حميد الحسيني.. أول معمم شيعي موال لإيران يتهم بالإرهاب في العراق

يوسف العلي | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

في سابقة منذ عام 2003، أصدرت السلطات العراقية مذكرة قبض بحق المعمم الشيعي الكاره للعرب والموالي لإيران، حميد الحسيني.

وجاءت الخطوة وفق المادة "4 إرهاب"، التي طالما وصفها العراقيون بأنها مادة "4 سُنة" كونها تستخدم ضد كل من يعتقل من أبناء المكون السني في البلاد.

وكشفت وثائق صادرة عن محكمة استئناف النجف- نشرتها وسائل إعلام في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021- عن صدور مذكرة القبض بحق الحسيني، الذي يرأس "اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية العراقية" الممول من إيران.

وعممت الأجهزة الأمنية مذكرة القبض بحق الحسيني على المطارات والمنافذ الحدودية لمنع هروبه إلى خارج البلاد.

القضاء العراقي يصدر امر باعتقال امين عام اتحاد الاذاعات والتلفزيونات العراقية حجة الاسلام والمسلمين حميد الحسيني ، وفق المادة اربعة ارهاب !#العراق pic.twitter.com/dAYrGzrKFM

وتنص المادة الرابعة من القانون رقم 13 لعام 2005، على إنزال عقوبة الإعدام بحق "كل من يرتكب عملا إرهابيا"، والسجن المؤبد لـ"كل من يخفي أو يتستر على شخص إرهابي".

متهم بالإرهاب

وتعود أسباب إصدار مذكرة الاعتقال بحق الحسيني، إلى ارتباطه بهجوم على مبنى "مركز الرافدين للحوار" في حي الحوراء وسط النجف، عبر صاروخ "آر بي جي" لم يتسبب بسقوط ضحايا.

وأظهر مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي في 24 أغسطس/آب 2021، شخصا يترجل من سيارة ثم يطلق الصاروخ باتجاه المركز الذي تعرض في السابق لهجمات عدة، إحداها بقنابل يدوية في عام 2019 وخلفت جريحين.

وينظم هذا المركز ندوات حوارية وملتقى سنويا في بغداد تحت عنوان (RCD Forum ) يجمع أبرز الشخصيات البحثية والسياسية العراقية والدولية للحديث عن إدارة الدولة وتحدياتها، والأزمات والحلول بالشرق الأوسط.

لكن اللافت في إصدار مذكرة قبض بحق الحسيني، عدم صدور أي إدانات أو تفاعل من القوى السياسية والدينية في العراق أو إيران، باستثناء عدة جهات محسوبة على "اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بالعراق".

ففي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أصدر مركز "الرفد" للإعلام والدراسات الإستراتيجية بيانا أدان فيه مذكرة القبض واعتبرها استهدافا لـ"شخصية وطنية وإسلامية كبيرة" جاءت بناء على دعاوى كيدية، ودعا القضاء لإعادة النظر في قراره.

وفي نفس اليوم، وصف رئيس مركز "القمة" للدراسات الإستراتيجية حيدر عرب الموسوي، "الحسيني" بأنه "رمز من رموز العراق يدعو إلى السلام والتآخي"، داعيا القضاء إلى إلغاء هذه المذكرة "الظالمة".

وعلى نفس الوتيرة، أدانت شبكة "الهدف" للتحليل السياسي والإعلامي، الإجراءات التي صدرت بحق الحسيني، واصفة مذكرة القبض بأنها أمر "لا يمكن السكوت عنه".

"ضابط إيراني"

ويعتبر "اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية" فرعا من "اتحاد الإذاعات الإسلامية" في إيران، وتأسس في عام 2012 برئاسة حميد الحسيني.

ويتهم البعض، "الحسيني، بأنه "ضابط برتبة عقيد في الحرس الثوري الإيراني"، حسب تغريدة نشرها الإعلامي العراقي عامر إبراهيم في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.

ويضم "الاتحاد" مؤسسات إعلامية تتبع أحزابا ومليشيات شيعية موالية لإيران، منها قنوات "العهد (عصائب أهل الحق)، الغدير (منظمة بدر)، آفاق (حزب الدعوة الإسلامية)، الاتجاه (كتائب حزب الله)، النجباء (حركة النجباء)، آي نيوز (كتائب سيد الشهداء)، آسيا (حزب المؤتمر الوطني)".

وللمعمم الحسيني المقيم في مدينة النجف العراقية، صور كثيرة تجمعه بالمرشد الإيراني علي خامنئي، ومع قائد فيلق القدس الإيراني السابق، قاسم سليماني.

ويحمل الحسيني لقب "حجة الإسلام والمسلمين" (درجة علمية في الحوزة الدينية الشيعية) وسبق أن تعرض إلى محاولة اغتيال بصاروخ موجه من طائرة مسيرة في يناير/ كانون الثاني 2019.

لكن "اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية" نفى نبأ الاغتيال واعتبرته عاريا عن الصحة.

واتهم بيان "الاتحاد" موقعا مقربا من السفارة الأميركية في العراق (لم يذكر اسمه) بأنه أول من نشر الخبر الكاذب، ثم تناقلته مواقع أخرى، لا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي.

كما سبق أن صدر بحق "الحسيني" قرار الإعدام غيابيا في ثمانينيات القرن العشرين إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين، وهاجر على إثرها من العراق إلى إيران.

وذكرت مواقع مقربة من الحسيني عام 2019، أن الأخير التحق بالحوزة العلمية في مدينة قم الإيرانية، وعاد إلى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 ليؤسس إذاعة في النجف باسم "المعارف".

كما أنه يُعتبر "من أشد المعارضين للمشروع السعودي في العراق وعمل وما زال يعمل على فضح مساعي الرياض لدعم فلول البعثيين وتفريق وحدة الصف السني الشيعي وبناء شبكات من العملاء لخدمة الاحتلال وتنفيذ أجندات إسرائيل".

كاره للعرب

وفي 4 أبريل/ نيسان 2017، أجرت وكالة "تسنيم" الإيرانية التابعة للحرس الثوري، حوارا مطولا مع الحسيني، هاجم خلاله الأخير الدول العربية واعتبر أنها كانت وراء "البلاء" الذي نزل على العراق بعد عام 2003.

وقال الحسيني: "نحن دولة عربية، لكن كل مصائبنا مع كل الأسف من الأعراب الذين سكنوا هذه المنطقة، فلذلك نحن ننظر بعين الريبة إلى أي عمل يريد ان يقوم به هؤلاء الأعراب".

وهاجم الحسيني زيارة وزير خارجية السعودية آنذاك عادل الجبير إلى العراق في 25 فبراير/ شباط 2017، التي جاءت بعد 25 عاما من انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين بغداد والرياض على خلفية الغزو العراقي للكويت.

ورأى الحسيني أن "زيارة الجبير للعراق جاءت بأمر أميركي لتتنفس الجبهة السعودية المهزومة الصعداء قليلا، لأن الضغوط كبيرة جدا من اليمن وسوريا والعراق وإيران والبحرين".

واتهم الحسيني سفير الرياض السابق في العراق، ثامر السبهان بأنه كان سيئا جدا "وهابي يأتي ويغطي على الإرهاب في المنطقة ويدعم العناصر الداعشية السياسية في العراق".

وزعم المعمم أن "المقاومة (المليشيات الشيعية) تعاملت برحمة مع المناطق السنية في العراق أثناء تحرير الأرض (استعادة المدن من تنظيم الدولة بين 2014- 2017)".

كما زعم أن "هذه المناطق السنية كانت حاضنة للسعودية، وتركيا والأردن، لكنها وجدت الخير والبركة من الحشد الشعبي".

يشار إلى أن قوى سياسية سنية ومنظمات حقوقية دولية ومحلية تتهم المليشيات الشيعية بارتكاب فظائع بحق المدنيين في المناطق السنية.

 وبلغ عدد أبناء هذه المدن بين المغيبين والمختطفين نحو 12 ألفا منذ المعارك ضد تنظيم الدولة بين 2014 – 2017.

وفي 28 فبراير/ شباط 2018، رفض الحسيني استقبال وفد سعودي ضم رؤساء مؤسسات إعلامية سعودية، قائلا إنه "لا يشرفه اللقاء مع هؤلاء"، مستنكرا وجودهم في العراق.