"ارفعو العقوبات أولا".. هكذا يساوم بوتين الغرب لإمداد ملايين البشر بالغذاء

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة روسية الضوء على "مفاوضات" الرئيس فلاديمير بوتين، مع رئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي، بشأن ملف القمح والأسمدة، حيث تعد موسكو وكييف أكبر مصدري الحبوب في العالم.

وأوضحت صحيفة "غازيتا دوت رو" في مقالة للكاتبة، أليسا أندريفا، أن "بوتين أجرى محادثة هاتفية مع دراغي في 27 مايو/أيار 2022، يقترح فيها أن يرفع الغرب العقوبات مقابل تصدير روسيا الحبوب؛ لتجنب حدوث أزمة غذاء عالمية".

أزمة غذاء

وبحسب الكاتبة، فإن "بوتين صرح في محادثه مع دراغي أن موسكو مستعدة للمساعدة في محاربة أزمة الغذاء العالمية، مقابل رفع القيود ذات الدوافع السياسية من قبل الغرب".

بدوره، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي أن بوتين "مستعد لإجراء مفاوضات بشأن فتح موانئ أوكرانيا". 

وذكرت الأمم المتحدة في وقت سابق أن العالم لديه 10 أسابيع من الحبوب المتبقية، وأن عدد الجياع بسبب الأزمة في أوكرانيا يمكن أن يرتفع إلى 323 مليون شخص.

وأشارت الكاتبة إلى أن "بوتين ودراغي بحثا بالتفصيل الوضع في مجال الأمن الغذائي العالمي، وأكد بوتين خلال المحادثة أن الاتهامات الموجهة لروسيا بمشاكل توريد المنتجات الزراعية للأسواق العالمية لا أساس لها من الصحة".

ونقل الكرملين في بيان عن بوتين قوله: "ترتبط الصعوبات التي نشأت من بين أمور أخرى باضطرابات في تشغيل سلاسل الإنتاج والإمداد، فضلا عن السياسات المالية للدول الغربية أثناء جائحة فيروس كورونا".

وشدد على أن "الوضع تفاقم بسبب القيود المعادية لروسيا التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

من جانبها، لفتت أندريفا إلى أن "الولايات المتحدة قد صرحت في وقت سابق أنها لن ترفع العقوبات عن روسيا ردا على وعود بتصدير الحبوب من أوكرانيا".

وذكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن "عقوبات واشنطن لا تعطل الصادرات الزراعية الروسية؛ لأنها تسمح بتصدير المنتجات الزراعية والأسمدة من روسيا".

وأضاف برايس أن "الولايات المتحدة لم تفرض عقوبات على الطعام الروسي، ولن يتم رفع القيود حتى تتوقف العملية العسكرية في أوكرانيا".

موقف إيطاليا

وذكرت الكاتبة أن "دراغي صرح عقب المحادثة أن بوتين أعرب عن استعداده للمضي قدما في المفاوضات الخاصة بفتح الموانئ الأوكرانية".

وتابع دراغي: "أخبرني بوتين أن الموانئ مغلقة من قبل الأوكرانيين لأنهم وضعوا الألغام بها، وبطبيعة الحال، تم القيام بذلك من أجل منع هجوم السفن الروسية على أوكرانيا".

وأضاف أن "التعاون مطلوب من ناحية لتنظيف الموانئ، ومن ناحية أخرى، لمنع الهجمات أثناء إزالة الألغام".

وأشار رئيس الوزراء الإيطالي إلى أن "القادة لم يتحدثوا طويلا عن الضمانات، لكنهم سيفعلون ذلك إذا سارت الأمور إلى أبعد من ذلك".

وأكد أنه "ينوي مناقشة هذه المسألة مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي؛ لمعرفة ما إذا كان لديه استعداد مماثل".

وبحسب دراغي، يتم تخزين "عدة ملايين من قناطير الحبوب" في الموانئ الأوكرانية، والتي يجب شحنها "حتى لا تتعفن".

فيما قالت أندريفا إن "الحديث عن أزمة الغذاء في العالم بدأ بعد بدء الصراع في أوكرانيا، حيث تعد موسكو وكييف من بين أكبر مصدري الحبوب في العالم، واستحوذ البلدان على 30 بالمئة من إمدادات القمح العالمية و20 بالمئة من الذرة عام 2021، وكان أكبر مستوردي القمح الأوكراني دول الشرق الأوسط وإفريقيا".

وأضافت أن "زيلينسكي حذر من خطر حدوث أزمة غذائية واسعة النطاق، لأن إمدادات القمح والذرة والزيوت النباتية وغيرها من السلع قد تعطلت".

ولفتت إلى أنه "تم إغلاق الموانئ الأوكرانية نهاية فبراير/شباط 2022 والتي تمر عبرها 4.5 ملايين طن من المنتجات الزراعية شهريا، حيث اتهمت الأمم المتحدة روسيا بعرقلة تصدير المواد الغذائية، لذا هناك 20 مليون طن من الحبوب لا يمكن إخراجها من أوكرانيا".

واستطردت أندريفا أن "موسكو أكدت مرارا وتكرارا أنها لا تمنع تصدير المنتجات من الموانئ الأوكرانية، وللوصول المجاني فقط مطلوب تخليص منطقة المياه من قبل أوكرانيا، حيث تفتح وزارة الدفاع الروسية بانتظام ممرات إنسانية في البحر الأسود وبحر آزوف الأوكراني".

إعلان حرب

وحسب مدير برنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيسلي، فإن "الفشل في فتح الموانئ سيعني إعلان حرب على الأمن الغذائي العالمي".

ولفت بيسلي إلى أن "عدد الجياع بسبب الأزمة في أوكرانيا يمكن أن يرتفع من 279 مليونا إلى 323 مليونا في جميع أنحاء العالم".

وأشارت الكاتبة إلى أن "صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية ذكرت في 16 مايو/أيار 2022 أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، طلب من موسكو عدم التدخل في تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود مقابل تسهيل تخفيف العقوبات المفروضة على تصدير أسمدة البوتاس من روسيا وبيلاروسيا".

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن المفاوضات جارية على الأقل مع روسيا وتركيا، حيث وعدت أنقرة بالمساعدة في إدارة السفن المصدرة للحبوب وإزالة الألغام في البحر الأسود.

وأعلنت الأمم المتحدة أن العالم لديه ما يعادل 10 أسابيع من الحبوب المتبقية، إذ قالت رئيسة شركة "جرو إنتيلجينس" للبرمجيات، سارة مينكر، في حديثها أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن "الظروف في سوق الغذاء العالمي أسوأ مما كانت عليه خلال الأزمة السابقة في 2007-2008".

وأضافت سارة أن "المخزونات العالمية عند مستويات منخفضة قياسية، وإمكانية الوصول إلى الأسمدة محدودة بشكل كبير، كما أن الجفاف في المناطق المنتجة للقمح لم يسبق له مثيل في الـ20 سنة الماضية".

واختتمت أندريفا مقالها بالقول إن "الخبراء يرون بأن أزمة الغذاء الحالية ناتجة عن عدد من الأسباب، من بينها التأثير السلبي للوباء على اقتصاد البلدان الفقيرة وسلاسل التوريد، فضلا عن تداعيات النزاعات والكوارث الطبيعية وتغير المناخ".