"نهج إسرائيلي".. هكذا يرى سعوديون عمليات الهدم والتهجير القسري في جدة

12

طباعة

مشاركة

بعدما حول النظام السعودي في عهد ولي العهد محمد بن سلمان، شواطئ جدة المطلة على البحر الأحمر إلى ملاهٍ ومراقص، وفق تقارير دولية، تحول إلى هدم المنازل الشعبية داخل المدينة بدعوى "التطوير".

وهو مبرر يرفضه الأهالي ويؤكد ناشطون عبر تويتر أنه مجرد ذريعة يتخذها نظام ابن سلمان لتهجير الأهالي قسريا وإفراغ جدة من سكانها، لتسليمها لمستثمرين أجانب، لاستكمال المشاريع الوهمية التي لا تعود بالنفع على السعوديين. 

وتداول ناشطون عبر مشاركتهم في وسمي  #هدد_جدة، #إزالة_الاحياء، مقاطع مصورة تبرز حجم الأضرار التي لحقت بأهالي جدة، وكيف استخدم النظام الجرافات لإجبار الأهالي على ترك منازلهم، معربين عن استيائهم من الطريقة التي يتعامل بها مع الشعب.

واتهم ناشطون النظام السعودي بانتهاج سياسة الاحتلال الإسرائيلي في التهجير القسري للفلسطينيين من منازلهم لتسليمها لمستوطنين صهاينة، مستنكرين مزاعم أن هذه الأحياء عشوائية كما تروج السلطات وأبواقها.

وندد الناشطون بعدم تعويض الأهالي بشكل مجز أو توفير مساكن بديلة، إذا ما كانت حقيقة أهداف السلطة نبيلة وتسعى لتطوير المنطقة.

وحذروا من أن ما أصاب جدة ومن قبلها الحويطات سيصيب باقي المدن السعودية، ما يستدعى التصدي للنظام السعودي وإزالته.

مشاريع تدميرية

وأعرب ناشطون عن استيائهم من أن المشاهد المتداولة لعمليات التهجير القسري جعلت من جدة حطاما مشابها لما فعله النظام السوري بمدنه ومواطنيه.

ونشر رئيس مجلس إدارة منظمة سند لحقوق الإنسان (مقرها بريطانيا)، مقطعا مصورا للإزالات، وأرفقه بتعليق: "هذه الصور الجوية ليست في سوريا، أو الفلوجة، أو الموصل، أو غزة، هذه صور إزالة الأحياء في جدة المحقود عليها وعلى تجارها وأهلها من سلمان وولده".

كما نشرت الناشطة السعودية علياء أبو تايه الحويطي المقطع ذاته، قائلة: "هذه ليست حلب، تبدو  منطقة حرب، هذا في جدة، الحكومة تدمر أحياء بأكملها".

وأشارت إلى أن هذه إنجازات ابن سلمان، يشرد، ويقتل، ويبيع الأرض، ويطبع، وأخذ أراضي الحويطات ليعطيها لإسرائيل، وسيصل للمدينه المنورة تذكروا جيدا".  

 من جانبها، أكدت عضو حزب التجمع الوطني السعودي المعارض، لينا الهذلول أن تدمير الأحياء يتم لبناء مشاريع الغرور لمحمد بن سلمان. 

 وشارك الناشط الحقوقي السعودي مقبول العتيبي، مقطعا مصورا لنتائج الإزالات، موضحا أن هذه الأراضي المنزوعة ظلما وبدون أدنى آلية إنصاف سوف تسلم إلى أباطرة المال وبارونات شركات التطوير العقاري.

ولفت إلى أن ذلك يرفق بديباجة معتادة وعناوين صحف عن مشاريع سوف تجلب مستثمرين، وسوف توفر مليون وظيفة بحلول 2031!

 وعلى نفس الوتيرة، نشر الناشط السعوديسعد الدوسري مقطعا آخر، معلقا أن هذه آثار الدمار والخراب في جدة على يد سلطة ابن سلمان المحتلة.

 نهج الاحتلال

وشبه ناشطون ما تفعله السلطات السعودية من تهجير قسري لأهالي جدة بما يفعله الاحتلال الإسرائيلي بالفلسطينيين، منددين بصمت الجهات الفاعلة على ذلك.

ورأت الناشطة الحقوقية السعودية حصة الماضي أن السلطة السعودية تنافس إسرائيل في تهجير المواطنين من منازلهم واحتلالها دون تعويض أو بديل.

 وتساءل الناشط السعودي المعارض عبدالعزيز الحضيف: "هذه إسرائيل أم السعودية؟"، مؤكدا أن ابن سلمان لن يهدأ ويرتاح حتى يهجر الشعب!

وأشار إلى أن السلطة بدأت في الخريبة ثم تحولوا إلى الجنوب والآن دخلوا جدة، وأكد "لا تعويضات مجزية ولا تفاهم، وإذا رفضت مصيرك مثل الحويطي تأتيك مافيا ترش بيتك رش، على حد قوله.

 من جهته، أشار مغرد باسم ابن شهران أن الهدف الحقيقي وراء هذه الإزالات، تبيض الأراضي وبيعها لمطورين عقاريين ومشاريع يملكها صهاينة بمليارات الدولارات.

وأكد أنها "عملية فساد سياسي ومالي كاملة الأركان خطيرة جدا وتداركها يجب أن يكون سريعا لأن الضحية الفقراء". 

 فيما تساءل المغرد بدر محمد عن موقف مجلس الشورى السعودي مما يحدث، موضحا أنه يسكن ببيت جده ولو تم الهدم لن يتمكن من استئجار منزل آخر بـ4000 ريال (نحو 1065 دولارا).

 إزالة آل سعود

وحث ناشطون على مواصلة حملات التغريد المناهضة للنظام السعودي، والكاشفة لممارسته القمعية بحق شعبه، فيما دعا آخرون للخروج من دائرة التغريد وتحويل الغضب لفعاليات على الأرض رافضة لسياسات النظام.

وأكد المعارض السعودي عبدالله الغامدي أن إزالة أسرة آل سعود مطلب، زاد طغيانهم ونهبهم، يسرقون المال العام، ويبنون القصور، والشعب بدون سكن، ويتوقفون، ويسجنون، ويخدرون بأوهام وأحلام كذابة.

 واعتبر المغرد المهند أن مشروع هدم المدن هو تدمير للوطن، داعيا إلى كسر حاجز الصمت.

وتساءل: "إلى متى ونحن صامتون إزالات قرى جهينة والكل سكت، إزالة ديار الحويطات، إزالة تندحة، إزالة أحياء الرياض، إزالة القدية، إزالة قرى مكة، إلى متى السكوت؟"

 بينما أشار صاحب حساب كشكول إلى أن تويتر يضج بالغضب مع كل مرة يرتكب فيها النظام السعودي جريمة إزالة وتهجير قسري جديدة، دون أن يتحول الغضب التويتري إلى غضب على أرض الواقع يردع النظام المجرم.

وأضاف: "الأسوأ أننا نتعامل مع كل جريمة وكأنها الأولى".

 وأكد حساب باسم "أمجادنا" أن ما يحدث في جنوب جدة من تهجير قسري للسكان "جريمة دولية"، وكل من شارك فيها سيعتقل غدا أو بعد غد.  واستنكر مغرد آخر صمت الإعلام السعودي المطبق على تجاوزات ابن سلمان، قائلا: "أسأل الله أن يكونوا هم وأهليهم ضحايا لهذه الجريمة ليعلموا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس".  وفي نفس الاتجاه، أشار المغرد طلال أبو عبدالله إلى أن هناك صمت رهيب لا أحد يشتكي، ولا أحد ينتقد، لا صحف ولا تلفزيون ولا كتاب والضحية المواطن.