"سكاي لوك دوم".. نظام إسرائيلي مضاد للطائرات المسيرة بيد المغرب

قسم الترجمة | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إسبانية الضوء على عملية شراء الرباط حوالي خمسة أنظمة مختلفة مضادة للطائرات دون طيار (المسيرة)، آخرها من شركة سكاي لوك سيستيمز الإسرائيلية. 

وقالت صحيفة الإسبانيول إن طائرة دون طيار واحدة (من النوع المذكور) يمكنها التحكم في أخرى معادية لها بالمجال الجوي. 

ولكن أيضا هناك تكنولوجيا قادرة على مواجهة سرب من المركبات الجوية دون طيار، صغيرة وسريعة ويصعب اكتشافها ويمكنها إطلاق النار. 

المغرب وإسرائيل

وعموما، هذا ما تقدمه الأنظمة الإسرائيلية للمغرب، الذي اشترى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2021، نظام الدفاع سكاي لوك دوم.

وقد تأكدت عملية الاستحواذ على هذه التكنولوجيا من قبل القوات المسلحة الملكية، عشية الزيارة الرسمية للرباط من قبل وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، 23 نوفمبر/تشرين الثاني.

 وأكدت القوات المسلحة الملكية "مواصلة تعزيز نظام الدفاع في الأراضي المغربية من خلال الاستحواذ على خمسة أنظمة دفاعية مضادة للطائرات دون طيار، وآخرها نظام سكاي لوك دوم الإسرائيلي".

وأضافت الصحيفة أن المغرب يؤكد أن عملية الشراء من شركة سكاي لوك سيستمز، التابعة لمجموعة أفنون، ليست إلا جزءا من تطوير قدرات الجيش. 

وبالمثل، يتذكر أن "هذه الخطوة ضرورية لأن الطائرات دون طيار أصبحت تشكل تهديدا بسبب قدراتها على التعرف أو إمكاناتها الهجومية، وبالنظر إلى صعوبة مهاجمتها بأنظمة الدفاع التقليدية".

في السياق ذاته، كشف مصدر أمني لموقع "يا بلادي" المغربي أن الدفعات الأولى مثبتة بالفعل "في قواعد جوية بالصحراء الغربية ولا سيما بالداخلة وبوجدور". 

ويضيف المصدر أن "اختيار الموقع ليس اعتباطيا. وهكذا فإن المغرب يستعد لأي استخدام محتمل للطائرات دون طيار من قبل الجيش الجزائري أو جبهة البوليساريو".

وبدأ الخلاف بين المغرب و"البوليساريو" حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده بالمنطقة، ليتحول إلى نزاع مسلح استمر حتى 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

لكن الأزمة تصاعدت بعد توقيع المغرب وإسرائيل اتفاقية التطبيع عام 2020 والتي كان أحد أثمانها اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بـ"مغربية الصحراء"، وهي خطوة لم تلق دعما دوليا.

وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

ونوهت الصحيفة بأنه في مارس/آذار 2021، أصبح استخدام الطائرات الإسرائيلية دون طيار في الحرب ضد البوليساريو واضحًا، وذلك بعد مقتل جندي صحراوي خلال تلك الفترة.

وأوردت الإسبانيول أن التعاون الأمني ​​والاستخباراتي بين المغرب وإسرائيل لم ينقطع أبدا. لكنه ظهر بشكل أوضح منذ اندلاع الحرب مع جبهة البوليساريو.

وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أصدر زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، مرسوما يقضي بإنهاء الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب.

وقبلها بيوم، أعلنت الخارجية المغربية، في بيان، تحرك بلادها لوقف ما أسمته "الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة" للجبهة في الكركرات.

وتصاعد التوتر حينها بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، ولمدة أسابيع؛ إثر عرقلة الأخيرة عبور شاحنات مغربية إلى موريتانيا عبر معبر الكركرات، وهي أزمة لقيت طريقها للحل لاحقا.

وقال الجيش المغربي، عبر بيان في وقت لاحق من ذات اليوم، إن المعبر "أصبح مؤمنا بشكل كامل"، بعد إقامة حزام أمني يضمن تدفق السلع والأفراد.

"سكاي لوك دوم"

ونقلت الصحيفة أن نظام سكاي لوك دوم يعمل على الكشف عن الطائرات دون طيار المعادية، والتحقق منها وإبطال مفعولها. 

ويتمثل الهدف من هذه الأنظمة في "تطوير القدرة على حماية المنشآت الحيوية والحساسة، المدنية والعسكرية على حد السواء".

وكشفت عن شراء المغرب تلك الأنظمة صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية، التي أصدرت المعلومات في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، خلال معرض دبي الجوي.



أوضح مصممو هذا النظام في موقع "لينكد إن" أنه "يشكل نظام حماية معياري وسريع وفعال ضد غارات الطائرات دون طيار غير القانونية".

كما يقدم حلولا كاملة للمطارات والبنى التحتية الحيوية والقواعد العسكرية والأحداث الوطنية الكبيرة.

وهو ما يسمح للحكومات والبلديات والمنظمات بالتوقع والاستجابة بسرعة وبشكل فعال لغارات الطائرات دون طيار غير القانونية، بحسب المصدر.

وبينت الصحيفة أن نظام سكاي لوك دوم صغير وسريع التحليق وينتشر لاعتراض الطائرات دون طيار المعادية.  

وباستخدام شبكة، يزيل مستشعر الطائرات دون طيار بأمان وفعالية الطائرات بدون طيار غير المصرح بها في مجال جوي معين. 

وبمجرد اكتشاف التهديد من طائرة دون طيار بواسطة الرادار أو النظام البصري، فإن "إقفال الرادار" - وهو جهاز متقدم ومستقل أو شبه مستقل - يقترب بسرعة من الهدف المتحرك. 

ثم باستخدام المستشعرات المدمجة من أجل تحديد وتتبع الهدف المتحرك، يعمل مستقبل الطائرة دون طيار بسرعة على تحييد الطائرة من خلال إطلاق شبكة عليها.

وبشكل عام، يضمن النظام استمرارية المهمة من خلال إطلاق طائرات دون طيار إضافية في حالة إجبار الطائرة دون طيار المعادية على التوقف عن العمل.  

وأخيرا، تقع منطقة العمليات على بعد 1.5 كم من نقطة البداية. 

ونقلت الصحيفة أن هذا النظام له ميزة أخرى تتمثل في إمكانية تنشيط النظام وتشغيله بالكامل في 30 دقيقة.  

وتتضمن حزمة المجموعة الإسرائيلية أيضا نظاما للكشف عن ترددات الراديو الذي يتم استخدامه في البيئات الحضرية، حيث يكون تحديد موقع الطائرات دون طيار أكثر تعقيدا. 

ويتكون هذا النظام من هوائيات شعاعية تبحث باستمرار عن ترددات الهواء الأكثر استخداما، مما يوفر تغطية بزاوية 360 درجة.

وأضافت الصحيفة أنه يوجد في إسرائيل شركات أخرى تعمل على تطوير تكنولوجيا مضادة للطائرات دون طيار، لكن هذه المجموعة تتميز بتسويق أجهزة بسيطة ورخيصة نسبيا. 

وأوضحت أن نظام سكاي لوك دوم عرض لأول مرة هذا العام في معرض ومؤتمر الدفاع الدولي، أكبر معرض تجاري للأسلحة والأمن في الشرق الأوسط، والذي يقام كل عامين في أبو ظبي.

وفقا "لغلوبس"، اشترت 27 دولة، بما في ذلك المغرب والإمارات العربية المتحدة والعديد من دول شرق آسيا، نظام سكاي لوك دوم.

كما أن حوالي 70 بالمئة من مبيعات هذه الشركة حاليا هي من نصيب العملاء العسكريين.

ونوهت الصحيفة بأن وزارة الجيش الإسرائيلية تسيطر على جميع الصفقات، وهي المسؤولة عن الموافقة عليها. 

في الواقع، تدير وزارة الجيش الإسرائيلية المفاوضات بدلا من شركات الأسلحة نفسها. 

وأشارت الصحيفة إلى أن المغرب اشترى الآن نظاما مضادا للطائرات دون طيار، لكن قبل ذلك حصل على عدة نماذج منها. 

ومنذ عام 2017، طلبت القوات المسلحة الملكية ثلاث طائرات من طراز هرمز 900 من شركة تصنيع الطائرات الإسرائيلية "إلبيت سيستمز"، والتي يستخدمونها لمراقبة البلدان المجاورة. 

إضافة إلى ذلك، استلم المغرب في فبراير/شباط 2020 ثلاث طائرات مسيرة من طراز هيرون ضمن صفقة اتفق عليها عام 2013، مقابل نحو 50 مليون يورو، مزودة بأنظمة ومعدات إسرائيلية متطورة.

وجرى نقل تلك الطائرات من إسرائيل إلى فرنسا، ومن أوروبا إلى المغرب.

وذكرت "الإسبانيول" أن زيارة غانتس إلى الرباط ستؤدي إلى إنهاء عقد مشروع التطوير الصناعي لطائرات كاميكازي دون طيار في الدولة المغاربية. 

وبهذه الطريقة، سيتمكن الإسرائيليون من إنتاج طائرات دون طيار في المغرب بكميات كبيرة وبسعر أقل بكثير، وسيتمكنون من التمركز في أسواق تصدير الأسلحة، تقول الصحيفة.