المرور عبر بيلاروسيا بالقطار. نحن نفهم الكمية المطلوبة وأيضا نفهم سبب عرض هذا علينا. ولسنا مستعدين بعد لاتباع هذا الشكل ومساعدة جيراننا "الودودين".

فيما أعرب وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، أن بلاده لا تؤمن بوعود رئيس روسيا.

وقال: "بوتين يقول إنه لن يستخدم طرق التجارة لمهاجمة أوديسا. هذا هو بوتين نفسه الذي أخبر المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لن يهاجم أوكرانيا قبل أيام من بدء غزو شامل لبلدنا. لا يمكننا أن نثق في بوتين، فكلماته فارغة.

وفي حديثه إلى البرلمان الأوروبي، أعرب نائب وزير السياسة الزراعية في أوكرانيا ماركيان ديميتراسيفيتش، أن بلاده لم تشارك في المفاوضات "بشأن الممرات الإنسانية الخضراء من البحر الأسود".

وأضاف: "حتى لو أنشأنا مثل هذه الممرات، فقد يكون الوضع الأمني ​​غير متوقع في هذه المنطقة".

وعن إمكانية تنظيم ممرات جوية لتصدير الحبوب، قال: "السماء فوق أوكرانيا مغلقة، وتظل مسألة تكلفة هذا النقل قائمة".

وفي 12 يونيو/ حزيران 2022، ذكرت الحكومة الأوكرانية أنها طورت طرقا لتصدير الحبوب عبر بولندا ورومانيا، دون تفاصيل.