موقع أميركي: مليشيات إيران بالعراق تنسق هجمات مع مسلحين أكراد ضد تركيا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع المونيتور الأميركي أن مليشيات عراقية موالية لإيران تنسق مع مسلحي حزب العمال الكردستاني "بي كا كا"، لاستهداف القوات التركية التي تنفذ عملية أمنية منذ 18 أبريل/ نيسان 2022 ضد معاقل الأخير شمالي العراق.

وأوضح الموقع أن تقريرا سريا لوزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" تم الكشف عنه مؤخرا، يؤكد هذا التعاون غير المتوقع بين الجانبين، ضد الوجود التركي في العراق. 

وتصنف أنقرة وواشنطن "بي كا كا"، تنظيما إرهابيا، لاستهدافه الداخل التركي بهجمات مسلحة عديدة في العقود الأخيرة، لكنه يمثل الأب الروحي لكل التنظيمات الكردية المسلحة في سوريا والعراق.

كشف مهم

وذكر الموقع أن تركيا تستهدف الكوادر المخضرمة من "بي كا كا" في العراق، وهذا الأمر دفع المقاتلين الأكراد إلى التعاون مع شريك غير متوقع.

وتعتقد المخابرات العسكرية الأميركية أن المليشيات المدعومة من إيران تنسق مع المقاتلين الأكراد لشن هجمات على الوجود العسكري التركي في شمال العراق، وفق تقرير للمفتش العام في البنتاغون.

وانتقدت المليشيات البارزة المدعومة من إيران علنا ​​العمليات العسكرية التركية التي تستهدف مقاتلي "بي كا كا" في جبال شمال العراق، متذرعة بانتهاك سيادة العراق.

ووفقا للتقرير الذي رفعت عنه السرية مؤخرا، فإن المليشيات العراقية المدعومة من إيران تقف أيضا وراء عدد صغير ولكن متزايد من الهجمات الصاروخية على القوات التركية في كل من العراق وسوريا في الأشهر الأخيرة. 

وأفادت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA) أن بعض الضربات في العراق نفذت بالتعاون مع مسلحي "بي كا كا".

وجاء في التقرير: "في أعقاب الضربات الجوية التركية التي استهدفت حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، شنت جماعة مسلحة متحالفة مع إيران هجوما صاروخيا على قاعدة استكشافية تركية شمال الموصل".

وتعرضت القاعدة التركية بالقرب من منطقة زليكان، شمال شرق الموصل، مرارا وتكرارا لإطلاق صواريخ في 2021.

وتابع التقرير: "قيمت وكالة الاستخبارات العسكرية أن المليشيات ربما ستستمر في التنسيق مع حزب العمال الكردستاني، ردا على الضربات الجوية والطائرات بدون طيار التركية على مواقعه".

ومنذ هزيمة تنظيم الدولة ركزت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق بشكل نموذجي هجماتها بالصواريخ والطائرات بدون طيار على القواعد والمنشآت الدبلوماسية التي تستخدمها الولايات المتحدة في العراق.

لكن مثل هذه الهجمات كانت أقل تواترا في الأشهر الأخيرة، وقد يكون ذلك بسبب رغبة المليشيات في تجنب الأعمال التي قد تضعف مكانة أتباعها السياسيين وسط التشكيل الحكومي بعد انتخابات 2021، وفقا لتقدير وكالة المخابرات المركزية.

شرعية جديدة

وقال الموقع الأميركي إنه الآن يبدو أن التوسع  للعمليات العسكرية التركية ضد "بي كا كا" في إقليم كردستان العراق يمنح الجماعات المتحالفة مع إيران مساحة لاكتساب بعض الشرعية الجديدة.

وأفادت وكالة المخابرات الأميركية بأنه "ربما تحسب المليشيات أن هجماتها ضد تركيا ستردعها عن مهاجمة حزب العمال الكردستاني في العراق الفيدرالي مع تعزيز صورتها العامة كمدافعة عن السيادة العراقية".

ويثير تقييم البنتاغون تساؤلات حول مدى ومستوى التعاون بين المليشيات المدعومة من إيران والجماعات المرتبطة بـ"بي كا كا" إلى ما وراء منطقة سنجار شمال غربي العراق، حيث سعت كل من بغداد وأنقرة لطرد المسلحين المنتمين إلى الفصيلين.

وقال المحلل ​​الرئيس في  وكالة "هورايزون" الأمنية، أليكس ألميدا: "يبدو أن هناك بعض التعاون المهم بين المليشيات العراقية المدعومة من إيران وبي كا كا في منطقة سنجار وربما حول الموصل أيضا".

وأضاف للمونيتور: "ضربوا زليكان بوابل من الصواريخ أكثر من ست مرات حتى الآن هذا العام، بالإضافة إلى هجوم بطائرة بدون طيار على البنية التحتية لخط أنابيب التصدير بين العراق وتركيا بالقرب من فيشخابور".

وأوضح: "عادة ما يتم إطلاق الصواريخ من مناطق مليشيا الشبك في سهول نينوى الشرقية في العراق الفيدرالي".

وأعرب ألميدا عن شكوكه في أن دوافع المليشيات تتجاوز المواقف السياسية.

وقال إن "إلقاء الصواريخ على القوات التركية وسيلة للمليشيات لتعزيز أوراق اعتمادها القومية العراقية بثمن بخس".

اختلافات واضحة

وأشار الموقع إلى أنه رغم أن "بي كا كا" والحرس الثوري الإيراني مختلفان أيديولوجيا، لكن كليهما قاما ببناء شبكات واسعة من المليشيات التابعة لهما في العراق وسوريا والتي قاومت محاولات الحكومات المركزية لتحدي حكمها الذاتي.

وفي أبريل 2022، أعلنت تركيا عن عملية عسكرية جديدة لتطويق معاقل "بي كا كا" في جبال العراق في المنطقة الحدودية الشمالية.

وفي غضون ذلك، أرسل الجيش العراقي وحدات مدرعة لقمع الاشتباكات مع مليشيات دربها "بي كا كا" معروفة باسم وحدات مقاومة سنجار في شمال غرب البلاد، ما أثار تكهنات بأن حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تنسق العمليات الأمنية مع أنقرة.

وتعد الحكومة التركية منطقة سنجار العراقية بمثابة عقدة رئيسة تربط معاقل "بي كا كا" في شمال العراق بالفروع التابعة للجماعات في سوريا.

ولفت الموقع إلى تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة بشن عملية برية في سنجار لطرد المقاتلين المرتبطين بـ"بي كا كا"، إذا لزم الأمر.

وفي 2021، أثار سفير إيران في العراق، المسؤول السابق في الحرس الثوري الإيراني إيراج مسجدي، خلافا دبلوماسيا عندما حث أنقرة على سحب قواتها من العراق.

وادعى حينها أن تركيا ليس لديها أي مبرر للتدخل في سنجار. وبعد أكثر من شهر بقليل، قتل جندي تركي في هجوم صاروخي على قاعدة بالقرب من بعشيقة.

وبدعم من الولايات المتحدة، قام العراق بتحصين حدوده الصحراوية المفتوحة مع سوريا من خلال تركيب الكاميرات وأبراج المراقبة والأسلاك الشائكة وإنشاء أقسام من الخندق والجدار الخرساني.