مع قرب اجتياح رفح.. جامعات الغرب تحتضن معاناة غزة وتفضح التواطؤ العالمي

منذ ١٢ يومًا

12

طباعة

مشاركة

في الساعات الـ24 الأخيرة، سيطر على منصة “إكس” حديث بشأن زيارة غريبة أجراها وفد مصري إلى إسرائيل، وآخر عن توسع تمرد الطلاب بالجامعات الأميركية ضد حكومة بلدهم المتواطئة في الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

وقدم ناشطون قراءات مختلفة بشأن زيارة الوفد المصري الأمني وربطها البعض بمباحثات الهدنة لوقف إطلاق النار، وآخرون ربطوها بقرب اجتياح رفح.

بالتزامن تتوسع دائرة الاحتجاجات الطلابية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي والداعمة لغزة والرافضة لدعم الكيان في أميركا وبدأت تنتقل لدول وجامعات أوروبية.

إذ تتواصل لليوم العاشر على التوالي في مختلف الجامعات الأميركية المظاهرات وسط محاولات لقمعها واعتقال مئات الطلاب والأكاديميين بطريقة مهينة.

ففي برلين، أزالت الشرطة مخيم اعتصام مؤيد لفلسطين ورافض للحرب على غزة، أقامه نشطاء خارج مبنى البرلمان لمطالبة الحكومة بوقف صادرات الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي.

وأشاد ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزة، #تل_ابيب، #تمرد_طلاب_أمريكا، بالانتفاضة الطلابية في مختلف الجامعات الغربية، مستنكرين استمرار الخذلان العربي.

مبادرة مصرية

وفي قراءة لمبادرة مصرية جديدة لوقف إطلاق النار بغزة، قال الباحث علي أبو رزقي، إن ذهاب مصر إلى تل أبيب يرجع إلى تلويح الولايات المتحدة بتحييد الدور القطري كوسيط في انتزاع تنازلات من المقاومة.

وأوضح أن مصر عادت بمبادرة جديدة بسبب تحرر المقاومة الفلسطينية من التهديدات المتكررة باجتياح رفح بافتراض أن الاحتلال سيفشل في تحقيق أهدافه كما فشل في خانيونس وبقية مناطق القطاع.

ورصد أبو رزقي من بين أسباب عودة مصر بمبادرة جديدة، تصاعد الاحتجاجات في الجامعات الأميركية ووصولها إلى عدد من الدول الأوروبية.

ولفت إلى تخوف قيادات كبيرة في المخابرات المصرية من أن اجتياح رفح سيكون له تداعيات أمنية خطيرة على المدن الحدودية وعلى مواطني شمال سيناء على وجه الخصوص، التي يسكنها عشرات أو مئات آلاف المصريين من أصول فلسطينية.

ومع ذلك، قال أبو رزقي، إن هذا لا يعني تراجع الاحتلال عن اجتياح رفح، فهناك تقدير لدى قيادة المقاومة أنه سيفعلها، هذه الخطوة من مصر قد تكون آخر محاولة تفاوضية بهذا الإطار.

واتفق الباحث سيف الإسلام عيد، مع كل الأسباب التي ساقها أبو رزقي لعودة مصر بمبادرة جديدة لوقف إطلاق النار، مضيفا إليها دخول تركيا على الخط ومحاولة لعب دور الوسيط.

وعرض الإعلامي أحمد حسن الشرقاوي، ما جاء في الصحف العبرية والأميركية حول كواليس اجتماعات تل أبيب، موضحا أن تل أبيب أبلغت الوفد المصري أنها  جادة للغاية بشأن تنفيذ عملية واسعة النطاق في رفح في أسرع وقت.

ولفت الشرقاوي، إلى أن المصريين يظهرون رغبة كبيرة في ممارسة الضغط على حماس ودفع الصفقة، على خلفية مقترحات خطيرة للغاية من وجهة نظر إسرائيل للتقدم في تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في رفح.

وأوضح أن الاقتراح المصري الجديد يدعو لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على مرحلتين بفارق 10 أسابيع مقابل أسرى فلسطينيين، ووقف لإطلاق النار يستمر لمدة عامين.

وسخر محمود عبدالشافي، من ترويج لإنجاز الوفد المصري في تل أبيب عبر التوصل لتفاهمات بشأن صفقة تبادل الرهائن وأن الكرة الآن في ملعب حماس لمنع الهجوم على رفح، مقدما لهم تصريحا لعضو بالكابنيت نقلته عنه هيئة البث الإسرائيلية قال فيه إن "نتنياهو لا يريد التوصل إلى اتفاق على الإطلاق ويوجد الصعوبات ويضع العراقيل".

وأشار الكاتب أبو علي الديراني، إلى شن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش هجوما على رئيس الوزراء الإسرائيلي على خلفية مفاوضات الوفد المصري في تل أبيب بشأن مقترح تقدمت به القاهرة حول اتفاق هدنة في غزة.

ولفت إلى أن سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ"استسلام إسرائيلي خطير وانتصار رهيب لحماس" .

حراك الجامعات

وتحت عنوان "حراك الجامعات.. ثورة ضد المنظومة"، ذكر السياسي أحمد رمضان، بأنه قال قبل أشهر إن غزة شرارة ستُشعل ساحات عدة، ومن يدعم نتنياهو وحربه فسيكون أول من يُلدغ.

وأضاف أن إدارة بايدن تجاهلت تداعيات دعمها للعدوان، واعتقدت أنها نجحت في منع التصعيد، وأنَّ ذبح أطفال غزة ونسائها سيمرُّ دون ردٍّ.

واستدرك: لكن حراك الجامعات الأميركية الأكبر منذ 6 عقود، هو في ذاته تعبير عن رفض المنظومة الغربية التي تعاني انفصاماً بين الأقوال والأفعال، وانحيازاً فظَّاً إلى العنصرية والاستيطان والاحتلال.

وأشار رمضان، إلى أن ثورة الطلبة رفضٌ للسياقات الاجتماعية، والنظام السياسي، والهيمنة الاقتصادية، وتعبير عن نفاد صبر الشعوب إزاء دعم النظم الإحلالية الاستعمارية، وتكميم الأفواه، والاعتقالات التعسفية.

وقال: "افتحوا أعينكم جيدا على ثورة الطلبة في الجامعات الأميركية والغربية، فهي بداية التغيير الجدِّي في النظام العالمي في نقطة المركز، والذين ترونهم اليوم في مخيمات الاعتصام، هم أصحاب القرار وقادة المستقبل، وستكون لهم كلمة، وسيكون لهم شأن".

وأكد المحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن جامعات أميركا عززت إرباك الغزاة وراعيهم الأميركي، موضحا أن الأمر يظهر في هوس بلينكن وعصابة الصهاينة في واشنطن وتل أبيب بصفقة الهدنة والتبادل، معطوفة على هوس "رفح" واجتياحها.

وتساءل: “إذا كان اجتياح رفح (ترياقا) لصداعهم الهستيري، فلماذا يواصلون تحذير (حماس) منهم، كأنهم خائفون عليها؟!”.

وأجاب: "طبعا يريدون أسراهم دون وقف الحرب!، وحين رفضت حماس زاد صداعهم، ففاجأتهم الجامعات بما لم يحتسبوا".

وتابع: "صراعاتهم اليومية تفضحهم، وكابوس الطوفان يلاحقهم دون هوادة، وسيواصل ملاحقتهم دون توقف، لقد جعل فلسطين أيقونة العالم، وهُم شيطانه المنبوذ".

وكتب المراسل أنس الشريف، أن الإعلام الغربي والإسرائيلي أخفقا في تضليل الرأي العام، خاصة بين طلاب الجامعات في الولايات المتحدة.

وأضاف: هذه الحركة الطلابية تعكس رفضا واضحا للسياسات المنحازة للعدوان على غزة، وتمهد الطريق لتغيير الصورة النمطية السائدة حول القضية الفلسطينية، مُسلطةً الضوء على معاناة شعبنا تحت وطأة الاحتلال.

وقال الكاتب محمد البغلي، إن الحراك الطلابي العالمي في الجامعات الأميركية والفرنسية جاء كالزلزال على عقود من سيطرة الصهاينة على الإعلام الغربي، مؤكدا أن جيل غربي جديد لا يعترف بالرواية الصهيونية ولا يتعاطف مع أكاذيبهم ولا يصدق تلفيقاتهم.

اتساع الدائرة

فيما عرض الأكاديمي فارس المصري، مقطعين فيديو الأول يوثق إزالة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين أقامه نشطاء خارج مبنى البرلمان الألماني لمطالبة الحكومة بوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل وإنهاء تجريم حركة التضامن مع الفلسطينيين، والثاني لاعتصام طلبة جامعة "سيونس بو" الفرنسية.

وأشار الكاتب الدكتور إبراهيم حمامي، إلى أن طلاب عدة جامعات بريطانية يتظاهرون ضد الإبادة الجماعية وجرائم الحرب الإسرائيلية، بعد الجامعات الأميركية.

وأكد الإعلامي عبدالله مهيوب، توسع رقعة المظاهرات في أميركا لتصل إلى ولاية تكساس وولاية كالفورنيا ولا تزال تتوسع في الجامعات الأميركية، وتنتقل إلى أوروبا بالتحديد في العاصمة الفرنسية باريس، وكذلك ألمانيا وأنباء عن مظاهرات في العديد من الجامعات الايطالية.

خذلان عربي

وتنديدا بالخذلان العربي، عرض المغرد تامر، صورا توثق الحراك الطلابي المناهض للاحتلال الإسرائيلي في عدة جامعات غربية "هارفارد، كولومبيا، تكساس"، متسائلا: “أين النخبة العربية، وجامعات الضفة الغربية من كل ذلك؟”

وتعجبت الإعلامية مايا رحال، من الصمت المدوي من العرب، بينما الشعب الأميركي ينتفض لأجل غزة، والحراك الطلابي بالجامعات الأميركية ينتقل عدواه من جامعة لأخرى كلهم ينتفضون لأجل غزة.

وتساءلت: "أين العرب من ثورة أوروبا لأجل غزة، أين الجامعات العربية كي تنتفض لأجل غزة، عليك أن تكون أوروبيا لا عربيا لنصرة غزة".

وكتب أحد المغردين: "مش عيب يا طلاب العرب تعطون شرف الدفاع عن غزة وفلسطين لطلاب الجامعات الأميركية وأنتم تتفرجون على إخوانكم يبادون في غزة !! عار عليكم.. أين صحوتكم.. الله المستعان.. اكسروا حاجز الخوف من الأنظمة .. فالله أحق أن تخشوه!".

ورأى يحيى الخالدي، أن الحراك في الجامعات الأميركية يطرح سؤالين أحدهما يتقدم على الآخر: “أين الأطر الطلابية في الجامعات الفلسطينية؟ بعيداً عن أي مبررات، أين الطلبة العرب والمسلمين؟”

وقال الكاتب أحمد إحسان: "مخجل أن يتحرك ضمير الإنسانية في الغرب وفي أميركا بالذات للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية والتدمير في غزة بينما العرب في سبات عميق!"، متسائلا: "أين تحرك الجامعات العربية ؟!".