عشائر غزة ترفض تنصيبها بديلا للمقاومة.. وناشطون يشيدون ويرصدون الدلالات

يواصل الاحتلال لليوم الـ160 على التوالي شن غاراته على مناطق متفرقة من القطاع
احتفى ناشطون على منصة إكس، برفض عائلات في قطاع غزة أي تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي أو الأمم المتحدة إلا عبر الحكومة والأجهزة الأمنية في القطاع، من أجل تنظيم عملية إدخال وتوزيع المساعدات.
رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في المحافظات الجنوبية من قطاع غزة، أبو سلمان المغني، كشف عن إجراء الاحتلال وجهات إقليمية ودولية اتصالات بالعشائر لتكون بديلا عن الجهات الحكومية.
وأكد في تصريحات صحفية أن موقف العشائر ثابت وواحد لا يمكن أن يتغير، وهو أن جميعها وأنا أتحدث باسمهم جميعا، لا يمكن أن تقبل بأن تكون بديلا عن الحكومة، مضيفا "لن نكون بديلا عمن اختاره شعبنا ممثلا له، وسنظل مع اختيار شعبنا حتى إجراء الانتخابات".
فيما أفادت مصادر في تصريحات صحيفة أن وجهاء عائلات غزة أبلغوا مسؤولين أمميين باجتماع عقد في 13 مارس/آذار 2024، رفضهم أي تعاون إلا عبر حكومة القطاع، موضحين أن منسق أعمال حكومة إسرائيل بالقطاع تواصل شخصيا مع وجهاء القطاع، لكن عرضه رفض.
وبدورها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية حماس بالموقف الوطني المسؤول لعائلات وعشائر غزة ورفضها التجاوب مع "المخططات الخبيثة" للاحتلال الصهيوني الهادفة إلى خلق أجسام تنسيقية شاذة عن الصف الوطني الفلسطيني.
وأثنت في بيان لها صادر في اليوم ذاته، على دعم العائلات والعشائر للمقاومة والحكومة وأجهزتها الشرطية والأمنية، ورفضها محاولات الاحتلال العبث بالصف الوطني الفلسطيني، واصفة موقف العائلات والعشائر بـ"الأصيل".
وأكدت حماس، أن موقف العائلات والعشائر "يثبت وحدة وتماسك مجتمعنا الفلسطيني خلف خيار المقاومة والوحدة الوطنية والدور المحوري الوطني الذي تلعبه، كصمام أمان للجبهة الداخلية، وحماية ظهر أبنائهم الميامين في المقاومة".
يأتي التفاف الاحتلال على العشائر بزعم تمرير المساعدات، بينما أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن أكبر مستودعات المساعدات التابعة لها في رفح جنوبي القطاع تعرض للقصف، مما أدى إلى إصابة العشرات.
كما يواصل الاحتلال لليوم الـ160 على التوالي، شن غاراته على مناطق متفرقة من القطاع، ويستهدف الجوعى ممن ينتظرون المساعدات.
وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزة_تقاوم، #غزة_تنتصر، #طوفان_الأقصى، #حماس، وغيرها، عن سعادتهم بموقف عائلات ووجهاء غزة، وإفشالهم جهود الاحتلال لتشكيل مليشيا من العائلات بعد فشلها في الحسم العسكري أمام المقاومة.
ورأوا أن موقف عائلات غزة دليل على أن المقاومة لا تزال تحتفظ بحاضنتها الشعبية، ولا يزال الشعب متشبثا بها ومؤيدا لتحركاتها ولعملية طوفان الأقصى التي أطلقتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رفضا للعدوان الإسرائيلي وانتصارا للمسجد الأقصى.
إشادة وثناء
وإشادة بموقف القبائل ووجهاء غزة، عرض رئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده، ردهم: "احنا بنقدرش نكون بديل للأمن والشرطة ولا المؤسسات الدولية ولا بنقدر نعفيكم من مسؤوليتكم، الشرطة ولادنا واحنا بنأمن عليهم يحافظوا على المساعدات، احنا بنتعاملش مع الاحتلال لا بمساعدات ولا بغيره، بدكمش تدخلوا مساعدات بلاش هذا حيرتد على الاحتلال".
وعلق الكاتب السياسي والباحث المختص بدراسات الفكر الإسلامي وسام العامري: "يا ليت وجهاء شعب العراق واليمن ومصر والسودان وسوريا وليبيا وتونس ولبنان وبقية الفلسطينيين في الضفة والداخل والشتات يتعلموا ولو قليلا من وجهاء شعب غزة الحر الذي لا يقبل الضيم ولا يرضى الدنية في دينه لأجل متاع من الدنيا قليل وهي فانية زائلة".
وأشاد الناشط السياسي عبدالكريم قاسم، برفض ومواجهة وجهاء العشائر في غزة محاولات العدو الصهيوني استمالتهم، وعده بمثابة دليل على التفافهم خلف المقاومة والأجهزة الأمنية في القطاع ورفضهم للاحتلال الصهيوني.
وعد محمد هلال رفض وجهاء عائلات غزة عرضا إسرائيليا للتعاون وتوزيع المساعدات، بأنه "أثمن ما فعله وجهاء وشيوخ القبائل العربية الأصيلة فى الحرب وتحت القصف".
وقال: "أنتم ورب الكعبة رجال، أنتم ورب الكعبة أحفاد الصحابة، أنتم ورب الكعبة ملح العرب والمسلمين، وليس لنا طعم من دونكم، الحمدلله لم ولن يفسد ملحنا، اللهم نصرك الذي وعدت، صبراً آل غزة، فإن موعدكم النصر".
دلالات وبراهين
ورصدا لدلالات موقف العشائر، رأى الكاتب والمتخصص في علوم التاريخ والحضارة محمود سالم الجندي، موقفهم بمثابة استفتاء جديد للمقاومة، وتأكيد على صلابة الحاضنة الشعبية التي تلتف حولها بالرغم من كل ما حدث.
وأضاف أن موقف عوائل غزة رسالة لكل الصهاينة العرب مضمونها "مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ"، داعيا "اللَّهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَمْرًا رَشِيدًا".
وقال الصحفي الفلسطيني إسماعيل الثوابتة، إن العشائر الفلسطينية اليوم لقنت الاحتلال "الإسرائيلي" درسا قاسيا.
وأوضح أن الاحتلال أراد ضرب النسيج الفلسطيني باستبدال وتغيير الواقع؛ لكن العائلات والعشائر رفضت التجاوب مع مخططات الاحتلال الخبيثة، وموقفها يؤكد على دعم المقاومة والحكومة وأجهزتها الشرطية والأمنية ويثبت وحدة وتماسك مجتمعنا الفلسطيني خلف خيار المقاومة والوحدة الوطنية.
وعد مختار عيدوتي، موقف مخاتير ووجهاء ورؤساء عشائر غزة المساند لوحدة الصف وللمقاومة الفلسطينية المسلحة صفعة مؤلمة للأعداء وانتخابات سابقة لأوانها واستفتاء عاما للشعب الغزاوي حول خيار المقاومة، موضحا أن النتيجة جاءت فوزا ساحقا للمقاومة على كل البدائل الأخرى المطروحة أو المدسوسة.
وأكد في تغريدة أخرى، أن فلسطين ليست السعودية ولا إيران ولا مصر، وليست مطروحة في مزاد الاستقطابات الإقليمية والدولية، قائلا: "ففلسطين الوطن هي البداية والنهاية بها تتحرر الأوطان وبدونها يجتاحها الاستعمار ولا تحرر للوطن في عمومه إلا بتحرر فلسطين من الاحتلال الصهيوني".
وكتب المغرد أبو مسعد: "أطمئنكم العشائر والعوائل مع حماس؛ السلطة لن تستطيع تجاوز الحركة، الأمريكان وميناوئهم لن يقفزوا على واقع غزة الذي تديره المقاومة، وفي العرف الوطني كل متعاون مع إسرائيل يعد خائنا، ومن يأتي على ظهر دبابة إسرائيلية يعامل معاملة العملاء، شعبنا قبل التحدي ويواجه الاحتلال".
فشل الاحتلال
وبرز الحديث عن فشل الاحتلال على الأصعدة كافة، إذا قال الكاتب إبراهيم المدهون، إن الاحتلال فشل باغتيال قادة الحركة وكتائب القسام في غزة، ومازالت أجهزة المقاومة تعمل بفعالية واقتدار على الأرض، منها الكامن ومنها العامل المتحرك.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني يحتضن مقاومته رغم المآسي وإجراءات الاحتلال غير المسبوقة، لهذا يهدف الجيش الإسرائيلي إلى ضرب الأمن عبر استهداف لجان العمل الشعبي والطوارئ والشرطة، واغتيال كوادرها، لنشر الفوضى والفلتان الأمني.
وأكد المدهون، أن الاحتلال لم يعرف أن الشعب العظيم منظم لا ينجر للفوضى، ففي انتفاضة ال 87، انتفاضة الحجارة، حُكمت غزة بالملثمين وبخاخة البوية وبيان الشهر، مشيرا إلى أن فصائل العمل الوطني كان لها دور مركزي في حفظ السلم الأهلي في ظل مقاومتها للاحتلال.
وتابع: "لا بديل عن الوطنية الفلسطينية إلا الخيانة، ومحاولات العدو نشر الفوضى فاشلة، فشعبنا الفلسطيني لن يهزم ولن ينجر لمخططات الاحتلال".
أوضح السياسي أحمد رمضان، أن حصاد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وجيشه بعد 6 أشهر هو تدمير 80 بالمئة من عمران غزة، وإبادة جماعية (110 آلاف شهيد وجريح)، وقصفُ جامعات ومشافٍ وبنى تحتية، قائلا: "لكن المقاومة صُلبة وتقاتل بكفاءة، وشعبُ غزة متماسك وصامد، والاحتلال أدرك أن حملته فشلت ويبحث عن اختراق".
وأشار إلى أن خطة الاحتلال منية، وفيها أسماء عربية، هدفها زرع فتنة وإحداث نزاع داخلي، وقد نُقل أشخاص من القطاع إلى فرقة غلاف غزة وتم الضغط عليهم للتعاون بشأن المساعدات، لكنهم رفضوا بشدة، ثم طلب الاحتلال من أجهزة فلسطينية التدخل، وأيضا فشلوا، والآن محاولة ثالثة بتواطؤ أممي، حظها تعثر أيضاً.
وقال رمضان: "رغم الدمار والمعاناة، لكن مقاومة غزة حاضرة بقوة في الميدان، ولديها سيطرة على الوضع، وعلى اطلاع بخطط الاحتلال ومن يتعاون معه، وما فشل نتنياهو في حصاده بعد نصف عام من العدوان لن يحصل عليه بألاعيب أمنية وسياسية".
وأشارت المغردة مريم إلى أن الاحتلال بعد أن فشل في كسر المقاومة وحماس بالذات بالرغم من تكاتف الحكام العرب الخونة التجأ الآن إلى ممارسة الفتنة بين أبناء غزة لتحريضهم ضد حماس.