في حال خسر بوتين حرب أوكرانيا.. 3 خطوات ستعتمدها أميركا لخنق روسيا

قسم الترجمة | منذ ٧ أشهر

12

طباعة

مشاركة

يزداد المشهد الحالي صعوبة بالنسبة لروسيا، وذلك بعد إعلان دول البلطيق الثلاث، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، حظر دخول المركبات التي تحمل لوحات ترخيص روسية، كما انضمت فنلندا إلى هذا المعسكر. 

وفي الوقت نفسه، يستعد الاتحاد الأوروبي أيضا لإصدار حظر على واردات الألماس الروسي، وهو ما يعني أن الاتحاد سيفرض عقوبات مرة أخرى على موسكو، بعد غزو أوكرانيا.

وفي 24 فبراير/ شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية مشددة على موسكو، بينما تجميد أصولها في الخارج.

تأثير الحصار

وفيما يتعلق بصادرات أوكرانيا من الحبوب، أوضحت صحيفة "سوهو" الصينية أن سلطات كييف تتجاوز الحظر المفروض على مدينة أوديسا، وذلك عبر استخدامها ميناء ونستانتا الروماني لتصدير الحبوب.

وذكرت أنه "صُدر بالفعل من خلاله 9.2 ملايين طن، وهو ما من شأنه أن يقلل إلى حد كبير من تأثير الحصار الذي تفرضه روسيا على أوكرانيا في البحر الأسود".

أما الأمر الأكثر إثارة للخوف والقلق، في رأي الصحيفة، هو شروع أرمينيا، حليفة روسيا، في الاتجاه نحو الغرب.

وصرح رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، عدة مرات علنا بأن بلاده "لابد أن تسعى جاهدة للتقرب من الغرب".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "منذ وقت ليس ببعيد، دعت أرمينيا الجيش الأميركي لإجراء تدريبات عسكرية في يريفان نفسها".

جدير بالذكر أن أرمينيا عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي مع روسيا، وهو تحالف عسكري له معاهدة دفاع جماعي مماثلة لحلف شمال الأطلسي.

ومع ذلك، خلال حرب إقليم قره باغ، لم تتدخل روسيا بالقوة ضد أذربيجان لأن أرمينيا كانت في حالة حرب، وهو ما  أغضب يريفان بشدة، حسب "سوهو".

وبناء على ما سبق، خلصت الصحيفة الصينية إلى أن "الولايات المتحدة نجحت في مد يدها إلى جنوب القوقاز".

وحذرت من أنه "إذا لم تسارع روسيا في التحرك، فإن مشاكل جنوب القوقاز في المستقبل لن تحلها روسيا، لكنها ستُحل من خلال تدفق القوات الأوروبية والأميركية".

ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي يتعاون حاليا مع أذربيجان في استيراد الغاز الطبيعي، في ذات الوقت الذي بات فيه للولايات المتحدة علاقات أوثق مع أرمينيا.

وهو ما يعني أن بإمكان أوروبا والولايات المتحدة "التوسط بين أرمينيا وأذربيجان، وقد يتفاوض الأخيران على الطاولة التي أعدها الغرب لهما"، وفق الصحيفة.

من زاوية أخرى، ذكرت "سوهو" أن "الساسة الغربيين يمارسون ضغوطا على الولايات المتحدة لتزويد أوكرانيا بصواريخ تكتيكية وصواريخ مضادة للسفن"، مضيفة أن "الولايات المتحدة تدرس ذلك". 

وأتبعت: "ومن المتوقع أنه بمجرد حصول أوكرانيا على طائرات إف-16 وصواريخ هايماس التكتيكية، ستتحسن سريعا قدرات الضربات بعيدة المدى للجيش الأوكراني".

في مقابل ذلك، أفادت "سوهو" بأن روسيا تواجه مشاكل إزاء استهلاكها الحالي من القذائف المدفعية، كما أنه لم يستبعد وجود مشاكل في مجالات الصواريخ بعيدة المدى والطائرات بدون طيار وقذائف المدفعية.

تحمل الخسارة

وعن خسارة الحرب، أجابت الصحيفة: "من المؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يستطيع تحمل ذلك".

وتابعت: "وبسبب هذا الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وصلت العلاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي إلى نقطة التجمد".

وتدليلا على المشاكل الإضافية التي تواجه روسيا، جددت الصحيفة ذكرها لانضمام بولندا المجاورة إلى حلف شمال الأطلسي، وكذلك بدء أرمينيا اقترابها من الولايات المتحدة، لافتة إلى أن مرتزقة فاغنر كانوا منقسمين أيضا.

وأردفت: "وحتى في المناطق التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا، فإنها أيضا غير قادرة على تحقيق عمليات اقتصادية طبيعية، ولا يزال القتال مع الجيش الأوكراني هو المهمة الرئيسة في مدن دونباس وزابوروجي وخيرسون".

وأكملت: "وليس هذا فحسب، فقد كثف الجيش الأوكراني الآن هجماته على شبه جزيرة القرم، الأمر الذي أجبر روسيا على تعزيز انتشارها العسكري والاستثمار في الأسلحة والمعدات على خطوط دفاع متعددة".

وخلصت إلى أنه "على المدى الطويل، سيكون استهلاك الطاقة الوطنية في روسيا كبيرا للغاية، وفي غياب الدعم الخارجي، والاعتماد على الموارد الروسية فقط للصمود على هذا النحو، فحتى لو ألغيت أوكرانيا، فإن روسيا لن تكون أفضل حالا كثيرا".

وشددت الصحيفة على أن "الولايات المتحدة ستخنق روسيا بشدة بمجرد فشلها".

واستدلت على ذلك بعدة نقاط، "أولا، إذا فشلت روسيا في تحقيق النصر في ساحة المعركة الأوكرانية، فستصبح شبه جزيرة القرم أيضا محور هجوم الجيش الأوكراني". 

وأتبعت: "ما دامت الولايات المتحدة مستمرة في مساعدة أوكرانيا، فإن شبه جزيرة القرم ستظل على حافة الانهيار، وستخنق روسيا رقبتها، وإذا كانت راغبة في تطوير نفوذها في مناطق أخرى، فلن يكون لدى موسكو الوقت للبحث في مكان آخر".

أما النقطة الثانية، وفقا للصحيفة، فهي أن "الغرب لن يتوقف عن فرض عقوبات على روسيا في مجال الطاقة".

وفصلت: "وفي حال خسرت روسيا للحرب، فإن منظمة (أوبك) ستظل تحت ضغوط أكبر من قِبَل الولايات المتحدة، وبمجرد تعاون أوبك مع واشنطن لزيادة الإنتاج، فإن اقتصاد الطاقة في روسيا سيعاني من كارثة".

وكانت النقطة الثالثة هي أن "الولايات المتحدة ستنشر المزيد من الأسلحة في دول الناتو المحيطة بروسيا، وسيتعين على موسكو إنفاق المزيد من الاستثمارات العسكرية للتعامل مع هذه المستجدات".

وذكرت الصحيفة أن "الولايات المتحدة تستخدم أوكرانيا لاستهلاك روسيا، ومن ثم تستخدم منصات الناتو العسكرية لمواصلة استهلاك روسيا، ويمكن القول إن لديها ردا مستمرا على روسيا".

فخ القوة

وقالت "سوهو": "بطبيعة الحال، تريد الولايات المتحدة حربا بين روسيا وأوكرانيا".

وشددت على أن هذه الحرب "صبت في صالح الولايات المتحدة على المستويات الداخلية والخارجية كافة".

وتابعت: "فبعد أن تسبب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في هز الصورة الدولية للولايات المتحدة، كان أول ما فعله خلفه جو بايدن بعد تولي منصبه هو توحيد الغرب واستعادة الصورة الذهنية لبلاده، باستخدام أوكرانيا كبيدق لتحقيق هذا الهدف".

وأردفت: "من خلال تشجيع أوكرانيا على محاربة روسيا، كان على الاتحاد الأوروبي اختيار أحد الجانبين والتوحد لضمان الانتصار، وهو ما أدى إلى تعزيز هيمنة الولايات المتحدة على العالم. حيث تعين دول الاتحاد الأوروبي الاعتماد على الولايات المتحدة للدفاع، وتدخلت الولايات المتحدة بنجاح وبعمق في الشؤون الأوروبية".

ورأت الصحيفة أن "كل ما أراده الأميركيون حصلوا عليه".

واستدركت قائلة: "إذا تمكنت روسيا من الصمود والاستمرار في حالة الاستهلاك الحالية، فمن المبكر للغاية أن يشعر الأميركيون بالسعادة".

وفي هذا الصدد، ذكرت الصحيفة 3 نقاط، أولا، إذا تمكنت روسيا من الحفاظ على مصالحها الحالية، فإن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على الانتصار بالنيابة عن العالم الغربي. وحينها لن يكون هناك فائدة من الحرب بالوكالة".

ثانيا، بمجرد انهيار أوكرانيا، فإن رؤية العالم الغربي قد تتبدد، وإذا أصبحت أوكرانيا في نهاية المطاف دولة موالية لروسيا، فسيمثل ذلك هزيمة كارثية للولايات المتحدة.

ثالثا، إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من الاستمرار وتخلى عن العقوبات المفروضة على روسيا، فلن يفيد ذلك الولايات المتحدة.

واختتمت الصحيفة: "بطبيعة الحال، كل هذا يعتمد على أداء موسكو في ساحة المعركة، فإذا اضطر الجيش الروسي للتراجع، فسيكون من المستحيل خلق أي مساحات إضافية للتعامل، وستتزايد شدة الاحتواء الجيوسياسي الذي تمارسه الولايات المتحدة على روسيا".