التقى زعيمهم خمس مرات.. ما سر تبرعات شيعة "البهرة" لنظام السيسي؟

محمد السهيلي | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

"اسمح لي أن أرحب بك ضيفا عزيزا غاليا علينا دائما وأشكر حضرتك على الاهتمام والجهد الذي تقدمه تجاه أضرحة آل البيت"، كانت تلك كلمات شكر أطلقها رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، مرحبا بسلطان طائفة البهرة الشيعية في الهند، في لقائهما الخامس خلال عدة سنوات.

وفي 27 أبريل/ نيسان 2022، شارك سلطان الطائفة مفضل سيف الدين (76 عاما)، يرافقه الأمراء من أشقائه وأبنائه وممثله بمصر مفضل محمد حسن، السيسي مراسم افتتاح مسجد الإمام الحسين والمقصورة الجديدة له بعد استكمال ترميمه.

ود وحميمية

وفي مشهد بدت فيه الحميمية دخل السيسي وسلطان البهرة معا حجرة مقتنيات نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بمسجد الحسين، والتي تضم نسيجا من قميصه المصنوع من الكتان، وفانوسا به أربع خصلات من شعره، وعصاه يوم فتح مكة، بجانب مكحلته وسيفه الشريف.

وفي احتفائها بسلطان البهرة عبر صفحتها بـ"فيسبوك"، تحدثت الرئاسة المصرية عن العلاقات الوطيدة التاريخية بطائفة البهرة، مثمنة ما أسمته جهود سلطانهم بترميم مقامات آل البيت وبعض المساجد التاريخية.

وأشارت إلى دورهم بتجديد أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، والحسين، فضلا عما أسمتها بـ" الأنشطة الخيرية الأخرى المتنوعة لطائفة البهرة في مصر، ودعم صندوق (تحيا مصر)".

وكشفت رئاسة الجمهورية في مقطع مرئي عن حديث مطول بين السيسي وسلطان البهرة بأروقة مسجد الحسين، ثم مقطع آخر لوداع سلطان البهرة للسيسي قبل أن يركب سيارته ولمدة نحو أربع دقائق جرى بينهما حوار جانبي بعيدا عن ميكروفونات الإعلام. 

تكلفت أعمال ترميم المسجد نحو 150 مليون جنيه (2.77 مليون دولار)، وتضمنت تجديد أجزاء واسعة من المسجد والساحة الخارجية، وتركيب مقصورة جديدة للضريح، وفق إعلام مصري.

ترميم طائفة البهرة الشيعية للمساجد يواجه اتهامات بتشويه الآثار الإسلامية وطمس كل ما يمت بصلة لأية حقبة تاريخية غير فترة الفاطميين الشيعة في مصر " 909 م- 1171 م".

وهو ما أكده خبير إدارة العمران أحمد صدقي، لموقع "صدى البلد" المحلي في 21 فبراير/ شباط 2018، بقوله إن ترميم البهرة "يطمس كل ما هو غير فاطمي".

كما انتقدت صفحة "ديوان المعماريين" في 6 أبريل 2022، التطوير المزعوم لمسجد الحسين، مؤكدة أنه "تضمن تخريبا للأثر وتشويها معماريا ومخالفة لجميع الأعراف والأصول المهنية".

البهرة والسيسي

و"البهرة" طائفة إسماعيلية شيعية، لها حضور لافت بالهند وباكستان واليمن، ومنذ ثلاثينيات القرن الـ20 بمصر، ويمارسون معتقداتهم وطقوسهم بسرية تامة، وبينما يعدهم أهل السنة خارجين عن الملة يرون أنفسهم فرقة إسلامية لا تختلف عن بقية الفرق.

ويؤكد مؤرخون أن البهرة من الفاطميين الذين كانوا في مصر إبان العصر الفاطمي الشيعي الذي أنهاه صلاح الدين الأيوبي مؤسسا الدولة الأيوبية السنية مكانها، لذا هاجر الكثيرون منهم من مصر حتى انتهى بهم المقام إلى جنوب الهند، ليطلق عليهم البهرة، أي تجار البهارات.

وللبهرة تاريخ حافل من التقرب لحكام مصر، إلا أنهم في عهد السيسي نالوا أكثر مكاسبهم وحضورهم وظهورهم الإعلامي، بل حصلوا على إشادة نظام السيسي عبر خمسة بيانات رسمية، رغم الفتاوى الثابتة بأنها فرقة خارجة عن الإسلام.

وقبل تولي السيسي حكم مصر رسميا في يونيو/ حزيران 2014، وفي فتوى رقم 680732، قالت دار الإفتاء المصرية في 18 فبراير/ شباط 2014، إن البهرة "فرقة خارجة عن الإسلام، وحكمهم في التعاملات نفس حكم المشركين".

وأفتى شيخ الأزهر سليم البشري عام 1910، بكفر زعيم البهائيين ميزر عباس، بفتوى صدقها حكم قضائي عام 1946 من محكمة "المحلة الكبرى الشرعية" (وسط الدلتا) بطلاق سيدة اعتنق زوجها تلك الطائفة، كونه مرتدا.

وعبر فتوى ثالثة، أفتت لجنة الفتوى بالأزهر أيضا عام 1947 بردة من يعتنق تلك الطائفة.

ومع ذلك ومنذ العام 2014، تتواصل لقاءات السيسي وسلطان البهرة وأبنائه، خاصة في ظل حرصهم على التبرع، ونهم السيسي في الحصول على "الأرز" كما ورد في أحد التسريبات له عن أموال وتبرعات الخليج عام 2015.

ويُعرف عن سلطان البهرة وطائفته الثرية التي تعمل بتجارة المنتجات الغذائية وصناعات الورق والرخام تتبرع بشكل دوري لصندوق "تحيا مصر"، ما أكدته بيانات الرئاسة المصرية مرارا.

ويُعد مفضل سيف الدين، السلطان رقم (53) بسلسلة "الدعاة المطلَقين" الفاطميين، وزعيم الطائفة، والممثل الدنيوي للإمام الغائب والذي يتولى نيابة الإمام الدينية وفق مزاعمهم، ولد بمدينة "سورت" الهندية 20 أغسطس/ آب 1946، وخلف والده محمد برهان الدين بعد وفاته يناير/ كانون الثاني 2014.

ويمتلك سلطان البهرة، أو "الداعي" منزلا بمنطقة الدقي بالجيزة غرب القاهرة، والتقى السيسي لأول مرة بقصر "الاتحادية" في 17 أغسطس/ آب 2014، وتبرع حينها بـ10 ملايين جنيه مصري (حوالي 1.4 مليون دولار حينها)".

وهو اللقاء الذي تكرر بالقصر الرئاسي في 19 يوليو/ تموز 2016، ليتبرع بـ10 ملايين جنيه مجددا لصندوق "تحيا مصر" السيادي الذي يقوم على إدارته السيسي شخصيا، وشهد اللقاء الثالث في 16 يوليو/ تموز 2018، تقديم الطائفة تبرعا بمبلغ مماثل.

وجاء اللقاء الرابع بين السيسي وسلطان وأمراء البهرة جاء في 20 يونيو/ حزيران 2021، وبحضور رئيس المخابرات العامة حينها اللواء عباس كامل، المشارك بجميع اللقاءات السابقة.

وحينها ووفقا لبيان الرئاسة المصرية، أشاد السيسي بدور البهرة، في ترميم وتجديد مقامات آل البيت وبعض المساجد التاريخية، والأنشطة الخيرية الأخرى المتنوعة مثل بناء المدارس، ودعم صندوق "تحيا مصر".

لكن البيان أشار إلى غرض يهم السيسي من تكرار تلك اللقاءات، ومفاده إرسال رسالة بأن نظامه يولي أهمية لـ"الحوار بين شعوب العالم بمختلف مذاهبها وأعراقها، والانفتاح على الأديان والطوائف كافة"، وذلك على عكس ما يطال ملفه الحقوقي من انتقادات دولية.

توغل البهرة

في مسعى منهم لإحياء تاريخ الفاطميين ينفق البهرة مبالغ طائلة لترميم آثارهم ومساجدهم، ويتقربون لرأس السلطة للحصول على دعم مشروعاتها وتجارتها وممارسة طقوسها دون تدخل الأمن.

وفي هذا الإطار قاموا بتجديد عمارة مساجد السيدة زينب، والحسين، وضريح السيدة نفيسة، والجامع الأزهر، والجامع الأقمر، وجامع الجيوشي، ومسجد اللؤلؤة، ومسجد الحاكم بأمر الله، وجميعها بالقاهرة.

يولي البهرة أهمية خاصة لمسجد الحاكم بأمر الله الواقع في شارع المعز لدين الله الفاطمي التاريخي وسط القاهرة الفاطمية، ويعتقدون بظهور الإمام أو القطب المفقود أو الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله نفسه، حسب أساطيرهم.

وبالمسجد بئر يعتقدون بقدسيته ويتوضؤون منه، ويقيمون تحت رعاية وزارة الأوقاف التابع لها المسجد وفي حماية الشرطة المصرية مولد سلطانهم السابق محمد برهان الدين في 11 مارس/ آذار من كل عام ولمدة أسبوع.

ولا يعرف عدد رسمي للبهرة في مصر، وقدرتهم الكاتبة سعاد عثمان في كتاب "الطوائف الأجنبية في مصر (البهرة نموذجا)" بين بضعة آلاف و15 ألفا، لكن على قلة عددهم يولون القاهرة عاصمة الدولة العربية الأكثر سكانا ومقر الأزهر الشريف وموطن الدولة الفاطمية اهتماما خاصا.

وعلى غير ما يبديه نظام السيسي من تعامل أمني شديد القسوة مع جميع التيارات السياسية والمعارضة المدنية والإسلاميين وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنه يولي الصوفية وبعض فئات السلفيين إلى جانب طوائف الشيعة ومنها البهرة اهتماما ورعاية خاصة.

ويطمئن النظام الأمني المصري للبهرة لأنهم يعتزلون حياة العامة ولا أدوار سياسية لهم، ولا ينتشرون بربوع البلاد بل يتجمعون بمناطق محددة بينها القاهرة الفاطمية وفندق "الفيض الحاكمي" بالدراسة، وحي المهندسين الراقي بالجيزة حيث المقر الإداري للطائفة.

ووفق مراقبين لطائفة البهرة في مصر، فإن رجال الطائفة يلتزمون بزي أبيض موحد، وملابس ملونة مزركشة لنساء الطائفة، ويصلون في زاوية محددة من مسجدي الحاكم بأمر الله والأقمر كجماعة منفردة عن إمام المسجد.

ويقول الباحث في شؤون الحركات الإسلامية عمرو فاروق لـ"النهار العربي" في 22 يونيو/ حزيران 2021، إن "البهرة "معتزلون اجتماعيا، ويميلون للسكن بالقاهرة الفاطمية، ويتمركزون بالمسجد الأحمر ومسجد الحاكم بأمر الله".

ويعتقد أنهم "ليسوا تنظيما يسعى لنشر أفكاره، ولذا فهم ليسوا مؤثرين سياسيا أو اجتماعيا بمصر، ولا يتعمدون التغلغل بالمجتمع أو مفاصل الدولة".

لكن، للبهرة في مصر تاريخ من استغلال القادة والسياسيين عبر الهدايا والمساعدات والتبرعات وترميم المساجد مستخدمين سلاح المال الذي يغري السلطة دائما.

ومنذ ثلاثينيات القرن الـ20، وفي عهد الملك فاروق، بدأ البهرة رحلة عكسية من الهند، بدأت بزيارة السلطان طاهر سيف الدين، للقاهرة عام 1938، ولقائه السياسي والاقتصادي طلعت حرب وبعض باشوات ونواب البرلمان، بحسب تقرير لموقع "عربي بوست" في 27 أبريل/ نيسان 2022.

والتقى سلطان البهرة برهان الدين، الرئيس جمال عبدالناصر، لتنسيق أوضاع الطائفة والسماح لهم بممارسة طقوسهم، ليجدوا طريقهم الدائم للسلطة عبر ترميم المساجد الأثرية، ما دفع جامعة الأزهر لإعطاء برهان الدين الدكتوراة الفخرية عام 1966، برغم فتاوى الأزهر بتكفيرهم.

والتقى الرئيس أنور السادات، سلطان البهرة محمد برهان الدين، وحصل على "وسام النيل" وإذنا بممارسة طقوسهم بمسجد الحاكم بأمر الله، مقابل ما قدمه من تبرعات لسداد ديون مصر، والإنفاق على ترميم المساجد والأضرحة خاصة الجامع الأقمر، الذي افتتحه السادات. 

السلطان محمد برهان الدين، تبرع أيضا لمصر في عهد حسني مبارك الذي استقبل سلطان البهرة عام 2010، استقبالا رسميا في مطار شرم الشيخ كأحد قادة وملوك الدول.

ترقب وقلق

وتثير لقاءات السيسي وسلطان البهرة مخاوف البعض على الأضرحة والمزارات التاريخية لآل البيت في مصر، بتركها لطوائف محددة مقابل المال خاصة مع توطن أغلب أعضاء الطائفة بمناطق أثرية بالقاهرة وشرائهم محال تجارية بهذه المناطق.

نائب رئيس تحرير مجلة "أكتوبر" محمود رفعت، أعرب عن مخاوفه مما يجرى ترويجه من أفكار صوفية عبر دراما رمضان المعروضة في أبريل/ نيسان 2022، وخاصة في مسلسل "جزيرة غمام"، وبين تجديد مساجد آل البيت ودعوة البهرة لحفل مسجد الحسين.

ويخشى كثيرون من توغل نفوذ الطائفة الأكثر ثراء في مصر التي يعاني اقتصادها من أزمات مالية صعبة وديون كارثية، وتتوجه حكومتها لبيع الأصول الحكومية لإنقاذ أوضاعها، وذلك في ظل توجه الطائفة وتركيزها على شراء العقارات التراثية والتاريخية.

وقامت الطائفة صاحبة الاعتقادات التي تخالف أهل السنة والجماعة عبر ممثل الطائفة بمصر بشراء مكثف للمحال التجارية قرب المزارات الدينية وبمحيط المساجد الفاطمية.

ونشر موقع "الخليج الجديد"، في 3 فبراير 2019، نقلا عن مصادر بمحافظة القاهرة، تأكيدها تزايد شراء البهرة لمحال ومبان بمناطق الحسين، والأزهر، والدراسة، وحي الجمالية التاريخي بالقاهرة، بإجمالي مشتريات نحو 4 مليارات جنيه (235 مليون دولار).

وفي قراءته للمشهد، يقول إمام مسجد الهدى بأميركا الشيخ شعبان أبوبدرية، إنهم "بقايا المذهب الإسماعيلي الشيعي الذي أسس الدولة الفاطمية التي حكمت مصر والشام واليمن، حتى قضى على دولتهم الناصر صلاح الدين الأيوبي".

الداعية الإسلامي يضيف لـ"الاستقلال": "ومنذ زوال دولتهم وهم يعملون بالتجارة، وهذا يفسر ثراءهم الفاحش، مع اشتراكات أعضائها بالطائفة والتي تصل خمس دخلهم، وربما علاقاتهم بمخابرات الدول الكارهة للإسلام، أحد مصادر ثروتهم".

ويلفت أبوبدرية إلى أنه "منذ القدم وللبهرة علاقات وثيقة الصلة بدول وحكام، وكان قادة الإنجليز في عهد الإمبراطورية يستقبلون سلطان البهرة ويحتفون بهم".

ويؤكد أن "المتصوفة في مصر، هم الظهير الشعبي لطوائف الشيعة كلها، لأنهم لا يعملون بالسياسة، ولا يحتسبون على الحاكم مهما ظلم وخرج عن الإسلام، بل يتقرب البهرة لحاكم مصر ويقدمون الهدايا للسلطة حتى لا تتعرض لطائفتهم المنتشرة بمناطق مصر الأثرية".

ويشير إلى أن "شأنهم كشأن طوائف الشيعة لهم نشاط ظاهر، ونشاط مختف"، وهو ما يثير مخاوف الكثيرين من أهل السنة في مصر. 

وفي تقديره لمدى خطورة ما يجرى بين السيسي وطائفة البهرة، يرى أن "النظام الحاكم لديه استعداد أن يتعاون مع أية طائفة طالما لا تهدد سلطاته، وانظر لعلاقات النظام مع المسيحيين ومع الشيعة الإثنا عشرية والسماح لهم ببناء حسينيات وعمل لقاءات دورية لاتباعهم".

وفي إجابته عن السؤال: هل الأمر لا يتعدى تبرعات البهرة أم هناك أمور أخرى، مثل إعلاء الطوائف الخارجة على الإسلام السني، واعتماد صورة الإسلام الصوفي فقط، يعتقد أبوبدرية، "الإسلام البعيد عن فهم السنة هو أحد دعائم الحكم، حتى لا يبدو النظام محاربا للدين في نظر العامة".

"لذا يظهر السيسي معهم بافتتاح مسجد الحسين، وإعلان حجم التبرعات لصندوق تحيا مصر بهدف تبرير المقابلة"، بحسب الشيخ الذي لا يحسب في المقابل أن "للسيسي انتماءات صوفية، لكنه يحب أخذ اللقطة التي تُبعد عن أذهان العامة محاربة النظام للدين".

محاكاة تهويد القدس

ويؤكد الباحث الإسلامي محمد مسلم، أن "البهرة فرقة باطنية من الشيعة الإسماعيلية من بقايا الدولة العبيدية الفاطمية، وتحديدا هم أتباع الحاكم بأمر الله، ويعتقدون بألوهيته".

ويشير مسلم لـ"الاستقلال"، إلى أن "أتباع الحاكم انقسموا فرقتين مالت واحدة لابنه نزار، والثانية للابن الآخر وهو المستعلي ابن الحاكم".

ويوضح أنه "حدث نزاع بينهما تغلبت فيه إحدى الفرقتين وطردت الأخرى إلى جبل لبنان، وهي فرقة الدروز، والفرقة الأخرى سكنت شبه القارة الهندية، وهم البهرة الأغاخانية".

"وتؤمن البهرة بالحلول والاتحاد للذات الإلهية في البشر، وتناسخ الأرواح، وتفسيرها الباطني للقرآن، ولمسجد الحاكم بأمر الله عندهم قداسة تفوق الحرم المكي، وكذلك جامع الأقمر، ويتجلى هذا بالإنفاق بسخاء على الجامع بأغلى أنواع الرخام"، وفق قول الباحث.

ويواصل إن "البهرة يضعون أعينهم على القاهرة الفاطمية ككل، عن طريق التسلل التدريجي في محاكاة لمخطط تهويد القدس بالشراء بباهظ الأثمان".

وعن علاقات البهرة بالسلطة الحاكمة يؤكد أنها "قديمة من زمن مبارك، وقبل مبارك، فسلطان البهرة السابق مدفون بأسوان (جنوب مصر) ومقصورة ضريحه من الذهب الخالص وتقدر بعشرات الكيلو غرامات".

ويلفت إلى ثراء أمراء البهرة وامتلاكهم ثروات طائلة تقدر بالمليارات من جمع الخمس من أعضاء الطائفة بجانب الهبات والنذور والاستثمارات التي يسيل لها لعاب الحكام الذين يجرى شراؤهم بالمال".

وفي رصده لما تؤديه الطائفة من شعائر، يقول: "رأيت صلاتهم في جماعة بغير إمام في صف متساو، لاعتقادهم بعقيدة غيبة الإمام ورجعته في آخر الزمان، كما أن صلاتهم في الصلاة الرباعية ركعتان ثم ركعتان".

ويؤكد الباحث في مقارنة الأديان أن "هذه الفرقة ذات امتدادات عقدية مع فرقة القرامطة التي حرمت الحج وعدته وثنية وسرقت الحجر الأسود وقتلت الحجيج، كما لها وشائج قربى مع فرقة الحشاشين، وحزب الوحدة الشيعي الإسماعيلي بأفغانستان".