ترعب النظام.. تضامن واسع مع انتفاضة السويداء المستمرة منذ أسبوع ضد الأسد

دمشق - الاستقلال | منذ ٩ أشهر

12

طباعة

مشاركة

لليوم السابع على التوالي، تتواصل الإضرابات والاحتجاجات المناهضة للنظام السوري برئاسة بشار الأسد في محافظتي السويداء ودرعا جنوبي البلاد، في ظل واقع اقتصادي منهار.

ورفع المحتجون على مدار الأيام الأخيرة، سقف مطالبهم بعد مشاركة شيوخ من الطائفة الدرزية "التي تشكل غالبية سكان السويداء" في المظاهرات.

وطالبوا برحيل بشار الأسد، بصفته مسؤولا عن تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية في سوريا، وأغلقوا الطرق الرئيسة في الجنوب، وعددا من مقار حزب البعث الحاكم.

وأفادت مصادر إعلامية بأن محافظتي السويداء ودرعا سجلتا في اليوم السادس للاحتجاجات أكثر من 50 نقطة تظاهر، بالتزامن مع تنظيم وقفات تضامنية في مناطق سيطرة المعارضة شمال غرب سوريا، لدعم الحراك المدني في الجنوب السوري.

وبدأت الاحتجاجات بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية ورفع الدعم عن المحروقات. وبحسب وسائل إعلام معارضة، طالب المحتجون الذين تصل أعدادهم إلى ألف مشارك بتنحي رأس النظام، وتحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي في البلاد، وعودة الحياة إلى طبيعتها، والعيش بكرامة.

والسويداء يقطنها معظم دروز سوريا وظلت تحت سيطرة النظام منذ بداية الصراع في سوريا في 2011، ونجت إلى حد كبير من الاضطرابات التي شهدتها مناطق أخرى، لكنها شهدت انتفاضة مناهضة للحكومة بسبب ارتفاع أسعار البنزين وتردي الأوضاع الاقتصادية. 

وحيا ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #إضراب_السويداء #السويداء_تنتفض #السويداء، صمود المحتجين في المدن السورية وزيادة زخم التظاهرات، وارتفاع صوت الإرادة والصمود.

وأكدوا أن اشتداد وطأة الموجات الثورية في المدن السورية يبرهن على عزم لم يتبدل خلال 12 عاما من عمر الثورة السورية، معربين عن سعادتهم بصدح الشعارات الثورية وإجماعها على المطالبة بإسقاط الأسد ونظامه.  

تطور مخيف

وتفاعلا مع الأحداث، رأى أحمد رمضان، أن انتفاضة السويداء تطور مخيفٌ للنظام، والغليان في الساحل يدبُّ الرعب في مفاصله، وقدرة النظام على مواجهة ما يجري كما فعل في مدن سورية الأخرى ضعيفة، واللعب بورقة الإرهـاب مسلكٌ هشٌّ ومكشوف، واستجابته لمطالب الناس معدومة، مما يزيد معدلات الهاربين من سفينته الغارقة.

وأكد أن نظام الأسد يتداعى اقتصادياً على حافة الإفلاس، لا يملك حتى إطعام جنوده، وقوته تتهاوى، وأمنيا يعيش في ظلٍّ رعب وخوف، وموجة الغضب الشعبي تحولت إلى هلعٍ في دمشق وقصر المهاجرين، مبشرا بأن سيناريو سقوط الأسد بإرادة شعبية وارد، ويُنظر إليه بجدية.

وأوضح رسام الكاريكاتير عمار آغا القلعة، أن أهم ما في مظاهرات السويداء والحراك في الساحل، أن النظام فقد أهم أوراقه التي كان يتذرع بها لتبرير هجمته على الثورة السورية العظيمة، بأنه يحارب الإرهاب ويحمي الأقليات. 

وأكد الناشط السوري أسامة الشامي، أن تاريخ الثورة يتجسد في السويداء بعد 13 عاما، حيث انكسر حاجز الصمت في بلدة ملح، وبركان الثورة ينفجر بقوة، ونيران الحرية تتصاعد.

وأشار إلى أن حرائر البلدة يصرخن بوضوح: "نحن لسنا جائعين، بل ننادي بتحقيق مطالب شعبنا منذ 13 عاما، إسقاط الأسد والحرية والكرامة والعدالة لكل السوريين".

ورأى أحد المغردين، أن أهم ما في السويداء أنهم ليسوا بحاجة لحظر جوي أو دعم خارجي، مؤكدا أن هؤلاء صمام أمان سوريا إذا غضبوا يأخذون حقهم عنوة عن كل حاقد.

دعم وتأييد

وأعرب ناشطون عن دعمهم وتأييدهم لاحتجاجات أهالي السويداء ومختلف المدن السورية التي تمردت على النظام وأعلنت مطالبها بإسقاطه.

وعرض وائل عبدالنور، مقطع فيديو لانتفاضة السويداء، قائلا: "كما لو أنك في الأيام الأولى لثورة الكرامة في درعا وحمص وداريا ودير الزور واللاذقية والقامشلي وحماه وسائر المدن! اليوم من السويداء يتردد الهتاف بلسان حال السوريين جميعهم: بشار ولاك مابدنا ياك".

وأكد عضو في حزب الشعب الديمقراطي السوري جورج صبرة، أن السويداء ليست وحدها، ولن تخذل، ودرعا لن تكون مستفردة، ومرابع الثورة في ريف دمشق، وأصواتها المنفردة الشجاعة بالساحل في قلب القلب من اهتمام السوريين ورعايتهم ومتابعتهم.

وقال: "الثورة واحدة كانت وستبقى، والهدف واحد: سورية جديدة، كما يريدها الشعب وطنا حرا لجميع أبنائها ".

ورأت المترجمة والناشطة ربا شوفي، أن تجدد زخم النضال السلمي دليل أن الأسد مهما حاول فلن يعود قادرا على خداع الشعب وأن قبل 2011 ليست أبداً مثل بعدها.

وشكرت السويداء وجميع المحافظات في سوريا التي قررت أن تتحدى التخويف والترهيب، وأعلنت أن لا أحد يستطيع إسكات الحناجر، وأن الحق طريق مستمر لن يضيع طالما وراءه مُطالب/ة.

مشاركة نسائية

وسلط ناشطون الضوء على مشاركة نساء سوريا في الانتفاضة الثورية المتجددة المطالبة بإسقاط الأسد، متداولين مقاطع فيديو لهن يقدن حراكا واسعا في بعض المدن.

وعرض الضابط برتبة عميد في الثورة السورية محمد العبيد مقطع فيديو يظهر المشاركة النسائية الواسعة، معلقا عليه بالقول: "حرائر السويداء إخوة الرجال".

وأشار أحمد عبدالنور، إلى أن حرائر السويداء الكريمة يصدحن في ساحات الحرية والكرامة بالسويداء بهتافات الحرية والكرامة: "جنّى جنّى جنّى.. سوريا ياوطنا".

وعرض الناشط كريم ليلى، مقطع فيديو من بلدة ملح التي تشهد انتفاضة، تقول فيه حرة من حرائر البلدة: "نحنا مش جوعانين، ومطالبنا سياسية"، قائلا: "لما تلاحظ زيادة مشاركة المرأة في كل الفعاليات وخاصة التظاهر والنضال السلمي بتعرف إن المجتمع بخير والحراك ماشي بالاتجاه الصحيح".

تحذير وتنبيه

وحذر ناشطون أهل السويداء من مكر النظام السوري وافتعاله الأفاعيل لوقف حراكهم والوقيعة بين الأهالي، كما أعربوا عن خشيتهم من انتقام الأسد من داعمي الحراك في المحافظات الأخرى.

وكشف الشاعر والكاتب السوري ماهر شرف الدين، عن حرب شائعات يخوضها النظام ضد الحراك الشعبي الأصيل في السويداء.

 وكتب محمد خير كنجو: "بدأت نغمة التخوين واتهام حراك السويداء بالحراك الانفصالي والعابر للحدود وتنفيذ أجندة أجنبية، هذا ما يردده شبيحة بشار الكيماوي، واعلموا أن هذا تمهيد لقمع الحراك بالحديد والنار، لا أقول على يد العصابة الأسدية المجرمة، بل من خلال دق الأسافين بين أهل السويداء أنفسهم، احذروا".
 

ودعا الناشط همام عيسى الشيخ، أهل درعا للفزعة، لأن النظام يحشد قواته بمحيط بلدة زاكية بريف دمشق ويهدد باقتحامها على خلفية انضمامها إلى الحراك السلمي والاحتجاجات ضده في درعا والسويداء.

وأشار أبو الزين، إلى أن السويداء بدأت تتقدم بجرأة أكثر فأكثر باتجاه مسار الثورة السورية، موجها نصيحة لهم بتبني علم الثورة بدلا من الأعلام الطائفية. 

وقال: "أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل"، مضيفا: "على الثوار الأوائل، وخصوصا من أبناء السويداء، دعم وتوجيه الحراك الشعبي بما يستطيعون".

تضامن متبادل

وأشاد ناشطون بإشهار السويداء تضامنها مع المدن السورية الأخرى، مؤكدين أن المطلب الذي أصبح يجتمع عليه السوريين اليوم هو إسقاط الأسد.

ونقل الصحفي هادي العبدالله، عن المتظاهرين في السويداء الغاضبة، إعلانهم أنهم مع أهل درعا والشام وحلب، وإدلب التي مدت يدها للعون والمساعدة، وتبرؤهم ممن أذلهم.

وعرض الناشط خلف محمد، مقطع فيديو لأحدهم يقول: "محافظة إدلب التي مدت يدها للعون والمساعدة هدول الي بينوقف معهم مش الي ذلونا"، موجها التحية لأهالي السويداء.

وقال المغرد سعد، إن الشعب السوري اليوم بجميع أطيافه متفق على أن خلاص سوريا بإسقاط الأسد. 

وأضاف: "لم تتدخل الدول اليوم بالحراك السوري فشاهدنا الجميع على قلب واحد من إدلب لـ الاذقية لـ السويداء ودرعا.

وعرضت ميسون لاباد، صور لافتات في بلدة خربة غزالة في ريف درعا، دعما للاحتجاجات في المحافظتين، أبرزها مدون عليه "من درعا.. هنا السويداء".

وقال الكاتب والباحث فراس السقال: "بدأت ثورتنا العظيمة من ساحات درعا العظيمة، وستعيد بهجتها من جديد ساحات سويداء البطولة النخوة والكرامة".