إبادة في رفح وبطولة بخانيونس وخيانة في الضفة.. مقاومة غزة ثابتة بالميدان

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

تتسارع وتيرة التطورات الميدانية في قطاع غزة وسط تحركات سياسية للوصول إلى هدنة خلال شهر رمضان، فيما يتواصل الخذلان العربي، وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية مشغولة باستهداف المقاومين في الضفة الغربية.

في جنوب ووسط قطاع غزة تواصل قوات الاحتلال تكثيف عمليات القصف في مناطق صنفتها على أنها "آمنة" سابقا، وسط تحذيرات دولية من اجتياح رفح (جنوب) التي يوجد بها مئات الآلاف من النازحين.

فيما أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس- عن تفجير منزل تم تفخيخه مسبقا بعبوتين مضادتين للأفراد في قوة صهيونية راجلة مكونة من سبعة جنود وإيقاعهم بين قتيل وجريح في منطقة السطر شمال خانيونس. 

وجراء ذلك التفجير أعلن جيش الاحتلال مقتل 3 عسكريين وإصابة 14 آخرين بينهم 5 بحالة خطيرة من كتيبة 450 التابعة للجيش.

 وتعقيبا على مقتل الجنود الثلاثة قال متحدث جيش الاحتلال دانيال هغاري، إن "القتال في خانيونس صعب". وبذلك يرتفع عدد القتلى في صفوفه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 585، و245 منذ بدء العملية البرية في الـ27 من الشهر ذاته.

وفي الضفة الغربية، تواصل قوات الاحتلال حملة اقتحاماتها الليلية التي دأبت على تنفيذها بالتوازي مع تكثيف العدوان على غزة، واقتحمت مساء 2 مارس، وحتى صباح اليوم التالي قرى في جنين وقلقيلية وبيت لحم، إضافة لاقتحام مدينة نابلس شمالي الضفة.

ووقعت اشتباكات مسلحة بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ومقاومين في مخيم جنين بعد محاولة اعتقال أمن السلطة المقاوم المطارد من قبل الاحتلال والأسير المحرر قيس السعدي، في حي الهدف بالمخيم، ما أدى إلى إصابته برصاص عناصر أمن فلسطينيين.

وفي خضم ذلك، نفذت القوات الأميركية عمليات إنزال مساعدات جوا فيما قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن كمية المساعدات التي تصل إلى غزة ليست كافية، متعهدا "بالاستمرار في بذل كل ما في وسعه" لتوفير المزيد منها، في وقت يتفاقم فيه الجوع ويودي بأرواح العشرات.

تلك الأحداث الميدانية والسياسية، تفاعل معها ناشطون على منصة إكس، في وسوم عدة أبرزها #رفح، #خانيونس، #خان_يونس، وغيرها.

واستنكر ناشطون حديث الرئيس الأميركي عن الإنزال الجوي للمساعدات وعن احتياجات القطاع بينما لا يزال يواصل دعم الكيان بشتى الطرق، وعدوا الإنزال دليل عجز وضعف أمام التعنت الإسرائيلي، وسلطوا الضوء على تناقض الموقف الأميركي.

قصف رفح

وإعرابا عن الغضب من قصف رفح، عرض الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، مشاهد مرعبة من اللحظات الأولى للمجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب المستشفى الإماراتي غرب رفح بعد قصفه خياما وتجمعا للأهالي.

وبث الصحفي السوري قتيبة ياسين، مقطع فيديو لطفل يبكي بحرقة بعد استشهاد شقيقه بالقصف الإسرائيلي الذي استهدف مدخل المستشفى الإماراتي في رفح وراح ضحيته العشرات بين شهيد وجريح.

وروى الطفل: "قال لي سأذهب وأعود بسرعة وقلت له لا تبتعد".

ونشرت المغردة نور صورة جثامين توأم لأم فلسطينية ولدا في الحرب بعد حرمانها أحد عشر عاما من نعمة الأطفال، واستشهدا نتيجة قصف للاحتلال على منزل عائلة أبو عنزة شرق رفح.

وكتبت المغردة دعاء: "مجزرة هي كلمة كان العالم العربي عندما يسمعها بداية العدوان لا ينام ليلته! إسرائيل قبل ساعات أبادت عائلة كاملة بلحظة، إسرائيل أبادت آلاف العائلات في مجازر جماعية وهم في منازلهم"، عارضة صورا لجثامين شهداء عائلة أبو عنزة شرق رفح.

وأشارت الكاتبة والحقوقية ماجدة محفوظ، إلى أن الاحتلال استهدف الكوادر الطبية، لافتة إلى استشهاد المسعف عبدالفتاح أبو مرعي وهو على رأس عمله داخل المستشفى الإماراتي بحي تل السلطان غرب رفح، بعد القصف الإسرائيلي.

المقاومة تنتصر

وعن المعارك في خانيونس وانتصارات المقاومة، أشار الصحفي الفلسطيني محمد حميد، إلى إعلان مقتل ثلاثة جنود في معارك قطاع غزة، بالإضافة إلى إصابة 14 جنديا، منهم 5 بجراح خطيرة، جرّاء تفجير القنبلة.

ونقل عن المتحدث باسم جيش الاحتلال قوله إن القتال صعب جدا في خانيونس، مؤكدا أن المدينة التي صب عليها آلاف أطنان المتفجرات، وقال المجرم بنيامين نتنياهو -رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي- منذ أسبوعين بأنه فكك كتائب القسام فيها، مازالت ترابها تبتلع جنود الصهاينة بعد أكثر من 90 يوما من القتال.

وعرض الكاتب والصحفي ياسر أبو هلالة، رواية موقع واينت العبري عن تفخيخ المبنى والتفاصيل الكاملة لحادثة سقوط ثلاثة من مقاتلي كتيبة الإصلاح في خانيونس بعد وقت قصير من وصول لواء البصالح إلى القطاع وبدء مهاجمته.

وأكد تطابق رواية القسام مع رواية العدو في تفجير المبني، ووقوع ثلاثة قتلى مقابلهم أضعاف من الجرحى الذين يحتفظون بعاهات جسدية ونفسية لا تزول، قائلا إن هذه المعارك بعد شهور من الحصار المطبق وأطنان القنابل جوا وبرا وبحرا، وهذا قتال لم تعرفه البشرية.

وأكد السياسي أحمد رمضان، أن خسائر جيش الاحتلال أضعافُ ما اعترف به، ونخبة قواته تصدَّعت، وألوية جولاني وجيفعاتي والمظليين أُذلَّت.

ازدواجية أميركية

وعن ازدواجية المعايير لدى الإدارة الأميركية، قال مدير معهد لندن للإستراتيجية العالمية مأمون فندي، إن سياسة بايدن: "الغذاء مقابل القنابل.. نقوم بإسقاط أكياس الطعام على غزة ونسمح بنقل الأسلحة إلى إسرائيل لقصف شعب غزة".

وخاطب في تغريدة أخرى، الرئيس الأميركي قائلا له: "من فضلك لا ترسل غذاء من الجو، فقط أوقف قنابلكم من الجو".

وأكد المدير التنفيذي السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش كينيث روث، أن بايدن يسقط المواد الغذائية (باهظة الثمن وغير فعالة ومن المحتمل أن تكون خطيرة) لأنه لن يربط المساعدات العسكرية الأميركية الضخمة ومبيعات الأسلحة بإنهاء إسرائيل عرقلتها لمعظم عمليات تسليم المساعدات البرية. 

وعلق الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية محمد إلهامي، على مقطع فيديو لتحضير وإنزال 38 ألف وجبة جوا لأهالي غزة في يوم الثاني من مارس/آذار، قائلا: "فقرة استحمار الشعوب العربية".

وسخر الأديب والمفكر عمار علي حسن، من قول بايدن إن كمية المساعدات التي تصل إلى غزة ليست كافية، قائلا: "يقتل القتيل ويمشي في جنازته".

وحث السياسي المصري محمد البرادعي، على النظر إلى القرار الأميركي الأخير بالإنزال الجوى للمساعدات الإنسانية لغزة في سياقه، حيث يأتي في أعقاب إصرار الولايات المتحدة على عرقلة وقف إطلاق النار، مع الإدراك التام أن العواقب ستكون كارثية.

وأشار إلى أن الإنزال الأميركي يأتي أيضا في أعقاب قرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية بإلزام اسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية الكافية إلى غزة، وبعد مرور خمسة أشهر على بدء الحرب.

ولفت البرادعي، إلى أن القرار الأميركي يأتي مع وجود نصف مليون إنسان على شفا المجاعة، وبينما الأطفال يموتون جوعا بالفعل، قائلا: "لا تزال الولايات المتحدة ترفض وقف إطلاق النار".

الضفة الغربية

وتحت عنوان "أشاوس السلطة في عملية بطولية!!"، عرض الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، ملاحقة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية مطاردا لقوات الاحتلال في جنين.

وسخر قائلا: "لا يتردّدون في الاختباء حين يداهم جيش الاحتلال ويعربد مستوطنوه.. مهمّتهم هي مطاردة المقاومة، وليس مواجهة العدو وغطرسته.. سلطة صُمّمت لخدمة الاحتلال، مع ستر العورة بهجائه!.. إنه إدمان العارْ."

وقالت الصحفية والكاتبة وجيدة بوعبدالله: "أجهزة أمن فلسطينية تطارد مقاومين في جنين…يا شماتة الصهاينة".

ووصفت الصحفية نجوى ضاهر، ما يحدث في الضفة الغربية بأنه "مهزلة سلطة العار".

وقالت: "في الوقت الذي تتكثف فيه الغارات الجوية والأحزمة النارية على قطاع غزة تجرى اشتباكات مسلحة بين أجهزة التنسيق الأمني المدنس المقاومين في مخيم جنين حيث اصيب الأسير المحرر قيس السعدي على يد الأمن الفلسطيني خلال محاولة اعتقاله بمخيم جنين".

الكلمات المفتاحية