"قنبلة فيروسات".. الغرب يروج للشذوذ الجنسي ويخفي الأمراض الناجمة عنه

إسماعيل يوسف | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تقرير علمي خطير نشره "جورنال أنفكشن" الطبي، في 19 أغسطس/ آب 2022، أكد فيه أن هناك علاقة واضحة بين ممارسات الشذوذ الجنسي التي يدافع عنها الغرب والإصابة بمرض ثلاثي فتاك جديد.

الصحيفة الطبية كشفت في التقرير رصد أول حالة من هذا المرض المركب لشخص إيطالي شاذ مصاب بثلاثة فيروسات مجتمعة في وقت واحد، هي جدري القرود ونقص المناعة المكتسبة "إيدز" وكوفيد-19.

وأكدت أن المصاب الإيطالي شاذ جنسيا، وأصيب بهذه الفيروسات مجتمعة، إثر ممارساته الجنسية الشاذة المباشرة خلال مشاركته في مهرجان للشواذ في إسبانيا في الفترة بين 16 إلى 20 يونيو/حزيران 2022.

وجاء الكشف العلمي ليؤكد أن الغرب الذي يروج لعلاقات الانحلال الجنسي المتعددة والشاذة، هو موطن الأمراض الفتاكة المعدية التي تنتشر حول العالم، فيما يحاول حاليا التغطية على المرض الجديد والحديث عنه كشأن مستقل عن الشذوذ.

ثمن غال

وقبل ظهور هذه الحالة الخطيرة وغير المسبوقة، حضر قرابة 80 ألفا من الشواذ ما يسمى "مهرجان الفخر" أو "ماسبالوماس برايد"، في جزر الكناري الإسبانية بين 5 و15 مايو/ أيار 2022 ثم عادوا لبلدانهم يحملون مرض جدري القرود!

وعن هذا قال الاستشاري البارز في منظمة الصحة العالمية دافيد هيمان، لوكالة أسوشيتد برس الأميركية في 23 مايو، إن حفلتين للشواذ، الأولى في بلجيكا (مهرجان داركلاندس)، والثانية في إسبانيا "تعدان نظريا سبب انتشار جدري القرود بهذا الشكل حاليا". 

وذلك بخلاف حفلة ثالثة أقيمت في سان فرنسيسكو بأميركا هي ""سافاج"، لوحظ بعدها انتشار كبير للفيروس، حيث جرى اكتشاف 17.432 ألف حالة إصابة بجدري القرود في الولايات المتحدة حتى الآن، وفق مركز مكافحة العدوى الأميركي.

وفي الشهور التالية يونيو ويوليو وأغسطس بدأ المرض يتفشى وتأكد وجود العدوى في إيطاليا والسويد وإسبانيا والبرتغال والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، ما دفع أطباء لترجيح علاقة مهرجانات الشواذ بتفشي المرض، قبل أن يتم إثبات ذلك علميا.

بسبب استمرار هذه الممارسات الشاذة وتفشي المرض عالميا، دعت منظمة الصحة العالمية في 27 يوليو 2022، لتوجيه نصيحة للشواذ بالحد من هذه الممارسات المختلطة بسبب ارتفاع الإصابات بجدري القرود في العالم.

وقبل تحذير الصحة العالمية، توصلت دراسة نُشرت في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين" الطبية بأسبوع، إلى أن 98 بالمئة من المصابين هم من الرجال الشواذ و95 بالمئة من الإصابات تنتقل عن طريق النشاط الجنسي.

كما أكدت مسؤولة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية بأوروبا كاثرين سمولوود لوكالة رويترز في 15 يونيو، أن تقارير طبية أكدت اكتشاف جدري القرود في السائل المنوي للمرضى، ما يعني إمكانية انتقاله عبر الاتصال الجنسي.

وبحسب تقرير جورنال أنفكشن، المريض الإيطالي الشاذ له تاريخ في الأمراض الجنسية، وعولج من مرض الزهري عام 2019.

إذ أصيب بعد تسعة أيام من عودته من إسبانيا، التي مارس فيها الشذوذ، بحمى (تصل إلى 39 درجة مئوية)، مصحوبة بالتهاب الحلق والتعب والصداع وتضخم الغدد الليمفاوية.

وفي 2 يوليو، جرى اكتشاف إصابته بالإيدز، وفي نفس اليوم بدأ ظهور طفح جلدي في ذراعه اليسرى، ثم تدهور تدريجيا لتظهر أعراض جلدية صعبة على جسده.

وقال باحثون من جامعة سان ماركو في تقرير  الصحيفة الطبية: "تسلط هذه الحالة الضوء على كيفية تداخل أعراض جدري القرود وكوفيد-19 والإيدز، وتؤكد علاقة العادات الجنسية الشاذة بهذه المخاطر الصحية التي تنتشر في الغرب وهناك مخاطر من انتقالها للعالم".

تجاهل غربي

رغم خطورة الحالة، التي تهدد بانتشار مرض مركب فتاك في جميع أنحاء العالم، إلا أنه كان لافتا أن الإعلام الغربي يحاول إخفاء أن المريض شاذ، وأن شذوذه السبب الأساسي في هذه الكارثة.

صحيفة سكاي نيوز البريطانية تناولت الموضوع في 25 أغسطس، بصورة روتينية مستعرضة تفاصيل الحالة وذكرت إصابة الإيطالي بالفيروسات الثلاثة في وقت واحد بوصفه "كشفا طبيا" دون التركيز على شذوذه.

من جانبها، اكتفت مجلة نيوزويك الأميركية بالقول في 22 أغسطس، إن "العادات الجنسية أمر بالغ الأهمية لإجراء التشخيص الصحيح" بعد ظهور هذه الحالة دون الحديث مباشرة عن أن السبب هو الشذوذ.

وهو نفسه ما فعلته "نيويورك بوست" في 25 أغسطس، إذ تحدثت عن أن هذه الحالة أظهرت الحاجة للانتباه لمزيد من الخدمات الطبيبة لمرضى الاتصال الجنسي، دون ذكر مخاطر الشذوذ.

ونقلت المجلتان أن "الاتصال الجنسي (لم تقل الشاذ) يمكن أن يكون الطريقة السائدة لانتقال العدوى، لذلك، يوصى بإجراء فحص كامل للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي بعد تشخيص جدري القرود".

موقع "ويب مد" المعني بنشر الأخبار الطبية اهتم في 26 أغسطس بإشارة الأطباء الإيطاليين إلى تزايد حالات العدوى المشتركة بين كوفيد 19 وجدري القرود، دون رصد إصابة المريض بالإيدز أو التركيز على الشذوذ كسبب للعدوى.

واكتفت عديد من الصحف والمواقع الإخبارية الغربية مثل إندبندنت وياهو ومترو، بنشر تفاصيل الحالة وكيف تطورت والأعراض، دون ذكر أن السبب المباشر هو الشذوذ الجنسي، أو أشارت إلى ذلك فقط في بطن أخبارها.

هذه التغطية نابعة من عدم اعتبار صحف الغرب الممولة من قبل رموز النيو ليبرالية المتوحشة، أن الشذوذ أمر غير سوي وإنما حق من حقوق الإنسان.

وكانت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية هي الوحيدة التي أكدت أن سبب انتشار فيروس جدري القرود هو الشذوذ، حين ربطت في 21 مايو 2022، بين مهرجان جزر الكناري، الذي حضره 80 ألف شاذ، وانتشار جدري القرود في العالم.

وعادت نفس الصحيفة في 2 يونيو 2022 لتؤكد أن حالات الإصابة بمرض جدري القرود في بريطانيا كانت مرتبطة بحانات الشواذ وحمامات الساونا التي يرتادونها، وتطبيقات المواعدة الخاصة بهم.

ونقلت عن وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، أن أكثر من 60 بالمئة من حالات الإصابة بالعدوى هناك "كانت بين الذكور المثليين وثنائيي الجنس".

تداعيات الكارثة

تداعيات ظهور هذه الحالة الخطيرة النادرة، وتعمد صحف الغرب التغطية على السبب الحقيقي وراءها، ينذر بمخاطر كبيرة على صحة الملايين من البشر، وانتشار المزيد من الأمراض والأوبئة الجديدة.

كما يشير هذا السلوك لتواطؤ غربي وإعلامي للتغطية على أسباب انتشار الأمراض الجديدة التي لم يشهدها البشر من قبل، رغم أن الغرب يدفع ثمن ترويجه للشذوذ الجنسي.

وتؤكد تقارير طبية، بينها مجلة "أمراض القولون والمستقيم" الدولية، أن من أبرز الأمراض التي تهدد الشواذ هي الإيدز.

كما أكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية عام 2014، أن معدلات الإصابة بفيروس الإيدز تزيد بين الشواذ جنسيا 19 مرة مقارنة بالأشخاص الآخرين.

وحذر التقرير من أن 80 بالمئة من مرض الزهري ينتج عن ممارسات من الشواذ جنسيا، بالإضافة إلى إصابة 15 بالمئة من الشواذ الذين لا يشتكون من وجود أعراض مرضية بمرض المندثرة.

كما أن ثلث الشواذ جنسيا مصابون بفيروس الهربس البسيط النشط في منطقة المستقيم والشرج.

فضلا عن أن الشواذ من الرجال مصابون بالسيلان في منطقة الحلق بنسبة 15.2 بالمئة بالمقارنة بإصابة 4.1 بالمئة من أسوياء الرجال بالمرض نفسه، وسرطان الشرج وغيرها من الأمراض التي تنتج عن الشذوذ.

وتقول أستاذة طب فيروس نقص المناعة البشرية بجامعة كوين ماري في لندن "كلوي أوركين"، إن التفشي الحالي لجدري القرود، يؤثر بشكل كبير على الشواذ النشطين جنسيا ومزدوجي الميول الجنسية.

وأكدت في مقال نشرته بموقع "ذا كونفرزيشن" في 2 أغسطس، أنها أجرت دراسة، مع فريق طبي، على 528 إصابة بجدري القرود، تبين من خلالها أن 98 بالمئة منهم حدثت إصابتهم بفعل هذه العلاقات الشاذة.

ويشير تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" في 4 أغسطس/آب 2022 أنه رغم أن الجنس الشاذ هو المحرك الرئيسي لتفشي المرض في العالم، لكن مسؤولي الصحة وأطباء المناعة يقولون إن الدعوات إلى الامتناع عن ممارسة الجنس الشاذ غير مجدية.

ونقلت عن نشطاء وشواذ رفضهم اعتبار ما يفعلونه "وصمة عار"، ورفضهم اتباع نصائح منظمة الصحة العالمية بدعوى "وصم الشواذ بأنهم السبب في انتشار المرض فقط".

مستقبل البشرية 

من أكثر المخاطر التي تهدد الوجود البشري حالياً، بخلاف العلاقات الاجتماعية الناشئة من الانشقاقات الثقافية والصراعات المادية، هي الأمراض المركبة الغريبة التي بدأت تظهر مع إفساد الإنسان في الأرض وممارسات علاقات غير سوية.

هذه الأمراض الفتاكة أخطر من الحروب، فهي لا تحكمها قوانين أو قواعد، وينتج عنه قتلى ومصابون بأعداد تفوق الحروب في كثير من الأحيان، كما أنها تهدد الوجود البشري كله بخطر الأمراض والأوبئة المُهلكة، لا فقط الدول المتحاربة.

فقدرت منظمة الصحة العالمية العدد الحقيقي للوفيات بسبب فيروس كورونا بحوالي 15 مليونا، واستندت الأرقام الجديدة إلى تقديرات الوفيات المباشرة وغير المباشرة، بحسب موقع بلومبرغ في 5 مايو 2022.

كما أعلنت منظمة الصحة العالمية في 25 أغسطس 2022 تجاوز عدد الإصابات بجدري القرود حول العالم إلى أكثر من 41 ألف إصابة و12 وفاة.

ويحذر أطباء من أنه في حال التجاوز والصمت عن مخاطر الشذوذ والأوبئة التي تنتشر بسببه، مثل جدري القرود، سيشكل ذلك خطرا داهما على البشرية بسبب معاكسة الفطرة الإنسانية السوية وتوفير أسباب تدمير الحضارة.

ويطالب مثقفون بالتصدي لحملات تبرير الشذوذ ورعايته وحيل التضليل الإعلامي الغربية عبر حملات دعاية مكثفة وأفلام ومسلسلات وحتى برامج أطفال، واستئجار أصوات لنشر أفكارهم وتسريبها للمجتمع، تحت مظلة التسامح وحرية الانسان في جسده!.

ورغم أن غالبية الدول العربية والإسلامية تشرع قوانين ضد الشذوذ الجنسي، إلا أن الظاهرة في اتساع، بسبب جرأة الشواذ على الظهور علانية والحديث عن أنشطتهم بدعم من جمعيات وحكومة غربية.

وشجعهم على ذلك دعم هيئات حقوق الإنسان في أميركا وأوروبا لما يسمي "حقوق الشواذ في الدول العربية"، والمطالبة بعدم تعرض أجهزة الأمن لهم.

ويقول أطباء ونشطاء إنه لابد ألا نستحي من التأكيد على أن الشذوذ الجنسي فاحشة مُنكرة في الدين الإسلامي، ونحذر من مخاطره على ظهور وانتشار أوبئة قاتلة.