"حيل مفضوحة".. هكذا تحاول لجان السيسي تمييع ذكرى رابعة وتبرئة نظامه

12

طباعة

مشاركة

إفسادا للذكرى التاسعة لمجزرة رابعة العدوية التي ارتكبها عسكر مصر في 14 أغسطس/آب 2013، بحق مؤيدي الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي، وجه النظام برئاسة عبدالفتاح السيسي ومخابراته، الإعلام واللجان الإلكترونية لنشر الأكاذيب وتبرئة العسكر، وصرف الأنظار عن الجريمة.

وبرز على موقع تويتر، الترويج لوسم #التار_اللي_بينا_وبين_الجيش، لمزاحمة الوسوم التي تفاعل معها ناشطون للتذكير بالمجازر ومنها وسم #رابعة_مذبحة، و#رابعة، وغيرهم؛ وهو الوسم الذي حذر ناشطون من المشاركة فيه، لأنه "يخدم السيسي ويؤجج الفتنة بين الجيش والشعب".

وأوضحوا أن "ثأر المصريين ليس مع الجيش، ولكن مع السيسي والفاشية العسكرية التي انقلبت وقتلت آلاف المدنيين الرافضين لانقلاب 2013 في رابعة والنهضة، وارتكبت بعدها مجازر أخرى"، مستنكرين محاولة التستر على الحقائق وتزييفها. 

وأدان ناشطون محاولة قيادات العسكر تبرئة أنفسهم من المذابح المروعة التي ارتكبوها إبان الانقلاب الغاشم على إرادة الشعب، وصبوا غضبهم على السيسي ووصفوه بأنه "صاحب أكبر مذابح في التاريخ الحديث"، مؤكدين أن "رابعة ستظل شوكة في حلقه وحلق حاشيته". 

واستنكر ناشطون انخراط قادة العسكر في الخلافات السياسية وجر الجيش بأوامر من السيسي لارتكاب مجزرة جماعية وإطلاق الرصاص على الشعب المنوط به حمايتهم، مستهجنين عدم محاسبة أي من مرتكبيها وتحصين السيسي لهم من المساءلة القانونية.

وأكدوا أن كل ما يدور الآن في مصر من ظلام وإفلاس وخراب وبيع لأصول البلاد وتفريط في ثروات الشعب وتجويعه وإفقاره وتفاقم الجرائم والقتل ورعب النظام، هو فقط لعنة دماء الشهداء ولعنة الصمت على الانقلاب والسماح بتمريره مكيدة في جماعة الإخوان المسلمين.

وأكد ناشطون أنه مهما حاول المضللون تزييف الحقائق وطمس الأحداث فإن رابعة ستبقى مذبحة قتل جماعي شاهدة على إجرام العسكر، وسعي القيادات للقضاء التام على أي معارضة سياسية والتمهيد للانفراد بحكم مصر، حتى وإن خرج من المشهد وعاد إلى ثكناته.

وبحسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر (حكومي)، فإن فض اعتصام رابعة خلف 632 قتيلا، منهم 8 من الشرطة؛ فيما أكدت منظمات حقوقية ومنصات تابعة للمعارضة أن مجزرة رابعة خلفت نحو ألفي قتيل وآلاف الجرحى.

حيل مفضوحة

ورفضا لمحاولات تزييف ما حدث في رابعة عبر الإعلام والمسلسلات وصرف النظر عنها باختلاق الأحداث وتصدير الوسوم الأخرى، أعلنت الناشطة غادة نجيب أنها ضد وسم #التار_اللي_بينا_وبين_الجيش لأنه يصب في مصلحة السيسي الذي يربط طول الوقت بين رقبته ورقبة الجيش.

وأشارت إلى أن السيسي يتكلم دوما بصيغة "أنا والجيش"، ويبعث رسائل للجيش: "لو وقعت أنتم هيتمثل بيكم.. رقبتي ورقبتكم مربوطة بحبل واحد"، محذرة من أن هذا الوسم يثبت نظرية السيسي، ويبعث رسالة سلبية للجيش.

واتفق معها في الرأي الإعلامي حسام الغمري، ووصف الوسم بـ"الغبي"، قائلا "ليس هناك مصري عاقل وفاهم يقول إن بينه وبين جيش بلده تار، هذا الهاشتاج مثل ما قالت غادة يخدم نظرية السيسي وليس بعيدا أن يكون (السامسونغ) هو الذي طلعه والسذج انجروا وراءه". ولفت محمود إبراهيم إلى أن المخابرات قبل ذكرى رابعة بيوم أتت بمجلس نواب العسكر لإقرار تعديل وزاري بهدف إشغال الناس عن تذكر جرائمهم، والتحدث عن وزرائهم، داعيا إلى تفويت الفرصة عليهم والحديث عن "رابعة النهضة". وأوضح الكاتب الصحفي، وائل قنديل، أن "تذكر مذبحة القرن (رابعة العدوية) ليس حفرا في أعماق الجرح تلذذا بالألم، وإنما إعادة تعريف للأشياء والأشخاص، حماية للذاكرة من التآكل الذاتي، أو تمزيق أوصالها بروايات الكذوب"، لافتا إلى أن "التذكر هنا يكون تشبثا بالحياة، وفعلا من أفعال المقاومة والدفاع عن المستقبل بتحرير الماضي من الأوهام". وأكد الشاعر عبدالرحمن يوسف أن رابعة ستبقى "مذبحة" مهما هرول المهرولون للحوار مع القاتل، ومهما سعى المزورون لتغيير الحقيقة بمسلسلات تافهة، ومهما ظن الظانون نسيانها.

مذبحة العسكر

وأكد ناشطون أن ما حدث في رابعة هو "جريمة مكتملة الأركان على الشعب المصري كله، وليس على ثوار رابعة فقط، قام بها خونة في الجيش والشرطة والقضاء والإعلام بدعم وتخطيط وتغطية من أنظمة خارجية وتواطؤ عالمي، سمح بتمرير الانقلاب على الشرعية". 

وأشار الصحفي عمرو القزاز إلى أن "رابعة مذبحة تورط فيها جيش مصر وقائده في حينها السيسي، وزهق فيها قرابة الألف روح من أبناء شعبه"، لافتا إلى أن تلك المجزرة الجماعية "لن تمحى أبدا من ذاكرة مصر في التاريخ الحديث وسيخلد موقف من كانوا في رابعة أنهم أرادوا حماية حق هذا الشعب في الحكم".

ونشر السياسي عمرو عبدالهادي صورة تجمع القيادات المتورطة في الانقلاب العسكري وارتكاب مذبحتي رابعة والنهضة لتمريره، قائلا "لن ننسى هؤلاء المجرمين وعلى رأسهم المجرم السيسي مع مجرمي الجيش والشرطة والإعلام".

وعلق بأن "القصاص هو العدالة طال الزمن أو قصر، سيتوقف الزمن كل عام عند هذه الدقيقة وقت فض الاعتصام".

وأوضح السياسي والحقوقي أسامة رشدي أن "رابعة مذبحة وجريمة جرى ارتكابها عمدا لإحباط التهدئة التي نجحت بالفعل.. (..)"، مشيرا إلى أن "الإمارات أمرت السيسي بسحق المتظاهرين وكان طامحا في القضاء على الإسلاميين وتوجيه ضربة قاصمة دموية".

وأكد محمود لاغا أن "انقلاب السيسي ومجزرة رابعة كانت وفق رغبة صهيوأميركية وبأموال عربية من أنظمة استبدادية وعميلة تكره الإسلام والحرية كما يكره اليهود كل فلسطيني يولد على مسرح الحياة، وعلى رأسهم حكام الإمارات الذين سكتوا عن احتلال الصفويين لأرضهم وانشغلوا بخراب مصر".

وذكر الإعلامي والكاتب السوري أحمد الهواس، أن "مذبحة رابعة جريمة غطى عليها الأميركان وخطط لها الصهاينة، ومولها الأعراب، ونفذها الخونة"، مؤكدا أن الجرائم ضد الإنسانية "لا تسقط بالتقادم".

بوابة خراب

وبرز حديث ناشطين عن إجرام السيسي وتبعات انقلابه والحال الذي أوصل به البلاد من تدهور اقتصادي وسياسي واجتماعي.

وأكد رئيس محكمة استئناف الإسكندرية سابقا، محمد عوض، أن السيسي الذي وصفه بـ"المجرم"، لم يأت إلا لخراب مصر وهو يسعى لهذا الأمر بكل قوة، موضحا أن مذبحة رابعة والنهضة وقتل الشباب وحرق وهدم المساجد واعتقال الصالحين والتنازل عن النيل والجزر وحقول الغاز وتجويع الشعب "دليل على ذلك".

وقال الكاتب والحقوقي المصري بهي الدين حسين: "في مثل هذا اليوم منذ 9 سنوات سقطت مصر في حضيض أخلاقي وسياسي وقضائي لم تخرج منه، حيث جرى ارتكاب أكبر مذبحة في تاريخها المعاصر، وأكبر مذبحة في يوم واحد في العالم من حيث عدد ضحاياها".

واستنكر حسين عدم إجراء محاكمة لمنظمي ومرتكبي المذبحة حتى الآن، بينما جرت محاكمات إعلامية وقضائية للضحايا.

وقال الإعلامي سامي كمال الدين، إن "ما حدث في ميدان رابعة العدوية سيظل جريمة ضد الإنسانية، ومذبحة لن يعفى أحد أو يتنصل من المسؤولية عنها طوال التاريخ، وستعرف الأجيال القادمة ما حدث بكل مصداقية، ولن تغفر هذه الجريمة البشعة". وأشار الإعلامي محمد ناصر إلى أن "الدماء التي سالت في مذبحة رابعة كانت بوابة الخراب الذي فتحه العسكر على مصر، إذ تشهد منذ يومها وحتى الآن انهيارا اقتصاديا وأخلاقيا وجرائم وامتهانا لكرامة المواطن المصري واحتقاره، وهي ضريبة يدفعها كل من سكت عن الدم الحرام".

بشارات بالقصاص

وبشر الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة، جمال عبدالستار، بأنه "سيأتي يوم يأخذ الرجل فيه أولاده إلى ميدان رابعة، ويقول لهم: يا أولادي: قضى في هذا المكان أحرار لم يقبلوا الدنية في دينهم، ولم ينزلوا على حكم الفاسدين وإن كان ثمن ذلك دماؤهم، وقد وفوا بعهدهم، فتسلط الظلمة بعدهم على البلاد، فأكثروا فيها الفساد".

كما بشر الكاتب والصحفي الأردني، ياسر أبو هلالة، بأن "عدالة السماء ستنصف الضحايا الذين مارسوا حقهم الطبيعي في الاعتراض السلمي على انقلاب عسكري، وأن عدالة الأرض آتية ولو بعد حين"، مؤكدا أن "رابعة تبقى مذبحة يندى لها جبين الإنسانية". واستشهدت الكاتبة والبرلمانية السابقة، عزة الجرف، بقول الله تعالى في سورة غافر "إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ (٥١) يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٥٢)".