زالت أسباب الخصومة.. ماذا تعني مواصلة ابن سلمان اعتقال منتقدي حصار قطر؟

12

طباعة

مشاركة

رغم عقد مصالحة خليجية في 5 يناير/كانون الثاني 2021، خلال القمة الخليجية الـ41 في مدينة العلا شمال غربي السعودية، بحضور أمير قطر تميم بن حمد آل ثان، لم تتخذ السلطات السعودية أي إجراء لصالح المعتقلين.

واعتقلت سلطات الرياض كل من استنكر الحصار الخليجي العربي الذي فرض على قطر في 6 يونيو/حزيران 2017، ورفض قطع الأرحام، وندد بالحرب الإعلامية في التعامل مع الأزمة.

وحدث ذلك في أعقاب أزمة استمرت أربعة أعوام بعدما فرضت الدول الأربع (السعودية، الإمارات، البحرين، إلى جانب مصر)، حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر، متهمين إياها بزعزعة استقرار المنطقة، ودعمها للإرهاب، وهو الأمر الذي نفته قطر دوما.

ومنذ ذلك الحين لم يترك الناشطون على تويتر، فرصة إلا واغتنموها للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الأزمة الخليجية.

كان آخرها، مشاركتهم في وسم #أطلقوا_منتقدي_حصار_قطر، بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الدوحة 8 ديسمبر/كانون الأول 2021.

الناشطون طالبوا عبر مشاركتهم في الوسم بالإفراج الفوري دون قيد أو شرط، عن جميع معتقلي الرأي في سجون المملكة، خاصة المعتقلين في أعقاب حصار قطر، وذلك لسقوط وبطلان الحجة التي اعتقلوا على إثرها وإتمام المصالحة وتبادل الزيارات بين قادة البلدين.

كان من أبرز الأسماء التي ذكروا بها وطالبوا بإطلاق سراحها، الداعية السعودي سلمان العودة، ورئيس قسم الرصد سابقا بصحيفة "تواصل" الإلكترونية سامي الثبيتي، والكاتب الصحفي خالد العلكمي، والمغرد أبو محمد البناخي، والمنشد ربيع حافظ وغيرهم.

واستنكر الناشطون على النظام السعودي تصالحه مع خصومه الخارجيين لتحقيق مآرب سياسية، وعجزه عن التصالح مع نخبة الشعب من العلماء والمفكرين والكتاب ورجال الأعمال الذين لا يزالون في السجون.

ابن سلمان وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة في أول زيارة له إلى قطر منذ الأزمة الخليجية، وثالث محطات جولته الخليجية التي شملت أيضا كلا من عُمان والإمارات، وكان في استقباله أمير البلاد تميم بن حمد آل ثان. 

انتهاكات الأزمة

وبرز تذكير الناشطين بالداعية السعودي سلمان العودة، صاحب الدعوة الشهيرة إبان فرض الحصار على قطر "اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم"، والتي اعتقل على أثرها.

وتداولوا تغريدته على حسابه بتويتر، إلى جانب مقاطع فيديو أخرى للمعتقلين أعلنوا فيها رفضهم للحصار، وقابلوه بسخرية وتنديد.

الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض عبدالله العودة، نجل الشيخ سلمان، شارك تغريدة والده على الوسم المطالب بإطلاق سراح منتقدي حصار قطر.

وأكد مغرد آخر، أن الشيخ سلمان العودة لم يرد إلا الخير والصلح ولم يتلفظ ولم يؤذ أحدا، داعيا الله أن يفك أسره وينصره ويرحم ضعفه.

فيما ذكرت الناشطة الحقوقية أريج شقيقة المعتقل عبدالرحمن السدحان، أيضا بمحمد العتيبي ويوسف الملحم والبنخاني وغيرهم كثير، مطالبة بإطلاق سراحهم.

وطالب عضو حزب التجمع الوطني السعودي المعارض ناصر العجمي، بالحرية للمغرد أبو محمد البناخي المعتقل منذ سبتمبر/أيلول 2017.

ونشر مقطع فيديو عفويا ساخرا، اعتقل على أثره، بعدما انتقد فيه المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني، إبان حصار قطر، واستنكر التعامل الإعلامي مع الأزمة ووضع السعودية شروطا لإعادة العلاقات مع الدوحة.

مطالبات بالإفراج

وطالب ناشطون بالإطلاق الفوري لمعتقلي الرأي الذين اعتقلوا لرفضهم فرض الحصار على قطر، وحديثهم عن العلاقات الأخوية، واستنكارهم للتضليل الإعلامي وشن حرب إعلامية بين البلدين.

صاحب حساب "كن حرا"، رأى أن رفض الظلم عن أي معتقل يجب أن يكون غير انتقائي بغض النظر عن توجه المعتقل أو طائفته.

وقال: "بما أنه لا يوجد قضاء نزيه فإن جميع معتقلي الرأي مظلومون ولهم حق علينا أن ندافع عنهم ونطالب بإطلاق سراحهم بدون شروط أو قيود".

وقال المغرد عدنان: "بعد عودة العلاقات الودية مع قطر لا بد من إطلاق سراح منتقدي الحصار".

وخاطب مغرد آخر أمير قطر، قائلا: "عندنا معتقلون دافعوا عنكم استغل الفرصة بطلب إطلاق سراح وتعويض الناس اللي دافعت عنكم من شعبنا".

صبيانية ابن سلمان

وصب ناشطون غضبهم على ولي العهد السعودي، مستنكرين خروجه في جولات خليجية بحثا عن الشرعية الدولية، في حين أنه فاقد لها داخليا.

وأوضح صاحب "حساب الديوان"، أن من دعا للحكمة والانضباط الأخلاقي في الخصومة مع قطر جرى اعتقالهم والطعن بأعراضهم والتهديد بالغزو والتماسيح بطريقة صبيانية ودعم حكومي للمنفلتين!، مستنكرا ذهاب ابن سلمان إلى الدوحة.

وقال أحد المغردين لابن سلمان: "تصالح مع شعبك أيها الدب الداشر خذ الشرعية من الشعب قبل الدول الأخرى لو تلف العالم تبي شرعية وأنت لم تتصالح مع الشعب مستحيل تأخذ شرعية شوف الملك عبدالله أول ما أخذ الحكم تصالح مع الشعب خاصة العلماء بالسجون في عهد الملك فهد وأطلق سراحهم"، وفق تعبيره.

وأشار المغرد المهند، إلى أن ابن سلمان لديه القدرة على التصالح مع الكل إلا الشعب، لافتا إلى أن عدد المعتقلين في السجون السعودية تجاوز 64 ألف معتقل.

وأضاف: "نعلم بعضهم ونجهل الأغلب، ويعاني جزء لا يستهان منهم ظروف احتجاز غير إنسانية وكأننا نعيش عصور أوروبا المظلمة حيث كان هناك أناس تتنعم وغيرهم يعذب".