زيلينسكي رحب بمسؤولي بولندا والبلطيق.. لماذا رفض استقبال رئيسي ألمانيا وفرنسا؟

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة غازيتا دوت رو الضوء على بدء تدهور العلاقات بين ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا في الآونة الأخيرة بسبب عدم تلقي الأخيرة الدعم الكافي من الدولتين الأوروبيتين خلال الغزو الروسي.

وقالت الصحيفة الروسية إن الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" أدلى بعدة تصريحات قاسية ضد ألمانيا وفرنسا، معربا عن عدم رضاه عن موقفهما من الأزمة الأوكرانية. 

رفض الاستقبال

حسب الكاتب إيفان بولوفينين، رفضت كييف بالفعل استقبال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي أراد الذهاب إلى كييف مع وفود من بولندا ودول البلطيق.

وبين أنه رفض أيضا استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب عدم استعداده للاعتراف بأن ما يجري في أوكرانيا إبادة جماعية.

وفي الوقت نفسه، أعرب "زيلينسكي" عن امتنانه الخاص لبولندا ودول البلطيق والولايات المتحدة لموقفهم المناهض لروسيا.

في الآونة الأخيرة، بدأت تنهار العلاقات بين أوكرانيا وألمانيا وفرنسا، وفق الكاتب.

وكان من المتوقع أن يصل الرئيس الألماني إلى العاصمة الأوكرانية مع رؤساء لاتفيا وليتوانيا وإستونيا وبولندا في 13 أبريل/نيسان 2022. ولكن في اليوم السابق، تلقى رفضا من السلطات الأوكرانية. 

وأوضح "زيلينسكي "موقفه من "شتاينماير" في اجتماع مع زملائه الأوروبيين قائلا: "نفقد أناسا كل يوم ولكن يمكننا التحمل".

وتابع: "يرضينا أن نكون بين أولئك الذين يدعموننا حقا أي بين الأصدقاء الحقيقيين. ولا أعتقد أن هناك الكثير منهم، ونحن راضون عن عددهم".

وفي وقت لاحق، جرى تفسير رفض استقبال كييف لـ"شتاينماير" بأنه جاء بسبب الموقف غير المتشدد الذي اتخذته ألمانيا بشأن العقوبات ضد روسيا بعد اجتياحها أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.

وأضاف الكاتب أنه في الوقت نفسه، وافقت السلطات الأوكرانية على استقبال المستشار الألماني "أولاف شولتز"، إذ يتوقع منه تسليم أسلحة ثقيلة لبلاده على الفور.

ولكن ألمانيا نفسها رفضت الزيارة، ووصفت خطوة كييف تجاه "شتاينماير" الذي يعد منصبه فخريا بأنها "مزعجة".

كان رد فعل كييف حادا على بيان للرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" لأنه لم يسم الأحداث الأخيرة على الأراضي الأوكرانية بـ "الإبادة الجماعية" ويعد الروس والأوكرانيين شعبين شقيقين. 

لكن يتوقع إجراء محادثة هاتفية بينهما في المستقبل القريب لتوضيح الموقف.

وفي الوقت نفسه، وبالتوازي مع انتقادها برلين وباريس، استضافت كييف رؤساء بولندا ودول البلطيق، وهي دول تدعم خطا متشددا مناهضا لروسيا وتؤيد استمرار الدعم لأوكرانيا، لا سيما من الناحية العسكرية. 

أسباب الغضب

يعتقد "أوليج بوندارينكو"، مدير مؤسسة السياسة التقدمية، أنه في مواجهة مع روسيا، فإن أوكرانيا "تعتمد في المقام الأول على الولايات المتحدة وبريطانيا، التي تمثل بولندا ودول البلطيق صورتهما الرمزية في أوروبا"، وفق الصحيفة الروسية.

وعلق الكاتب أنه في الواقع، لم يكن الوضع الأوكراني قريبا من برلين وباريس. فلم يكونوا أبدا من جماعات الضغط من أجل مصالح كييف.

 بل على العكس، فقد أوقفوا دائما الاندماج الأوكراني في أوروبا، وهو الأمر الذي كانت موسكو على دراية جيدة به. 

وأضاف "أوليج بوندارينكو" قائلا: "في الوضع الجديد، أجبرت المفوضية الأوروبية نوعا ما على دخول أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن لا ينبغي للمرء أن يعتقد أنها ستصبح بالتأكيد عضوا في الاتحاد الأوروبي، فعلى الأقل ستعارض المجر ذلك".

وعلى الصعيد الآخر، يؤكد "ديمتري سوسلوف"، نائب مدير المدرسة العليا للاقتصاد بجامعة البحوث الوطنية قائلا: "انتقاد أوكرانيا لألمانيا وفرنسا مرتبط بنقطتين".

أولا، يشير سلوك "زيلينسكي" غير اللائق إلى أن إحباطه من برلين وباريس وأنهم سيضطرون إلى مساعدة كييف في أي حال. 

لأنه في رأيهم، جو الخوف من روسيا والهستيريا الكامل الموجود حاليا في أوروبا لم يترك لألمانيا وفرنسا أي خيار آخر. وبالتالي، تصرفت أوكرانيا بهذه الطريقة.

ثانيا، يمكن اعتداد تصريحات زيلينسكي تشكل ضغطا على فرنسا وألمانيا من قبل الولايات المتحدة، لأن واشنطن تريد منهما زيادة ضغط العقوبات على موسكو.

وأشار قائلا: "إن الولايات المتحدة ترسل رسالة لا لبس فيها عن طريق زيلينسكي المعتمد عليها".

 وبهذه الطريقة تتصرف بولندا ودول البلطيق "بشكل جيد"، وبرلين وباريس تتصرف "كحلقة ضعيفة" في الجبهة الغربية ضد روسيا، وفق قوله.

 وحسب ما ذكره الكاتب، تسبب رفض استقبال "شتاينماير" في ألمانيا برد فعل سلبي في الائتلاف الحاكم. فعلى سبيل المثال، عد الاشتراكيون الديمقراطيون تصرفات كييف بأنها غير ودية ومهينة.

وفيما يتعلق بفرنسا، كرر ماكرون منذ ظهور رد فعل زيلينسكي، موقفه من استخدام مصطلح "الإبادة الجماعية"، قائلا: "عليك أن تكون حريصا في الكلمات التي تصرح بها في وضعنا الحالي".

وشدد الرئيس الفرنسي على أن "دوري هو إحلال السلام أو على الأقل وقف المواجهة".

من وجهة نظر "ديمتري سوسلوف" من المدرسة الوطنية العليا للاقتصاد بجامعة الأبحاث الوطنية، فإن التصحيح المحتمل لسياسة ألمانيا وفرنسا بشأن هذه القضايا يعتمد على ذاتية هذه الدول، وقدرتها على متابعة خطها الخاص، وفق الصحيفة.

فقد أعرب "ديمتري" قائلا: "إذا كانت برلين تتصرف تجاه أوكرانيا وكأن شيئا لم يحدث بعد أن مسحوا أقدامهم عليها علانية، فهذا هو مكان ألمانيا في نظام العلاقات الدولية". 

ومن ناحية أخرى، من المرجح أن تقاوم فرنسا وأن لا تصحح أي شيء، وتحافظ على استقلالها عن الولايات المتحدة، خاصة خلال فترة الانتخابات الجارية حاليا".