المرتزقة في حرب روسيا وأوكرانيا.. أهداف الحشد وخريطة التوزيع

قسم البحوث | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

المحتويات

مقدمة

خريطة توزيع القوة القتالية البشرية في كلتا الدولتين

خريطة توزيع المرتزقة / المتطوعين بين الجانبين الروسي والأوكراني

حضور المسلمين في الجانب الروسي: الصورة والدلالات المستقبلية

دلالات غياب الأذرع الإيرانية عن العمليات الروسية

خاتمة


مقدمة

مع تصديق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قرار الشروع في العمليات العسكرية بأوكرانيا، بدأت الأحاديث عن استعانة الجانب الأوكراني بمتطوعين / مرتزقة أجانب.

 وهو ما بدأ بعد إعلان الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" عن فتح باب التطوع أمام غير الأوكرانيين للقتال إلى جانب الشعب. وأعقب هذا حديث الروس عن الاستعانة بمتطوعين أجانب من منطقة الشرق الأوسط.

يأتي هذا فيما كانت تقارير لم تحظ بانتشار واسع قد رصدت تحركات روسية مبكرة لحشد مرتزقة في أوكرانيا، فضلا عن كون حالة التطوع للقتال إلى الجانب الروسي قد جرت بضغوط رسمية لا تتيح الموضوعية لتسمية المقاتلين في "فيلق الشرق الأوسط" الروسي باسم "المتطوعين".

تهتم هذه الدراسة بتوضيح تدفق الأحداث في ملف المرتزقة بالحرب الأوكرانية. كما أنها تهتم بالتعرف على حاجة الطرفين لمقاتلين بالنظر لكفايتهم فيما يتعلق بالموارد البشرية.

وتلقي نظرة كذلك على ملف صورة العرب والمسلمين المشاركين في هذه الحرب، وانعكاساتها على نظرة العالم لهم أثناء وبعد انتهاء الحرب على أوكرانيا. ومن جهة أخرى، تعنى الدراسة بالتعرف على حدود المشاركة الشيعية في صفوف الارتزاق.


أولا: خريطة توزيع القوة القتالية البشرية في كلتا الدولتين

من الضروري في هذا الصدد البدء بمقارنة سريعة بين تعداد الجنود في كل من روسيا وأوكرانيا. والاقتصار على هذا الجانب من محطات المقارنة بين القوات المسلحة للبلدين مرجعه لطبيعة موضوع الدراسة، وهو موضوع وطيد الصلة بالمقاتلين المنخرطين في المعارك على الأرض؛ ولا علاقة له بذلك الجانب من الميزان المتعلق بالآليات العسكرية المستخدمة في الغزو الروسي لكييف.

في هذا الإطار، نشر موقع "ديفينس نيوز"، الأميركي المتخصص في المعالجة الإخبارية المتعلقة بالشؤون العسكرية، أن تعداد المقاتلين في القوات المسلحة الروسية يبلغ 900 ألف مقاتل، والاحتياطية مليوني مقاتل.

هذا علاوة على أن تعداد القوات المقاتلة في إقليم "دونيتسك" و"لوهانسك" الانفصاليين الموالي لروسيا يبلغ نحو 20 و14 ألف مقاتل وفق ذات الترتيب[1].

وفي نفس السياق، يرسم موقع "غلوبال فاير باور" صورة أكثر تفصيلا، ويضيف أنه من بين تعداد السكان الروس البالغ 142.3 مليون نسمة، فإن القوة البشرية الروسية المتاحة يبلغ عددها نحو 69.7 مليون نسمة، وأن الملائمين منهم لأداء الخدمة العسكرية يبلغ تعدادهم نحو 46.8 مليون روسي.

ومن بين تلك الكثافة السكانية المتاحة لأداء الخدمة العسكرية، يفيد الموقع أن تعداد المقاتلين الإجمالي في القوات المسلحة الروسية يبلغ نحو 1.35 مليون عنصر بشري، منهم 850 ألفا من العناصر العسكرية العاملة.

يضيف الموقع أن قوات الاحتياط تبلغ 250 ألف عنصر قتالي، وأن روسيا تمتلك منظومات "شبه عسكرية" يبلغ تعداد مقاتليها نحو 250 ألف عنصر مقاتل[2].

أما على صعيد القوات الروسية المحشودة في إطار الاستعداد لغزو كييف، صرح الرئيس الأوكراني بأن روسيا نشرت ما يقرب من 200 ألف جندي وآلاف المركبات القتالية على حدود أوكرانيا قبل العملية العسكرية[3].

وعلى الصعيد الآخر، فإن القوات المسلحة الأوكرانية بحسب موقع "ديفينس نيوز" تتألف من 196 ألف مقاتل في الخدمة، وبلغ العدد في لحظة وقوع الغزو نحو 196.600 مقاتل، فيما يبلغ تعداد قوات الاحتياط في أوكرانيا نحو 900 ألف مقاتل[4].

ويرسم موقع "غلوبال فايرباور" صورة أكثر اتساعا للقوات المسلحة الأوكرانية، ونشر مطلع عام 2022، أنه من بين السكان البالغ تعدادهم نحو 43.7 مليون نسمة، يبلغ تعداد القوة المقاتلة "المتاحة" نحو 22.3 مليون عنصر، منهم 15.6 مليون عنصر لائق لأداء الخدمة العسكرية.

ومن بين هؤلاء، يبلغ إجمالي عدد العناصر المقاتلة في القوات المسلحة الأوكرانية نحو 500 ألف مقاتل، منهم 200 ألف في الخدمة بالفعل، فيما يبلغ تعداد قوات الاحتياط 200 ألف عنصر، وتملك كييف منظمات شبه عسكرية يبلغ قوامها 50 ألف مقاتل[5].

وفي نفس الإطار، وفي 23 فبراير/شباط، وقع الرئيس الأوكراني قرارا باستدعاء الاحتياطي من القوات العسكرية، معلنا أنه لن يدعو للتعبئة العامة، وهو ما يرجع إلى اعتراف الرئيس الروسي بمنطقتين انفصاليتين (دونيتسك ولوهانسك) في شرقي أوكرانيا باعتبارهما "دولتين مستقلتين"[6].

قرار زيلينسكي يعني أن أوكرانيا بموجب هذا القرار يكون لديها نحو 400 ألف عنصر مقاتل على الأرض قابلين للزيادة إلى أكثر من 2.2 مليون عنصر بنسبة 10 بالمئة فقط من الموارد البشرية القابلة للتجنيد، والبالغة بحسب تقديرات موقع "غلوبال فاير باور" نحو 22.3 مليون نسمة.

ومع اليوم الأول للغزو الروسي، دعا وزير الدفاع الأوكراني "أوليكسي ريزنيكوف" أي شخص لديه الاستعداد والقدرة على حمل السلاح للانضمام إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية[7].

الصورتان المرسومتان تكشفان عن امتلاك الدولتين أعدادا واسعة من المقاتلين، أو من الفائض البشري الذي يمكنهما من الاستغناء عن استقدام مقاتلين متطوعين أو مرتزقة، وهو ما يجعل القرار باللجوء إلى استقدام مرتزقة بمثابة "قرار سياسي".


ثانيا. خريطة توزيع المرتزقة / المتطوعين ومدعاة الاستعانة بهم

العرض السابق يفضي إلى تساؤل حول الأهداف التي تجعل الدولتين اللتين تمتلكان القوة البشرية الكافية للتعاطي مع حالة الحرب تتجهان  معا للاستعانة بأجانب، سواء حملوا تسمية مرتزقة أو متطوعين أو شركات تعهيد أمنية.

كما يدفع للتساؤل كذلك عن التباين بين الدولتين في التعاطي مع هؤلاء المرتزقة؛ وتوزيع مصادرهم من خارج الدولتين. وفي هذا المحور نجيب على هذين السؤالين.

أ. الجانب الروسي: التعاطي الروسي مع المرتزقة ينقسم إلى قسمين، أولهما يعتمد على المرتزقة الروس، وخاصة "مجموعة فاغنر"، التي بدأ وجودها في أوكرانيا منذ العام 2014، حيث أرسلت بدعم من المخابرات الروسية لدعم الانفصاليين الموالين لموسكو في الأقاليم الانفصالية في الشرق الأوكراني[8].

ويختلف الوضع اليوم في الحرب على أوكرانيا عما كان عليه إبان عام 2014، وخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوكراني، وليس بمنطقة "شبه جزيرة القرم" في الجنوب، والتي احتلتها روسيا في 27 فبراير من ذلك العام وذلك في أعقاب حراك شعبي واسع حمل اسم "ثورة الميدان الأوروبي" أو "ثورة الكرامة الأوكرانية".

وهو الحراك الذي نتج عنه عزل الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا "فيكتور يانوكوفيتش" في 23 فبراير ليبدأ الغزو بعد الواقعة بنحو 4 أيام.

مرد اختلاف التدخل الروسي في شرق أوكرانيا عن الوضع اليوم، أن روسيا التي جوبهت بالعقوبات الاقتصادية "القوية" بعد احتلالها "شبه جزيرة القرم"؛ لم ترد آنذاك أن يرتبط اسمها بالقلاقل في منطقة "دونباس" في الشرق الأوكراني، وكانت تعد هذا الإقليم ليكون بمثابة الذريعة التي يمكن بها التدخل للضغط على حكومة كييف وهو الترتيب الذي يمثل أحد ذرائع موسكو لتبرير دخولها الأراضي الأوكرانية.

اختلف الوضع في حرب 2022، حيث إن حضور المرتزقة المحسوبين على الجانب الروسي يأتي تحت مظلة رسمية يتمثل غطاؤها في قرار بوتين بدء العملية العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير 2022[9].

وبخلاف الشائع من دعوة روسيا المرتزقة لدخول التراب الأوكراني بعد نحو 10 أيام من بدء الغزو، فإن اعتماد موسكو عليها كان ضمن ترتيبات ما قبل بدء الحرب[10].

وقد صرح مسؤولون عسكريون واستخباراتيون من دول عدة لوكالات الأنباء العالمية، ومن بينها وكالة رويترز البريطانية، في 12 فبراير 2022، بالتأكيد على هذه المعلومة.

فقبل الغزو بنحو أسبوعين، صرح 3 من القيادات الأمنية الغربية لوكالات الأنباء بأن حضور المرتزقة الروس، ذوي الصلة بجهاز الاستخبارات الروسية "إف إس بي" (Federal Security Service) يتزايد في الأسابيع الأخيرة.

القيادات الأمنية رجحت أن ثمة ترتيبات لنشاط أمني تدخلي (توغل) روسي في أوكرانيا، يبدأ بدعاية إعلامية، يعقبها هجمات سيبرانية على مرافق حيوية أوكرانية مثل شبكات الكهرباء والغاز.

ورجحت القيادات الأمنية الغربية أن توظف روسيا المرتزقة في عمليات نشر الفزع، وشل أوكرانيا عبر اغتيال قيادات مهمة، مع عمليات عسكرية باستخدام أسلحة نوعية لتوفير سياق موات للغزو.

وتلقى المرتزقة التابعون لشركة "فاغنر" تدريبات في قاعدة تابعة للاستخبارات العسكرية الروسية "جي آر يو" في مدينة "كراسنودار" جنوب روسيا.

وقد وصل ما بين 2000 و4 آلاف من عناصر "فاغنر" إلى أوكرانيا خلال يناير 2022، وانتشر بعضهم في المنطقتين الانفصاليتين، فيما دخل 400 آخرون من بيلاروسيا وشقوا طريقهم إلى العاصمة كييف[11].

وفي 11 مارس/آذار، تطور الموقف مع إعلان الرئيس الأوكراني أن روسيا تعتمد على مجندين وقوات احتياط ومرتزقة سوريين في تعزيز قوات الغزو[12].

وبعد ساعات من هذا التصريح، نشرت قناة "روسيا اليوم" تقريرا عن اجتماع مجلس الأمن القومي قال فيه وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويجو" لبوتين إن الوزارة تلقت طلبات تطوع للقتال إلى جانب موسكو من أكثر من 16 ألفا من دول مختلفة[13].

في هذا الإطار، تأتي الأفضلية لمن سبق أن قاتلوا تحت إمرة ضباط روس أو ضمن "الفرقة 25" من جيش النظام السوري؛ والمحسوبة على القوات الروسية في سوريا. ونفس معايير الخبرة القتالية يجري تطبيقها مع المرتزقة من بلدان عربية أخرى أبرزها العراق[14].

وثمة دافعان لدى صانع القرار الروسي للجوء لخيار المرتزقة، هو التكلفة السياسية للقتلى من الجنود الروس.

الدافع الأول يتمثل في عامل التكلفة السياسية الداخلية، وهي تكلفة تأتي في ضوء أن قرار اجتياح أوكرانيا كان قرارا خلافيا بين قادة القوات المسلحة الروسية. هذا فضلا عن ارتفاع وتيرة التظاهرات الرافضة لقرار الغزو في الداخل الروسي.

وبحسب "جايسون بلاذاكيس"، الزميل في معهد "صوفان للشؤون الأمنية" الأميركي البحثي، والمسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية فإن "استخدام المرتزقة يصب في صالح "الكرملين"، لأن أعداد قتلاهم لا يجري ذكرها"[15].

وهو ما يصب في مربع خفض التكلفة، خاصة مع اتجاه المواجهات في أوكرانيا نحو "حرب المدن"، وهي نوعية الحروب التي ترتفع معها التكلفة البشرية للحرب.

أما الدافع الثاني فيتمثل في التكلفة العدلية الدولية. معارك المدن تنطوي على مخاطرة كبيرة بالنسبة للجيوش النظامية، تقتضي في أحيان كثيرة تجاوز الأطر الدولية المتعلقة بالقواعد القانونية للمواجهات العسكرية.

في هذا الإطار، تصدر الدول التي تستعين بالمرتزقة هؤلاء المقاتلين غير النظاميين إلى حيث يرتكبون هذه التجاوزات من دون أن تكون أفعالهم محسوبة عليها أمام الاتفاقات المتعلقة بإدارة الحروب.

ب. الجانب الأوكراني: في 27 فبراير 2022، فتح الرئيس "زيلينسكي" الباب أمام المقاتلين الأجانب للتطوع للدفاع عن كييف في مواجهة الغزو الروسي، وبين أن بلاده ستنشئ فيلقا أجنبيا للمتطوعين من الخارج حمل اسم "الفيلق الدولي للدفاع الإقليمي لأوكرانيا"[16].

وفي نهاية الأسبوع الأول من مارس 2022، صرح وزير الخارجية الأوكراني "دميترو كوليبا" لوسائل إعلام دولية بأن عدد المتطوعين الأجانب في "الفيلق الدولي" قد بلغ حتى تاريخه نحو 20 ألف عنصر قتالي من 52 دولة.

وفي مقابل الاعتماد المركزي لروسيا على المرتزقة من سوريا والعراق؛ بالإضافة لشركات الأمن الروسية الخاصة مثل شركات "فاغنر" و"توران"، فإن المرتزقة الذين توافدوا على أوكرانيا قد غلب عليهم التعامل مع شركات الأمن الغربية، والتي تضم مقاتلين سابقين من المحاربين القدامى من الجيوش البريطانية والكندية أو غيرها.

وتعطي صحيفة التايمز البريطانية مثالا على نوعية هؤلاء المقاتلين من قبيل مهندس الحاسوب الكندي "والي" الذي خدم مع "الفوج 22 الملكي الكندي" في أفغانستان وسوريا والعراق، ويلقب بأخطر قناص في العالم.

هذا بالإضافة إلى وزير الدفاع الجورجي السابق "إيراكلي أوكرواشفيلي"، وعضو برلمان لاتفيا ورجل الشرطة السابق "يوريس يوراش".

كما نشرت وسائل إعلام أخرى معلومات عن "الجيش الأوكراني لتقنية المعلومات"؛ والذي يضم 300 ألف متطوع أجنبي من جميع أنحاء العالم لمجابهة الدعاية الروسية[17].

وبخلاف المهام غير القتالية، فإن الخبراء العسكريين يرجحون أن عدد المتطوعين المتوجهين لخطوط القتال سيكون محدودا بشكل كبير، وأن الشركات الأمنية الغربية الكبرى هي التي ستعمل على الأرض، وإن في مهام مختلفة[18].

غلبة المرتزقة الغربيين في أوكرانيا لا يعني أن كييف لم تلجأ لتجنيد عرب. وتفيد تقارير إعلامية بأن المرتزقة العرب المجندين لصالحها يجري تجنيدهم كذلك في سوريا، وبخاصة في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية.

ويتجه إلى هذا التجنيد مرتزقة يرغبون في مواجهة القوات الروسية، وسبق لهم أن قاتلوها ضمن "فرقة السلطان مراد" في أذربيجان[19].

وفيما تهدف روسيا جراء توظيف المرتزقة إلى خفض التكلفة السياسية الداخلية للغزو؛ عبر تقليص عدد القتلى في "حروب المدن"، فإن أوكرانيا لها أهداف أخرى جراء توظيف المرتزقة من الغرب.

فمن جهة، يرى مراقبون أن أحد أبرز الأهداف من فتح باب التطوع أمام المتطوعين الأجانب هو منح هذه الحرب قيمة رمزية، وذلك على غرار الحرب الأهلية الإسبانية، والتي ظل الاحتفال بها يجري سنويا لمشاركة كتاب مثل "جورج أورويل"؛ الذي ألف كتابه "تحية لكاتالونيا" حول تجاربه في محاربة الفاشيين، وكذلك في حضور كاتب بوزن "إرنست هيمنجواي"، الذي كتب "لمن تقرع الأجراس" عن نفس الحرب[20].

وبالنظر للعدد الكبير المرتبط بالمساعدة في مجال تقنية المعلومات، يتجه عدد من الخبراء الأمنيين للتأكيد على أن احتمال استخدام متعاقدين غربيين لمهام هجومية في أوكرانيا "مستبعد للغاية" وسيطرح أسئلة قانونية وإدارية معقدة.

لكن قطاعا من المتعاقدين الأمنيين المستأجرين في أوكرانيا تذهب خدماتهم باتجاه توفير المساعدة والحماية للمنظمات غير الحكومية التي تنشط هناك وحماية البعثات الدبلوماسية والأثرياء واستخراجهم من المناطق التي حوصرت[21].

وبينما يرى هؤلاء الخبراء الأمنيون أن عدد المتطوعين المقاتلين سيكون قليلا، فإن الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الخارجية الأوكرانية تتجاوز هذا الرأي، حيث بلغ عدد المتطوعين الأجانب إلى جانب أوكرانيا نحو 20 ألف مقاتل.

وإلى جانب هذه التصورات السابقة، فإن خبراء ومدراء تنفيذيين في شركات أمنية رأوا أن الهدف الأساسي من استدعاء المرتزقة الغربيين يتمثل في تشغيل المعدات والصواريخ المتطورة التي بدأت تتدفق إلى أوكرانيا من دول حلف شمال الأطلسي "الناتو".

ويرون أن هذه المعدات، التي ظل الغرب يمنع وصولها إلى أوكرانيا طالما بقيت خارج الناتو، لا يمكن أن يشغلها جندي أو ضابط أوكراني عادي أو من تدرب أياما أو حتى أسابيع؛ فهذا التشغيل يحتاج إلى جنود سابقين مدربين عليها، أو لديهم خبرة في التعامل مع الأسلحة المناظرة لها؛ مما ييسر تدريبهم في فترة وجيزة[22].

أما عن المرتزقة من الجانب العربي؛ والذين يقاتلون لصالح أوكرانيا، فإن الهدف الأساسي من وجودهم يتمثل في مواجهة المرتزقة المحسوبين على الجانب الروسي، وهو ما يفسر ارتفاع أجورهم التي تبلغ 2000 دولار لليوم الواحد[23].


ثالثا. حضور المسلمين في الجانب الروسي: الصورة والدلالات المستقبلية

التعاطي مع هذا الملف لا بد وأن يأخذ في عين الاعتبار نظرة الغرب للحرب في أوكرانيا باعتبارها حربا على الغرب، وهو الأمر الذي يفسر تكتل العقوبات، واتساع نطاق المشاورات بين الدول الغربية، وشمول العقوبات تلك الدول الأوروبية التي يمكن اعتبارها معتمدة تماما على روسيا في مجال الأمن الطاقي مثل ألمانيا وإيطاليا وغيرها من الدول التي تعد إمدادات النفط الروسي ضرورية للحفاظ على معدل نمو اقتصاداتها.

وفي هذا الإطار تكتسب قضية اعتماد الروس على المرتزقة من منطقة الشرق الأوسط أهمية كبيرة من جهة ما تلقيه على العرب والمسلمين من ملامح صورة سلبية، مدعومة بميل الأنظمة العربية للتساهل مع روسيا في هذه الحرب، وبخاصة الدول المسلمة كالسعودية والإمارات، علاوة على دول عربية كبيرة مثل مصر وحتى سوريا.

وتأتي هذه الوجهة في توقيت تتجه فيه قوى ثقافية عربية وإسلامية إما لتأييد الروس، وعلى رأسها قطاع من القوى اليسارية، أو حتى تدعو لعدم اتخاذ موقف من هذه الحرب؛ التي يراها قطاع من الإسلاميين لا ناقة لهم وللأمة فيها ولا جمل.

أ. الصورة: رغم أن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة هي العامل الحاسم الذي يقف وراء المتطوعين السوريين وحتى العراقيين إلى أوكرانيا[24]، فإن الصورة التي تتصدر الدفق الإخباري لا علاقة لها بالاقتصاد والأوضاع المعيشية في سوريا وحتى العراق، بل ستكون الصورة متمثلة في مقاتلين مسلمين يقاتلون شعبا مسيحيا.

ويزيد من قتامة الصورة الذهنية المتولدة عن هذه المشاركة أن الإعلام الغربي يصور ما يحدث في أوكرانيا على أنه مأساة تصيب الغرب وتهدد أمنه، وهي صورة دفعت نحو 63 بالمئة من المواطنين الأميركيين لتأييد العقوبات على روسيا؛ حتى وإن أدت إلى ارتفاع الأسعار؛ وفق ما أعلنه استطلاع رأي طلبته شبكة "سي بي إس نيوز" من أحد بيوت التفكير المعنية بقياسات الرأي العام[25].

وسبق أن أشرنا أن أحد أهم دوافع روسيا للاستعانة بالمرتزقة الأجانب، يتمثل في الرغبة بتجنب المسؤولية العدلية الدولية عما سيحدث في إطار حرب المدن المرتقبة في أوكرانيا، وبخاصة مع اقتراب القوات الروسية من إنجاز محاصرة العاصمة كييف.

غير أن مراقبين يرون أن روسيا ترغب في ألا تتحمل تبعات ما سيجري في أوكرانيا أمام العالم المسيحي. هذا الهدف هو ما دفع موسكو لإشراك قوات الحرس الوطني الشيشاني في المقام الأول، قبل أن يطرح وزير الدفاع الروسي "سيرجي شويغو" ورقة المقاتلين الأجانب بعد زيارته إلى سوريا في 16 فبراير 2022[26].

ومن جانب آخر، وفي نفس السياق المتعلق بصورة المسلمين، ورغم أن القوات المشاركة في الحرب لا تعد من باب الارتزاق، فإن توظيفهم في محاولة اغتيال الرئيس الأوكراني[27]، والذي بات يعد رمزا للدفاع عن الأمن الغربي والهوية الأوروبية، يكمل هذه الصورة، ويزيد من حدتها بضم اليهود إلى جمهور خطاب كراهية المسلمين.

ب. التداعيات المستقبلية: لهذه الصورة التي يراد رسمها عن العرب والمسلمين عبر بوابة المشاركة في القتال إلى الجانب الروسي في أوكرانيا تداعيات عميقة على عدة جوانب.

التأثير على المسلمين في الغرب: مع تصاعد اليمين في القارة الأوروبية، ومع اتساع نطاق حضوره في الولايات المتحدة؛ حتى وإن كان مستقبله السياسي ضعيفا نسبيا، فإن الصورة المرسومة عن العرب والمسلمين من هذه البوابة سيكون لها ظلالها القاتمة على علاقة اليمين المتطرف بهم والتي عانت تدهورا قويا خلال العقد الماضي.

ففي هذا الإطار، سينظر اليمين المتطرف للمشاركة العربية والإسلامية في الحرب ضد كييف باعتبارها أحد مسارات التواطؤ الحضاري من المسلمين ضد الغرب، وسيعتبر هذا التيار أن العرب مسؤولون جزئيا عما حاق بأوكرانيا من دمار، حتى وإن دحر المقاتلون الأوكرانيون هذا الغزو.

غير أن ثمة عاملا مهما ينبغي الإشارة إليه في هذا الإطار، ويمثل قيدا على عملية تشويه الدور العربي والإسلامي في هذه الحرب، وهو الأمر المتعلق بتطوع مقاتلين عرب على الجانب الأوكراني كذلك.

 فهذا المسار يمكن له أن يحبط الصورة السلبية التي قد تتولد عن مشاركة المرتزقة في الجانب الروسي. ويتوقف الأمر بخصوص المدى الذي يمكن أن تبلغه الدعاية السوداء ضد العرب والمسلمين على مدى نجاعة الإعلام العربي في إبراز دور المتطوعين العرب في الجانب الأوكراني.


رابعا. دلالات غياب الأذرع الإيرانية عن العمليات الروسية

عشرات التقارير التي تناولت ملف المرتزقة والمتطوعين لم تتحدث عن وجود "مكون" شيعي وذلك رغم الاستقطاب الواضح في هذه التناولات الإعلامية، ووجود أطراف من مصلحتها فضح التورط الشيعي في هذا المسار، خاصة إسرائيل التي يمكنها الاستفادة من فضح هذه المشاركة حال حدوثها، وتوظيفها في مسارات مختلفة، أبرزها ملفا "الاتفاق النووي" و"التعبئة النفسية" المفضية لتعبئة عسكرية مستقبلية.

ويتمثل الموقف الإيراني من الحرب بشكل عام في تصريح المرشد الإيراني علي خامنئي؛ الذي قال في خطاب متلفز "نحن نؤيد وقفها"، مضيفا أنه "لا يمكن تخفيف حدة الأزمة إلا إذا عرف السبب الجذري".

وفسر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مقولة "المرشد" في مكالمة هاتفية له مع "بوتين"، والتي ذكر أنه قال فيها إن توسع حلف الأطلسي شرقا يمثل تهديدا خطيرا لأمن واستقرار الدول المستقلة[28].

غير أن هذا الموقف لم يدفعها لتأييد الحرب. وربما كان هو ما أدى لتوفر روح إيجابية بشأن التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ما سيؤدي لإدماج النفط الإيراني في سوق الطاقة المشتعل بسبب العقوبات الغربية على روسيا جراء غزوها لأوكرانيا.

هذه الروح شجعت الجانب الإيراني على التقدم بطرح زيادة إنتاج النفط وتعزز هذا التوجه مع إحجام كبار المنتجين مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عن زيادة إنتاجهم.

غير أن الطرح الإيراني أتى في إطار مساومة للتعجيل للتوصل إلى اتفاق بخصوص برنامجها النووي الذي تعثر بسبب إصرار روسيا على اعتماد مطلب بعدم إخضاع تعاملاتها مع إيران للعقوبات الدولية[29].

هذا الأمل يدفع إيران للتعامل بحذر مع ملف الحرب في أوكرانيا، وللامتناع عن إفساد مسار الاتفاق عبر إرسال مرتزقة شيعة للقتال مع الجانب الروسي.

غير أن هناك تفسيرا آخر لعدم إقبال أعضاء المليشيات الشيعية على العرض الروسي بخصوص التطوع. فالمتطوعون في جانب موسكو يحصلون على 200 دولار شهريا؛ مقابل 2000 دولار للمقاتل في الصفوف الأوكرانية.

وهو مبلغ زهيد بالنسبة للمقاتل في المليشيات الشيعية الذي يحصل على أضعاف هذا المبلغ تقريبا[30]. ما يبقي الباب مفتوحا أمام المقاتلين السنة الذين لا يجدون فرصة للكفاف.


خاتمة

خلصت هذه الدراسة إلى أن الطرفين الروسي والأوكراني لديهم كفاية فيما يتعلق بالموارد البشرية اللازمة للتعاطي مع الحرب، وبخاصة موسكو.

وإذا كان الجانب الروسي الذي يملك قوات عاملة تقدر بنحو مليون جندي، كما يملك رصيدا بشريا في سن ولياقة الحرب يبلغ نحو 46 مليون نسمة، فإن الجانب الأوكراني يملك تعداد قوات مسلحة يبلغ نحو 200 ألف مقاتل، علاوة على رصيد بشري لائق بدنيا وعمريا للحرب يبلغ نحو 15 مليون نسمة.

ورغم هذا، يرغب الطرفان في الحصول على دعم من مرتزقة أجانب. وتريد روسيا أخذ دعم المرتزقة الأجانب لخفض أعداد القتلى، ومن ثم تلافي الانتقادات الداخلية من جانب القوى الرافضة للحرب، هذا علاوة على رغبتها في عدم تحمل المسؤولية أمام المجتمع الدولي عن الجرائم التي يحتمل حدوثها بكثافة خلال "حروب المدن"، فضلا عن توفر الخبرة الميدانية للمقاتلين الذين اتجهت موسكو لدفعهم للتطوع للقتال إلى جانب قواتها.

ومن جهة ثانية، ترغب أوكرانيا في الحصول على دعم هؤلاء المرتزقة لعدة أهداف، أولها الهدف الرمزي المتمثل في الحصول على ميراث تاريخي رومانسي أدبي وفني مرتبط بهذه الحرب، على غرار الزخم الرمزي الذي مثله المتطوعون الأجانب في الحرب الإسبانية في منتصف القرن الماضي.

كما ترغب في الحصول على خدمات مهنيين عسكريين مدربين على استخدام التقنيات الحديثة التي وفرها الغرب لأوكرانيا. ومن جهة ثالثة، ترغب في الحصول على دعم مقاتلين لهم خبرة ميدانية لمواجهة المرتزقة الذين يقاتلون إلى الجانب الروسي ويتمتعون بخبرة عالية في حرب المدن. هذا علاوة على المرتزقة المتخصصين في توفير الخدمات الأمنية للمنظمات المدنية العالمية.

غير أن لتوظيف الجانبين للمرتزقة من أهالي المنطقة العربية أمرا له تداعياته. فروسيا، التي جندت المرتزقة السوريين والعراقيين، رغبة منها في الاستعانة بخبرتهم الميدانية، وعلاوة على رغبتها في التنصل من جرائم الحرب التي تحدث دوما في حروب المدن؛ ترغب كذلك في تلافي تحمل المسؤولية عن قتل مسيحيي أوكرانيا أمام مسيحيي أوروبا.

 ومن ثم قدمت صيغة جديدة لهذه الحرب تتمثل في تحميل مسلمي المنطقة العربية المسؤولية عن المجازر التي ستحدث قبيل انتهاء هذه الحرب. كما أنها كانت ترغب في إلصاق تهمة اغتيال الرئيس الأوكراني بالقوات الخاصة الشيشانية المسلمة لتكريس هذه الصورة.

وهو أمر من شأنه أن يعمم حالة الكراهية لتتجاوز مسيحيي أوروبا باتجاه يهود العالم الذي يعتبر الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" واحدا منهم وهو رمز للدفاع عن الهوية والأمن الأوروبيين عبر البوابة الأوكرانية.

وإلى جانب هذا التأثير المباشر لاشتراكهم في الحرب، يمكن أن تتحول حياة المسلمين المقيمين في أوروبا والولايات المتحدة إلى جحيم بسبب تصورات اليمين المتطرف عن دورهم في مواجهة ما أسماه بوتين "النازية الجديدة".

 إلى جانب هذا؛ فإن هؤلاء المرتزقة سيثيرون ملفا مشابها لملف "الأفغان العرب"، أو "المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم الدولة"، والذي تتوقع معه إسرائيل أن تكون هذه المجموعات، سواء منها من قاتل إلى جانب الروس أو إلى جانب الأوكرانيين تهديدا لأمن تل أبيب.

وهو ما من شأنه أن يخلق موجة جديدة من موجات ما يسمى "الحرب على الإرهاب"، ستؤثر سلبا على ترتيبات الأمن في منطقة الشام، كما ستلقي بظلالها على الصراع العربي الإسرائيلي في فلسطين وخارجها.

ويتبقى هنا أن نشير إلى أن ملف المرتزقة لم يشهد مشاركة من الجانب الشيعي في المنطقة، لا من جانب إيران ولا المليشيات الشيعية المرتبطة بها في لبنان أو العراق أو اليمن، وهو ما يرجع لاهتمام الشيعة بالملف الاجتماعي بصورة تجعل المقاتلين لا يعانون من نفس مشاكل صعوبات المعيشة التي تحياها القوى السنية.

غير أن الأهم أن إيران لا ترغب في أن تزيد تعقيد علاقاتها بالغرب مع اقتراب قطار مفاوضات فيينا بخصوص الاتفاق النووي من محطته الأخيرة.

والأهم أن إيران حاولت استغلال حاجة الولايات المتحدة لزيادة تدفق النفط في سوق الطاقة لمعادلة تأثير العقوبات على روسيا، وهو ما رحبت به الولايات المتحدة مع الإصرار على وضعه في سياق مؤسسي يرتبط بإنهاء التوصل لاتفاق بخصوص البرنامج النووي الإيراني.


المصادر:
[1] Chris Martin, A graphical comparison of Russian and Ukrainian military, Defense News, Feb 24 2022. https://bit.ly/34B5iNK
[2] Editor, 2022 Russia Military Strength, Global Firepower. https://bit.ly/3tQgWx0
[3] وكالات، روسيا وأوكرانيا: القوات الروسية تهاجم من ثلاث جهات، موقع "قناة بي بي سي" بالعربية، 24 فبراير 2022. https://bbc.in/3w1PvD8
[4] Chris Martin, A graphical comparison of Russian and Ukrainian military, Defense News, Feb 24 2022. https://bit.ly/34B5iNK
[5] Editor, 2022 Ukraine Military Strength, Global Firepower. https://bit.ly/3i4Eskq
[6] المحرر، الرئيس الأوكراني يعلن استدعاء جنود الاحتياط، موقع "قناة سي إن زلي نسكي" بالعربية، 23 فبراير 2022. https://cnn.it/3MJWiqT
[7] وكالات، أوكرانيا تدعو "القادرين على حمل السلاح" للانضمام إلى الجيش، موقع "قناة سكاي نيوز عربية"، 24 فبراير 2022. https://bit.ly/3J7vGxD
[8] المحرر، الحرب في أوكرانيا: قوة روسية جديدة من المرتزقة، موقع "قناة بي بي سي" بالعربية، 12 مارس 2022. https://bbc.in/3w2JjdO
[9] المحرر، بوتين يعلن عن "عملية عسكرية" في أوكرانيا، موقع "قناة فرانس 24" بالعربية، 24 فبراير 2022. https://bit.ly/3t4UOQi
[10] Guy Faulconbridge, EXCLUSIVE Russian mercenaries with spy links increasing presence in Ukraine, Reuters, 14 February 2022. https://reut.rs/3KFPtop
[11] وكالات، نداء التطوع يفتح أوسع الأبواب للشركات الأمنية الغربية لدخول أوكرانيا، موقع "ميدل إيست أونلاين"، 1 مارس 2022. https://bit.ly/35Ux1JZ
[12] محمود سلامة - محمد عبد اللاه، أوكرانيا: روسيا تعتمد على مرتزقة سوريين في تعزيز قوات الغزو، موقع "سويس إنفو"، 11 مارس 2022. https://bit.ly/3MG3FzL
[13] المحرر، بوتين يسمح للمتطوعين من الشرق الأوسط بالقتال إلى جانب روسيا في دونباس، موقع "قناة روسيا اليوم" بالعربية، 11 مارس 2022. https://bit.ly/3tRR4Ro
[14] محيي الدين حسين، مرتزقة عرب وأفارقة في الحرب الأوكرانية؟.. DW تتحرى، موقع "قناة دويتشه فيله" بالعربية، 8 مارس 2022. https://bit.ly/3Idehm6
[15] وكالات، روسيا وأوكرانيا: القوات الروسية تهاجم من ثلاث جهات، موقع "قناة بي بي سي" بالعربية، 24 فبراير 2022. https://bbc.in/3w1PvD8
[16] المحرر + وكالات، لصد الهجوم الروسي.. أوكرانيا تعلن إنشاء فيلق أجنبي للمتطوعين من الخارج، موقع "تلفزيون العربي"، 27 فبراير 2022. https://bit.ly/3tRI5Q6
[17] مترجمون، تايمز: الفيلق الجديد من المقاتلين الأجانب مع أوكرانيا.. من هم ومن أين أتوا؟، الجزيرة نت، 13 مارس 2022. https://bit.ly/37kWSuV
[18] وكالات، نداء التطوع يفتح أوسع الأبواب للشركات الأمنية الغربية لدخول أوكرانيا، موقع "ميدل إيست أونلاين"، 1 مارس 2022. https://bit.ly/35Ux1JZ
[19] محيي الدين حسين، مرتزقة عرب وأفارقة في الحرب الأوكرانية؟.. DW تتحرى، موقع "قناة دويتشه فيله" بالعربية، 8 مارس 2022. https://bit.ly/3Idehm6
[20] مترجمون، تايمز: الفيلق الجديد من المقاتلين الأجانب مع أوكرانيا.. من هم ومن أين أتوا؟، إشارة سابقة.
[21] بيرند ديبوسمان جونيور، روسيا وأوكرانيا: تزايد الطلب على خدمات الشركات الأمنية الخاصة، موقع "قناة بي بي سي" بالعربية، 11 مارس 202. https://bbc.in/36hSUCE
[22] وكالات، نداء التطوع يفتح أوسع الأبواب للشركات الأمنية الغربية لدخول أوكرانيا، موقع "ميدل إيست أونلاين"، 1 مارس 2022. https://bit.ly/35Ux1JZ
[23] محيي الدين حسين، مرتزقة عرب وأفارقة في الحرب الأوكرانية؟.. DW تتحرى، موقع "قناة دويتشه فيله" بالعربية، 8 مارس 2022. https://bit.ly/3Idehm6
[24] مترجمون، متطوعون سوريون يفصحون عن شروط انضمامهم إلى الحرب في أوكرانيا، الجزيرة نت، 13 مارس 2022. https://bit.ly/364u1dY
[25] المحرر، رغم ارتفاع الأسعار: 63% من الأمريكيين يؤيدون العقوبات على الغاز والنفط من روسيا، موقع "إذاعة مونت كارلو الدولية" بالعربية، 14 مارس 2022. https://bit.ly/35XCzDz
[26] وكالات، الرئيس السوري يبحث مع وزير الدفاع الروسي آليات التعاون العسكري بين البلدين، صحيفة "اليوم السابع" المصرية، 16 فبراير 2022. https://bit.ly/360MHvl
[27] رائد صالحة، مسؤول أوكراني: أحبطنا محاولة لاغتيال الرئيس زيلينسكي وقضينا على مجموعة شيشانية أرسلت لقتله، 2 مارس 2022. https://bit.ly/3u10U3q
[28] هدى رؤوف، موقف إيران من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، موقع "إندبندنت عربية"، 4 مارس 2022. https://bit.ly/3MT2Jb3
[29] مترجمون، تحليل: المطلب الروسي في فيينا يحدث شرخا بين موسكو وطهران، موقع "راديو سوا" بالعربية، 12 مارس 2022. https://arbne.ws/3IhJEMe
[30] نهى محمود، رواتب "الحشد الشعبي" تثقل كاهل العراق.. وتساؤلات عن المقابل، موقع "قناة سكاي نيوز عربية"، 10 ديسمبر 2018. https://bit.ly/3I8ilnC