حرب الإمبراطوريات.. تحالف جديد بين اليابان وبريطانيا ضد الصين

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

تطرقت مجلة إيطالية إلى الرسائل والأطراف المعنية باتفاق تعاون دفاعي وأمني من المنتظر توقيعه بين اليابان والمملكة المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2022 يهدف إلى تعزيز الشراكة بين البلدين.

وأفادت "فورميكي" بأن الاتفاق وفق مصادر استشهدت به وسائل إعلام عالمية، سيسهم أيضا في تعزيز تعاون البلدين مع الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وزيادة الردع ضد التهديد المتزايد الذي يشكله الصعود الإقليمي والعالمي للصين.

اتفاقية ثنائية

وفقا لمصدرين على دراية بالمحادثات، تحدثا إلى صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، ستوقع طوكيو ولندن اتفاقية وصول متبادلة وتنفيذ ما اتفق عليه بين رئيس الحكومة اليابانية فوميو كيشيدا ونظيره السابق بوريس جونسون خلال زيارة إلى لندن في مايو/أيار 2022.

أشارت المجلة إلى أن هذه الاتفاقية تأتي في أعقاب اتفاقية مماثلة وقعتها اليابان مع أستراليا في يناير/كانون الثاني 2022.

وأيضا خلال العام 2021، ظهرت آليتان في قلب هذه الشبكة من الشراكات والاتفاقيات وهما حلف "كواد"، الحوار الأمني ​​الرباعي بين أستراليا واليابان والهند والولايات المتحدة، وكذلك التحالف الثلاثي "أكوس" بين كانبرا ولندن وواشنطن.

ورأت المجلة بأنها علامة أخرى على أن طوكيو تقيم علاقات دفاعية أعمق مع الحلفاء والشركاء للاستعداد لاحتمال وقوع مواجهة ضد بكين في إشارة على سبيل المثال إلى إمكانية حدوث هجوم صيني على تايوان وما سيحدث على أثره.

ونقلت عن زاك كوبر، الخبير في أمن القارة الآسيوية لمركز أبحاث "American Enterprise Institute" تأكيده أن "اتفاقية الوصول المتبادل بين اليابان والمملكة المتحدة ستسهل التدريبات والعمليات المشتركة بين الجانبين، مما يسمح للجيش البريطاني بالانتشار والتدريب بسهولة أكبر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

ويوضح الخبير بالقول: "لعقود من الزمان، جرى ربط التحالفات في آسيا معا عبر الولايات المتحدة في ما يوصف بأنه نموذج المركز والأطراف (hub-and-spokes) والآن، يعمل بعض حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك اليابان والمملكة المتحدة وأستراليا، كمراكز بذاتها ".

علقت فورميكي بأن "هذه الهياكل الجيوسياسية أساسية للولايات المتحدة، التي تواجه صعوبة في التعامل مع بكين في منطقة يسود فيها الترابط الصيني المتطور ووجودها الإقليمي المادي والجيوسياسي".

وتقرأ المجلة الإيطالية أن الاتفاقية المرتقبة تعد دليلا آخر على تعميق العلاقات بين اليابان والمملكة المتحدة وكذلك تجسد رغبة طوكيو في بناء بعد جيوستراتيجي جديد. 

وذكرت بأن البلدين سيكشفان في ديسمبر 2022 عن تفاصيل الشراكة من أجل التطوير المشترك لطائراتهما المقاتلة من الجيل السادس في إطار مشروع "تيمبست" الذي تشارك فيه إيطاليا أيضا.

ولاحظت أن هذه الخطوة، أي الاتفاق المرتقب "لا تنفصل بشكل عام عن المخاوف بشأن العلاقات المستقبلية مع الولايات المتحدة، والتي تعد في مرحلة نزعة قومية عامة". 

وتشير بالقول إنه "بينما أعاد الرئيس جو بايدن تنشيط التحالفات الأميركية، شعرت طوكيو بالتوتر بشكل خاص بشأن شعار سابقه دونالد ترامب (أميركا أولاً)، خصوصا مع تهديد الإدارة الجمهورية السابقة مرارا وتكرارا بسحب القوات الأميركية من اليابان".

أردفت أن اليابان بصدد إبرام اتفاقية مماثلة مع الفلبين، مشيرة إلى أن طوكيو ومانيلا لديهما آفاق تعاون أعمق في الميدان الدفاعي التي من شأنها أن ترسل رسالة إلى الصين مفادها أن شبكة التحالف الأميركي في المنطقة يجرى تشكيلها. 

رسائل مهمة

وعدت أن هذا الاتفاق يوجه رسالة أكثر أهمية من تلك التي ستتمخض عن الاتفاقية اليابانية البريطانية.

وتشرح ذلك بأن الولايات المتحدة تحاول تحسين الوصول إلى القواعد في الفلبين، مما يضمن موقعا مهما وإستراتيجيا في حالة نشوب حرب مع تايوان. 

ولفتت في المقابل إلى أن مانيلا لا ترغب في الانخراط بالمواجهة الثنائية بين واشنطن وبكين.

من جانبها، ترحب واشنطن بمساعي اليابان للتوقيع على اتفاقيات الوصول المتبادل لأنها تسهل على الحلفاء اليابانيين والأميركيين إجراء تدريبات ومناورات مشتركة وتسهيل الجهود للتغلب على العقبات اللوجستية، تشرح المجلة. 

وتضيف "تعتزم الولايات المتحدة زيادة التعاون العسكري وقابلية التشغيل البيني مع الحلفاء بطرق قد تكون حاسمة في حالة نشوب حرب مع الصين ولديهم أيضا مصلحة سياسية في انخراط أكبر من الحلفاء".

وذكرت أنه على مدار العامين الماضيين، كثفت الولايات المتحدة واليابان من جهودهما للاستعداد لصراع محتمل ضد الصين بشأن تايوان من خلال تنظيم المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة المنتظمة.

والتقى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، نظيره الياباني، يوشيماسا هاياشي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبري في مونتسر بألمانيا، وبينا أن الدولتين ناقشتا "ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان".

أردفت المجلة الإيطالية بأن الاتفاق يعد جزءا من خطة لتعميق القدرات العسكرية اليابانية التي دشنها رئيس الوزراء السابق آبي شينزو وعاد إليها رئيس الحكومة الحالي في الأيام الأخيرة. 

وأمام أعضاء قوة الدفاع الذاتي للبحرية على متن المدمرة "إيزومو" أثناء مشاركته في استعراض الأسطول البحري الدولي، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في 6 نوفمبر "إن البيئة الأمنية المحيطة ببلدنا، بما في ذلك في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، تتدهور بسرعة". 

وشاركت أكثر من 10 دول من بينها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وفرنسا في الاستعراض البحري الدولي الذي نظمته طوكيو وأرسلت سفنا وطائرات حربية.

وقال كيشيدا إن تطوير كوريا الشمالية للأسلحة النووية والصاروخية "غير مقبول على الإطلاق"، وندد بإطلاق بيونغ يانغ في الآونة الأخيرة سلسلة من الصواريخ الباليستية. 

وأضاف رئيس الوزراء الياباني أن "قدرات الدفاع البحري تؤثر بشكل كبير على البيئة الإستراتيجية"، مؤكدا رغبة الحكومة في تعزيز قدرات الدفاع الصاروخي اليابانية.

وفي إشارة إلى استمرار العدوان الروسي على أوكرانيا، ندد كيشيدا بـ "المحاولات الأحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بالقوة" وقال إنه "يجب ألا يجرى التسامح معها في أي مكان في العالم". 

علقت المجلة الإيطالية بأن الحديث العالمي يجرى الآن عن موسكو وكييف بسبب الحرب الجارية منذ فبراير/شباط 2022، بينما التفكير في بكين وتايبيه. 

على أثر ذلك غادر كيشيدا المدمرة إيزومو على متن مروحية تابعة لقوات الدفاع الذاتي مع وزير الدفاع ياسوكازو هامادا وتفقد حاملة الطائرات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية "يو إس إس رونالد ريغان".