بينما يغدق ابن سلمان بالملايين على لاعبي الكرة.. سعوديون يشكون الغلاء والبطالة

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

غلاء أسعار السلع والخدمات وانتشار البطالة والفقر، مشاكل كانت في طليعة شكاوى ناشطين سعوديين على تويتر، إذ أعادوا التفاعل على وسم #الراتب_مايكفي_الحاجة، الذي يعد منبرا إلكترونيا للإفصاح عن معاناتهم.

وعاد التفاعل على الوسم مع إعلان وزارة المالية السعودية موعد صرف الرواتب، دفعة شهر محرم، للقطاع الحكومي والخاص والمتقاعدين والمستفيدين من البرامج الاجتماعية داخل المملكة.

ومن المقرر أن يصرف في 1 أغسطس/آب 2023، مستحقات برنامج الضمان الاجتماعي، بينما تصرف مستحقات برنامج حساب المواطن، في 10 من الشهر ذاته.

وفي ظل توالي كشف الصحف الدولية عن أرقام الصفقات الفلكية التي تجتذب عبرها السلطات لاعبي كرة القدم العالميين للعب في الدوري السعودي، أعرب كثير من الناشطين عن استيائهم من تبديد الملايين، من أجل تلميع صورة ولي العهد محمد بن سلمان، وصرف الانتباه عن السجل الحقوقي السيئ.

وأشاروا إلى أن المواطن السعودي بات يفقد ضروريات الحياة وغير قادر على تلبية متطلباته اليومية من مأكل ومشرب وملبس، بينما الحكومة تهدر الأموال على المراقص والملاهي واللاعبين بدعوى الترفيه وتحقيق أهداف رؤية ابن سلمان لعام 2030.

واتهم ناشطون الذباب الإلكتروني بمحاولة العبث بالوسم وصرف الأنظار عنه وتحريفه واتهام المغردين عليه بالخيانة والتآمر، مستنكرين فرض الحكومة السعودية ضرائب عالية وإثقال كاهل المواطن برسوم مبالغة.

وأنفقت السعودية ما لا يقل عن 6.3 مليارات دولار في صفقات رياضية منذ أوائل عام 2021، ما يمثل أربعة أضعاف الإنفاق السابق على مدى 6 سنوات، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.

معاناة السعوديين

وتفاعلا مع الوسم، أكد تامر إسماعيل، أن الوضع الاقتصادي من سيئ إلى أسوأ، محذرا من أن عدم الرؤية والتخطيط ينذر بوضع أسوأ.

فيما أشارت الدكتورة حنان العتيبي، إلى أن كل الموظفين والعاملين في السعودية مملوكين لصاحب العمل، مستشهدة بقول الكاتبة مها عبدالله، إن "6 ساعات تكفي للموظف وإلا سيعيش وكأنه مملوك لصاحب العمل!".

وأعرب أحد المغردين، عن أسفه أن أهل البلد غير قادرين على تغطية احتياجاتهم من الراتب بسبب أنه ما يكفي، وبالذات المطلوب منهم تسديد إيجارات ومصاريف بيوت، مطالبا بزيادة الراتب لأن الأسعار زادت. وترحم صاحب حساب الديوان، على الكاتب صالح الشيحي الذي توفي بعد أيام قليلة من خروجه من سجون ابن سلمان، مذكرا بأن أشهر عباراته "الراتب ما يكفي الحاجة" وتم سجنه ووفاته فور خروجه من السجن. وقال صاحب حساب متعطل: "والله كارثة، التوظيف سيئ، والآن أسوأ من سيئ، صارت حلم الوظيفة وكأن الموضوع عادي عند البعض المفروض أول شيء #اقاله_الراجحي_مطلب وبعدين تكثيف التغريدات بدون تعب لحل ملف البطالة وأول شيء توظيف العاطلين القدامى". وكتب آخر: "ما عاد فيه راتب أساسا نص الشعب عاطل والا كاشير براتب مايعبي بانزين".

إلغاء الضرائب

وبرز إعراب ناشطين عن غضبهم واستيائهم من رفع ابن سلمان الضرائب إلى 15 بالمئة وعدوها سرقة مقنعة لأموال الشعب، مؤكدين عدم قدرتهم على سدادها ومطالبين بإلغائها.

وقالت الناشطة نورة الحربي: "فقط في السعودية الضرائب تؤخذ من الفقراء لاستمتاع الأغنياء والأمراء".

ورأت المغردة جواهر، أن المصيبة ليست في الراتب وإنما في  الغلاء و الضرائب، وإذا حلت مشكلة الغلاء وألغيت الضرائب أو على الأقل رجعت لـ5 بالمئة تيسرت الأمور وصار الراتب والدخل يكفي الحاجة ويفيض. وتساءل أحد المغردين: "وين تروح الضرائب 15 بالمئة ما تنزل في الميزانية ولا أي جهة إعلامية أو حكومية تجيب سيرتها".  وطالب مغرد آخر بإلغاء الضرائب. وأوضح المغرد سعد، أن الراتب انخفض 50 بالمئة بسبب الضرائب وارتفاع الأسعار ولازال الراتب لا يكفي الحاجة.

غسيل رياضي

من جانبه، أشار الصحفي المعارض تركي الشلهوب، إلى أن الأسعار مرتفعة، الضرائب مرتفعة، الراتب لا يسد حاجة الموظف، أزمة سكن، آلاف المواطنين لا يجدون مكانا يؤويهم بعد تهجيرهم من المناطق التي هدّمت.

وتعجب من معاناة المملكة من كل هذه الأزمات بينما ابن سلمان ينفق المليارات على شراء اللاعبين وعلى دوري الغولف وعلى الاستثمار في شركات ألعاب الفيديو.

وتساءل الشلهوب في تغريدة أخرى: "كم من الصناديق، وكم من المشاريع، وكم من الوعود أطلقها ابن سلمان منذ توليه منصبه حتى الآن.. هل تغيّر حال المواطن؟ هل انخفضت الأسعار؟ هل باتت الحياة اليومية أسهل؟"

وأجاب قائلا: "لا.. على العكس، وُضعت الضرائب، وارتفعت الأسعار، وأصبح الراتب لا يكفي حاجة المواطن!".

واستنكر عبدالحكيم بن عبدالعزيز الدخيّل، إنفاق المليارات على قطاعات الترفيه والغسيل الرياضي وألعاب الفيديو في وقت تتصاعد شكاوى المواطنين على وسم #الراتب_مايكفي_الحاجة كرسالة احتجاج صارخة ضد محمد بن سلمان ونظامه المستبد. وشكى صاحب حساب قلم رصاص، من أن الشعب يعاني الفقر، وأبو ضرائب يصرفها على غسيل الرياضي، في إشارة إلى تبديد ابن سلمان أموال المملكة على اللاعبين. وخاطب المغرد مطنوخ، ابن سلمان، قائلا: "جلبت فينا الفقر والذل والعار، ياالقاسي اللي ما عرف قلبه اللين، مازارنا من رؤيتك  غير الأضرار، وغير العجاف الخمس يا (مبس) لا الحين".

ونشر المغرد مطير صورة لرئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، قائلا إن فلوس شعب راحت على لاعبين وتبيض سمعة الدب الداشر وهشك بشك.

وأشار أحد المغردين، إلى أن ملايين تصرف على لاعبين أجانب كبار في السن وملايين أخرى تصرف على الساقطين في مواسم التسفيه وأبناء البلد ليس لهم من أموالهم نصيب. وأكد آخر، أن مطالبات الشباب والبنات لم تقف عند الراتب ما يكفي الحاجة، بل أصبحوا لا يجدون الوظيفة ومن يجدها يتم التضييق عليه بطريقة أو أخرى لإخراجه منها، لافتا إلى أن الشعب يعاني وستزيد المعاناه لأن محمد بن سلمان مشغول بتبييض سمعته القذرة.

وأشار صاحب حساب سماحة الشيخ، إلى أن من ثمرات رؤية 2030  لابن سلمان، توزيع ثروات البلد على الأمور التافهة أمثال الحفلات والرقص ومشاهير الفلس وأعلام كرة القدم، بينما يعاني المواطنين من أبسط الحقوق.

وعرض مقطع فيديو لشاب يعاني من البطالة وكونه أعزب وهو حاصل على شهادة جامعية.

الذباب الإلكتروني

وسلط ناشطون الضوء على دور الذباب الإلكتروني في إسقاط الوسم، مستنكرين دور الحكومة السعودية في تحريكهم من أجل إخفاء حقيقة الغضب الشعبي من تدني مستويات المعيشة نتيجة ضعف الرواتب وارتفاع أسعار السلع والخدمات.

وأشار الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض الدكتور عبدالله العودة، إلى أن وسم #الراتب_مايكفي_الحاجة ترند في السعودية مرّة أخرى في ظرف أيام، والذباب يحاول إسقاطه بوسوم وهمية (#تب_ماي) و (#تب_ما)، موضحا أن الوسم الصحيح هو #الراتب_مايكفي_الحاجة.

وقالت الناشطة وعد الحربي: "بلدنا يطفح بالكفاءات، السؤال: هل الحكومة رح تعطيهم حقهم بالفرص الوظيفية والرواتب المغرية والمزايا؟ ولا ذبان ذنب مبس سعود القحطاني بيسقط هاشتاقهم من: #الراتب_مايكفي_الحاجة إلى: #في_ال كالعادة لإخفاء مطالباتهم وقمع أصواتهم!". وتساءل أحد المغردين، عن أسباب تشويه البعض للهاشتاغات التي تصب في مصلحة المواطن، ومحاولة دثرها بسرعة عجيبة، وتشويهها وتغيير مسارها، ويظهر المغردين المطبلين.

وأكد أن الراتب ما يكفي الحاجة، ومتمنيا من الملك وولي العهد النظر فيه لأن الشعب تعب من الضرائب والغلاء والبطالة.

ولفت المغرد عبدالله، إلى أن الوسم كان #الراتب_مايكفي_الحاجة  وصار #تب_ما، مؤكدا أن ذباب الحكومة الإلكتروني لا يزال يسرح ويمرح في تويتر.