ابن سلمان يمهد الطريق.. استنكار لاعتقال داعية سعودي انتقد التطبيع مع إسرائيل

12

طباعة

مشاركة

انتقاد الداعية السعودي عبدالله اليحيى للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ومساعي هدم الأسرة وتغيير المناهج الدراسية بحجة الانفتاح على الغرب، كان كافيا للسلطات السعودية بقيادة محمد بن سلمان، لاعتقاله رغم عمره المتقدم.

وفي 5 يناير/كانون الثاني 2022، أكدت جهات حقوقية سعودية، أبرزها منظمة القسط لحقوق الإنسان (غير حكومية/ مقرها لندن)، وحساب "معتقلي الرأي" على تويتر، اعتقال اليحيى (نحو 70 عاما) منذ 24 ديسمبر/ كانون الأول 2021، وهو آخر يوم دون فيه عبر تويتر.

وأرجعت هذه الجهات اعتقاله إلى تغريداته الناقدة للتطبيع مع إسرائيل.

ونشر اليحيى في 20 ديسمبر 2021 سلسلة تغريدات تحت عنوان "رسالة إلى دعاة التطبيع والسلام"، ذكر خلالها بجرائم الاحتلال، وبدأها بالقول إن "الصهيونية العلمانية اليهودية في فلسطين بالعناية المركزة، والبديل اليهود المتطرفون، الأصوليون". 

ونقل عن الكاتب البريطاني المعني بشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيرست أن "الأصولية اليهودية خطر على المنطقة والعالم".

واستنكر أن الدولة اليهودية في نظر ليبراليين سذج ليست أصولية، ولا إرهابية، ولا استعمارية، ولا عنصرية، متسائلا: "هل تعديل مناهج عربية لكي تقترب من الذوق الصهيوني مبادرة من بعض العرب؟ أم نتيجة ضغوط عليهم؟".

وفي الرسالة انتقد أيضا "الإصرار على نزع دروع المرأة العربية، وتجريدها من حماية المجتمع، والدين، والقيم، والوالدين، والأخ، والزوج، وإطلاق الذئاب عليها".

وأشار إلى أن العائلة المسلمة مستهدفة بغلو المساواة، وإطلاق الحرية، وإشاعة المثلية، وإزالة الضوابط، وهدم القيم، وتفريغ الدين.

وانتقد ناشطون عبر تويتر أن يكون مصير الرافضين للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، الاعتقال والزج بهم في سجون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

كما استنكروا أن يكون انتقاد إسرائيل والتطبيع معها أصبح خطا أحمر في أرض الحرمين، وطالبوا بالحرية لليحيى ولجميع المعتقلين.

وتداولوا عبر مشاركتهم في وسم #عبدالله_اليحيى تغريدات الشيخ ورسالته للمطبعين مع الكيان الإسرائيلي بشكل أوسع، مؤكدين أنهم سيواصلون السير في طريقه.

تأهيل ثقافي

وندد ناشطون بملاحقة السلطات السعودية لأصحاب الرأي خاصة الرافضين لإقامة أي علاقة مع الكيان الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية، وعدوا ذلك تأهيلا ثقافيا يهدف لتفريغ المملكة من المناهضين للتطبيع. 

ورأى الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض عبدالله العودة أن اعتقال اليحيى بعد تغريداته ضد التطبيع ونقد الاحتلال الصهيوني، يأتي ضمن حملة إعلامية ودينية لتهيئة الأجواء الثقافية في السعودية للتطبيع مع إسرائيل.

 من جانبه، أشار عضو حزب التجمع عبدالله الجريوي إلى أن السلطات السعودية تستمر في استهداف الرافضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني، مطالبا بالحرية لليحيى ولكل الأحرار المقاومين للتطبيع.  كما أكد الصحفي المعارض تركي الشلهوب أن "الدكتور عبدالله اليحيى كتب ضد التطبيع فاعتقلته محاكم التفتيش السعودية".

 الحرية للمعتقلين

ورافق تنديد الناشطين مطالبات واسعة بالحرية لليحيى ولكل المعتقلين في سجون النظام السعودي.

وأشار حساب باسم محمد الأزهر عسلية إلى أن السلطات السعودية اعتقلت عبدالله اليحيى، أحد المدافعين عن القضية الفلسطينية المنتقدين لطغاة التطبيع، داعيا الله بأن يفرج عنه وعن جميع إخوانه.

 ونشر حساب نحو الحرية تغريدة لليحيى يرجح أن يكون اعتقل بسببها، وتهكم قائلا: "إياك وانتقاد إسرائيل أو الإساءة للتطبيع، ستمسي في معتقلات محمد بن سلمان".

مواصلة الطريق

واستغل ناشطون الواقعة للتعريف أكثر باليحيى ومواقفه وترديد كلماته التي أعلن فيها ضمنيا أن لا جدوى من الخوف والمجاملة، مؤكدين على رفضهم للتطبيع واستهجانهم للمطبعين.

وبحسب الموقع الشخصي لليحيى، فإنه من مواليد بريدة بالقصيم عام 1952، ويقيم بها، وحاصل على الشهادة الثانوية من معهد إمام الدعوة بالرياض، والجامعية من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.

كما حصل على شهادة الماجستير والدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة البنجاب بباكستان، ولديه عدد من المؤلفات، أبرزها "نهاية الكيان الصهيوني"، و"رؤية من الداخل".

ولفت أحد المغردين إلى ما كتبه اليحيى في تعريف حسابه، "وأنت على مشارف السبعين؛ ما الجدوى من الخوف والمجاملة والطمع؟ "، متسائلا: "بالفعل ما الجدوى؟".

ونشر روابط لحساب اليحيى وموقعه الإلكتروني، وحث الناشطين على الاطلاع عليه، مطالبا بالحرية له ولجميع المعتقلين.

 وأكد مغرد آخر أن "التطبيع سيظل خيانة ومحاولة الترويج له أمر مرفوض، ولن نقبل بممارسة القمع والسجن والترهيب على الدكتور عبدالله اليحيى، ما يثبت موقف حكومة آل سعود العدواني من القضية الفلسطينية".   وعلى نفس الوتيرة، كتب الإعلامي اليمني صلاح بن عمر بابقي أن اليحيى قال إنه بعد السبعين عاما لن يطمع أو يجامل أو يخاف، فكتب ضد التطبيع، لكنهم اعتقلوه.