موقع عبري: عباس ينوي الانتقام من البرغوثي في مؤتمر "فتح" القادم

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

توقع موقع عبري أن يعمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على القضاء سياسيا على منافسه اللدود الأسير مروان البرغوثي، خلال المؤتمر الثامن لحركة التحرير الوطني "فتح"، المقرر عقده في 21 مارس/آذار 2022.

وقال موقع "زمن إسرائيل" إن عباس ينوي الانتقام من عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي الذي تحداه في العام 2021، وكان على وشك مواجهته في الانتخابات الرئاسية، في وقت باءت محادثات المصالحة بينهما بالفشل.

وهذا المؤتمر المهم يجرى خلاله انتخابات مؤسسات "فتح" كل بضع سنوات برئاسة أعضاء اللجنة المركزية. وهؤلاء يشكّلون قيادة الحركة، التي تعتبر الحزب الحاكم في السلطة الفلسطينية.

إضعاف سياسي

 وبالنسبة لمحمود عباس "هذه فرصة مناسبة لتأسيس قيادته والقضاء على خصومه السياسيين داخل الحركة الذين ثاروا ضده العام الماضي خلال الاستعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية".

وألغى عباس الانتخابات التي كانت مقررة في مايو/أيار 2021 قبل شهر من موعدها بحجة أن إسرائيل لا تسمح بإجرائها في شرق القدس.

وبحسب مصادر في حركة فتح، فقد حدّد محمود عباس لنفسه هدف القضاء سياسيا على مروان البرغوثي، العضو البارز في الحركة الذي يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد في سجن إسرائيلي.

 ويتهم مقربو محمود عباس البرغوثي بالتخريب وإضعاف حركة فتح ومحاولة شق صفها، "كما يفعل العضو المفصول منها محمد دحلان الخصم اللدود لرئيس السلطة".

إضافة إلى ناصر القدوة وزير الخارجية الأسبق وابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي طرده عباس من الحركة في العام 2021 بسبب ترشحه للانتخابات بقائمة منفصلة.

ويرى الموقع العبري أن انعقاد مؤتمر فتح الثامن مهم للغاية بالنسبة لمروان البرغوثي لمحاولة تعزيز موقفه.

ويقول: "ينتظر البرغوثي بفارغ الصبر صفقة تبادل الأسرى بين (حركة المقاومة الإسلامية) حماس وإسرائيل بعد أن تعهدت الأخيرة بالإفراج عنه كجزء من الصفقة".

وإذا أعيد انتخابه في اللجنة المركزية لحركة فتح، فإن هذا سيعزز بشكل كبير مكانته كواحد من الخلفاء المحتملين لمحمود عباس.

ولفت الموقع العبري إلى أن البرغوثي يحظى بشعبية كبيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، فهو كان مهندس عمليات الانتفاضة الثانية ولقب بـ "نيلسون مانديلا الفلسطيني".

كما أنه يتقدم في استطلاعات الرأي العام الفلسطيني كمرشّح رئيس لخلافة محمود عباس. ويشعر رئيس السلطة الفلسطينية بقلق بالغ إزاء نفوذ البرغوثي على الأرض.

وبحسب مصادر بارزة في حركة فتح، طلب محمود عباس من إسرائيل عدم الإفراج عن مروان البرغوثي في ​​إطار صفقة الجندي جلعاد شاليط التي أجريت مع المقاومة الفلسطينية عام 2011.

كما ساهم عباس بإحباط الإضراب الكبير عن الطعام للأسرى في السجون الإسرائيلية عام 2017، برئاسة مروان البرغوثي، وأوقف الدعم المالي عن نادي الأسير الفلسطيني الذي يعتبر أحد معاقل الأخير في ​​الضفة الغربية، وفق الموقع العبري.

ويدعي مقربو مروان البرغوثي أنه حتى هذه الأيام يعمل محمود عباس مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين وأميركيين عن طريق رئيس المخابرات العامة اللواء ماجد فرج لمنع إطلاق سراح مروان البرغوثي في ​​إطار صفقة تبادل الأسرى الجديدة.

ويأتي ذلك لاعتقاد عباس أن "البرغوثي هو من سيدمّر التعاون الأمني ​​بين إسرائيل والسلطة وسيجر الضفة الغربية إلى موجة من العنف".

معركة الميراث

وأشار المحلل الأمني والسياسي في الموقع "يوني بن مناحيم" إلى أنه على رأس حركة فتح، هناك معارضة شديدة من كبار أعضاء الحركة لمروان البرغوثي، خاصة من المشاركين في الخلافة، مثل جبريل الرجوب ومحمود العالول وحسين الشيخ وماجد فرج.

فمروان البرغوثي يقاطعهم في التحركات التي يخططون لها بعد تنحية محمود عباس من المسرح السياسي.

كما أن بعضهم ينوي مساعدة عباس على العمل لتقليص سلطة مروان البرغوثي السياسية وإضعافها.

وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح " جمال حويل في 4 يناير/كانون الثاني إن أعضاء الحركة المحسوبين على مروان البرغوثي طردوا من المجلس الثوري التابع لها.

وتابع: "هم (حلفاء عباس) يريدون إضفاء الشرعية على عملية الإقصاء بشكل يخلو من الضجيج، معتقدين أن أعضاء فتح لا يفهمون ما يحدث، هؤلاء لن ينجحوا بذلك".

ولفت بن مناحيم إلى أنه قبيل انعقاد مؤتمرها الثامن، شكلت فتح لجنة مصالحة داخلية لبحث إمكانية عودة ناشطين منها محسوبين على مروان البرغوثي الذين طردوا من الحركة العام 2021 قبيل الانتخابات النيابية.

 وكانت شروط عودتهم عبارة عن اعتذار والتزام بالامتثال الكامل لتعليمات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

لكن شركاء مروان البرغوثي لم يوافقوا على الشروط المهينة المفروضة عليهم لما يسمى بالمصالحة.

وحذر عضو المجلس الثوري للحركة عبد الفتاح حمايل من أن استمرار هذا السلوك سيؤدي إلى القضاء على فتح.

وأنهى المحلل الأمني مقالته بالقول، الكلمة الأخيرة لم تقل بعد في قضية مروان البرغوثي، بما يشمل "المحور القوي" في السلطة الفلسطينية، والذي يعمل نيابة عن محمود عباس.

 لكن البرغوثي له نفوذ بين الأسرى في السجون الإسرائيلية وفي المنطقة نفسها، بما في ذلك فصائل المقاومة في الضفة الغربية.

وأردف المحلل: "قد تسخن المنطقة قبيل انعقاد المؤتمر الثامن في غضون شهرين مع الانجرار إلى اشتباكات عنيفة بمساعدة محمد دحلان إذا لم يجر التوصل إلى حل وسط بين المعسكرين".