الذكرى الثامنة لانقلاب الحوثي.. يمنيون ينبذون المليشيا ويطالبون بمحاسبتها

منذ ٨ أشهر

12

طباعة

مشاركة

في الذكرى الثامنة لانقلاب مليشيا الحوثي المسلحة المدعومة من إيران، على مؤسسات الدولة والشرعية اليمنية، أطلق ناشطون حملة إلكترونية كشفوا خلالها الدمار الذي خلفته الحرب وعرفوا بحالة المقاومة والرفض الشعبي للانقلاب ومناهضة داعميه.

في 21 سبتمبر/أيلول 2014، سيطر الحوثيون على صنعاء وأسقطت مؤسسات الدولة، بدعم إيران، ودخل على إثره اليمن في حرب بين القوات الموالية للحكومة والمليشيا، دعمها تحالفا عسكريأ عربيا بقيادة السعودية والإمارات.

وفي الحملة الإلكترونية التي أطلقت على موقع إكس (تويتر سابقا) تحت وسم #نكبة_اليمن_21سبتمبر، شارك مسؤولون بارزون في الحكومة الشرعية، وصحفيون وعسكريون وناشطون، وأصروا على توصيف الانقلاب الحوثي بأنه "نكبة" وليس ثورة كما تزعم المليشيا.

وصبوا جام غضبهم على الحوثي ووصفوها بأنها مجرد أداة بيد إيران لتنفيذ مشروع طائفي تدميري لليمن، داعين إلى محاسبة كل أفرادها وعناصرها المتورطين في الأزمات التي لحقت بالبلاد، والجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب اليمني. 

ورصد ناشطون عددا من الأزمات التي خلفتها نكبة 21 سبتمبر، منها انهيار الاقتصاد والتعليم والصحة وتفاقم الفقر والبطالة وزراعة الألغام وأدلجة الأجيال الناشئة وزيادة معدلات البطالة وتدهور العملة المحلية وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتهجير اليمنيين.

وعددوا جرائم المليشيا وعلى رأسها الاتجار بالمخدرات، وسلطوا الضوء على تقارير موثقة فضحت تجارتها وتحويلها المحافظات الخاضعة لسيطرتها إلى سوق رائجة لمختلف أنواع هذه الآفة.

مشروع إيراني

وتفاعلا مع ذكرى النكبة، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، إن اليمن تعرض في 21 سبتمبر 2014م لأكبر انتكاسة في تاريخها الحديث والمعاصر، "بعد أن اجتاحت مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران العاصمة المختطفة صنعاء وسيطرت على مؤسسات الدولة بقوة السلاح".

وأوضح أن ذلك في محاولة لإعادة الحكم الإمامي البغيض وفرض الوصاية من جديد على رقاب اليمنيين، وتحويل الأراضي اليمنية منطلق لتنفيذ السياسات التدميرية لطهران وأطماعها التوسعية في المنطقة.

ورأى الكاتب والباحث عبدالله إسماعيل، أن نكبة 21 سبتمبر أظهرت جماعة الحوثي كأداة قذرة في مشروع إيراني مدمر هدفه استلاب اليمن وتحويله إلى جبهة إيرانية متقدمة للإضرار بالعرب والجوار.

وأضاف أن الأحداث الأخيرة أوضحت الوجه الأقبح لهذه الأداة التي تعلن استعدادها لتقديم الشعب اليمني كضحايا لصالح الولي الفقيه.

وعرض في تغريدة أخرى صورة تظهر اليمن محطما، لافتا إلى أن الحوثيين يرقصون على أنقاض دولة، وينتشون على أشلاء شعب.

وقال الصحفي محمد الضبياني، إن نكبة 21 سبتمبر هي الهاوية التي اغتالت حاضر اليمن ومستقبل الطفولة، مؤكدا في تغريدة أخرى، أن الحوثية "نبتة إمامية دخيلة وطارئة وعداء دفين للقيم والهوية الوطنية اليمنية".

نكبة لا ثورة

ورفض ناشطون توصيف انقلاب الحوثي يوم 21 سبتمبر بأنه "ثورة"، وأصروا على أنها "نكبة" خلفت الدمار لليمن وتسببت في ظهور وانتشار أشكال الفساد والإفساد كافة، داعين إلى محاسبة ومحاكمة كل المتورطين فيها.

وأكد المحلل والخبير العسكري والإستراتيجي محمد عبدالله الكميم، أن الحوثي بنى ثروة ويؤسس لدولته العنصرية الطائفية، ولن يتوقف عن حروبه العبثية ولا مشروعه العابر للحدود، ولن يتخلى عن إيران ولن تتخلى عنه، ولن يتوقف إلا عندما يصل إليكم.

وقال الصحفي فؤاد التميمي: "لا علم ولا إنسان ولا تاريخ ولا دولة فى العالم يمكن أن يطلق على نكبة 21 سبتمبر أنها ثورة، حتى إيران نفسها لا تعدها ثورة لأنها ذات دوافع عصبوية طائفية استغلت حالة الانتقال الهش لمؤسسات الدولة  فأسقطت الدولة ومؤسساتها كعمل عصابات المخدرات ولصوص الغابات".

وبين أحد المغردين، أن الـ21 من سبتمبر يوم النكبة الوطنية الشاملة، وهو يوم اختارته مليشيا الحوثي الانقلابية بعناية بهدف سرقة وهج ثورة الـ26 من سبتمبر التي أطاحت بحكم الكهنوت، وهدمت خيمة الطبقية، وأعادت تعريف العلاقة بين الشعب والحاكم.

وأكد فاروق الصلاحي أن 21 سبتمبر نكبة على الشعب والتنمية والأمن، وعلى الحرية وأهداف سبتمبر، وعلى ثورة الشعب اليمانية، قائلا: "جمهوريتنا ووحدتنا سيادتنا كادت تولي من أفعال الإمامية".

وأكد الشيخ جمال المعمري، أن 21 سبتمبر يعد أكبر انتكاسة بتاريخ اليمن، الذي تضرب حضارته جذورها في أعماق التاريخ، متعهدا بأن الأحرار لن يتوقفوا عن النضال إلا بالقضاء على مخلفات الارتزاق الفارسي، ومحاسبة وملاحقة المليشيات الحوثية الإرهابية ومحاسبتها في كل ما اقترفته بحق اليمنيين، وفق قوله.

جرائم الانقلاب

وعدد ناشطون الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية التي خلفها انقلاب الحوثي، وأبرزها السماح لدول إقليمية بالتدخل في اليمن والعبث بمقدراته والطمع في ثرواته بمزاعم الانتصار لليمنيين والحفاظ على الشرعية.

ورصد فيصل المجيدي، عددا من تلك الأزمات، ومنها: "مناهج طائفية، فقر منتشر، ثروات منهوبة، نساء مختطفات، أطفال في الجبهات، صحفيون تحت تهديد الإعدام، 6 ملايين نازح ومشرد، أوبئة مستوطنة في أجساد اليمنيين، حظر التحصين، سرقة المرتبات، قتل على الهوية، مصادرة مؤسسات وشركات خاصة، بيع المشتقات النفطية في السوق السوداء".

وأوضح يوسف الطويلي، أن 21 سبتمبر، هو اليوم الذي أصبح فيه اليمن بلا كهرباء ولا مرتبات وارتفعت الأسعار وأصبحت كل متطلبات الحياة الأساسية صعبة على المواطن.

ولفت أحمد علي جبهان، إلى أن بطش المليشيا وانتهاجها العنصرية والمناطقية وإعادة اليمنيين قرونا إلى الوراء وفوق ذلك أخذها اللقمة من أفواه الجوعى أوجد حراكا متوقعا أشعل فتيله المعلمون المظلمون في صنعاء وهاهم يقودون ثورة غضب يحسب لها الحوثي ألف حساب.

وأكدت سميرة أحمد، أنه ليس بعد الانقلاب جريمة، فالحرب، والتهجير، والتفجير، ونهب الثروات، ورفع الأسعار، والاختطاف، ومصادرة الحقوق والحريات، وتعطيل الخدمات الأساسية من تعليم، وصحة، وكهرباء، ومياه، كلها تداعيات للجريمة الأم، جريمة الانقلاب.

وسخر محمد الجرادي، قائلا إن نكبه اليمن 21 سبتمبر هي الثورة الوحيدة في العالم التي قطعت المرتبات وضاعفت الأسعار 80 بالمئة عما كانت عليه، وفرضت الجبايات على مجتمع لا تقدم له شيء، وشيدت المقابر، وخلفت مئات الآلاف (قتلى، معاقين، جرحى، أيتام، أرامل) ومزقت البلاد ودمرت التعليم وصبغت البلاد بألوانها وشعاراتها المقززة.

تجارة المخدرات

وسلط ناشطون الضوء على تنامي تجارة المخدرات بشكل كبير في مناطق سيطرة الحوثي، مشيرين إلى أنها تهرب من طهران إلى داخل اليمن عبر المليشيا التي تتضخم أرصدة قيادتها من هذه التجارة غير المشروعة.

وكتب عبدالكريم التام: "لا يخفى أن إيران هي البؤرة الأساسية ومستنقع تهريب المخدرات الأساسي للمليشيا الحوثية الإرهابية والتي شكلت أبرز الأسباب خلف الثراء الفاحش والسريع لقياداتها".

وأكد الصحفي والحقوقي إبراهيم عسقين، أن تهريب المخدرات والاتجار بها مرتبط ارتباطا وثيقا بمليشيا الحوثي وضلوع قيادات فيها بتهريبها بأنواعها والمتاجرة بها وتسهيل المرور لها بكميات كبيرة.

وأوضح الصحفي عبدالله طربوش، أن مليشيا الحوثي كبقية أذرع إيران تنشط في تجارة المخدرات التي تعمل على استيرادها بطرق متعددة ووسائل متنوعة برعت في ابتكارها والاعتماد عليها لتمرير صفقات التهريب.

وأشار عبده مرشد، إلى أن اليمن بسبب 21 سبتمبر الأسود صار جسر عبور، لمرور الحشيش والمخدرات الإيرانية، إلى دول الخليج عبر محافظة صعدة، التي حولتها المليشيا الحوثية إلى مركز استلام وتسليم وتنسيق بين عصابات التهريب.