مقاتلات "إف 35".. لماذا تعتزم أميركا بيع نسخة غير أصلية للإمارت؟
.jpg)
كشف موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي عن تحركات أميركية لتصميم نسخة جديدة من مقاتلات "إف 35"، لمنحها إلى الإمارات، بعد الخلافات الأخيرة بين الجانبين بشأن تسليم صفقة تشمل عشرات الطائرات.
ونقل الموقع، عن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قولها في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2021، إن الإمارات هددت بإلغاء صفقة شراء 50 مقاتلة من طراز "إف 35" وطائرات مسيرة من طراز "ريبر"، بقيمة 23 مليار دولار، بسبب "متطلبات تقنية، وقيود تشغيلية سيادية، وتحليلات لجدوى التكاليف أدت إلى قرار إعادة النظر".
وعقدت الصفقة إبان إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وكان ينظر إليها على أنها مكافأة لتطبيع الإمارات علاقاتها مع إسرائيل في 2020، لكن مع قدوم جو بايدن إلى البيت الأبيض علقت الصفقة للمراجعة، على خلفية السجل الحقوقي الأسود لأبوظبي.
كما تخشى واشنطن على اختراق تقنيات المقاتلة الأكثر تطورا بالعالم من الاستثمارات الصينية المتزايدة في الإمارات، لا سيما في الأشغال في مرفأ قريب من العاصمة أبوظبي.
نسخة جديدة
وأشار الموقع الإيطالي إلى تسلم شركة لوكهيد مارتن الأميركية المصنعة للمقاتلات عقدا بقيمة 50 مليون دولار من وزارة الدفاع "بنتاغون" لتصميم وتطوير نسخة جديدة من طائرات إف 3مصممة خصيصا لعميل أجنبي غير محدد.
وأضاف أن الشركة قد تكون طلبت من حكومة الولايات المتحدة "تقليص" مميزات الطائرة من خلال إعادة تصميمها دون تزويدها بأكثر إلكترونيات الطيران "حساسية"، كما يحدث تقريبا مع كل الإصدارات المعدة للتصدير إلى الخارج.
لا سيما عقب إعلان الرئاسة الفرنسية توقيع الإمارات اتفاقية لشراء 80 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" و12 طائرة مروحية من طراز "كاراكال"، خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى أبو ظبي في 3 ديسمبر 2021.
والغاية من وراء ذلك وفق الموقع تجنب فقدان حليف ثمين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، خصوصا وأن الإمارات تستضيف قوات أميركية داخل قاعدة الظفرة الجوية المهمة.
وستحمي الشركة بهذا الحل نظام البرمجيات لشبكة مقاتلات إف 35 من الهجمات الصينية والروسية، كما ستحافظ في نفس الوقت على العلاقات مع الإمارات.
كما كشف "إنسايد أوفر" عن هالة كثيفة من الغموض تكتنف حاليا برنامج التطوير للنسخة الجديدة ولا يعرف إلى حد اللحظة هوية هذا العميل الأجنبي رسميا، ولا نوع التعديلات التي سيتم إجراؤها على المقاتلة الأصلية.
فيما اكتفى بيان صادر عن البنتاغون في 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 بذكر أن شركة لوكهيد مارتن ستنفذ الأعمال الهندسية والأنشطة الأخرى المتعلقة بتصميم وتطوير نسخة جديدة من المقاتلة الشبح كجزء من مشروع مدته خمس سنوات سيستمر إلى غاية عام 2026.
تغيرات تقنية
ونقل الموقع عن خبراء أنه لا يتوقع أن يكون الإصدار الجديدة للطائرة المقاتلة مختلفا كثيرا عن الإصدارات السابقة على غرار "إف 35 بي" وكذلك "سي".
لكن ستجري مراجعة إلكترونيات الطيران للأنظمة الفرعية بالطائرة، كما حدث مع الإصدار الأول من المقاتلات المصنعة لصالح إسرائيل.
وذكر الموقع أن الإصدار الإسرائيلي من إف 35، عرف تغييرات مهمة على إلكترونيات الطيران الفريدة من نوعها، خاصة "نظام القيادة والسيطرة والاتصالات والحاسب الآلي والاستخبارات C4I".
وسمحت التغييرات لسلاح الجو الإسرائيلي بتركيب أنظمة إلكترونيات طيران وجراب حرب إلكترونية محلية الصنع في المقاتلة.
وفيما يتعلق بالتعديلات المحتملة بالإصدار الإماراتي، رجح الموقع الإيطالي أن تعمل شركة لوكهيد مارتن على تطوير نسخة من الطائرة تختص بدور الاعتراض في الأجواء جو-جو، لا سيما وأن عددا من البلدان التي لديها أو ستتزود بإف 35، تستخدمها بشكل رئيس لاعتراض مقاتلات أخرى.
فعلى سبيل المثال، ستتسلح سويسرا بالمقاتلة لتحل محل مقاتلاتها من طراز إف 18 التي تستخدم في المقام الأول للدفاع الجوي مع محافظتها على دور الهجوم على أهداف أرضية.
كما قد تطالب دول مثل الدنمارك وسنغافورة وبلجيكا أيضا بدور جو-جو أكثر وضوحا مع الحفاظ على قدرات توجيه ضربات من الجو، وفق "إنسايد أوفر".
ولفت الموقع إلى أنه لمعرفة المزيد حول هوية البلد المعني بشراء النسخة الجديدة من مقاتلات إف 35، سيتعين انتظار نشر إشعار مقترح عقد البيع من قبل وكالة التعاون الأمني الدفاعي، وحتى ذلك الحين تظل كل الاحتمالات على الطاولة.