حوار السيسي المزعوم.. مسرحية هزلية أبطالها "مهرجون" ونتائجها محسومة

12

طباعة

مشاركة

أثار إقصاء رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، جماعة الإخوان المسلمين من الحوار الوطني المزعوم الذي انطلقت أولى جلساته في 5 يوليو/تموز 2022، سخرية واستهجانا وغضبا على موقع تويتر أكد خلاله مغردون أنه لا تحاور بغياب التيار الإسلامي.

السيسي قال في حوار بثته الرئاسة ووسائل إعلام محلية تزامنا مع ذكرى انقلابه في 3 يوليو 2013 على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي: "أطلقنا الحوار الوطني لكل المفكرين والنقابات والمثقفين والقوى السياسية، مع استثناء فصيل واحد فقط"، وفق قوله.

وبرر إقصاءه للإخوان بأن "الأرضية المشتركة التي تجمعنا في الحوار والنقاش ليست موجودة"، وادعى طرحه عليهم إبان وجودهم في السلطة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وإعطاء الشعب فرصة ليقول رأيه، مشيرا إلى عدم قبولهم بذلك، بحسب زعمه.

الناشطون عبر تغريداتهم على وسم #الحوار_الوطني، عدوا تصريحات السيسي بمثابة تبرئة ضمنية للإخوان المسلمين من كل التهم التي وجهت لهم تباعا منذ الانقلاب عليهم من تخابر مع الخارج وإرهاب وغيرها، نظرا لموافقته على استمرارهم في السلطة شريطة الانتخابات المبكرة.

وأكدوا أن ما أسماه السيسي بالحوار الوطني بلا مشاركة الإخوان المسلمين أصحاب الحق الشرعي في الحكم لا يقدم للشعب المصري إلا مزيدا من الانقسام والانفصام، لافتين إلى أن الجماعة أكبر مكون شعبي يهدد العسكر ويرفض سياسته ويكشف خياناته.

وأشار ناشطون إلى أن ذلك الحوار ما هو إلا خدعة لكسب رضا الخارج وتهدئة الرأي العام وتلميع النظام الذي كسب عداء معظم المصريين بعدما فشل في إدارة شؤون البلاد وفرط في الأرض وورط مصر في أزمات وديون لا حصر لها، واختلق الإرهاب واعتقل الشباب. 

وتحدثوا عن وجوب أن يشمل الحوار كل أطياف الشعب المصري ولا يستبعد أحدا، ولا يقتصر على "الأحزاب الكرتونية" ولا على الذين احترقت أوراقهم وانتهى دورهم ويجري إعادة تصديرهم للمشهد مرة أخرى ليشاركوا في هذه المسرحية.

ديكتاتورية السيسي

وندد ناشطون بإصرار نظام الانقلاب على إظهار الإخوان بمظهر الساعي والملح على المشاركة في خدعة الحوار الوطني، مذكرين برفضهم التفاوض مع نظام انقلابي يده ملطخة بدماء المصريين. 

وصبوا غضبهم على المشاركين في الحوار الذين كشفت الأحداث زيفهم وأسقطت أقنعتهم، أبرزهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، الذي أعلن أيضا رفضه مشاركة الإخوان،  مستنكرين رضاه أن يكون مطية وبوقا رخيصا للانقلاب يتصرف به ويحركه كيفما يشاء.

وقال الكاتب والمفكر الإسلامي عزام التميمي، "يبرر ديكتاتور #مصر العسكري #السيسي رفض الحوار مع #الإخوان بحجة أنهم لو كانوا قد انتصروا بالقوة والقتل لما قبلوا بالحوار معه، ولكن الذي حصل بالفعل أنهم انتصروا عبر صناديق الاقتراع، ووثقوا به وأشركوه معهم في الحكم، ولكن هو الذي خانهم وغدر بهم وسرق السلطة منهم بالقوة والقتل".

وأكد الكاتب والباحث أحمد سليمان العمري، أن استثناء الإخوان المسلمين من #الحوار_الوطني المصري أفقده معناه ومراده، فالحوار لا يجمع نسخة واحدة تقبلها الدولة؛ بعض من معسكر 30 يونيو وآخرون بقناعات الحكومة، بل يجمع كل الأطياف المتخالفة في الآراء والطروحات.

ووصف الحوار المزمع بأنه "لا يتجاوز جلسة ود جمعت أصدقاء الماضي لتجديد العهد".

وتهكم السياسي والحقوقي المصري أسامة رشدي على قرار السيسي قائلا: "استثنينا الإخوان وقتلنا منهم وسجنا ونفينا الآلاف وبعدين هل أطلقت الحريات المدنية والسياسية؟ هل نشرت الديمقراطية وتداول السلطة؟ هل أنقذت #نهر_النيل وجلبت الرخاء للمصريين أم أن انقلابك المشؤوم لم يترك بيتا في #مصر إلا وقد ضربه وشعر بفشلك وخيبتك؟".

وسخر الكاتب الصحفي تركي الشلهوب، من استبعاد السيسي للإخوان من الحوار السياسي، متسائلا: " مع من سيتحاور إذن؟ إذا كانوا هم أكبر حركة سياسية وأكثر من وقع عليه الظلم، وكان الرئيس الشهيد الذي انتخبه الشعب منهم، وأكثر السجناء السياسيين منهم!!".

مكياج للسلطة

وعاود ناشطون التذكير برؤيتهم لما أسمته السلطة "حوارا وطنيا"، مشيرين إلى أنه مجرد مسرحية هزلية تفتقد كل معايير المصداقية والسياسة والدبلوماسية ومكياج لتلميع النظام بمشاركة "كومبارس" ارتضوا أن يمارسوا هذه الأدوار.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن "الحوار الوطني" مصطلح تستخدمه الديكتاتوريات لتفريق دماء فشلها على القبائل السياسية، ولا تطرحه حين تكون قوية، بل حين تشعر بالضعف وتتورط في الفشل، ويلوح غضب الجماهير في الأفق.

وأضاف أنه وليمة بائسة لا يجد فيها المواطن سوى حفنة من عظام، بل ربما ضاعفت معاناته، مؤكدا أنها لعبة معروفة.

ورأى الأكاديمي أحمد الحلبي، أن #الحوار_الوطني المصري محاولة لإيجاد معارضة هزيلة للحكم سقفها السياسي الدوران في فلك العسكر والتعاطي بإيجابية مع السيسي المنقلب على الدستور والشرعية من خلال انتخابات جديدة تدخل فيها المعارضة لإطالة عمر النظام ووضع المكياج على وجهه أمام العالم الذي يطالبه بالحريات!

وأشار الكاتب المتخصص في الإسلام السياسي جلال الورغي، إلى أنه بعد 10 سنوات على #الانقلاب أعلن #السيسي عن حوار وطني، ليشارك فيه الجميع باستثناء #فصيل_واحد، أي الطرف المنقلب عليه، ورفضت #الحركة_المدنية بقيادة #صباحي أيضا دعوة الإخوان.

وأضاف: "يتضح أن #الحوار لا يزيد عن كونه إعادة تجمع #المنقلبين: العسكر+ القوميين"، واصفا الحوار الوطني بـ"المختل".

 ووجه المغرد أحمد أسئلة للمشاركين في الحوار الوطني: "هل ستطالبون بمحاسبة قتلة شهداء يناير؟ ومحاسبة قتلة شهداء رابعة والحرس والمنصة؟ والإفراج عن المعتقلين والمختفين قسريا؟ وتعويض أهالي المعتقلين عن الدمار النفسي والمادي لأسرهم؟"، قائلا: "إذا مفيش إجابة واحدة بنعم يبقى أنتم مهرجون رخاص جدا".

وعما يريده السيسي من الحوار الوطني، أكد أحد المغردين أنه يتجاوب مع الضغوط الغربية في هذا الاتجاه، والتأسيس لنظام هيكلي "شبه ديمقراطي" في استنساخ لتجربة الرئيس الأسبق حسني مبارك في تمديد الحكم، وإلهاء الشعب عن أزماته الاقتصادية بجرعة من الأمل الكاذب في التغيير، وإقصاء الإخوان عن الجميع للضغط عليهم تفاوضيا.