"استجداء للشرعية".. هجوم واسع على محمود عباس بعد لقائه وزير جيش إسرائيل

12

طباعة

مشاركة

أثار لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس غضبا فصائليا وشعبيا خاصة بعد ما سربت أنباء عن الاجتماع تفيد باتفاقهما على استهداف المقاومة في الضفة الغربية.

وخلال اللقاء الذي جرى في منزل غانتس مساء 28 ديسمبر/كانون الأول، تعهد عباس بمواصلة التنسيق الأمني مع تل أبيب في الضفة الغربية وتعزيزه.

فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، إن "التنسيق الأمني ​​والمدني مع السلطة الفلسطينية ضروري لأمن إسرائيل".

ناشطون استنكروا عبر تغريداتهم على وسوم عدة أبرزها #محمود_عباس، ما كشفه الإعلام العبري بشأن منح الأخير غانتس هدية غير معروف ماهيتها خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين ونصف الساعة، فيما أعطاه وزير الجيش "زجاجة زيت زيتون إسرائيلي".

وطالبوا بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، ووصفوا ما جرى بعدة توصيفات أبرزها "لقاء العار والذل"، متهمين رئيس السلطة الفلسطينية باستجداء الشرعية.

حركة المقاومة الإسلامية حماس، استنكرت اللقاء الذي يأتي بالتزامن مع الذكرى السنوية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008، وعدته استفزازيا للفلسطينيين الذين يتعرضون إلى حصار ظالم وتصعيد عدواني يستهدف أرضهم وحقوقهم ومقدساتهم.

وأشارت في بيان لها أنه يمثّل استهتارا بمعاناة الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، قائلة إن هذا اللقاء "الحميمي" وتبادل الهدايا بين زمرة التنسيق الأمني وجيش العدو، يكشف مجددا الانحدار الكبير الذي وصلت إليه هذه السلطة ورئاستها.

ونددت بالتعاون الأمني مع العدو، وملاحقة المقاومين، مستهجنة الانزلاق الخطير في مراعاة مصالح الاحتلال واحتياجاته مقابل بقاء السلطة الفلسطينية ككيان وظيفي بلا أي مضمون أو مستقبل سياسي. 

ذل وعار

ناشطون وكتاب ومحللون وصفوا الاجتماع بلقاء الذل والعار والخيانة للفلسطينيين وقضيتهم، متهمين كل من يدافع عن محمود عباس بالشراكة في ذلك.

ووصف وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ  اللقاء بأنه محاولة جدية جريئة لفتح مسار سياسي يرتكز على الشرعية الدولية، ويضع حدا للممارسات التصعيدية ضد الشعب الفلسطيني، وأنه تحد كبير والفرصة الأخيرة قبل الانفجار والدخول في طريق مسدود.

عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين محمد الصغير، رأى أن زيارة عباس للمسؤول الأول عن الحرب والقصف، وتبادل الهدايا معه والاتفاق على الوقوف صفا واحدا ضد المقاومة، يؤكد أنه وسلطته من أضلاع الاحتلال وأذرعه، مهمتهم التنسيق الأمني ورصد واعتقال المناضلين.

الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أكد أن حديث عصابة رام الله عن فتح أفق سياسي؛ في معرض تبرير لقاء العار بين عباس وغانتس، لا يقنع حتى الأطفال، مشيرا إلى أن عقودا من التفاوض لم تسفر عن حل، فيما يكشف العدو مطالبه الآن على نحو أكثر وقاحة.

وأضاف أن عباس يتورط في "السلام الاقتصادي"، والعصابة تطبل و"القبيلة" تبرر، معتبرا من يدافع عنه شريك في عبثه.

ووصف سمير عبدالله، اللقاء بالخيانة في ظل ضياع الأفق لأي حل سياسي واستمرار الاستيطان والاعتداءات الصهيونية. 

الأكاديمية الأردنية فاطمة الوحش، قالت إن الهدف من الاجتماع هو قمع أي تحرك لانطلاق #الانتفاضة والحد من حراك الشارع الفلسطيني.

واتهم ناشطون عباس بانتهاك حقوق الفلسطينيين ونددوا بغياب الأولويات لدى السلطة، وذكروه باستنكاره تطبيع الدول العربية والخليجية مع الاحتلال الإسرائيلي فيما يزور هو أبرز ممثلي الاحتلال في منزله ويتبادل الهدايا.

وكتب الخبير في القانون الدولي معتز المسلوخي: "بدلا من إحالة غانتس إلى المحكمة الجنائية الدولية، محمود عباس يزوره في بيته ويتبادل معه الهدايا"، مستنكرا استمرار "عراب أوسلو"  في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره والحرية والاستقلال ومقاومة الاحتلال.

وأشار يحيى غنيم، إلى أن محمود عباس وسلطة رام الله ينتقدون الدول العربية المطبعة مع إسرائيل ويعدون ذلك خيانة وطعنة فى ظهر القضية الفلسطينية، بينما هو يجتمع بوزير الحرب الصهيونى ويعده بمقاومة المنتفضين والمقاومين واستمرار التنسيق الأمني.

وتابع: "عباس ليس متناقضا بل متسق مع نفسه، هو يبتز العرب ويأخذ من الصهاينة!".

وأكد أستاذ العلوم السياسية في مصر حسن نافعة، أن اللقاء الذي جاء في وقت تمارس فيه السلطات الإسرائيلية أبشع أنواع القمع ضد الشعب الفلسطيني صادم ليس فقط لحركات المقاومة المسلحة في فلسطين، ولكن لكل الشعوب العربية الرافضة للتطبيع مع إسرائيل.

وتساءل الكاتب الصحفي مياح غانم العنزي: "أليس الأولى من محمود عباس أن يذهب إلى قطاع غزة ويجتمع مع الفصائل وأبناء شعبه ويلم الشمل ويوحد الصفوف بموقف موحد ضد الاحتلال، بدلا من الذهاب إلى بيت غانتس وتبادل الهدايا، الأمر الذي يزيد الشعب الفلسطيني انقساما وتشرذما".

استجداء الشرعية

فيما رأى ناشطون أن اللقاء غير مستغرب ونتيجة طبيعة لممارسات السلطة الفلسطينية، وتماهيها مع الاحتلال الإسرائيلي وتقديمها الدعم والتنسيق الأمني معه.

المحلل السياسي فهد صقر، قال: "في فلسطين لا أستغرب تصرفات محمود عباس فهو رجل ساقط وأي نقد له مثل الضرب في ميت لكن ما أستغربه هو إستمرار المقاومة في التحدث إليه على أمل أن يحصل اتفاق وحدة أو انتخابات أو أي شيء. المفروض أن يتم مقاطعته تماما وعدم الاشتباك معه في أي حوار أو مفاوضات. الرجل ساقط".

ورأى مصطفى غالي، أن اللقاء غير مفاجئ، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية منذ الرئيس السابق ياسر عرفات وحتى الآن فاسدة وتخدم إسرائيل.

وأكد ناشطون أن عباس يبحث عن الشرعية بزيارته لغانتس، وتعهده بملاحقة المقاومة، مشيرين إلى تلقيه ثمن ذلك من الاحتلال وأنه مجرد أداة.

وقالت درة محمد السيد، إن الجملة المخفية وراء هذا قول عباس لغانتس إنه "لن يسمح بالعنف والإرهاب ضد الإسرائيليين طالما أنا في الحكم"، هي: "خلوني في الحكم وادعموني فلن أسمح لأي كان أن يزعجكم لا المقاومة ولا الفلسطينيين كلهم.. فافعلوا ما تشاؤون أنتم أصحاب فضل علي".

الكاتب والباحث أحمد سليمان العمري، علق على تصريح عباس خلال لقائه غانتس: "سأعمل على وقف الإرهاب ولو صوبوا مسدسا على رأسي"، بالقول: "طبعا، 30 مليون دولار كافية لتبنّي مثل هذه القناعة الصخرية، والعمل لمحاولة قتل المقاومة، الدعم الإسرائيلي للسلطة دلالة على احتياجها الملّح لها".

الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات، اعتبر زيارة عباس لغانتس استجداء للشرعية من العدو.