موقع عبري: هذه أهداف "حماس" من بث فيديو الأسير الإسرائيلي المريض

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تحدث موقع عبري عن محاولة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فرض صفقة تبادل أسرى على إسرائيل من خلال تصدير قضية الأسير لديها الجندي هشام السيد.

وفي 28 يونيو/حزيران، عرضت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مشاهد للسيد وهو طريح الفراش موصولا على جهاز للتنفس الاصطناعي.

وجاءت المشاهد بعد يوم من إعلان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة عن "تدهور طرأ على صحة أحد أسرى العدو لدينا".

وفي الخلفية برزت مشاهد بث تلفزيوني على قناة الجزيرة غطت المؤتمر الأخير في البحرين بين ممثلين عن إسرائيل والدول العربية، مما يشير إلى أن الفيديو جرى تصويره قبل أيام.

وادعى موقع "نيوز ون" العبري أن حماس "تتعرض لضغوط شديدة من الشارع الفلسطيني والسجناء الأمنيين وترى في تشكيل الحكومة الانتقالية الإسرائيلية فرصة لمحاولة التوصل إلى اتفاق جديد".

ونهاية يونيو، تفكك الائتلاف الإسرائيلي الحاكم وحل البرلمان (الكنيست) نفسه، من أجل التحضير لانتخابات جديدة يتوقع أن تجرى في أكتوبر/تشرين الأول 2022.

استفزاز للضغط

ويرى الموقع العبري الأمني أنه من الفيديو القصير لا يمكن معرفة الحالة الصحية لهشام السيد. وقال والده شعبان الذي شاهد الفيديو في مقابلات إعلامية إنه "يبدو بخير". 

وتوجهت إسرائيل إلى المخابرات المصرية التي تتوسط بينها وبين حماس للوقوف على تفاصيل الحالة الصحية للسيد، واستجاب المصريون للطلب الإسرائيلي وبدؤوا التواصل مع الحركة.

ولفت الموقع العبري إلى أنه حتى بعد نشر فيديو الحركة، "لم يتغير تقييم مؤسسة الدفاع الإسرائيلية بأن حماس بادرت بهذه الخطوة كاستفزاز للضغط على إسرائيل لاستئناف المفاوضات المتوقفة بشأن صفقة تبادل الأسرى الجديدة".

وأصدر وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بيانا جاء فيه أن "فيديو حماس الذي لم تتضح مصداقيته مخصص لأغراض الابتزاز، إلى جانب احتجاز جرحى منهم، وأن الحركة تتحمل المسؤولية عن حياتهم".

وألقى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد (أصبح رئيسا للوزراء بعدها بأيام بدلا من نفتالي بينيت) باللوم على حماس في وضع هشام السيد وإبرا منغستو المحتجزين رغم إصابتهما نفسيا.

 ودعا لابيد المجتمع الدولي إلى إدانة حماس ومطالبتها بالتصرف وفق القانون الدولي، حسب تعبيره.

 وأشار المحلل السياسي والأمني بالموقع "يوني بن مناحيم" إلى أن حماس تتعرض لضغوط من الشارع الفلسطيني والسجناء الأمنيين وعائلاتهم لإبداء المرونة لاستئناف المفاوضات المتوقفة بشأن صفقة تبادل الأسرى الجديدة.

وبحسب مصادر في قطاع غزة، فإن حماس تستغل هذا التحرك الإعلامي لبدء صفقة جديدة من مرحلتين لتبادل الأسرى، كما كان الحال في صفقة الجندي جلعاد شاليط عام 2011.

وبموجب صفقة التبادل، أفرجت حركة "حماس" عن الجندي شاليط، الذي كان أسيرا لديها، مقابل الإفراج عن 1027 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

وجرت الصفقة على مرحلتين، الأولى كانت في 18 أكتوبر، وجرى خلالها الإفراج عن 477 أسيرا، بينما نفذت المرحلة الثانية في 18 ديسمبر/ كانون الأول من نفس العام، وأفرج خلالها عن 550 أسيرا.

ويتوقع الموقع العبري أن تكون المرحلة الأولى من الصفقة القادمة إنسانية، وخلال الثانية سيطلق سراح قائمة الأسماء ذوي الأحكام العالية من الأسرى الفلسطينيين. 

استعداد للتنفيذ

وتحتفظ "حماس" بأربعة جنود إسرائيليين في غزة من دون الإفصاح عن معلومات بشأنهم. أسر اثنان منهم خلال حرب صيف 2014، في حين دخل الآخران القطاع في ظروف غامضة.

وأفادت قناة الميادين اللبنانية نقلا عن مصادر مطلعة أن حماس أبلغت الوسطاء بأنها مستعدة لتنفيذ صفقة تبادل إنسانية وسريعة يجري بموجبها الإفراج عن هشام السيد مقابل إطلاق سراح أسرى مرضى في السجون الإسرائيلية.

وأعلنت حماس ترحيبها بأي وساطة دولية للإفراج عن الأسرى المرضى من السجون الإسرائيلية مقابل هشام السيد.

ويرى "ابن مناحيم" أن هذا المخطط يشبه بشكل ملحوظ المبادرة الإنسانية لرئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار في بداية أزمة كورونا قبل نحو عامين.

ووقتها اقترح السنوار صفقة تبادل على مرحلتين، لتزويد إسرائيل في المرحلة الأولى بمعلومات عن مصير الأربعة الأسرى والمفقودين مقابل إطلاق سراح 250 أسيرا مريضا والنساء والقاصرين.

وفي المرحلة الثانية إطلاق سراح الكتلة الأساسية من "الأسرى الأمنيين" مقابل إطلاق سراح الإسرائيليين الأربعة. ونوه المحلل السياسي إلى أن إسرائيل رفضت الاقتراح بشكل صريح.

ويقول مسؤولون أمنيون في إسرائيل إن تقسيم الصفقة إلى مرحلتين كان يهدف إلى ابتزاز إسرائيل لإطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين. 

وأشار المحلل الأمني ابن مناحيم إلى أن إسرائيل تصر على تنفيذ الصفقة في مرحلة واحدة وتعارض بشدة مطالب حماس بالإفراج عن 400 أسير من بينهم قيادات بالفصائل الفلسطينية وآخرين اتهموا بقتل إسرائيليين.

وتؤكد إسرائيل أن جهاز الأمن السياسي لن يكرر الأخطاء التي ارتكبت في "صفقة شاليط" وأن على حماس أن تخفض توقعاتها إذا كانت تريد الوصول إلى صفقة.

وتقول مصادر في قطاع غزة إن حماس بادرت بالخطوة خلال الفترة الانتقالية بدحرجة الكرة باتجاه "يائير لابيد" على أمل أن يشتري عرضها وكذلك قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط منتصف يوليو/تموز.

وتقول حماس إنها أثبتت مصداقيتها ببث الفيديو وأن الكرة في ملعب إسرائيل وعليها أن تقرر ما إذا كانت ستدع هشام السيد يموت في الأسر أو تطلق سراحه بسرعة وتنقذ حياته.

ويرى المحلل الأمني ابن مناحيم أن حركة حماس لم تقدم أي دليل على تدهور صحة هشام السيد.

وخلص إلى القول بأن "التقدير هو أنه بعد نشر الفيديو الذي شوهد فيه هشام السيد، أتيحت فرصة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن صفقة جديدة لتبادل الأسرى".